مقالات وآراء سياسية

تفكيك التمكين : عندما يعود لثورة ديسمبر بريقها

طاهر عمر

ثورة ديسمبر ضد الكيزان وفكرهم المدمر ويجب أن تستمر روح التخلص من أثارهم المدمرة وقد تجلت في تدمير مفهوم الدولة كمفهوم حديث . وعليه يجب أن تقاس درجة حرارة ثورة ديسمبر بما ينجز من أفعال تجعل المجتمع يتخلص من كل نبض يحتفظ بروح الانقاذ وأي قيد يقيد المجتمع وأكبر قيود المجتمع ما تبقى من رموز الانقاذ وكبار الكيزان في مفاصل الدولة ولا يعملون عمل غير تعطيل مسيرة الثورة.
وجود الكيزان في البنك المركزي قيد يكبل طلاقة الثورة وسيرها بإتجاه المواقع التي تتجلى فيها ملامح الدولة الحديثة . البنك المركزي هو بنك البنوك يحدد الكتلة النقدية ويساعد على نجاح السياسات النقدية والسياسات المالية . عندما تكون وزارة المالية والاقتصاد هي المشرفة على المال العام بالتالي يمكن التخلص من سيطرة الجيش على المناشط الاقتصادية وكذلك شركات الكيزان برأس مال نتاج فسادهم وإفسادهم.
وعليه وزارة المالية والبنك المركزي ودورهم في تحديد ملامح الدولة الحديثة يبداء بتغيير العملة حتى يمكّننا أن نعيد المسروق من أيدي الكيزان من أموال . كل الأموال المعادة من الكيزان يجب أن توجه الى إعادة مجانية التعليم ومجانية العلاج وهي نواة لتأسيس فكرة الضمان الاجتماعي وأول خطوة لعلاج التشظي الاجتماعي الذي قد أصبح نتاج تدمير الكيزان لمفهوم الدولة الحديثة الغائب من تلافيف خطاب الكيزان العدمي.
لذلك يتوجب التعامل معهم بلا رحمة في مسألة إعادة المسروق من أموال الشعب من أيديهم ولا يكون ذلك بغير تغيير العملة والسيطرة على البنوك التي يتلاعبون عبرها ويفسدون عبرها . كل السياسات المالية والسياسات النقدية التي يمكن أن تكون طريق بداية تنمية إقتصادية تقودها ريادات وطنية واعية ومدركة لدور البنوك وخاصة البنك المركزي ووزارة المالية فيما يتعلق بإنزال سياسات اقتصادية هدفها المنفعة والاشباع للمجتمع.
وهي إستلاف أي المنفعة والاشباع من الاقتصاد الجزئ لترفيع مفهموم يخدم الاقتصاد الكلي وخاصة في ظل اقتصاد سوداني يعاني من مشاكل في هياكله نتيجة هشاشة بناءه بسبب طيش الكيزان خلال ثلاثة عقود من الغباء الموروث من خطابهم الديني المعادي لتجربة الانسان وضمير الوجود كيف لا وهم مشبعيين أي الكيزان بروح عداوة الاشراق والوضوح؟ ولهذا يجب التعامل مع الكيزان بلا رحمة.
وليس كما كان من تراخي وقد رأينا وما زالت ذاكرتنا تحتفظ بما قال كل من حمدوك  ووزير اعلامه فيصل محمد صالح عندما طالبوهم بالتخلص من الكيزان وعلاج مفاصل الدولة من ثقلهم وثقلاتهم فكان رد فيصل وحمدوك بأنهم لم يأتوا لقطع الأرزاق بالله شوف رخاوة فيصل محمد صالح وميوعة حمدوك في تساهلهم فيما يتعلق بترك الكيزان في مفاصل الدولة؟ ونحن نقول لكل من يتساهل مع الكيزان وتركهم في مفاصل الدولة من القادميين بعد إزالة الانقلاب الفاشل إن روح ثورة ديسمبر هي إزالة الكيزان من مفاصل الدولة والتعامل معهم بلا رحمة.
عندما فشل كل من حمدوك وفيصل محمد صالح وسقطوا بالانقلاب الفاشل نتحين الفرصة من جديد وننبه الشعب السوداني على أن مسألة التعامل مع الكيزان بلا رحمة هي الطريقة التي تجعلنا ندرك أن ثورة ديسمبر المجيدة تسير في الطريق الصحيح.
فمسألة تغيير العملة ومصادرة أموال الكيزان هو الطريق الصاعد نحو نجاح الثورة بعد تقليم أظافر الكيزان وقد رأينا كيف أدموا بها وجه الثورة بخربشاتهم وأظافرهم المالية القذرة . لذلك يجب مصادرة أموالهم وطريقها تغيير العملة ومصادرة المال المسروق وتوجيهه الى مجانية التعليم ومجانية العلاج وبعدها يكون الطريق سالك لفكرة الضمان الاجتماعي.
