سيناريو الطلقة الطائشة !ا

تراســـيم..

سيناريو الطلقة الطائشة !!

عبد الباقي الظافر

في الأسبوع الماضي حطت طائرة رئاسية رحلها بكادقلي.. ترجل من جوفها أربعة رجال إدريس عبدالقادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية، والفريق يحيى حسين ممثلين لحكومة الخرطوم، وحزبها الحاكم، أما ياسر عرمان واللواء خميس جلاب فقد ارتدوا قبعة الحركة الشعبية بشمال السودان.. عند سلم الطائرة استقبلهم الوالي أحمد هرون.. الوفد المشترك انخرط في اجتماعات متتالية مع أطراف النزاع في ولاية جنوب كردفان.. من المفترض أن يكون الوفد قد نجح في صب الماء البارد على النزاع الناشىء.. ولكن ما إن غادر الوفد البلدة الخضراء حتى عمتها سيول الدم الأحمر.. وكان نصيب الوالي هرون من الغضب دانة هدت سور مقر إقامته. حتى لحظة وصول الطائرة الرئاسية كان الخلاف محدودا في تفسير نص من نصوص اتفاق السلام الشامل.. النص يتعلق بميعاد تسريح مجندي جنوب كردفان والنيل الأزرق من أعضاء الجيش الشعبي.. الحكومة من القائد الأعلى إلى القائد الأدنى ومن على صفحات الصحف حددت الفاتح من يونيو الجاري موعداً لتنفيذ الإجراء كرهاً أو سلماً.. فيما تمسكت الحركة ومنسوبيها بما تراه بنداً دستورياً.. إذا لم يحدث استفزاز متبادل كان بالإمكان تجاوز الأمر عبر اللجوء إلى طرف ثالث يتمتع بثقة الطرفين. في تقديري أن الحركة الشعبية وحتى هذه اللحظة مارست قدراً من الدهاء الدبلوماسي.. اعتبرت أن الأمر خلاف شمالي لا يعنيها.. زادت في إثبات حسن النية بأن جعلت نائب الأمين العام ياسر عرمان عضواً في لجنة رأب الصدع التي اتجهت إلى كادقلي.. أما رئيسها في شقها الشمالي الفريق مالك عقار فقد لبس ثياب الواعظين محذرا من سيناريو الطلقة الطائشة التي يمكن أن تحيل هدوء النيل الأزرق إلى حرب بلا هودادة. حكومتنا كانت تسير في جبال الوادي بلا كتاب منير.. السيد رئيس الجمهورية في حملة مولانا هرون الانتخابية تحدث بحماس القائد الحزبي الذي يهمه النصر العاجل.. أما الوالي أحمد هرون فقد ارتدى يوم الجمعة لأمة الحرب.. أرسل من خلال برنامج مؤتمر إذاعي جملة من الاتهامات.. أقر رسميا أن ولايته تشهد حالة تمرد عظيم على رأسه نائب الوالي.. قام مولانا الوالي بطرد جميع منسوبي الحركة من حكومته المكلفة.. رغم أن هنالك نفراً من أعضاء الحركة في جنوب كردفان أبدوا عدم رضاهم عن التصعيد في منطقة لا تحتاج في هذا الوقت إلا للسلام. رغم حالة التعبئة العامة التي انتظمت الخرطوم والتلويح بحرب طويلة من جانب الفريق الحلو.. إلا أن هنالك فرصة عظيمة لتجاوز حالة الاحتقان الدامي في جنوب كردفان.. ربما تمثل قمة البشير سلفاكير المقرر عقدها في أديس أببا سانحة جيدة لإعادة الأمل لأهل السودان.. المشير والفريق من رجال المؤسسة العسكرية الذين يدركون ماذا تعني الحرب. الحرب ليست مجرد نزهة سهلة للشمال والجنوب. وليست خياراً جيداً للحكومتين.. لحكومة الخرطوم ربما تعني جرها لمسلسل درعة السورية.. أما الفريق سلفاكير فأسوأ سيناريو أن يتوج نفسه رئيساً من تحت تخوم الدخان.

التيار

تعليق واحد

  1. يا عبد الباقي الظافر اتمنى ان يخفف الله من جرحك الذي تسبب فيه والي الخرطوم في المؤتمر الصحفي الذي وصف سؤالك بغير الموفق وعدم الادب (صحفة ملطشة )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..