من يقطع لسان عائشة..!!

قبل نحو عام زار وفد برلماني امريكا في اطار مجهودات تحسين العلاقة مع واشنطن.. حدثني احد افراد الوفد ان الامريكان كانوا في كل جلسة يسألون عن معلومة ايقاف أربعة عشر صحيفة يومية..وحسب محدثي انهم كانوا يجتهدون لتوضيح الرؤية ان الامر لم يكن إغلاقا بل تعليقا للصدور واليوم واحد وذلك لأسباب غير سياسية وتتعلق بالامن الاجتماعي ..حيث نشرت معظم الصحف خبرا منسوب الى ناشطة اجتماعية تفيد فيه بزيادة حالات اغتصاب الأطفال في عربات ترحيل التلاميذ من والى المدارس .
رغم ان الصحيفة التي اعمل بها شملها القرار الا اننا وزملائي في التحرير مارسنا نقدا ذاتيا حول مصدر الخبر وخلفيات المعلومة التي لم تستند الى اًرقام أحصائية .. وعندما تنشر اكثر من صحيفة ذات المعلومة هذا يعني رفع حالة التوتر الاجتماعي بين كل الاسرة التي لا يخلو فيها بيت من تلميذ.. هذا لا يعني تبريرا للتصرف الحكومي بل تفسيرا لحالة القلق الرسمية والشعبية.
امس نشرت الصحف خبرا اشد ايلاما في وقعه..السيدة عائشة صالح نائب رئيس المجلس الوطني كانت تتحدث الى زملائها النواب عن التعليم وأوضاعه في بلادنا ..وبما ان ناظرة البرلمان تقول سيرتها الذاتية انها كانت معلمة فنتوقع ان يكون الافتاء برؤية خبير..انتقدت السيدة عائشة التعليم الأجنبي ومناهجه المجهولة المصدر..وتمنيت ان تسال المعلمة السابقة عن سبب هجرة التلاميذ من المدارس الوطنية الى اخري رسومها بالدولار ..بالطبع الاسر لا تفعل ذلك من باب التفاخر او الاستعلاء ب(البرستيج) .. بل ان هنالك مدرسة تتبع لوزارة الخارجية تبشر في إعلاناتها الترويجية انها تدرس بالمنهج البريطاني والأمريكي ..الحقيقة ان مناهجنا تحتاج الى اعادة تنقيح ومراجعة حتى نتمكن من المنافسة في سوق التعليم العالمي.
سيدة البرلمان الاولى أوضحت ان المعلم فقد هيبته وتعاظم دوره في جرائم الاغتصاب..ورغم ان السيدة عائشة تنتسب الى حزب يستند على سجادة صوفية معروفة الا ان هجومها وصل الى الخلاوي والتي وصلتها جرائم الاغتصاب على حد تعبيرها..مصدر سيدة البرلمان كان الصحف..وتوقعت ان تتحدث السيدة النائبة عن معلومات اكثر دقة مما يتواتر في الصحف الاجتماعية .
دعونا نفترض ان كل ذلك صحيح وان بلغنا ذاك الدرك الذي وصفتنا به السيدة النائبة..حينما يصدر هذا الكلام من قيادية في البرلمان وتنتسب الى حزب شريك في الحكومة فسيزداد الخوف الذي ربما يدفع بعض الاسر الى منع ابنائها من ارتياد المدارس ..ماذا سيقول عن العالم الخارجي الذي كاد ان يفتش ملابسنا الداخلية اثر شائعات تحدثت عن حالات اغتصاب في منطقة تابت.. لو ادركت السيدة عائشة ما انفقته حكومتنا في سبيل تجاوز ذاك المأزق لما تحدثت بهذه العمومية في قضية حساسة.
بصراحة..بعض من مسؤولينا تنتابهم حالة نفسية عندنا يقتربون من المايك..هؤلاء يتحدثون بإسهاب في قضايا تخصصية ..كثيرا ما يخرج لسانهم الفالت عن النص ثم يلومون الصحافة.

اخر لحظة