وبعدها تكون وزارة المالية مسيطرة على المال العام بعد إسترداد شركات الجيش لحضن المالية وكذلك هناك عش دبابير كيزاني وهو الزكاة يجب أن تكون تحت سيطرة وزارة المالية وبمفهموم اقتصادي عصري وابعاد الكيزان من أصغر كوز الى اكبر تاجر دين متخفي في ديوان الزكاة وعبره يسرقون أموال الشعب كما يسرقونه عبر بنوك الكيزان لذلك دور البنك المركزي هو تحديد نشاط البنوك بعد إزالة سيطرة الكيزان على البنوك وديوان الزكاة وإبعاد الكيزان من أي منشط يضر بالاقتصاد الوطني.
الجانب الثاني الذي يساعدنا في تحديد ملامح الدولة الحديثة هو التشريع ومعروف بأن الثورات الكبرى كثورة ديسمبر السودانية وشعارها حرية سلام وعدالة تلحقها تشريعات كبرى لتحقيق هذا الشعار العظيم الذي لا يقل بريقه عن شعار الثورة الفرنسية وهي تؤسس لمواثيق وقيم الجمهورية التي تؤسس لقاعدة مواثيق حقوق الانسان.
المؤكد عند القارئ المدرب بأن القانونيين السودانيين كانوا أضعف حلقة في حلقات النخب الفاشلة وقد إنتهز الكيزان ضعف القانونيين السودانيين وقد عطلوا مسيرة الثورة المجيدة الى لحظة إنقلاب البرهان الفاشل وعليه ننبه الشعب السوداني الى أهمية إلغاء وتفكيك الجهاز القضائي الكيزاني كما فعل قيس السعيد لمعالجة عجز الجهاز القضائي التونسي حيث كان معطل بفعل كيزان تونس.
لا يشغلكم رأي عبدة النصوص من قانونيين سودانيين قد إشتهروا بمغالطاتهم وتفسيرهم البليد للمادة الفلانية والقاعدة العلانية فهم عاطلين بفعل غياب الموهبة التي تجعلهم في مستوى فهم يدرك بأن الثورات الكبرى تلحقها تشريعات كبرى تجب أو تلغي ما تركه الكيزان من ركام قوانيين لا تنتصر للحياة لأنهم كانوا دوما اعداء الإشراق والوضوح.
مثلما كانت هناك تشريعات كبرى لحقت الثورة الفرنسية أيضا كانت هناك تشريعات كبرى كما فعلها روزفلت وقد أحاط نفسه بمشرعيين في كيفية علاج الكساد الاقتصادي العظيم . وكان هناك في زمن روزفلت مثل القانونيين السودانيين لم يدركوا أن الكساد الاقتصادي العظيم هو نهاية مفاهيم قديمة وبداية مفاهيم حديثة مثل حال السودان الآن.
أن ثورة ديسمبر هي تحول هائل في المفاهيم يحتاج لسياسي سوداني مدرك الى أن المفاهيم القديمة ونظام أشياءها قد ولى وأن هناك مفاهيم جديدة قد جاء زمانها وتحتاج لتشريعات جديدة وهذا مهم لكنس الكيزان وابعادهم من مفاصل الدولة لكي تتضح ملامحمها ونبداء مسير دولة حديثة.
ولا يكون ذلك باليسير بغير إبعاد الكيزان من الجهاز القضائي ولا يكون ذلك بغير حله وإلغاه كما حصل في تونس وبعدها سوف تسير ثورة ديسمبر بل ستحلّق بجناحين وهما جناح تخليص الاقتصاد من عرقلة الكيزان بمصادرة أموالهم وابعادهم من مفاصل الدولة الاقتصادية وهي وزارة المالية والبنك المركزي وبقية البنوك وديوان الزكاة وشركات الجيش وكذلك الجناح الثاني وهو حل وإلغاء الجهاز القضائي الكيزاني كما حصل في تونس وكما حصل مع روزفلت عندما أحاط نفسه بمشرعيين يفهمون كيف يخدمون مسالة التحول الهائل في المفاهيم . وكذلك هناك بعد مهم جدا في إنجاح ثورة ديسمبر هو إبعاد الكيزان ومن والاهم من دبلوماسيين من وزارة الخارجية.
في وزارة الخارجية هناك من أسواء من الكيزان وهم الدبلوماسيين الذين قد عملوا مع الكيزان أيام قبحهم المتجلي في تحطيم كل ملامح حديثة للدولة هؤلاء الدبلوماسيين عبيد الكيزان يجب محاسبتهم وتحجيمهم بما يفوق محاسبة الكيزان بلا رحمة.
ومنهم من يبرر بأن خدمتهم للكيزان لأنهم كانوا يمارسون عملهم الدبلوماسي ويريدون أن يوهموننا بأن دبلوماسيتهم هي مهنة مستقلة عن عفن الكيزان وفي الحقيقة كانوا أعفن من الكيزان العفنيين أصلا.
وقد رأينا في ظل إنقلاب البرهان الفاشل كيف تجمع حوله من دبلوماسيين عفنيين وقد أرسلهم لتمثيل دبلوماسي بعد ابعاد دبلوماسيين كانوا في مقاومة انقلاب البرهان الفاشل. لذلك يجب تنظيف وزارة الخارجية من الدبلوماسيين الكيزان وعبيد الكيزان الذين إشتغلوا معهم في وزارة الخارجية وكانوا في عون البرهان وإنقلابه الفاشل.
نكرر تحرير الاقتصاد السوداني ومفاصله من الكيزان وتحرير القضاء من قبضة الكيزان وتحرير وزارة الخارجية من الكيزان وعبيدهم أول ظهور لملامح الدولة الحديثة.

