دولة الملك تنبل .. بين خراب الماضي وضياع المستقبل ..!

قصة من مجموعة كتابي ..تحت الطبع ..بعنوان ..
(إحباطي وقماحي في مسائي وصباحي ..)
يحكى أنه في الزمان الأول كانت هنالك مملكة غارقة في الخيرات ويأتيها الطير من كل سماوات الدنيا .. ليملاْ حواصله ويحمل في أجنحته ومناقيره ما يطعم به صغاره العاجزين عن الطيران بعيدا ً عن الأعشاش !
كان الشعب منعما في عمله ويلبس مما يصنع و مترفاً في مأكله مما يزرع و مرتوياً في مشربه مما ينبع .
لكن ملوكها الذين تعاقبوا عليها .. إما هم غافلون عن إدارة تلك النعم المسداة ومنشغلين بكثرة الكلام أو منهمكين في تجاذب الكراسي بين طوائفهم أو هم من المتسلطين الذين يسرقون التاج ليلاً في غمضة أولئك البرايين !
يأتي أحدهم ليسقط ملكا عن سرجه ويذهب الآخر بشلاليت الشارع الذي مل الوقوف في صفوف البرسيم للخيول و العلف للرواحل الآخرى من البغال و الأبل ..ثم دخل الجوع الى الحيشان التي كانت مترفة بوفرة غلتها ..فرحلت عنها عصافير الخريف الذي تحول الى صيف وجفاف !
ثم عاد ملك النقة مرة أخرى ليلبس عمامة سلطته و لكنه لم يلبث كثيرا حتى ..كنسته لحية صهره الماكر الذي كان يمد له يمناه باسما راقصا ويخبي بيسراه سكين التأمر و ركله معه جنده المزيفون في ملابس العسس الملكي .. ونصبوا التنبل ملكا ظنا منهم أنه سيكون عوير الفلم في مناظره الأولى ومن ثم يسقطوه من خلف الشاشة !
لكن رياح اللعبة لم تأت بما اشتهت سفينة الخطة التي أصبح قياد دفتها و توجيه أشرعتها في يد طغمة الجند الهبلة التي أعطوها الطبلة . وتبعهم نفر من مهاويس الجشع أملا في الغوص الى مكامن اللولو والمرجان .. وقد صاح فيهم التنبل ضاحكا .. من يريد الإبحار معي فلاباس ليبقى معلوفاً من طشت الفُتات ومن أبى فعليه أن يقفز قريبا من البر ..قبل ان أقذف به عند الموج العالي !
نزل من نزل ولبد من لبد ..وسارت المركب في اليم المتلاطم بالخناقات وسرقة مونة الرحلة المنهوبة من سوق المدينة بعد نجاح المغامرة بالرحلة دون بوصلة أو خبرة ربان و ثقل الحمولة من الأزيار والكيزان للغرف من بحر الأوطان !
نضب المعين و ازدات كروش التنبل و الأخوان و أعوان السلطان !
وباتت المركب تتخبط لا هي وصلت الى جزر الأمان ولا استطاعت أن تعود لتلامس الشطآن عودة الى غابر الزمان وتسليم الدفة للسكان !
لكن من أضاع الماضي بالجهالة و خرّب الحاضر بلعنة التمكين ..لا يتورع عن طلب معونة الشيطان في سبيل بقائه في ركن الأمان من غضب الأرض والإنسان وينسى في سبيل ذلك حتى مخافة الرحمن !
ويحكى أن جماعته أشاروا اليه بأن رجلا يدعى كريستوفر كلومبس قد اكتشف مملكة في أقاصي الأركان يسكنها خليط من البشر يقال لهم الأمريكان .. وذكروه بأننا قد مررنا في رحلة مركبنا الهائمة الى المجهول بسفينة ذلك المكتشف و رجمناه بالحجارة وكلنا له من ألسباب أطنانا ودعينا له بعذاب جهنم وبئس المصير لانه كان يشبه ابليس وخفنا أن يضر بمسيرتنا القاصدة الى الجنة المنشودة .. فقال لهم التنبل .. وهل تعتقدون أنه سيقبلنا .. قالوا بلى .. مارايك أن نوسط له إبنه المدلل الذي يحكم سلطنة صهيون سليل الشياطين !
ثم نبعث يا مولاي بوزيرك الجخس .. لينحنى له في بلاطه و يطلب العفو والسماح .. ثم يكسر عند قدميه كل سلاح العداوة .. من كلام ورماح .. و يقبل الجزمات في سبيل تنحية العقبات وازاحة العقوبات ويحيلها الى معدات وشوية دولارات لفك الكربات و فتح الشهيات للمزيد من السرقات !
وهكذا يا مولاي نضمن مستقبل الوليدات .. وأنت لديك منهم من الأولاد والبنات الموروثين في التركات ..أو المدعين ابوتك والمتحكمين في الردهات ويوزعون في صالات الحفلات وريقات بها ارقام الجوالات .. جذبا لعيون الجميلات المتمنعات .. فصاح التنبل بأعلى الأصوات يا غلام .. هات السماعات وأطلب سيدي في بلاد المعجزات .. لنناقش معه موت الماضي و نخطط لما هو آت .. وقبل فوات الفوات .. و ظهور نتيجة الإنتخابات في تلك الولايات ..!
القصة بدت من هنا ولم تنتهي هناك !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. منذ زمن لم اقراء لوحه موسيقيه بمثل هذا الابداع والتوريه والتقيه لقد فاتت. تقيه الشيعه حرفنة وفنا…لعن الله التنابله اينما حلوا…

  2. الله عليك يانعمه .قصة تشم فيها رائحة الشارع السودانى . يلفه غبار الحياة مخطلتا مع عرق ( التعابه الغبش الغلابه) تحت هجير الشمس ورمضاء الحياة هكذا يكون الكاتب الحق المرتبط بواقع اهله ويحمل نبضهم ويعبر عنهم بوجدان حى . ويحمل مشعل التنوير والوعى لمحاربة الظلام . قصة نشعر كأنها كتبت لتعبر عن واقع اليوم . الله يخليك يانعمه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..