مجانية التعليم: هل بدأنا بها أم انتهينا إليها؟

لم أكد أعلم أن بمكتبة جامعة الخرطوم التي دخلتها في خريف 1960 قسماً للسودان حتى هرعت إليه. ودفنت نفسي في ديوان “قصائد من السودان” لجيلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن. وقد تعلقت به منذ أن أملى علينا شيخ أبو زيد الجعلي قصيدة “عبري” لجيلي في حصة المطالعة. ومنذ نظرت في الديوان بمكتبة دبورة بعطبرة أعجبت بصفحاته ذات اللون الأخضر “صر” كما لم نجده في غيره. وتصفحت الديوان في قسم السودان بالجامعة. أقلب وأقرأ مقطعاً هنا وهناك. وتوقفت عند قصيدة تحية لقادة العمال في الأربعينات والخمسينات. فجاء فيها:
سلام والشفيع
ووجدت من سبقني إلى القصيدة وشطب اسم سلام. وسلام هو محمد السيد سلام خراط بمصلحة النقل الميكانيكي، ومؤسس لنقابتها حتى صار رئيساً لاتحاد نقابات عمال السودان من 1950 إلى 1958، عام حله بعد انقلاب 1958. وكان عضواً بمركزية الحزب الشيوعي كذلك. وعرفت لأول وهلة سبب من شطب اسم سلام دون اسم الشفيع. فقد كنا عرفنا أن سلام من بين رفاق قياديين مهمين توقفوا لسبب آو آخر عن مهامهم الحزبية والعامة بعد الانقلاب. وأعمل الرفيق القارئ قلم التصحيح الشيوعي على قصيدة لا يملك حق التطفل عليها.
أقرأ هذه الأيام بعض مقالات وذكريات أدلى بها سلام للصحف في التسعينات. وأعجب لمن أعتقد أن بوسعه أن يستغني عن حياة لا مهرب منها لتاريخ التقدم مثل حياة سلام. من ظن أنه لا يحتاج إلى مأثرته قبل 1958 صعب أن تثق في أنه يعرف ما يطلبه في الدنيا وسبب التضحيات الضخام التي قد يبذلها في طريق مطلوبه. سأترك الحديث عن مأثرة سلام العمالية إلى يوم آخر. ولكن سأتوقف عند منعطف في تعليمه لأعرض لخرافة شاعت وهي أن التعليم في السودان كان مجانياً حتى جاءت الإنقاذ ففرضت الفروض المالية المعروفة. وكنت استنكر هذا لمن يهرف به. فقد قرأت أكثر تعليمي تحت ظل الاستعمار وبعض الحكم الوطني حتى عهد عبود. ودفعت المصاريف عن كل مرحلة من هذه المراحل: من ريال الشهر في الأولية، و12 جنيه ونصف للوسطى، و30 جنيه للثانوية، وفوق الثلاثمائة جنيه للجامعة.
وقصة سلّام دليل على أن مجانية التعليم الأزلية خرافة. فقال إنه امتحن للوسطى من مدرسة العزبة 1 بالخرطوم بحري. ونجح في العشرة الأوائل. وكان العرف أن يقبل هؤلاء العشرة مجاناً. بالوسطى. ولكن الإنجليز لم يلتزموا بالعرف في ذلك العام فحسب بل زادوا المصاريف من 8 جنيهات إلى 12 جنيه. وهذا ما وجدنا عليه حال المصاريف بالوسطى في أوائل الخمسينات. وهناك نصف المصاريف وربعها ومجاناً حسب دخل الوالد الذي تقرره لجنة أعيان المدينة. ول”تقع” ليك ضخامة الاثني عشر جنيه يكفي أن تعلم أن سلام اشتغل، بعد أن أغلق التعليم بابه في وجهه، بالري المصري. وكان أجره خمسة قروش (أكرر خمسة قروش) في الشهر.
أسئلة وأجوبة:
لماذا زاد الإنجليز المصاريف لدخول الوسطى في ذلك العام؟ “حراق روح” وردة فعل لإضراب طلاب كلية غردون في 1931 احتجاجاً على تخفيض مرتباتهم داخلين على وظيفة الحكومة.
من جاء بمجانية التعليم؟ بعد ثورة أكتوبر في ملابسات أتحقق منها حالياً.
