مقالات وآراء سياسية

لقاء بالوطن و بالثورة آخر و كذلك التحديات أكبر ..

م/ التيجاني محمد صالح

قلناها من قبل و نقولها الآن: نصف ثورة ضار بالوطن و ضرره ماحق و قد رآه الجميع.

لا بد للثورة من أن تبلغ منتهاها. التعويل على الشباب و الثمن باهظ بل و باهظ جدا نتيجة للتفريط و عدم الجدية في مواجهة التحديات و إلا فلا حديث عن مستقبل يرجى.

لقد إتضحت الأمور الواضحات الآن و لكن يبقى “ما حك جلدك مثل ظفرك” حكمة صحيحة. التعويل على الخارج ثبت أنه حديث خرافة و لا يزال البعض يؤمن بها.

رئيس الوزراء ثبت بالممارسة أنه موظف مستفحل لا يصلح لقيادة شعب و هل يستطيع أحد أن يجادل في هذه الحقيقة بعد اليوم؟ عدد من الوزراء قد أعلن التمرد صراحة على رئيس الوزراء بل وصلت الجرأة بمدير شركة حكومية أن يعلن تمرده على الملأ. رئيس الوزراء رقم التمرد المعلن عجز من أن يتخذ موقفا حتى الآن. وزير خارجية يتخطى رئيسه المسؤول و يشتكي لرئيس مجلس السيادة. شكوى في جوهرها تعني إما تجاهلا لرئيس الوزارء أو الوصول لحقيقة مفادها عدم الفائدة من الشكوى إليه.

في خطابه الأخير أعلن رئيس الوزراء أن الأزمة الحالية في السودان غير مسبوقة و مع ذلك عجز عن تسميتها بنفيه وجود أزمة بين المكونين العسكري و المدني. النقاط العشر التي ذكرها رئيس الوزراء إشترط تنفيذها جميعا بأطراف تقع خارج مجلس الوزراء مما يعني ال”لا حل” يرتجى. قضية شرق السودان مثلا حلها كما قال رئيس الوزراء في الدعوة لعقد مؤتمر دولي للمانحين. فرئيس الوزراء يجيد التحدث عن المؤتمرات الدولية و المانحين.

إن ما حدث بالأمس و لا تزال أحداثه تجري المسؤول عنه رئيس الوزراء. أعداء الثورة ما كان لهم أن يجرؤوا على القيام بهذا التحدي السافر لولا ضعف الوزارة و ما يسمى بالحاضنة السياسية. جميعهم لا يصلحون.

العبء كله يقع على شباب الثورة و عليهم التعامل مع تحديات يوم 21 أكتوبر بما ينبغي فهم أهل لذلك و أكثر.

و كما قلنا سابقا على الثوار و المقاومة أن يتقدموا المشهد بشجاعة و بسالة و يعلنوا قيادة المرحلة على الملأ. مليونية 21 أكتوبر يجب أن تكون مختلفة هذه المرة عن سابقاتها و الموعد قد حان.

أما منطق تفكير السودان القديم فنتركه لمن لا يزال يراوح مكانه منذ عقود ليستمتع بممارسة الفشل ككل مرة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..