حكومة مسح البصمات

يوسف حسين
اختفت أو كادت تختفى وجوه الإسلاميين التقليدية من الحكومة، بكامل رضاهم وبتسيق مسبق معهم ، وكم هائل من الإشاعات عمل على ترسيخها الإسلاميين انفسهم ،تلخصت فى ان الإسلاميين لم يعودوا هم الحكام وان المؤتمر لم يعد فرعا للحركة الإسلامية ، كما أن المؤتمر الشعبى اصبح حزبا راعيا للحريات ومناضلا شرسا من اجلها .تشكلت هذه الحكومة و تم ملئ الفراغات التى تركتها الحركة الأسلامية بافراد توزعت انتماءاتهم ما بين الحزبين الكبيرين، بما فيهم بعض افراد البيتين الكبيرين وبضعة تكنوقراط ،اضافة لشخوص من المتصالحين الجدد و احزاب التوالى. صاحب التشكيل الكثير من الترضيات الرخيصة الفاقعة ،لتكون هذه الحكومة هى اكثر حكومات الانقاذ تعرضا للسخرية والنقد،لضخامة عدد وزارئها ووزراء الدولة فيها الذى فاق عددهم عدد الوزارات،فهنالك وزراة بها ثلاث وزراء دولة، وعشرة وزرات اخرى بكل واحدة منها وزيرى دولة ، ولانها ايضا لم تحمل شيئا واحدا مما تم التبشير به قبل تكوينها.
على مستوى الشكل يمكن القول ان الحكومة الضخمة اتت لمكافأة واستيعاب الذين خاضوا الحوار مع النظام .وستزيد كثيرا من اعباء الميزانية المتعسرة اصلا. وهى ايضا اول حكومة فى تاريخ السودان يتواجد فها هذا العدد من آل المهدى والالميرغنى ، فحتى فى الفترات الديمقراطية التى حكم فيها حزبى الامة والاتحادى مؤتلفين لم يتم اختيار هذا العدد الكبير منهم فى اية حكومة ، وهو مؤشر بقدر ما يعكس تطلعات الاجيال الجديدة فى البيتين الطائفئيين ، الا انه يعكس ايضا انهم لم يعودوا يحرصون على اخفاء انتهازيتهم خلف ستار ألغموض والتقديس .
الا ان اهم ما اراده الاسلامييون وراسمى مخطط الهبوط الناعم – الاسم الذى خُدِع بتسميته الموحية الكثيرون- بتشكيل هذه الحكومة وما يليها من خطوات وسياسات على المدى القريب هو مسح بصمات الاسلاميين من كل التجربة ،والتسليم التدريجى لجهاز الدولة التنفيذى العاجز ،لأيدى اخرى جشعة الاطماع ،متعددة ومتضاربة المصالح والرؤى ،لتقوم صحبة بعض العسكر المُنتَقُون بعناية ، بادراة دولة مفككة الاوصال ومنزوعة مصادر القوى والارادة الوطنية ومنهارة اقتصاديا ، فى حين يمتلك الاسلاميون فيها مراكز القوى ممثلة فى القوات النظامية (الجيش والشرطة ، والامن) اضافة لشبكات المصالح المتحالفة معهم ومراكز النفوذ المتعددة التى انشؤوها ( البنوك – السوق- الصناعات – والسيطر على الاراضى وشركات الطاقة والوقود) اضافة للدولة االعميقة التى امتلك التنظيم كل مفاصلها ،فانه لم يتخلى ابدا عن اجهزته السرية الخاصة به والتى تمتلك مليشياتها واجهزتها الامنية وبنوكها واقتصادها الخاص السرى الذى يعمل ويسيطر على معظم الاقتصاد المباح فى الدولة ،اضافة الى عمله فى مجالات غسيل الاموال وتجارة السلاح والمخدرات والبشر.
