مقالات سياسية

المرشح الرئاسي الأبدي

(1)

ما انضمّ فلان الفلاني (لو ذكرنا اسمو الهوا بقسمو!!) إلى ثورة الشباب، إلا خوفاً منها أو خوفاً من أن تفوته فرصة آخر ظهور مشرف له ولحياته.

(2)

أحسب أن دولة السودان تحتاج وبشدة إلى عملة دائمة أكثر من حاجتها إلى دستور دائم فليس من المعقول وكلما ضاقت الوسيعة الاقتصادية على الحكومة فكرت ثم دبرت ثم قررت إصدار أوراق نقدية جديدة والقاصي والداني يعرف أن ورق طباعة هذه العملات أعلى من قيمتها فلماذا لا تكون لدينا عملة دائمة كالدولار أو الاسترليني أو الين أو الفرانك أو الريال أو حتى الشلن كما في الصومال؟ ويا ليت أيام الشلن والفريني السودانيان تعودان يوماً لأخبرهما بما فعل فينا الدولار الأمريكي!!

(3)

عزيزي القارئ لا تستغرب ولا تستعجب إذا سمعت أو رأيت أو قرأت أو حتى (جابوه ليك) بأن الرئيس الجزائري أو (عزيز) الجزائر السيد عبد العزيز بوتفليقة والبالغ من العمر (ماشاء لله له أن يبلغ من العمر) والمرشح الرئاسي الأبدي للجزائر، صار هو مرشح الشباب الأول والمفضل!!

(4)

حزب المؤتمر الوطني حزب ممتاز (مين ممتاز دا؟) بشرط أن لا تنشر له ولو عيباً واحداً فقط ولا تلقي على مسامعه الذهبية جملة (ترحل بس) برغم أنني اعتقد أن جملة (ترحل بس) ليس فيها ما يعيب، وليست جملة بذيئة تستوجب المساءلة القانونية والذهاب إلى المحاكم كما أنها ليست جملة كفر يستوجب على قائلها تجديد الشهادتين والاستتابة الفورية وإذا رفض يضرب عنقه وجملة (ترحل بس) جملة عادية جداً مثلها مثل الذي يهدد الآخر (يا أنا يا إنت في الحلة دي) أي أن على أحدهما مغادرة الحلة وتركها للآخر وحل (ترحل بس) حل بسيط فمن قال للمؤتمر الوطني (ترحل بس) فما على المؤتمر الوطني إلا أن يعفو عنه أو يقول لنفسه (تقعد بس) ويترك القائلين (ترحل بس) دون اعتقال أو ضرب أو قتل أو دهس.

(5)

التهديد والوعيد بقطع الرؤوس وجز النواصي في الدول العربية والإسلامية ليس بالجديد، فقد عرف أغلبنا قصة سفاح بني أمية الحجاج بن يوسف وقولته المشهورة عندما دخل العراق، ورغم ما فيها من جمال وحسن ودعة عيش، ولأنه حاقد مثل كل السفاحين فقال (إنى أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وإنى لصاحبها) بل تمادى في ضلاله وقال (من أعياه داؤه فعندي دواؤه)(خلاص يا مالك الإمدادت الطبية) ومن استطال أجله فعلي أن أعجله (يريد الحجاج أن يتدخل فى شؤون ملك الموت) ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله (يريد أن يخفف عن أصحاب الرؤوس الثقيلة) ومن استطال ماضي عمره قصرت عليه باقيه (يعني لا مهرب من الحجاج إلا إليه) بل يذهب إلى أبعد من ذلك، ولو أن أحد المصلين كان جالساً بالقرب من الباب وأراد الخروج فيأمره الحجاج بأن يخرج من غير هذا الباب، وإلا ضرب عنقه وفي اتصال هاتفي مع الحجاج أكد لها هذه الواقعة فقال (والله لا آمر أحدكم أن يخرج من باب من أبواب المسجد فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربت عنقه) شفتوا الطغيان على أصوله؟ ثم جاء من بعده خلف من الطغاة والسفاحين، ولكن بمواصفات عصرية وحديثة وفتاكة فاستبدلوا السيف والنطع والسهام والحراب والدروع، بالأسلحة الحديثة الفتاكة والتي بإمكانها أن تحصد العشرات في لمحة عين، واخترعوا وسائل تعذيب جديدة ومتطورة ويفعلون كل هذا من أجل خراب دنياهم وآخرتهم.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..