الشحاد

لم تتمالك جارتنا نفسها من البكاء عندما دخلت على الارمله ذات الخمسين عاما و اربع ابناء أكبرهم عمره 12 عام فى احدى الرمضانات قبل اعوام فوجدتهم قد اعدوا عصيدة بملح و ماء فقط ,, و عصير كركدى من ماء الزير ,, و ينتظرون اذان الافطار ,, ثم تسألها فتحمد الله انها فى حال احسن من غيرها و تخبر بعض الجيران فيهبون لمساعدتها ,, بما يستطيعون ,, ثم تمر الايام و ينسونها و ينسون قصتها ,, و اتذكرها فى اواخر رمضان هذا العام ,, و نسرع للسؤال عنها لنجدها قد رحلت قبل عام و نصف ,, فيويح لذاكرتنا ,, تحن قلوبنا فى بادئ الامر و مع ضغط الحياة تجعلنا ننسي ,,
و اخر يختار مهنة ساعاتى عندما كانت الساعه و الوقت له قيمة ,, يخرج من منزله فى احد الاحياء الطرفية مع بزوق الشمس و يرجع مع غيابها يحمل كيس عيش و عشرين جنيها ,, لم تدخل ابنته المدرسه هذا العام و لكن لديه أمل كبير ان تتحسن ظروفه فى العام المقبل التى تتيح له أن يدخلها المدرسه فحتى شهادة الميلاد لم يستطع اخراحها ,,
و فى احدى الجوامع قام رجل اعطاه الله بسطة فى الجسم بعد الصلاه و السلام مباشره ,, حكى ظروف والده او اخيه لا اذكر و اخرج اوراق مرضيه و صورة اشعه كبيرة الحجم حتى الاعمى يراها و ان كان فى اخر ركن فى المسجد و صوته الجهور العالى اسمع الجميع طالبا المساعده ,, فهو في سباق مع الزمن ,, بصوت جهور تحدث بسرعه و كأنه درس ادارة الوقت واقناص الفرصة و اختطاف الانظار ,, و من بين خمسه احدهم مشلول يحمله شاب و اخر معوق و اعمى و رجل كبير ,, و أخر من الولايات البعيدة ,,لا وقت ليتكلم الجميع ,, قاموا فى وقت واحد ثانية واحدة كانت الفرق ,, ثم قاطعه بالمكرفون احد اعضاء لجنة الجامع مذكرا المصلين بأن الجامع يحتاج الى كذا و كذا و طالبا من الخيرين الدعم ,, و جيوش من الشحادين فى باب الجامع ,, و مصلي أخر يتحدث مع جاره مستنكحين و محتالين كلهم ,, ما أمشوا اشتغلوا ,,
كمية عظيمة من المتسولين فى رمضان و عيد هذا العام فى و الكميه كل عام تذيد بصورة مضاعفة ,, الشوارع مليئه بالشحادين ,, بعضهم يطرق الباب بعنف و شده كأن له حق عندك ,, و اخرون فى استوبات ,,ورجل تعدى الستين عاما قميصه بالى لديه دقن لم تحلق لأسابيع كان موظف نزل المعاش ,, لديه خمس بنات فى مراحل تعليميه مختلفه معاشه لايكفى مصاريف اسبوع ,, الاجازة بالنسبه له بنك للتوفير من مصروفات ابنائه الطلبه ,, فى البداية اختار ان يكون تاجر و ظروف السوق أخذت كل راس ماله ,, ثم عمل سمسار فتره لم يجنى سوى الوعود و السراب فلغة السوق مختلفه عن ما الفه فى وظيفته ,, أختار بعض اقاربه و معارفه و حدثهم بظروفه ,, تأثروا و اجزلوا له العطاء فى البداية ,, ثم تراخت ايديهم بمرور الايام ليس لانهم قلوبهم قست أو ان ظروفه تحسنت او انهم فقدوا اموالهم ,, الظرف الاقنصادى متدهور و فى كل يوم يدخل المنظومة فقراء جدد و العدد فى اذدياد بالنسبه لهم ,, الفقراء الجدد شاركوه فى ما يجود به اولائك الخيرين ظروف بعضهم اصعب من ظرفه ,, يحتاجون ايضا للمساعده ,, أخيرا لم يجد حل الا ان ينخرط كأحد شحادين المدينه بطريقة اخري ,, احد اغنياء المدينه قال لى لو انفقت كل ثروتى لن احل مشاكل المحيطين و الذين اعرفهم من شدة فقرهم ,, الظروف الاقتصاديه فى تدهور مستمر فى السنوات السابقة ,, و اعداد الفقراء فى ذياده و ارتفاع ,, جدار من الحياء يمنعهم الشحده و كلما يذداد فقرهم جزء من الجدار يتأكل ,, و اغلب الظن انه بمرور الزمن يزول ,, هذا المشهد يتكرر هنا و هناك ,, و نسخه من هذا المشهد و هذه الصورة و هذا الوجه تجده فى أماكن كثيرة و ان اختلفت الوجوه و الشخصيات ,, أنا و انت وهى و هم نرى هذه القصة يختلف المكان و ابطال القصة,, جيوش من الغلابه و الوجوه الشاحبة البائسه و بطون خاوية ملتصقة بالظهور ,, و ظروف أقتصادية قاسيه تصهر الطبائع و الاخلاق ,, الاف الجوع و الاف المرضي و الاف البؤساء ,, بيوت من طين و رواكيب من قش ,, وجوه شاحبه ,, و ملابس باليه مهترئه و ارجل متشققه و أحذيه قديمة ضاحكة .. فأين الحل ؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. توبوا الي الله جميعا ايها المؤمنون … ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا

    الحل يا عزيزي الناس تتقي الله حق تقاته وترجع اليه بقلوب مليئة بالثقة

    الحمد لله علي كل حال نسأل الله اللطف والعفو والمغفرة

    بي صراحة حكومة علي شعب بعيدين عن الله

  2. صوره مليئه بالتعابير الواقعيه و واقع مرير و سقوط مستمر الحل في ذهاب هذه العصابه الظالمة الفاسدة المرتشيه

  3. توبوا الي الله جميعا ايها المؤمنون … ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا

    الحل يا عزيزي الناس تتقي الله حق تقاته وترجع اليه بقلوب مليئة بالثقة

    الحمد لله علي كل حال نسأل الله اللطف والعفو والمغفرة

    بي صراحة حكومة علي شعب بعيدين عن الله

  4. صوره مليئه بالتعابير الواقعيه و واقع مرير و سقوط مستمر الحل في ذهاب هذه العصابه الظالمة الفاسدة المرتشيه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..