مسح البصمات هو فقط مجرد خطوة اولى فى سبيل مخطط طويل عريض لايمكن قراءته بمعزل عن كل ما جرى ويجرى منذ قدوم الانقلاب المشئوم على كافة الاصعدة المحلية والاقليمية والعالمية.
يوسف حسين
تحليل ممتاز لواقع الحال..وهبوط ناعم بعد الشبع .
اقتباس:(رئيسة الحزب الليبرالي ميادة سوار الدهب،)
اين مكان هذا الحزب وجماهيره أو قاعدته العريضة التي ينطلق منها.
نعم أنها احزاب صناعة صينية (ديسبوزال) تستخدم لمرة واحدة وترمى في الزبالة كما فعل المؤتمر الوطني مع الكثير من الشخصيات والرموز المعروفة واحترقت كروتها وراحت هشيم تزروه الرياح. والمدعوة ميادة لم تكن رمز ولا حتى لها تاريخ سياسي لكن هي الاشارات امشي أعمل حزب أو احمل لك سلاح وتعاول تفاوض معنا. توجيهات من حكومة السجم والرماد تصنع الاحزاب والحركات المسلحة.
ألم يكن هذا كلام زعيمهم الداير يشيلنا يشيل سلاحه ويجينا، لما شالوا السلاح وحصلت المواجهات واستعصى النصر عليهم بقوا يفتشوا في الوسطات مرة في كينيا وثانية في جيبوتي وثالثة في قطر، لن ينفع هذا ولا ذاك الطريق مؤدي في نهايته إلى هلاك البلاد وزوال الخارطة المعروفة باسم السودان وقد زالت بالفعل لكن يعملون على استكمال البرنامج. ألم يكن نفسهم الباشبوزك الذين ضربوا الطبول لحملة الدفتردار وكتشنر ومن قبلهم اسماعيل بن محمد على باشا.
ألم يكن شاعرهم من نادى الخواجة وقال: جونا ناس شينين وحكمونا يا يابا النقز الفونا.
لم يكن غريب أن تحتل مصر حلايب وينادوا المحتلون بالتكامل والمحتل يرفض مجرد التفاوض في الموضوع. والريس يزورهم في ديارهم ولا يستطيع أن يتكلم عن مشاكله في عرضه وشرفه واحتلال ارضه، بل توضع الخرط التي تؤكد تبعية حلايب للدولة المضيفة من خلفه، والرجال يتبسم بسمات تدعو للإحباط والعجب من حال شخص مجرد من الكرامة. نفترض ما كان عارف بالامر ألم يكن عنده مراسم وبرتكول يعلم بكل صغيرة وكبيرة.
من الطبيعي في غابة مات كل الاسود والنمور أن تطل الأرانب والفئران وتعبث وتتراقص فرحا. وزادت الاطماع في ظل هذا الوضع من كل دول الجوار في السودان.
والاهم من ذلك امتلك الحركة الاسلامية شبكة واسعة من الصحافة والقنوات الاعلامية الكبيرة وهي التي تقود الرأي العام الى ما تريد بالإضافة الى سيطرة الحركة الإسلامية على خطاب الجمعة وهو خطاب هام في السودان وفي دول العالم الاسلامي لأنه يرتبط بشعيرة عظيمة جاء الحث على حضورها في القرآن الكريم في ايات واضحة وقطعية الدلالة في سورة اخذت اسم المناسبة نفسها.
صحيح ان الحركة الإسلامية من خلال الترابي اكملت حلقة التمكين في العشر سنوات الأولى واحاطت البشير بقوة ضاربة جعلت البشير لا يستطيع ان يخرج من فكاكها إن اراد الخروج إلا ان البشير استطاع تكوين قوات الدعم السريع الامر الذي جعلته يفعل ما يريد مع وجود مليشيات الحركة الاسلامية وهو ما حدا بالرئيس ان يعلن مؤخراً ان قوات الدعم السريع هو افضل قرار اتخذه في مسيرته بالرئاسة.
