مقالات سياسية

منوعات..!

(1)
الحكومة السودانية الراهنة؛ دائماً تريد أن يكون المواطن هو مصدر (راحتها..!!) تحكمه بمناصب تشريفية؛ وعليه أن يبذل لها الجهد..! يحمل عنها ولا تحمل عنه أكثر من (وعود) وتنظيرات تحلّق بجينات فنائها؛ لأنها مبنية على لا شيء..!
(2)
بلا شك ــ في وجود السلطة الفاسدة ــ لو أن شخصاً ذهب بماله ليشتري أمتاراً في ثبج البحر ليبني عليها بيتاً؛ لما توانت السلطات في منحه شهادة سكن..! وهذا شرَهٌ بينه وبين (الوطنية) فضاء بلا نهاية..! تدني الشعور بالانتماء للوطن تخالطه أنانية مفرطة لحد المرض؛ تجعل بندول المسؤول دائراً عكس طموحات المواطن؛ أي مع (طموحاته الشخصية)..!
(3)
للعارفين تظل سوح الإعلام عندنا بحاجة إلى العفوية مع الاحتراز من الغفلة..! والعفوية غير الواعية ــ في الغالب ــ مضيعة لكثير من امتيازات أهل الإبداع..!
(4)
بعض الكتّاب أفكارهم مثل (الموضة) تتغير حسب الهوى لا المبدأ..! والمبادئ بضاعة قابلة للتلف..! إذا صحت الجذور فثمرة الضمير هي الباقية دون تلف..!
(5)
التجارب لن تكون ذات فائدة ما لم يتعلم الأفراد أن لكل دور (أجل).. فلا ينسج الكاتب مصيدته بنفسه من خيوط الغرض (الرخيصة) لإرضاء زيد من الناس، حتى إذا (وقع) تبين له كم كان صغيراً وضحلاً..! أعني ــ في العموم ــ أن الزمن يتسرب؛ فلا نجعله مطية للندم مستقبلاً على بعض الأفعال التي كان بالإمكان تلافيها..! وهي أفعال يحققها (شح النفس) لا غير؛ وليست بعيدة عن الجهل..!
(6)
الكاتب الذي يكون همّه الأول انتظار (أول الشهر!!) يحط من قدر المهنة، بمثلما يحطها المشغول بتوفير ذات المرتّب اعتماداً على (جهات أخرى)..!
(7)
من يختار البقاء في الوطن لا يفعل ذلك حباً في (التعب)؛ ولكنها الأشياء التي نحن مكرهين عليها ما بين (عاطفتنا وظروفنا)… وكلما سنحت الفرصة لمهاجر ازداد الأمل للحازمين حقائبهم (في الانتظار).. وما الحياة سوى (أمل) قريب من ظلال هذه المعاني للشاعر أبو المعالي عبد الرحمن ومطربنا البديع العاقب محمد حسن:
أملٌ صليتُ في محرابه
وطويتُ العمر فيه والسنين
سجد القلبُ على أعتابه
يتمنى أن يرى الشك يقين
كم شربتُ المرّ من أوصابه
ليتني ما كنت بين الشاربين
* مرارة الراهن في بلد متهاوٍ على التوالي؛ تجعل اليقين الغالب متجهاً خارج الحدود؛ حيث الوطن البديل..! والحسرة تدور كلما اكتظ قطار الهجرة بحثاً عن الذات و(كفايتها).. لكن ليس بالأماني والأسف تتعالج (الثقوب) التي يتسرب عبرها بنو وطني..!
خروج:
لا تختلف حمير الدكتاتورية وجنرالاتها عن بغال التكفير.. جميعهم يصيحون من مسافة ليست بعيدة عن الجحيم..!
أعوذ بالله
الجريدة

تعليق واحد

  1. للعارفين تظل سوح الإعلام عندنا بحاجة إلى العفوية مع الاحتراز من الغفلة..! والعفوية غير الواعية ــ في الغالب ــ مضيعة لكثير من امتيازات أهل الإبداع..!

    هذان السطران الذان يشعان حكمة لابد أن يكونا حصيلة قراءة وافرة لكثير من الفلاسفة.

    كم نحتاج مثل هذه الحكم.لا لنقرأها فقط، ولكن للتدرب عليها حتى تنغرس في طباعنا فتثمر رجاحة عقل عند طيش العقول.

