مقالات سياسية

متى يتم الإعلان!؟

كفي بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا

لا يوجد شيء ينطبق عليه ما قاله احمد بن الحسين (المتنبئ) اكثر من ما يسمى حكومة الوفاق الوطني الحالية، والتي (فاتت الكبار والقدرها) ولم ير لها الناس حسنا، سوى ذلك الحسن الذي لم ولن يأتي بعد.

وحال حكومتنا هذه لا يسر صديقا ولا يكيد عدوا من كل النواحي بلا حصر ولا عدد ولا استثناء، فمن شظف العيش وضعف المرتبات وطيران الأسعار، مرورا بتفلت الدولار والمشاكل الأمنية وعدم الاستقرار السياسي، وانتهاء باضطراب العلاقات الخارجية والفشل الدبلوماسي وغيرها من الازمات.

اما اجتماعيا فلنراجع احصائيات الهجرة والنزوح والاغتراب والهجرة غير الشرعية والتي جعلت الكثير من شباب وشابات السودان يفضلون الموت غرقا وأن تبتلعهم غياهب اليم، بدلا من الموت تحت نير هذه الحكومة، اذ أن الأمر سيان وعلى اعتبار أن من لم يمت بسيف الحكومة مات بغيره، وايضا تزايد نسب الطلاق والانفصال وظاهرة طفشان الازواج وارتفاع معدلات اغتصاب الاطفال والنهب والسلب والاحتيال وحتى الدجل والشعوذة والتي اصبحت تعيش عصرها الذهبي هذه الأيام.

وليس ببعيد ما نراه ونسمعه من جرائم غريبة ومستحدثة وقتل الازواج بعضهم لبعض، وانتشار المخدرات والتي دخلت كل بيت سوداني بما فيها بيوت الوزراء والدستوريين والنافذين والذين تدخلوا مرارا لطمس ذلك واخفاءه، عملا بمن كان قبلهم والذين كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه وضمنوه واخرجوه، أما اذا سطل فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد، ويصدق ما يقولون بأن القوم هم القوم كانهم قريش!

حكومة يموت اطفالها لعدم وجود المال، وتخرج المسيرات طلبا للماء والنار والكلاء والذي كل الناس فيه مشتركون، وهل تشعر حكومتنا الموقرة بمعاناة الشعب باحزابها المائة ووزراءها المائة ووولاتها الثمانية عشرة ومعتمديها ووزراءها الولائيين وسفرائها المتعددين ومساعديها ونوابها ومستشاريها وخبراءها الوطنيين ورؤساء لجانها، فباﻟﻠﻪ كيف سيسمع رئيسها أنين واوجاع المسحوقين وسط كل تلك الضوضاء والجحافل الحكومية، وهي تهلل وتكبر وتصفق وترقص كمان.

وده (كلو كوم) وتضارب التصريحات الحكومية واخفاء المعلومات وانعدام الانسجام التام بين المكونات وعدم وجود التنسيق وكل (زول شايت براهو) مما اضعف الآداء الحكومي واضر بتنفيذ الخطط، وبالتالي ضعف الجهاز التنفيذي وعدم قدرته على ادارة شئون الدولة وتنزيل الخطط والاستراتيجيات العليا للدولة، مما حدا بالسلطان لاقامة (سقالة) ودعامات اطلق عليها اسم المجالس الرئاسية، ولو كان اهل الحكم يشعرون لما رضوا بالاستمرار يوما واحدا بعد ذلك، اذ أن اللبيب بالاشارة يفهم ويحس، ولكن يبدو أن تخدير السلطة اقوى من كل المنبهات والاشارات الرئاسية.

وعلى والينا المعظم ان يختار ما بين اعلان حل ووفاة الحكومة والاتيان بغيرها، أو اعلان وفاة شعبنا، عل الله أن يستبدل له شعبا غيرنا وربما لا يكونوا امثالنا.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..