بيع الوهم

[CENTER]بيع الوهم
[/CENTER]

دخل الإضراب العام في المغرب يومه الثاني في أعقاب اعتقال الشاب ناصر الزفزافي قائد حراك شعبي يطالب برفع التهميش عن الريف، والمناداة بتنمية اقتصادية، قصة الزفزافي أنه اعترض أحد أئمة المساجد التي تسبح بحمد السلطة، اعترضه لأن إمام المسجد وصف الحراك الشعبي الذي يقوده الزفزافي بأنه (فتنة)، ومارس تحريضا ضد الحراك الذي ينادي يتحقيق تنمية ليس إلا.. فلم يكن أمام الشاب إلا أن هاجم الإمام، واتهمه بالكذب، بعدها انفجرت الاحتجاجات داخل المسجد، ثم تطورت- لاحقاً- إلى إضراب عام.

الغلاء لا يتوقف في الأسواق، والوباء يفتك بالآلاف من المواطنين في ولايات السودان، ووزارة الصحة تتوقع الأسوأ مع قدوم فصل الخريف، ووزير الصحة يعدّها ليست مسؤوليته.. في هذه الأثناء يُحدثنا مساعد الرئيس إبراهيم السنوسي الذي سبق أن قال إنه نذر باقي عمره لإسقاط النظام، يقدم للناس وصفة جديدة عن حل الضائقة المعيشية- الذي لن يأتي إلا بالقرآن.

حديث السنوسي وغيره كُثر، غير أنه يبيع الناس الوهم، فهو يعرّض بالدين، الدين الذي يطرحون أنفسهم حماته، ولو أن السنوسي الذي ابتدر مهامه في القصر بتدشين مشروع الهجرة إلى الخلاوى، لو أنه ما زال في المعارضة لكان الحل لديه ليس القرآن، إنما إسقاط النظام.

معلوم أن مثل هذا الخطاب البائس ينتهي الحال بصاحبه إلى موجة عارمة من السخرية، والمزيد من الاستفزاز.. ولن يؤتى أكله وسط الناس الذين وعوا دروس الوهم.

لكن.. هذا الخطاب يعبِّر عن حالة عجز تام، فهو بجانب أنه لا يقدم حلاً عملياً، فهو- أيضاً- محاولة للتملص من تحمل أي مسؤولية إزاء المواطنين.

غير أن مثل هذا الخطاب ظل يتبناه بعض أئمة المساجد السذج، الذين تتكرم عليهم الدولة بمخصصات، مثل الإمام الذي حمّل ندى القلعة مسؤولية غلاء الأسعار، وذاك الذي يعدّ أن أزياء النساء تحجب الأمطار.. لكن أن يتبناه سياسي يرأس هيئة شورى حزب كان رقماً في المعارضة، فهذا ليس فقط العجز، إنما بيع الوهم.

ليس من مهام من يتقدم الناس أن يمارس عليهم وصاية الدين، وأن يرشدهم إليه، فهم لا حاجة لهم لذلك، من يتقدم الناس مهامه أن يُنزّل قيم الدين بياناً بالعمل، وليس فقط إطلاق الكلام المجاني، ومن ثم التحلل من المسؤولية، فحينما يسأل عن الفشل، سوف لن يتردد في تحميل المواطن المسؤولية؛ لأنه ابتعد عن القرآن.

هذا الخطاب العبثي ينبغي أن يتوقف أولاً قبل كل شيء، فالناس ليسوا في حاجة إلى تلقينهم ما ينفعهم وما يضرهم بالقول لا بالفعل.. كفى بيعا للوهم.

شمائل النور
التيار

تعليق واحد

  1. هم الوهم لا تصدقي مسرحية الترابي البشير وال40 حرامي هم ابعد من الدين والتدين انه شكل من أشكال التدين الشكلي الرعاع والهمج

  2. الدين اصبح مطية و مجرد وسيلة لاخضاع الشعب و الكذب عليهم … يمارس ذلك مجرمو الانقاذ و اذيالهم من هيئة زبالة السودان … تمثيل حقيقي لمقولة ماركس : الدين افيون الشعوب .. لكن هؤلاء الجهلة لا يدرون ان الشعب السوداني اذكى من ان يصدق الاوهام .. حتى الذين انخدعوا في اول الامر ايقنوا ان الاسلامويين مجرد لصوص و مجرمين قتلة لا دين لهم و لا اخلاق …

  3. الاسلاميين اصلا لا يهتمون بقوت الناس وعلاجهم .لم اسمع د.نافع يوما واحدا يتحدث او يسال واليا،عن كيف يفطر شعبه او يصل الى بيوته.كيف يتعالج ….الخ.الحديث كله عن المؤامرات والاستهداف.هؤلاء مرحلة من ثقالة الدم وعدم الاحساس ونقص التربية والدين.لك الله ياشعبنا المسلم لك الله لك الله .

  4. هم الوهم لا تصدقي مسرحية الترابي البشير وال40 حرامي هم ابعد من الدين والتدين انه شكل من أشكال التدين الشكلي الرعاع والهمج

  5. الدين اصبح مطية و مجرد وسيلة لاخضاع الشعب و الكذب عليهم … يمارس ذلك مجرمو الانقاذ و اذيالهم من هيئة زبالة السودان … تمثيل حقيقي لمقولة ماركس : الدين افيون الشعوب .. لكن هؤلاء الجهلة لا يدرون ان الشعب السوداني اذكى من ان يصدق الاوهام .. حتى الذين انخدعوا في اول الامر ايقنوا ان الاسلامويين مجرد لصوص و مجرمين قتلة لا دين لهم و لا اخلاق …

  6. الاسلاميين اصلا لا يهتمون بقوت الناس وعلاجهم .لم اسمع د.نافع يوما واحدا يتحدث او يسال واليا،عن كيف يفطر شعبه او يصل الى بيوته.كيف يتعالج ….الخ.الحديث كله عن المؤامرات والاستهداف.هؤلاء مرحلة من ثقالة الدم وعدم الاحساس ونقص التربية والدين.لك الله ياشعبنا المسلم لك الله لك الله .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..