  2. لك التحية أخ عثمان ولكل الشرفاءمن أبناء هذا الوطن

    من يختار البقاء في الوطن لا يفعل ذلك حباً في (التعب)؛ ولكنها الأشياء التي نحن مكرهين عليها ما بين (عاطفتنا وظروفنا)… وكلما سنحت الفرصة لمهاجر ازداد الأمل للحازمين حقائبهم (في الانتظار)..

    وما الحياة سوى (أمل) قريب حقا…. مثل ما تغني بهذا الأمل الفنان الراحل مصطفى سيدأحمد

    والله نحنّ مع الطيور..

    الما بتعرف ليها خرطة

    ولا فى إيدا جواز سفر

    نمشى فى كل المدائن…..

    أو كما تمنى بدر شاكر السياب

    ليت السفائن لا تقاضي راكبيها من سفار

    أو ليت أن الأرض كالأفق العريض ، بلا بحار

    ما زلت أحسب يا نقود ، أعدكنّ و أستزيد ،

    ما زلت أنقص ، يا نقود ، بكنّ من مدد اغترابي

    ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي و بابي

    في الضفّة الأخرى هناك . فحدثيني يا نقود

    متى أعود ، متى أعود ؟

    وهل يعود

    من كان تعوزه النقود ؟ وكيف تدّخر النقود

    و أنت تأكل إذ تجوع ؟ و أنت تنفق ما تجود

    به الكرام ، على الطعام ؟

    أما الأمل الأكبر هو أن ينصلح حال بلدنا بزوال هذا النظام الذى أحال حياة الشعب إلى جحيم…

  3. مقال جميل ، ولغة جميلة ،وفكرة ذكية ، والحديث ليس عن الوطنية ، بل هو دعوة للصدق مع النفس قبل كل شيء

  4. للعارفين تظل سوح الإعلام عندنا بحاجة إلى العفوية مع الاحتراز من الغفلة..! والعفوية غير الواعية ــ في الغالب ــ مضيعة لكثير من امتيازات أهل الإبداع..!

    هذان السطران الذان يشعان حكمة لابد أن يكونا حصيلة قراءة وافرة لكثير من الفلاسفة.

    كم نحتاج مثل هذه الحكم.لا لنقرأها فقط، ولكن للتدرب عليها حتى تنغرس في طباعنا فتثمر رجاحة عقل عند طيش العقول.

  5. لك التحية أخ عثمان ولكل الشرفاءمن أبناء هذا الوطن

    من يختار البقاء في الوطن لا يفعل ذلك حباً في (التعب)؛ ولكنها الأشياء التي نحن مكرهين عليها ما بين (عاطفتنا وظروفنا)… وكلما سنحت الفرصة لمهاجر ازداد الأمل للحازمين حقائبهم (في الانتظار)..

    وما الحياة سوى (أمل) قريب حقا…. مثل ما تغني بهذا الأمل الفنان الراحل مصطفى سيدأحمد

    والله نحنّ مع الطيور..

    الما بتعرف ليها خرطة

    ولا فى إيدا جواز سفر

    نمشى فى كل المدائن…..

    أو كما تمنى بدر شاكر السياب

    ليت السفائن لا تقاضي راكبيها من سفار

    أو ليت أن الأرض كالأفق العريض ، بلا بحار

    ما زلت أحسب يا نقود ، أعدكنّ و أستزيد ،

    ما زلت أنقص ، يا نقود ، بكنّ من مدد اغترابي

    ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي و بابي

    في الضفّة الأخرى هناك . فحدثيني يا نقود

    متى أعود ، متى أعود ؟

    وهل يعود

    من كان تعوزه النقود ؟ وكيف تدّخر النقود

    و أنت تأكل إذ تجوع ؟ و أنت تنفق ما تجود

    به الكرام ، على الطعام ؟

    أما الأمل الأكبر هو أن ينصلح حال بلدنا بزوال هذا النظام الذى أحال حياة الشعب إلى جحيم…

  6. مقال جميل ، ولغة جميلة ،وفكرة ذكية ، والحديث ليس عن الوطنية ، بل هو دعوة للصدق مع النفس قبل كل شيء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..