تعليق واحد

  1. كلام في الصميم وخلص معضلات حركة التطور في الدولة السودانية وزكر صاحب المقال مؤسسات غاية في الأهمية وإذا تم إصلاحها الإقتصاد السوداني سينتعش ويفيق من هذه الغفوة بل التدهور المريع الذي ألم به بفعل ما زكر من شخصيات حزبية متغلغلة في أعماق الدولة المنكوبة عليه جملة ما زكر يعتبر مساهمة فعالة وربما تكون مفاتيح حل للإصلاح المؤسسي في البلد
    وزارة المالية محتاج لإصلاح وتشريعات رقابية وقانونية وهيكلية
    البنك المركزي هو الاخر أس المشاكل محتاج لنظافة من اي كوز وإن لم يكن في موقع قرار
    ديوان الزكاة يجب حله ممؤسسة ومن ثم تعاد هيكلته بصورة جديدة وعصرية انا شخصيآ ورب الكعبة عندما أمر في الشارع واري لافتة مكتوب عليها ديوان الزكاة لولا الأخلاق والادب لأقدمت على حرقها
    شركات الجيش محتاجة لإعادة هيكلة وتتبع لوزارة المالية مباشرة لان مرتبات الجيش تدفع من الضرائب التي يتم تحصيلها عنوة من التجار والمواطنين والموظفين وللأسف قد عجز الحيش في حماية الثوار الذين تم قتلهم حول قيادته العامة وهذا الموقف سيظل وصمة عار تلاحق المؤسسة العسكرية آلاف السنين كما سنرى
    شكرآ كاتب المقال على هذا الطرح الثوري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..