بروف/ جعفربن عوف:آخرالعظماء

سلام يا.. وطن

حيدر أحمد خير الله

بروف/ جعفر بن عوف: آخرالعظماء

هوواحد من قلة فى بلادنا..انه العالم الجليل،اليروف/جعفر بن عوف..الرجل الذى ارّقه وضع الاطفال فى بلادنا المأثومة..لم يستكين الى وضعه الخاص كمواطن درجةاولى فى المنافي..ولالكونه من انبغ نوابغ عالمنا المعاصر..ولم يحتفظ بمكنونات علمه ليحبسه من الصدر والى القبر..فنهض وحمل إرادة لاتنكسر..وعزمآلايفتر..وانطلق فى الشعاب..باحثآ عن مخرج لاطفالنا وهم طليعة طلائع المستضعفين..فحمل متاعه القليل وعزمه الكبيروعلمه الغزيرضاربآ فى الأصقاع يناشد خيُروا العالم ممن يقدرون الرجل حق قدره وهم عارفو فضله..نحو الشأن الصحي إجمالآ

واهتمامه برعاية الطفولة التي تمثل علمه الثر وحياته الخصيبة وتزاوج بينه وأحلامه وواقع اطفالنا الذى يجِسد جل آلآمه.. فأصبح جعفر بن عوف والأطفال كأنهما وجهان لشئ واحد.. وهذا التوّحد لاحظه المانحون فدفعوا بسخاء، وأكبرهم الأميرة البريطانية آن.. حتى قامت المستشفى ولم يفعل_ مثل غيره _ممن إختارواالبناء والثراء والإقتناء وزحمونا بالأسماء التي تسوِّد فضاءاتنا.. ولم يجعلها قصراً على أولئك السودانيين الذين يعيشون في سودان غير سودان عامة أهل السودان.. ولم يجعلها مثل تلك المشاريع التي مايزت بين السودانيون..وخلقت واقعآ لطبيب تخنقه التخمة وآخر يخنقه الجوع.. ومستشفى للقادر وآخرلغير القادر.. ومستشفيات ينظر إليها المريض على أنها فندق خمسة نجوم لايعيرها ولانظرة فضول.. بل أنجزها على أتم وجه بمعداتها ومنشاءاتها وسلمها إلى وزارة الصحة بتواضع العلماء.. وزهد العارفين وقناعة الموقنين بأن رب غدٍ يأتي برزق غدٍ في كل غدٍ.. سلمها إليهم وهو راضٍ رضى من يرجو التمام، فما تنكر لبلدٍ علّمه وأمَّنه ورعاه وقدمه للعالم البروفيسور/ جعفر بن عوف.. إضافة للإرث البشري في طب الأطفال.. ولم يشأ أن يبقى في المنافي حيث فائض الأموال.. وحياة الدعة ورغد العيش.. بل عاد السوداني جعفر.. وابن البلد جعفر.. والبروف جعفر الراهب في عالم العطاء وطب الأطفال.. والذي أنجز ما أنجز بدون (دق طار) كما أراد زعماء الزمن الحزين.. ولاحقه أعداء النجاح.. وعبدة المال ومبتدعي المنافع الخاصة حتى ولو على جماجم الأطفال.. وضعوا له المتاريس بسلطة القوة الزمنية الزائفة والزائلة فإلتزم بيته وبقى مكتفياً بما أنجز.. وأبعدوه عن المستشفى الذي أفنى له عمره.. فكان يقابل ما يلقاه من عنف معاملة بعنفوان.. ويحتمل الأذى بصبر لا ضريب له.. إلى أن تسلَّم شبيهه الدكتور كمال عبد القادر وكيلاً لوزارة الصحة.. فإتخذ قراره التاريخي بإعادة الرجل إلى المستشفى واستقبله الوكيل.. الرجل الإنسان.. ومعه المرضى من الأطفال وعمال وموظفين وأطباء وكوادر طبية استقبلوه استقبال الفاتحين.. وأعادوا إليه تصميمه وعزمه وإيمانه بأن الإنسان السوداني هو السوداني مهما بدر من خفافيش الظلام.. فتأكد بأن جينات الأصالة هي الأصل.. وكما حكى لنا البروف أنه في اليوم الثاني ارتدى الجينز وذهب يستقطب الدعم ثانية لإعادة إعمارما خربته حروب الصحة..وأعاد تأهيلهاليأتىالرئيس ويطلق عليها اسم مستشفى جعفر بن عوف للأطفال في أول بادرة لتكريم رجل وهو بين ظهرانينا ويقلده وسام الإنجاز ويقول

: جعفر بن عوف أقام هذه المستشفى (بالهمبتة) فليكن أعظم (همباتي).

