الأنتفاضة القادمة

الأنتفاضة القادمة

د. عوض عثمان
[email protected]

ارسلت للاخوة في صحيفة الراكوبة الالكترونيه مقال كنت قد نشرته في مواقع سودانيزاون لاين وسودانابل بتاريخ 10 اكتوبر 2006م، وقد تكرموا بنشره فورا؛ وثبتوا تاريخ نشر هذا المقال بتاريخ اليوم 12.09.2011م، واقدر أن هذا لما يحمل المقال من موضوعية تنطبق حتي علي الظرف السياسيي الحالي. فالتجمع وإن كان غير موجوداً الآن بسب رفض قياداته للعمل القاعدي في فروع تمتد عبر البلاد من اقصاها الي ادناها، فان المواثيق التي قد اكتملت المناقـشة حولها في اسمرا و غيرها موجودة بيننا. وهي مواثيق تؤسـس للبديل الذي يقبل به الشعب وينتظره طويلاً. لكن نتيجة لإحتكار أحزاب المعارضة لتلك المواثيق و قبوعها في اضابير تلك الاحزاب جميعها وعدم توصيلها للجماهير، فقد ظلت حبراً علي ورق لا/ولم يلعب دورا في تطويرالروح النضالية للجماهير ولم يزيل عنها اللبس الذي تعاني منه نتيجة للأسئلة التي ظلت تردد من عناصر الامن والمؤتمر الوطني عن اين هو البديل لهذا النظام؟…..

مسأله حبس هذه المواثيق في ارشيف احزاب المعارضة لم يكن صدفة، بل كان نتيجة لعقلية ارادت ان تقوم هي بقيادة النضال ضد السلطة, وذلك بأن تطل علي الجماهير من عل وتحركها بالبيان المكتوب او القرار الفوقي الذي تقرره تلك النخبة المالكة للمواثيق والاتفاقيات، فتقوم الجماهير بالعمل المضني والمتمثل في التظاهر ومواجهة قوات الأمن والاحتياطي المركزي وحدها دون تلك القبادات، وهوعمل يتضمن التضحية بالروح والدم، وتقفـز هي من بعد انتصار الجماهير المغلوبة علي امرها دوماً، لتقود تلك النخب السياسية الدوله الوليدة الجديدة لتحقيق مصالحها هي دون الإلتفات لمصالح الشعب الغلبان. الشعب السوداني وعي هذا الدرس. فلا يلدغ امرئ من جحر مرتين كما قال المثل العربي فهل يلدغ الشعب السوداني من هذا الجحر ثلاثاً؟

ما هو الحل اذن؟ فالشعب يريد أن يتإكد من أن إنتصاره سوف يعود عليه بسلطة تؤمن له الآتي : –

1. إستحوازه على سلطة تسيير شئونه اليومية، ومشاركته فى العمل السياسى المباشر من القاعدة الي القمة بدون تقييد أو حجر لهذا الحق.
2. حقه في تكوين منظماته المدنية ( احزاباً، نقابات، روابط او جمعيات خيرية او ثقافية وغيرها) بالطريقة التي يراها حسب ارادته الحرة.
3. الفصل بين السلطات التشريعة و التنفيذية واستقلال القضاء
4. كفالة الحريات الأساسية كحرية الرأي والتنظيم والتعبير والتظاهر السلمي.
5. ايجاد جهاز لحفظ أمن المواطن و إحترامه كما يضمن تنفيذ اوامر القضاء المستقل واحكامه.
6. خلق جيش وطني بعيد عن السياسة الداخلية واجبه أن يحمي الدولة والشعب.

