(اركب الدرداقة وإدّلى في العيادة)

للراحل الفنان الكردفاني إبراهيم موسى أبا أغنية يقول فيها:
ما دوامة الله هوى الدنيا ما دوامة
الدنيا ما بتنقدري، الله، شالت سجيلي القدري
شالت سجيلي القدري وفي المنام دموعي بلن سدري
طيري يا بلومة ودي السلام في يوما
ودي السلام في يوما للخيزران مريومة
بركب الكركابة الله هوي وبدلّى في ام روابة
«شنو كدا ما عارف» طاعن دابا جنني وجنن العذابة
انطوكي للنجاري بالخشب وراكي
انطوكي للحدادي بالحديد وراكي
انطوكي للحمّاري لملم حطيبو وجاكي
انطوكي للجمالي لملم قرافو وجاكي
انطوكي للطنباري سرّح قجيجتو وجاكي
إنها الدنيا، فعلا ما دوامة، فبعد ركوب الكركابة وهي العربة الكركعوبة المتهالكة من النوع الذي كان يُدار محركها بآلة «المنفلة» التي حلّ محلها الآن ما يعرف بـ «السويتش»، ويعتبر التلفون «أبو منفلة» من مجايلي تلك الموديلات من العربات القديمة، ومن أشهرها «الكومر» الذي ارتبط بالبوليس، ومنها أيضا السفنجة والتيمس أبيض ضميرك وأبو رجيلة وهلمجرا من عربات سادت ثم بادت وأضحت مجرد ذكرى، بعد أن اصبحت خردة يقول عنها الساخرون «عربيتك الكركوبة الحاضرة عرس حبوبة»، أطل علينا الآن زمان قد يضطرك لركوب الدرداقة، بل هذا ما حدث فعلا وصار من الممكن نسج أغنية على غرار «بركب الكركابة بدّلي في أم روابة» تقول «بركب الدرداقة وبدلّى في العيادة»..
على أحد أعداد الغراء صحيفة الحرة وعلى صفحتها الأولى قرأت خبراً تحت عنوان «فضيحة صحية بعطبرة» فحواه أن مريضة تمكن منها المرض حتى لم تعد تقوى على السير برجليها، أحضرها ذووها إلى المستشفى وهي محمولة على «درداقة» مثلها مثل أي سلع أو مواد أصبح من المعتاد أن تراها محملة على الدرداقات التي سدت مسد الحمالين والشيالين والعتالة، وليتني اكتفيت بهذا الخبر المكتوب، فقد فجعت ودهشت وانتابتني حالة جمعت بين نقيضين، فلم أدر هل أضحك أم أبكي، حين أراني زائر لي في تلك اللحظات صورة هذه المسكينة وهي مكومة داخل الدرداقة وشيخ كبير يمسك بالمقبضين يدفع بالدرداقة للأمام لإدخالها العنبر، منشورة على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، إنها قمة التراجيكوميديا أن ترى مشهداً كهذا، فحين تراه لأول وهلة وأنت خالي ذهن قد تحسبه تقليعة شاذة أو تظنه مشهداً في تمثيلية كوميدية، ولكن عندما تقف على حقيقته تظلم الدنيا في عينيك لهول ما رأيت من بؤس وتعاسة وبهدلة ودردرة ومهانة بلغها البني آدم حتى بلغ به الحال أن لا يجد نقالة يُحمل عليها المريض العاجز عن الحركة والمشي إلا هذه الدرداقة وكأنه بقجة أو شوال أو سقط متاع من النوع الذي تدلقه الدرداقات في مقالب القمامة، هل وصلت الخدمات الصحية إلى هذه الدرجة الميؤس منها من التردي والانحطاط حتى أصبح عصياً على مستشفى في أهمية مستشفى عطبرة الحصول على نقالات مع ان تكلفة إفطار واحد من إفطارات رمضان التي يدعى لها وجهاء القوم وعليتهم وتحتشد موائدها بالأطايب يمكن أن يجلب آلاف الدرداقات وماذا نقول بعد أن وصل الحال بالخدمات الصحية إلى هذا الدرك غير حسبنا الله ونعم الوكيل.
الصحافة
مشتهين السخينة وأمي امسكيني واركب الدرداقة ولله يامحسنين هو حال السودان للأسف
«شنو كدا ما عارف» طاعن دابا جنني وجنن العذابة
ده الدايرنو اهل ابو كلابيش عاصمه تانيه
و كان مغالطنى اسأل دفع الله الشمام الاعظم
انا حصلت لبنتي المولوده بالسعودية و قادمة في اجازة وديناها المستشفى ( عندها هبوط ) في رمضان الماضي بالدرداقه و يا حيدر يا هو دا سودان المشروع الحضاري
برضك يا ابا قرده عاوز النيجيريين يجو السودان فى سياحه علاجيه او علاج سياحى!! انت فاكر انهم ما يكونوا شافوا الصوره او قراوا الخبر… هذه مهانه لوزارة الصحه وللحكومه قبل ان تكون مذله للمريضه اللى اضطر اهلها لنقلها بتلك الطريقه الوطنيه .. بالله موش فضيحه بجلاجل ان يكون فى بنى أدم مريض يتم نقلو الى المستشفى بهذه الطريقه او الوسيله فى القرن الواحد وعشرين فى بلد يتمشدق حكامو بالتوجه الحضارى ويدعى رئيسو انهم جاءوا لخدمة مواطنيه “عباده”!! اى ضرب من العباده!!
يا ابا قرده هل يتبع لك مشتشفى عطبره وباى صفه؟؟ ماذا انت فاعل مع حكيمباشى اسبتاليه عطبره.. ما تقول انو الأسبتاليه دى تتبع للوالى!! اذا تابعه للوالى وزارة الصحه المركزيه شغلها شنو وايه مسؤولياتا تجاه المواطن.. رحم الله السودان الذى كان … ورحم الله ناسو اللى صرفو دم فلبهم على تعليمكم وما لقو منكم فى ألآخر الآ تعاليكم وتجهمكم واذلالكم له ونهب خيرات بلدو فضلا عن خداعو والنصب عليهو باسم الدين ..
اما اهل السودان فأن شيخ البنا يكاد يكون قد وصفهم فى قصيدته مخاطبا هلال العام الهجرى:
ياذا الهلال عن الدنيا اوالدين000 حدث فان حديثا منك يشفينى
خبّر عن ألأعصر ألأولى لتضحكنى 000 فان اخبار هذا العصر تبكينى
خبّر “وزيرا” ذا عز وابهة 000 أن “الوزير” وان عزّ الى هون
ترضون بالدون والعلياء تقسم 000لآ تدين لراضى النفس بالدون (فى هذا البيت طبعا يخاطب السودانيين)
كيف تقابلون ربكم ان كنتم تؤمنون به وباليوم ألأخر !!
يا جماعة الخير المكاشفى صائم وما عايز يقول النهيدطاعن داباوانا اتوكلت وقلتها واللهم انى صائم
وزير الصحه ابوقرده متمرد سابق وكان مطلوب للجنائيه وسلم نفسه لاهاي لانه ما جعلي الباقي منو ؟ ماذا تنتظر من هؤلاء ولانك كويز ح تكابر وتقول البشير دا احسن….. تم الباقي يا حيدر يا خوي دي افكاركم يا كيزان الجن
(تكلفة إفطار واحد من إفطارات رمضان التي يدعى لها وجهاء القوم وعليتهم وتحتشد موائدها بالأطايب يمكن أن يجلب آلاف الدرداقات)
تاني درداقات يا المكاشفي..!!..الدنيا ما درداقة