واليوم تدور الدائرة وتعود نفس المعزوفة المشروخة..وزارة الصحة ولاية الخرطوم تعلن نقل حوادث مستشفى ابن عوف الى مستشفيات الأكاديمى وبشائر وابراهيم مالك..وبالأمس سال السيد الوزيرسؤال إستكراتي قائلا:على الناس ان تسال :هل بيعت الأرض ام المستشفى؟كان هذا فيما يخص مستشفى الخرطوم..ونفس السؤال نعيده لمعالى البروف حميدة..ونخشى ان تكون إجابة سيادته :بيعت الارض والمستشفى وبروف جعفربن عوف..خاصة بعدما ذهب للسيد الوالى ليرفع شكواه فامتنع د.الخضر عن مقابلة ارفع الرجال حامل ارفع وسام..نعتذر اليك عزيزنا البروف/جعفربن عوف..فقد قالها سيدنا علي بن ابى طالب ..كرم الله وجهه(إذا بلغ المرؤ فوق قدره تنكّرت للناس اخلاقه)..وكيف يقابلك وانت تعمل فى صمت بدون( دق طار)والرجل قد قال(لوفتحنا كشك بسط امن شامل حاندق الطار عشان الناس يعرفوا اننا انجزنا)اهذه ذهنية يمكن ان تقابلك يابروف؟؟دى بلد طار يابروف!!فى إستهدافك الأول كان لك الله ود.كمال عبدالقادر زهد د.كمال وبقي الذى لايظلم عنده احد..ونتحدث عن اول طفل يقصد مستشفى ابن عوف ووفق القرار يحول للأكاديمى ويموت..نعم قرأتموها صحيح..وسنكتب عن اول شهيداطراف…