المطلوب من رئيس الجمهورية الآن هو الإنعتاق الكامل من الحركة الاسلامية خاصة بعد قراره الشجاع بالفكاك من حليف الحركة الاسلامية إيران لأن مسيرته مع الحركة الاسلامية جعلته مطاردا طريداً بين الدول.
حكومة ما بعد الحوار الوطني هي حكومة ربع القرن الثاني ..!!
الإسلامويون أشباه الرجال فضلوا الكمبارس بعد أن احكموا قبضتهم على الدولة العميقة واقتصاد البلد بالتمام والكمال وقراره .. وبعد أن سيطروا على الأمن بأنواعه وبعد أن أضعفوا الجيش السوداني والذي تبقّى منه لم يسلم من الفساد وعدم الانضباط والضعف. نافع وعلي وأمين وبقية الرهط المتعفن يديرون الدولة من وراء الكواليس، رضوا بذلك مقابل تسويات ضخمة واتفاقيات مع العسكر – بشه وبقية العسكر من الفسده – عرفوا أن تمثيل الحكومة والوقوف في الخطوط الأمامية يعرضهم واموالهم للتهلكة لذلك وحفاظاً على ارواحهم من المحاكم والاستمتاع بأموال الشعب السوداني التي نهبوها، آثروا الجلوس خلف الكواليس وإدارة الدولة .. وما هذه الحكومة الا أكبر دليل على بصمتهم. والمجتمع الدولي لم يعد تهمه التفاصيل والشأن الداخلي للبلاد إن كانت الحكومات القائمة تحفظ وتحقق له مصالحه .. والجمره بتحرق الواطيها … !
والله العظيم احترنا و بقينا ما فاهمين اي حاجة ، من يصدق ان بلدا اقتصاده منهار و يشكل حكومة تعتبر من اكبر حكومات العالم عددا ، حكومة قصدها الاساسي ارضاء الجميع ، حكومة وصفها الرئيس نفسه بأنها ( كيكه)!!!! شي يحير !!
تحليل ممتاز لواقع الحال..وهبوط ناعم بعد الشبع .
اقتباس:(رئيسة الحزب الليبرالي ميادة سوار الدهب،)
اين مكان هذا الحزب وجماهيره أو قاعدته العريضة التي ينطلق منها.
نعم أنها احزاب صناعة صينية (ديسبوزال) تستخدم لمرة واحدة وترمى في الزبالة كما فعل المؤتمر الوطني مع الكثير من الشخصيات والرموز المعروفة واحترقت كروتها وراحت هشيم تزروه الرياح. والمدعوة ميادة لم تكن رمز ولا حتى لها تاريخ سياسي لكن هي الاشارات امشي أعمل حزب أو احمل لك سلاح وتعاول تفاوض معنا. توجيهات من حكومة السجم والرماد تصنع الاحزاب والحركات المسلحة.
ألم يكن هذا كلام زعيمهم الداير يشيلنا يشيل سلاحه ويجينا، لما شالوا السلاح وحصلت المواجهات واستعصى النصر عليهم بقوا يفتشوا في الوسطات مرة في كينيا وثانية في جيبوتي وثالثة في قطر، لن ينفع هذا ولا ذاك الطريق مؤدي في نهايته إلى هلاك البلاد وزوال الخارطة المعروفة باسم السودان وقد زالت بالفعل لكن يعملون على استكمال البرنامج. ألم يكن نفسهم الباشبوزك الذين ضربوا الطبول لحملة الدفتردار وكتشنر ومن قبلهم اسماعيل بن محمد على باشا.
ألم يكن شاعرهم من نادى الخواجة وقال: جونا ناس شينين وحكمونا يا يابا النقز الفونا.
