مقالات سياسية

نائب رئيس وزراء لكل قبيلة

نائب رئيس وزراء لكل قبيلة

حكومة ما يسمى بالوفاق الوطني لم تكتمل بعد، وما زال هناك المزيد من المناصب في انتظار المحظوظين الذين شاركوا أو سيشاركون في لعبة اليانصيب التي يقيمها المؤتمر الوطني على مدار السنة، ويبدو أن (الكرتلّة) ما زالت تحمل الكثير من الأرقام التي تنتظر المحظوظين الذين لا ينتهي تدفقهم نحو حكومة سميت كذبا ?وفاقا وطنيا? وهي بكل المعايير تحقق المعنى المضاد الذي يخدم المؤتمر الوطني وحده.

الناطق الرسمي باسم الحكومة، ووزير الإعلام أحمد بلال عثمان كشف عن قرارات وشيكة الصدور بشأن تسمية نواب لرئيس الوزراء من أجل تجويد الأداء ومعاونة رئيس الوزراء. المؤتمر الوطني لم يكفِه كل ذلك الجيش الذي حوته الحكومة حتى فاضت مناصبها وابتدعت الكثير منها لتغطي كل من هبّ ودبّ ورفع صوته منافقا.. كل ذلك لم يكفِ المؤتمر الوطني، فهو ما زال يصرّ على أن يجعلها أوسع وأوسع دون أن يضع أي حساب لتداعياتها، وعليه حتى رئيس الوزراء سيكون له أكثر من نائب.

يمكننا أن نفهم أن يكون هناك نائب رئيس وزراء، ولكن أن يكون نواب ووزراء فهذا اكتشاف جديد، وكم نائبا يا ترى سيتم تعيينه ليعاون السيد بكري ليجود الأداء؟ طبعا لا يمكننا أن نتخيل العدد فمع حكومة البدع هذه والتي تختار المسؤولين بالترضيات والمحاصصات ربما يصل عددهم 18 نائبا: من كل ولاية واحد، وربما يصبح أكبر ليكون من كل قبيلة نائب!.

من قال للسيد بكري إن كثرة نواب الترضيات والمحاصصات سيساعده ويسهم في تجويد الأداء؟ فتلك أمريكا أعظم دولة في العالم بها 52 ولاية، و عدد سكانها ضعف عدد سكان السودان سبع مرات إذ يبلغ 307 مليون نسمة، ومساحتها ضعف مساحة السودان تقريبا ورغم هذا بها ربع المناصب التي في السودان، (وماشّة زي عقرب الساعة)، فجودة الأداء ليس بالكثرة وإنما بالخطط والاستراتيجيات والطموحات والأهداف والأحلام والكفاءة والأهلية التي يملكها المسؤولون، ولذلك فنواب رئيس الوزراء الذين سيتم استيعابهم لن يقدموا أية مساعدة للسيد بكري، لا لسبب إلا لأن حكومته كلها مجرد حشد غير مؤهل نفسيا وعقليا وأكاديميا واجتماعيا لينال أي منصب في الدولة مهما كان بسيطا، وفشل الحكومة خلال العقود المنصرمة هذا سببه الوحيد.

مؤكد أن السيد رئيس الوزراء يعرف الكثير عن تجارب الدول في إدارة نفسها، فلماذا هذا الشذوذ السافر عنها؟ وإلى متى ستظل حكومته تدير البلد بهذه الطريقة التي ليس لها مسمى غير أنها فاسدة وفوضوية لأنها حكومة عُمِي بصر وبصيرة؟ ألم يسأل نفسه يوما لماذا تراجع السودان خلال الــ28 سنة الماضية؟ فإن كان يرى أنه تقدم فهي مصيبة وان كان لا يرى فهي مصيبة أكبر، وفي كل الحالات يثبت ما نذهب إليه دائما من حقائق.

سننتظر عدد النواب الذين سيتم تعيينهم لسيادته ومن أية ولاية أو من أية قبيلة، ولكن المؤكد انهم لا خير فيهم.. و اسمعونا نحن فهذا أفضل لكم.

أسماء محمد جمعة
التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..