حريق قصر الشعب… أولي انجازات حكومة “الكفوات” بعد تسعة ايام من ادائها القسم

بكري الصائغ

١-
قبل عشرة ايام مضت، وتحديدآ في يوم الخميس ١٤/ مارس الحالي ٢٠١٩، أدى وزراء الحكومة اليمين الدستورية أمام الرئيس عمر البشير، وكان رئيس الوزراء محمد طاهر أيلا قد أعلن في يوم الاربعاء ١٣/ مارس الحالي تشكيلة الحكومة الجديدة، والتي تضم (٢١) وزيرا و(١٨) وزير دولة ، واحتفظت التشكيلة الجديدة بعدة أسماء بينها فضل عبد الله فضل وزيرا لرئاسة الجمهورية، وأحمد عمر وزيرا لمجلس الوزراء والدرديري محمد أحمد وزيرا للخارجية ومحمد أحمد سالم وزيرا للعدل وبحر أبو إدريس أبو قردة وزيرا للعمل.

٢-
فاجأ رئيس الوزراء محمد طاهر أيلا الأوساط السياسية مفاجئة غير متوقعة بإعلانه حكومته الجديدة، التي جاءت مخيبةً لتوقعات الكثيرين منهم، لا سيما أن الرئيس البشير كان قد تعهّد بتشكيل حكومة «كفاءات ومهمات رشيقة ودون محاصصات حزبية»، ما رفع سقف التوقعات بين المواطنين. وقال البشير بعد أداء الوزراء الجدد لليمين الدستورية أمامه، إن الحكومة الجديدة مكونة من «كفاءات»، اختيرت بعد مشاورات وتمحيص من بين عدد كبير من الأسماء، وتابع: «التشكيلة التي تم التوصل إليها هم أناس مجربون وأداؤهم في الحكومات السابقة كان مرضياً»، وأضاف بحسب «شروق نت» الحكومية: «نحن نتحدث عن حكومة كفاءات، وهناك خلط مع حكومة التكنقراط، وهذه الحكومة من أناس نحن جربناهم من قبل، وأداؤهم كان مرضياً».

٣-
قمة المفاجأة كانت في التصريح الذي ادلي به رئيس حزب “الحقيقة الفيدرالي” المرشح الرئاسي السابق فضل السيد شعيب، اليوم الاحد/٢٤ مارس الحالي وقال فيه ” بعض الوزراء في الحكومة الجديدة مؤهلاتهم شهادات دبلوم، وآخرين معاهد خاصة بتعليم اللغة الإنجليزية” ، وأضاف ” الوزراء الأكفاء فيها لا يتجاوزن الثلاثة أو الأربعة”.!!!

٤-
هذا التصريح يعني ان البشير لم يكن يعرف قبل تعيينات الوزراء من هم هؤلاء المرشحين لدخول الحكومة؟!!، وماهي مؤهلاتهم الاكاديمية ؟!!، ومما يعني ايضآ بكل وضوح ان البشير لم يقم هو بالترشيحات والتعيينات ،والدليل علي ذلك انه يكن ملمآ بمعلومات كافية عن الوزراء، وان فيهم من هم مؤهلاتهم شهادات دبلوم، وآخرين معاهد خاصة بتعليم اللغة الإنجليزية” – كما جاء في تصريح رئيس حزب “الحقيقة الفيدرالي ” فضل السيد شعيب، هذا التصريح احرج البشير(المغيب) عن حقائق!!

٥-
مرت عشرة ايام منذا ان بدأت الحكومة الجديدة في اعمالها، وكنا نتوقع ان يكون هناك تصريح او بيان من رئيس الوزراء أيلآ، يوضح فيه ما تود الحكومة القيام بها خلال الفترة التي ستبقي فيها حتي مارس ٢٠٢٩ القادم، كنا نتوقع ايضآ ان تعلن الحكومة الجديدة عن مناقشة الاولويات في المواضيع العاجلة التي تحتاج الي حل عاجل وسريع، ولكن صدمنا ان اولي الاولويات كانت فكرة سفر أيلأ الي دولة قطر (بالطبع علي رأس وفد وزاري كبير!!)، وهي الزيارة التي اجلت لاسباب غير معروفة!!

٦-
خبر الحريق الذي شب بالامس السبت ٢٣/ مارس الحالي في قصر الشعب (القديم)، فجر تساؤلات وان كان الحريق بفعل فاعل تمهيدآ للاعلان رسميآ عن بيعه باعتبار انه قد اصبح من المباني الأيلة للسقوط بعد الحريق، خصوصآ وانه مبني قديم لا ينفع فيه ترميم او اصلاحات؟!!

٧-
وصلت تكهنات بعض المواطنين الي ان الحريق متعمد (١٠٠%) بهدف بيعه بعد الحريق الي دولة (نفطية) عربية عرضت مبلغ كبير بملايين الدولارات، لتحويل القصر الي سفارة لها في الخرطوم تنافس بها السفارة الامريكية الاكبر مساحة وحجمآ في السودان، ـ وبحسب التكهنات-، فان المبلغ الكبير المعروض من قبل هذه الدولة العربية هو السبب وراء الحريق، وانه مبلغ – حسب وجهه نظر الحكومة – يساهم الي حد كبير في حل بعض المصاعب المالية في البلاد!!

٨-
انتشرت السخريات والتعليقات البالغة الحدة من المواطنين عن اسباب الحريق ، وبعضهم استغرب من وقوع الحريق تمامآ بعد تشكيل حكومة (الكفوات)، وان كان الحريق هو اول الكفوات؟!!

٩-
وبلغت السخرية ذروتها في تشبيه الصحفي محمد الاقرع الذي كتب ” مرتبة البول المتعفنة” وقال التشكيل الوزاري المرتبة التي يتم قلبها بعد كل عملية تبول جديدة بغرض اخفاء اثار الليونة.

١٠-
(أ)-
بعض المواطنين تسالوا في حيرة شديدة ، لماذا وقع هذا الحريق في قصر الشعب الان وليس من قبل؟!!
(ب)-
ولماذا شب الحريق تحديدآ في زمن حكومة أيلأ -، وهو القصر الذي ما لحقه طوال (١٣٤) عام اي حريق او خراب او دمار منذ ان سكنه الجنرال غردون عام ١٨٨٥ وتعاقبت عليه نظم اجنبية ومدنية وعسكرية ؟!!

١١-
ياتري، بعد بعد ضياع:
حلايب،
والفشقة، وابيي،
والخطوط الجوية السودانية،
وخط “هيثرو،
ومشروع الجزيرة،
مدينة سواكن، وقبلها وادي حلفا،
والقراند هوتيل،
وقصر الشعب،
**- هل نسمع في القريب العاجل بيع النيل الازرق، او ولاية من الولايات بما فيها من سكان وثروات!!….
***- كل شيء جائز ومتوقع في زمن حكومة أيلأ!!

١٢-
اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.

بكري الصائغ
[email protected]