لم يكن غريب أن تحتل مصر حلايب وينادوا المحتلون بالتكامل والمحتل يرفض مجرد التفاوض في الموضوع. والريس يزورهم في ديارهم ولا يستطيع أن يتكلم عن مشاكله في عرضه وشرفه واحتلال ارضه، بل توضع الخرط التي تؤكد تبعية حلايب للدولة المضيفة من خلفه، والرجال يتبسم بسمات تدعو للإحباط والعجب من حال شخص مجرد من الكرامة. نفترض ما كان عارف بالامر ألم يكن عنده مراسم وبرتكول يعلم بكل صغيرة وكبيرة.
من الطبيعي في غابة مات كل الاسود والنمور أن تطل الأرانب والفئران وتعبث وتتراقص فرحا. وزادت الاطماع في ظل هذا الوضع من كل دول الجوار في السودان.
والاهم من ذلك امتلك الحركة الاسلامية شبكة واسعة من الصحافة والقنوات الاعلامية الكبيرة وهي التي تقود الرأي العام الى ما تريد بالإضافة الى سيطرة الحركة الإسلامية على خطاب الجمعة وهو خطاب هام في السودان وفي دول العالم الاسلامي لأنه يرتبط بشعيرة عظيمة جاء الحث على حضورها في القرآن الكريم في ايات واضحة وقطعية الدلالة في سورة اخذت اسم المناسبة نفسها.
صحيح ان الحركة الإسلامية من خلال الترابي اكملت حلقة التمكين في العشر سنوات الأولى واحاطت البشير بقوة ضاربة جعلت البشير لا يستطيع ان يخرج من فكاكها إن اراد الخروج إلا ان البشير استطاع تكوين قوات الدعم السريع الامر الذي جعلته يفعل ما يريد مع وجود مليشيات الحركة الاسلامية وهو ما حدا بالرئيس ان يعلن مؤخراً ان قوات الدعم السريع هو افضل قرار اتخذه في مسيرته بالرئاسة.
المطلوب من رئيس الجمهورية الآن هو الإنعتاق الكامل من الحركة الاسلامية خاصة بعد قراره الشجاع بالفكاك من حليف الحركة الاسلامية إيران لأن مسيرته مع الحركة الاسلامية جعلته مطاردا طريداً بين الدول.
حكومة ما بعد الحوار الوطني هي حكومة ربع القرن الثاني ..!!
الإسلامويون أشباه الرجال فضلوا الكمبارس بعد أن احكموا قبضتهم على الدولة العميقة واقتصاد البلد بالتمام والكمال وقراره .. وبعد أن سيطروا على الأمن بأنواعه وبعد أن أضعفوا الجيش السوداني والذي تبقّى منه لم يسلم من الفساد وعدم الانضباط والضعف. نافع وعلي وأمين وبقية الرهط المتعفن يديرون الدولة من وراء الكواليس، رضوا بذلك مقابل تسويات ضخمة واتفاقيات مع العسكر – بشه وبقية العسكر من الفسده – عرفوا أن تمثيل الحكومة والوقوف في الخطوط الأمامية يعرضهم واموالهم للتهلكة لذلك وحفاظاً على ارواحهم من المحاكم والاستمتاع بأموال الشعب السوداني التي نهبوها، آثروا الجلوس خلف الكواليس وإدارة الدولة .. وما هذه الحكومة الا أكبر دليل على بصمتهم. والمجتمع الدولي لم يعد تهمه التفاصيل والشأن الداخلي للبلاد إن كانت الحكومات القائمة تحفظ وتحقق له مصالحه .. والجمره بتحرق الواطيها … !
والله العظيم احترنا و بقينا ما فاهمين اي حاجة ، من يصدق ان بلدا اقتصاده منهار و يشكل حكومة تعتبر من اكبر حكومات العالم عددا ، حكومة قصدها الاساسي ارضاء الجميع ، حكومة وصفها الرئيس نفسه بأنها ( كيكه)!!!! شي يحير !!