وسلام يا..وطن

تعليق واحد

  1. استاذ حيدر احمد خير الـلـه السلام عليكم و علي قرائك الكرام . نشكر لك حسن صنيعك بتسليط الضوء علي رمز من رموز السودان و الذي انا شخصياُ افخر ان جمعتني به جنسية واحدة و مهنة واحدة و من القلة الذين يتشرف الشخص بانه قابلهم يوما . و لقراء الراكوبة الكرام و لمن يطلع اود ان اضيف علي مقالة الاخ الكريم ما علمته عن هذا الرجل الانسان عسي ان يكون ذلك بمثابة الظل في فياقي و صحاري ما اصاب بلدي من تردي الصحة و القائمين عليها في هذا الزمان .
    قبل حوالي العشر سنوات دلفت الي مكتب بروف جعفر و انا كنت قد فرغت من دراستي للطب و لم يتم تعييني بعد . و لم يكن يعرفني او اعرفهقبلها غير ما اخبرني احد اطباء الاطفال بانني يجب ان اتدرب علي يدي هذا النطاس البارع . عموما ذهبت و اخبرته برغبتي في ان اعمل ضمن طاق الاطباء في قسمه حتي يتم تعييني و لم اطلب مقابلاً لذلك . اعجبت من ادبه الجم و ترحيبه بالشاب الغريب الذي دلف مكتبه دون سابق موعد و كانت يبدو عليه الانشغال . سألني ( ح تشتغل جد و لا كلام ساكت ) قلت له ( ح اشتغل ) كانت الساعة حوالي الثانية ظهراً فتوقعت ان يقول لي تعال من بكرة , و لكنني فوجئت به يثب واقفاً( يثب بمعني الكلمة ) فقام من مكتبه و قال ( تعال معاي ) فأخذني الي عنبر المرضي و عرفني الي نواب الاختصاصيين الموجودين و قال ( الدكتور ده معانا من اليوم , وروه نظام الشغل و سلموه الاسرة المسئول عنها ) ثم تركني . جلست ذلك اليوم مع جميع الاطباء في قسمه حتي الساعة السادسة مساءاً و هو موعد نهاية الدوام بالنسبة للاطباء في قسمه . عن جد فوجئت بأن نظام العمل و الاهتمام بالمرضي لا يمكن يكون هذا في السودان . كانت الفحوصات مجانية و الغذاء مجاناً للمرضي المنومين بالقسم و ما ادهشني ان الدواء ايضاً كان مجانياً ( فقط في قسمه ), و ما كان من الطبيب حتي صغارهم و انا منهم الا ان يشير الي ما يحتاج اليه و قسم الصيدلة يوفره بأي طريقة مهما غلا سعره ( نعم و الله مهما غلا سعره ) , و شهدت في ذلك القسم علاجاً لحالات لم اشهد لمثلها شفاء بعد ذلك اليوم و قد كانت نسبة شفاءها ضعيفة كما في الكتب . و اذكر ان احدي زميلاتي طبيبة امتياز ظلت في نوبة بكاء علي حالة رضيع توفي بعد ان كانت تتباع حالته لفترة تقارب الشهرين علما بان الرضيع كان في غيبوبة طوال فترة تنوامه بالعنبر فكانت يوميا تقوم بالعمليات الحسابية لحاجة جسده النحيل من مختلف العناصر الغذائية و العلاجية . هذه كانت احوال الدوام اليومي بالقسم و الذي يبدأ السابعة صباحاً و حتي السادسة مساءً و كان بروف جعفر يكون موجودا في مكتبه الملحق بالعنبر حتي نمضي الي بيوتنا و نتركه غالباً في القسم فبالله هل سمع احد عن شئ مثل هذا في هذا البلد من قبل ؟؟ . اعيد اخراجنا من جديد و تعلمنا الطب من جديد و حقيقة كل من عمل معه تجد بصمات ذلك الرجل عليه . شهادة قالتها كبيرة اخصائيي الاطفال في مستشفي مدني للاطفال بعد شفاء قريبتها و اشرافها بنفسها علي علاج طفلة قريبتها كانت حالتها مستعصية ( ما حدث هنا لا يمكن ان يحدث حتي في امريكا , و اذا الطب هنا هكذا فالطب في السودان في امان ). وعلما ان كل هذا كان من قبل افتتاح المشفي المذكور في مقالكم الضافي , و حقيقة لقد انقطعت عن اخبار البروف منذ ذاك الزمن بسبب التغرب الداخلي في اصقاع السودان و اخيراً خارج السودان بعد ان الت الاوضاع الي ما لا يخفي عليكم . الحق اقول ان البروف كان يشرف بنفسه علي بناء المستشفي مع النجاريين و السباكين و الكهربائيين دون كلل او ملل ( اين كان مامون حميدة بظنكم طوال هذا الوقت ؟؟). ولا اعتقد بنجاح امتحان لتخصص الاطفال في السودان دون ان يكون ابروف جعفر من المشرفين عليه .
    للذين لا يعرفون عن الرجل هو بلقب سير في بريطانيا و يدعي سنويا لتناول الشاي في القصر الملكي و له علاقات خاصة مع افراد من العائلة المالكة في بريطانيا و ما اظن الذي ابقاه في السودان الا حب هؤلاء الغبش احفاد بعانخي . لكم انت عظيم يا ايها المعلم و نشهد لك بانك وفيت فيما علمنا عنك و الله ينصر عباده و الله اكبر .

  2. لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم اللهم اكفنا شر الانقاذ وشرورها اللهم لا تسلطها على مستشفيات المساكين التى تعلم انها تخدم من هم عبيدك المحتاجين الذين لا حول لهم ولا قوة الا رجاءهم رحمتك واتكالهم عليك اللهم اليك نشكو ما لحق باطفال السودان من ظلم انت وحدك الكفيل بمحوه عنهم اللهم فرج عنا وعنهم ما نحن فيه من ظلم وظلمات اللهم اننا لا نقدر وانت تقدر اللهم اعد مستشفى جعفر ابنعوف لاطفال السودان بما شئت من التدبير اللهم…آمين

  3. زهبت الى زلك البروف فى عيادته البسيطة المتواضعه فى شكلها الكبيره الشاسعه حفاوه وبشاشةوعلما فوالله لم يعالج ابنى فحسب انا ايضا شفيت نفسيا وزوجتى واعطانا محاضرة ممتعه سريعة مفيدة فى كيفيه التعامل معه فى الايام القادمة حتى اننى عند خروجى التفت لاتاكد ان هزه عياده دكتور سودانى لك الله يادكتور بن عوف فانت من اللزين اختصهم الله بقضا حوائج الناس متعك اللة بالصحة والعافيه

  4. يا جماعة ما تنسوا بان مستشفي الزيتونة هو ملك خالص لوزير الصحة مؤمون حميدة باختصار اي زول في طريق الوزير لن يكون بعيد عن صواريخة و اذيته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..