الخرافة هي حصاد من يعمل قلم التصحيح في التاريخ لمآرب قصيرة النظر.
[email][email protected][/email]
زي الصادق المهدي دائما مشاتر
نعم كان التعليم بفلوس زمن الإستعمار، و لكنك تغافلت، يا بتاع تأصيل التراث، عن أن التعليم الأهلي كان مجانا بل و خيريا كما سنَّه السادة الصوفية في خلاويهم و مسائدهم! و لكن جاء الحكم الوطني – يا بتاع تأصيل الوطنية- و جعل ثاقبو النظر التعليم الأساسي إلزاميا و مجانيا لعلمهم بحوجة البلد الناهض لسواعد بنيه. و جاء جيل من المثقفاتية “لَهَط” من خيرات البلد و عندما صار الأمر إليهم ألغوا مجانية الصحة و التعليم، بل صار من – طلع بقد القفة- يبررون لهم إلغاء مجانية التعليم كما في حالة مقالك هذا!! يا للهول !! يا ترى من أعظم شرا؟ من قام بكل جرأة بحرمان بني وطنه من التعليم المجاني أم المخادنين الذين يبررون لهم سوء عملهم؟؟ أسأل نفسك يا أستاذ الدراسات التاريخية و التراث و الفولكلور
الرجال البلهاء ، احدى ايقونات المنهج الدراسى الذى كان يوازى نهر النيل عظمة وجمالا ..
كان المغذى من القصة ان نحاذر ونحترس ، حتى لا يخرج علينا احد هؤلاء الرجال البلهاء يوما ما وينتقم من القصة والكتاب وبخت الرضا برمتها ..
ومع انهم اليوم اكثر نفرا واعز ولدا !! الا انهم يجهلون بعضهم ، ولا يعلمون من اين أتوا ، او الى اين يتجهون ؟؟؟
و طيلة عقدين ونيف لايزال رئيسهم هبل ، واحلافهم خبل ، وحزبهم خديج .
تلك مجانية التعليم في معناها الكبير …
سيبك من التعليم ومجانتو مع انو لو ماكان مجانى كنت انت لسه بتسرق فى النحاس
اها عملت لى شنو فى مخطوطة: “رجوع الشيخ الى صباه فى القوة على الباه” ؟
زي الصادق المهدي دائما مشاتر
نعم كان التعليم بفلوس زمن الإستعمار، و لكنك تغافلت، يا بتاع تأصيل التراث، عن أن التعليم الأهلي كان مجانا بل و خيريا كما سنَّه السادة الصوفية في خلاويهم و مسائدهم! و لكن جاء الحكم الوطني – يا بتاع تأصيل الوطنية- و جعل ثاقبو النظر التعليم الأساسي إلزاميا و مجانيا لعلمهم بحوجة البلد الناهض لسواعد بنيه. و جاء جيل من المثقفاتية “لَهَط” من خيرات البلد و عندما صار الأمر إليهم ألغوا مجانية الصحة و التعليم، بل صار من – طلع بقد القفة- يبررون لهم إلغاء مجانية التعليم كما في حالة مقالك هذا!! يا للهول !! يا ترى من أعظم شرا؟ من قام بكل جرأة بحرمان بني وطنه من التعليم المجاني أم المخادنين الذين يبررون لهم سوء عملهم؟؟ أسأل نفسك يا أستاذ الدراسات التاريخية و التراث و الفولكلور
الرجال البلهاء ، احدى ايقونات المنهج الدراسى الذى كان يوازى نهر النيل عظمة وجمالا ..
كان المغذى من القصة ان نحاذر ونحترس ، حتى لا يخرج علينا احد هؤلاء الرجال البلهاء يوما ما وينتقم من القصة والكتاب وبخت الرضا برمتها ..
ومع انهم اليوم اكثر نفرا واعز ولدا !! الا انهم يجهلون بعضهم ، ولا يعلمون من اين أتوا ، او الى اين يتجهون ؟؟؟
و طيلة عقدين ونيف لايزال رئيسهم هبل ، واحلافهم خبل ، وحزبهم خديج .
تلك مجانية التعليم في معناها الكبير …
سيبك من التعليم ومجانتو مع انو لو ماكان مجانى كنت انت لسه بتسرق فى النحاس
اها عملت لى شنو فى مخطوطة: “رجوع الشيخ الى صباه فى القوة على الباه” ؟