(مفاوضات المنطقتين) … مبادرات لتعزيز الثقة!

مبادرات نطلقها عبر (الرادار) لتعزيز الثقة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف ذات الصلة بقضية الحرب في المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) لان تصبح جولة المفاوضات المقبلة رقم (17) الجولة النهائية للوصول لاتفاق لوقف نهائي للحرب في المنطقتين ، لا سيما وأن الايقاد قد أكدت علي لسان سفيرها بالخرطوم ليسان يوهانس أن (الحكومة والحركة الشعبية – شمال (جناح الحلو)) وافقتا علي أن تنطلق جولة المفاوضات الاسبوع الاول من فبراير 2018 باديس ابابا .
قبل الكشف عن المبادرات والتي أعتقد أن آخرون يوافقوني الرأي عليها ، ليست وليد لحظة وقد اقترحناها من قبل ولكنها ربما جاءت في غير مكانها وتوقيتها ومدلولاتها لاسباب وتقاطعات (دولية وإقليمية ومحلية وداخلية) .
المتابع لمشكلة الحرب في المنطقتين يجدها ليست جديدة ويعود جذورها لما قبل استقلال السودان فشلت دونها كافة الحكومات والاتفاقيات والتحالفات السياسية والتجريدات العسكرية ولازالت (موية تحت التبن) فتطورت تداعياتها (سياسيا ، ثقافيا ، مجتمعيا ، خدميا وتنمويا) وكادت أن تعصف بوحدة البلاد ، وبل ادخلت الاطراف داخل الحركة نفسها في أزمة جديدة من التصدعات ، واعتقد كلما طال أمد الازمة كلما تطورت تداعياتها بسبب تقاطعات المصالح والأجندات (العالمية والإقليمية والمحلية) .
غير أن المتابع لمجريات الساحة السياسية وتقلباتها وتحولاتها يجد أن هنالك كثير من (المياه قد (جرت تحت الجسر) علي كافة المستويات) وان هنالك العديد من المتغيرات التي لا يمكن تجاوزها علي كافة الأصعدة (الأمنية ، السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية) ، بينما نشطت عدة محاولات (دولية وإقليمية ومحلية) لراب الصدع ، ولكنها فشلت (لاعادة رتق فتق) الحركة الشعبية – شمال بسبب تقاطعات المصالح من جهة ورفض الحلو وتعنته لاسباب تتعلق بعضها بالحلو نفسه من جهة ثانية وثالثة تتعلق بالثلاثي (عقار ، جلاب ، عرمان) ، علي العموم اتضح بمالا يدعو مجالا للشك بأن المفاصلة التي وصفها كثيرون ب(المسرحية) انها مفاصلة حقيقية أصابت وحدة الحركة في مقتل .
ليس بعيدا عن ذلك فإن رأب الصدع في جسد الحركة الشعبية – شمال يقودنا لتصالحات عامة ، بعيدا عن المجموعات التي انشقت ب(المنطقتين) وتحالفت مع الحكومة وأصبحت الان جزء من الحوار الوطني ، فان مجموعة الإصلاح والتي يقودها العميد رمضان حسن نمر ورفاقه العشرة ومجموعة تلفون كوكو تعتبران واقعا لا يمكن تجاوزهما لحل المشكلة في المنطقتين في وقت أصبحت الحرب فيها ليست خيارا مجتمعيا وقد امتدت جسور السلام وأصبح السلام بذاته هدفا استراتيجيا .
غير أن الناظر لقضية الحرب بصورة مجردة يجد أن (انعدام الثقة) لا زال يسيطر علي اللقاءات مابين دفاعات الحكومة واتهامات الحركة ، في وقت أصبح المواطن فيه مشتتا بينهما بين مكذب ومصدق ومضطرب وخائف ومتأمل ، وان الامال قد انغقدت علي الجولة المقبلة وتعتبر الاولي من نوعها بين الطرفين عقب انشقاق الحركة الشعبية – شمال، وقد بدأت استعدادات الحلو والحكومة كل علي حدة للجلوس على مائدة التفاوض خلال الأسبوع الأول من فبراير المقبل ، ومن المتوقع ان تركز الجولة على وقف العدائيات لانسياب المساعدات الإنسانية ومن ثم المفاوضات السياسية والترتيبات الأمنية والتي ظلت مربط الفرس في كافة (16) جولة السابقة غير أن المحاكمات التي تمت في حق بعض قيادات الحركة الشعبية – شمال أصبحت ايضا مشكلة .
بناء علي ما تقدم فان مبادراتنا تعتمد اولا علي مبادرة رئاسة الجمهورية لان تطلق مبادرة منها لاسقاط تلكم المحاكمات في حق المتمردين في المنطقتين ، ومن ثم مبادرة ترعاها الالية الافريقية بمساندة ومساعدات اممية لان تحل قيادات ووفود التفاوض معا الخرطوم قبل عقد جولة المفاوضات باديس ابابا ، ويكون جيدا ان نجحت المبادرات وتطورت للقاءات مجتمعية ، ونعتقد حينها نكون قد الغينا العقوبات وكسرنا حاجز (أزمة الثقة) ومساوئ الابتعاد عن الوطن ونكون حقا قد قربنا وجهات النظر وازلنا الحواجز للوصول لاتفاق لانهاء مشكلة المنطقتين .

إبراهيم عربي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..