لتحقيق الانتصار علي هذه السلطة لابد من اتباع الآتي : –

1. مشاركة الشعب من القاعدة للقمة في التحضير للانتفاضة السلمية وذلك بتكوين كيانات تضم جميع القوي السياسية النشطة من حزبيين و نقابيين أو مستقلين في الأحياء، وعمل لجان تنسيقية علي مستوي المدن.
2. بعد تكوين لجان الأحياء، يمكن بدء التنسيق لاختبار القوة وللملمة مزيد من القوي لجانب القوي المعارضة للنظام بالاتفاق علي التجمع السلمي بدون رفع شعارات او لافتات لمعارضة النظام بل باختيار رموز متفق عليها تميز الموقف السياسي لحاملها ووقوفه مع القوي المعارضة للنظام، ومن ثم التجمع و الوقوف في اماكن مختارة في الاحياء تقوم لجان الاحياء بتحديد زمانها و مكانها كما تقوم بتفريقها بصورة سلمية لا تعرضها لمهاجمات قوات الامن.
3. بعد التأكد من القوة يمكن اتباع تكتيك التظاهر في الاحياء في اوقات مختلفة واماكن متفرقة بالتنسيق مع باقي الأحياء وذلك لارهاق قوات الامن و تشتيت جهدها اولاً، والعمل ثانياً علي كسابها تدريجياً لجانب الشعب، وذلك بعدم التعرض لها بالعنف واظهار وتأكيد التوجه السلمي للمواطنين تجاهها لكسبها لجانب الشعب فهي منه و اليه في النهاية.

الرغبات الطيبة والبيانات التي تحدد مواعيد التحرك الجماعي لن تكون قادرة علي تحريك الجماهير للتظاهر، أن لم تقترن بعمل واسع و دؤوب لتنظيم الجماهير في الاحياء والمدن بعد تمليكها المعرفة بمستقبلها الذي تسعي لرسمه, وتمتين الثقة في قدراتها علي تغيير الوضع السياسي الحالي بثورة تحقق مصالحها و طموحاتها.

تعليق واحد

  1. تخطيط ممتاز ما في شك، بس وين الناس المنظمين الحريصين الشجعان الح يعملوا كدا ، الا تستورد شعب يعني شوية رجال ونسوان من تونس ومصر عشان القصة تنحج بس بشعبنا الميت وقياداته النائمة لن تحدث هذه الانتفاضة وشتظل احلام نكتبها على الورق فقط

  2. الغاضبة طولي بالك شوية
    سؤال واحد يا د.عوض عثمان
    هل انت معترف بثورات الهامش ام لا؟
    هذا لا يلغي اقتراحك
    لكن المشكلة فى توافق المسارين السلمي الذى تقترحه والمسلح فى كاودا.
    ودعما لاقتراحك ارى ان يتحرك كل اصحاب المبادرات لبحث تمويل ارسال اذاعي
    ويقترح اخرون غيري قناة تلفزيونية.

  3. الأخوه الأفاضل الشعب السودانى يعى دوره تماما وقد قام بثورتين عظيمتين.
    تعتبر أسبابها نوع من الترف السياسى مقارنة بما ارتكبه النظام الحالى من جرائم.
    فالشعب السودانى يماثل جمهور مسرح راقى يشاهد مسرحيه هابطه صورها الاعلان مدفوع الأجر بأنها مسرحيه تناسب مزاجه وذوقه فوجدها غير ذلك.
    مسرحيه أبطالها حركات مسلحه لا تتفق فيما بينها وتحكمها القبليه والجهويه والمكاسب الآنيه وتدعى كذبا وزورا أنها تحمل هموم وقضايا السودان.
    فى الوقت الذى فيه أضرت بأهلها وأضرت بالقضيه الجوهريه وهى قضية التغيير.
    فمن يريد الشعب السودانى معه فليضع سلاحه ويكف عن العنصريه والجهويه البغيضه.
    ويدعو الى الوسطيه وتحكيم الشعب فى كل شىء عندها سيجد السند والدعم.
    أما أن يدفع الشعب السودانى الثمن ويكون البديل الوجه الآخر للعمله فهذا لن يحدث.
    فأعداء الشعب السودانى هم كل من حملوا السلاح واغتالوا أمانيه فى حياة حره وديمقراطيه سواء كانت تنظيمات مسلحه أو الانقلابات التى حدثت من داخل الجيش.
    حتى الآن لم يجد الشعب السودانى فرصته ليقول كلمته فى طريقة حكمه.
    وللأسف كل الذين حكموه والذين يريدون حكمه يفعلون ذلك بقوة السلاح.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..