أخبار مختارة

قضبان بيعت ومؤسسات عملاقة توارت عن الأنظار

حلفا الجديدة: محمد سعيد حلفاوي

قضبان بطول 50 كلم إختفت عن الأنظار على مايبدو باعتها السلطات إلى مصانع صهر الحديد بالعاصمة السودانية قبل 15عاما أما الورش الهندسية التي كانت مخصصة للقطارات تحولت الى مخازن للسكر وهي تجارة رائجة حققت الثراء لبعض الأفراد الموالين للنظام.

قضبان السكك الحديدية التي كانت تشطر مدينة حلفا الجديدة الى نصفين قادمة من مدينة خشم القربة من الجنوب الى الشمال لم تتبقى في موقعها سوى الكثبان الرميلة التي كانت تحمل القضبان التي امتدت الى مصنع سكر حلفا الجديدة في ربط محكم لمناطق الانتاج والعمال والمشروع الزراعي صممتها حكومة الجنرال عبود عندما هجرت الاف السكان من شمال السودان الى مدينة حلفا الجديدة.

يصادف اليوم 24مارس مرور نحو 15عام او يزيد على تفكيك هذا الخط واختفائه اثرا بعد عين حتى الحكومة المحلية في مدينة حلفا الجديدة لاتملك اجوبة عن مصير هذه القضبان وعما اذا بيعت كقطع صلبة الى مصانع الحديد المملوكة لموالين من النظام الحاكم او المستجلبة للاستثمارات في قطاع الصلب.

من قطارات قديمة تسير على القضبان وورش هندسية ومنازل السكك الحديدية على طول الطريق الذي يمتد من الجنوب الى شمال مدينة حلفا الجديدة كل هذه المرافق والخدمات اصبحت من الماضي « وطمرت مع الاهمال والفساد وتغييب للكفاءات » بعض الورش تحولت الى مخازن السكر التجارة الرائجة بعيدا عن فوائد تذهب لسكان المنطقة كما يقولون.

تجدد ذكرى هذه المؤسسات العملاقة اليوم الاحد بالتزامن مع دعوات لتجمع المهنيين بالخروج والتظاهر واطلق عليه «موكب العمال ».

السكك الحديدية ومحالج القطن ومؤسسة حلفا الجديدة الزراعية ومصنع سكر حلفا الجديدة مشاريع قيمتها ملايين الدولارات في منطقة لايتجاوز دخل الفرد فيها دولارين في اليوم كما يقول ابراهيم جمعة وهو نقابي مرموق.

على مدار ساعات اليوم كانت تعمل بصات الفورد الانجليزية الصنع في نقل مئات العمال بين السوق الكبير ومباني المؤسسة الزراعية في اقصى مدينة حلفا الجديدة بورشها ومبانيها وحتى منازلها المحاطة بالورود والعشب لكن لم تنتظر هذه المشاريع سوى 10سنوات بعد وصول الاسلاميين الى السلطة حيث صمم النظام اكبر خطة تشريد لالاف الموظفين والعمال بحجة عدم ولائهم للحزب الحاكم.

يقول (م) 66 عاما والذي جلس على كرسي خشبي قديم امام منزله في حي المؤسسة العريق وهو حي حكومي « ذكريات صامدة ومنازل قديمة كل شئ إنتهى ومع ذلك لاتترد المؤسسة الزراعية في شراء اسطول من السيارات الجديدة سنويا لمسؤوليها إنهم ببساطة لايكترثون للتدهور ».

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..