عودة المهدي..وفيم تأخيرها ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
عودة المهدي.. وفيم منعها !??؟
للكثيرين ممن لهم رأي سالب في السيد الصادق المهدي.. تقييم بأن عودته أمر يخص النظام أكثر من أي طرف آخر حتى حزب الأمة نفسه..ويبنون ذلك على اتهامه بأنه إنما خرج بتنسيق مع الحكومة لجر الحركات إلى طاولة التفاوض مع النظام بشروطه وفركشة هذه الحركات نفسها..ويبررون هذا الرأي باتهامات أخرى تحمله مسئولية فركشة التجمع ثم الانسلاخ ..علاوة على وجود أبنائه داخل النظام ولا يقتنعون مطلقاً أن وجودهم بغير تنسيق منه مع النظام..ويعودون إلى الوراء إلى لقاء بورسودان والمصالحة الوطنية.
وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع هذا الرأي ..فإن عودته أصبحت من ضمن ما يشغل بها السيد الإمام بقية القوى السياسية..ويغذي الإعلام هذا الأمر بكثرة طرق الأسئلة في كل لقاء حول هذا الأمر..وتكون إجابته دائماً أن له مهام في الخارج في شأن قوى نداء السودان ومنتدى الوسطية ونادي مدريد..ولاحقاً صار يسوق لهذا الأمر بوصفه قراراً لأجهزة الحزب.. ومؤخراً عقب اقتراب توقيع قوى نداء السودان ..أعلن بأن مهامه في الخارج قد انتهت..وقام حزبه بإصدار قرار بعودته مع التوقيع على خارطة الطريق.. لكن المفاجأة كانت رفض الحركات المسلحة قرار عودته..بأسباب تبدو عاطفية في تصريحاتهم فعند عرمان ..يكون التبرير ان للإمام سحراً يجمع الناس حوله..وعند جبريل أن مهمته لم تنته بالنسبة لهم وإن رأى حزبه عكس ذلك ..وأن عودته تمثل خسارة عليهم..وهي تبريرات لا تبرز أسباباً موضوعية..وإن دأبوا على شكره على دوره قبل التوقيع..ما يطرح السؤال الطبيعي ..ما السبب الحقيقي ..؟ الإجابة على السؤال ليست سهلة..وسنبحث عنها في مواقف وتصريحات بعيداً عن القوى السابق ذكرها في الجبهة الثورية وحزبه.
? بالنسبة للنظام فإن عودته مرحب بها في أي وقت ولن يعتقل !! وهذا بالطبع يغذي الرأي القائل بتنسيقه مع النظام.
? وعند الاستاذ محمد لطيف أن أهميته للقوى الموقعة تكمن في كونه من انتهى إليه ما أسر به البشير لأمبيكي في شأن عدم ممانعة الحكومة في الأخذ بمذكرة التفاهم والاجتماع التحضيري .
? وعند الكاتب الإسفيري الأستاذ ثروت قاسم أكثر من يتغنى بالإمام وينافح عنه تفاصيل أكبر عن دوره..ففي مقالتين في صحيفة الحوش الإليكترونية ..يعتبره من يدير ماكينة المفاوضات من طرف خفي ومن وراء الكواليس حيث أنه:
1/ أقنع أمبيكي بعدم رفع تقريره لمجلس الأمن والسلم الأفريقي إلا بعد توقيع الحركات عكس رغبة النظام لوصمها بالرافضة للحوار وتصوير نفسه بالمحب له
2/ أقنع الحركات بالتوقيع على خارطة الطريق والبدء في مفاوضات وقف العدائيات وفتح الممرات للمساعدات الانسانية.
3/ بعد نجاح الخطوتين تبدأ عملية التفاوض بدخول القوى السياسية الموقعة ولقاء 7+7 بالمعارضة ومذكرة التفاهم وتوحيد الوفد المفاوض ..وإلا فإن الفشل في الخطوتين- كما حدث الآن – سيعني عدم إمكانية الخطوة الثالثة ..عندها يكون النظام قد انكشف على الأقل..وهذا ما بدر من الحركات بعد انهيارها .ويفتح الخيار الثاني بالانتفاضة.
والملاحظ هنا أن النقطة الثانية يلتقي فيها ثروت مع المتهمين للمهدي في دوره مع الحركات وإن اختلفت التفسيرات. ويدخل كذلك جزء كبير من النقطة الثالثة في هذا الباب . فهل يصح تقييم الأستاذ ثروت ورهان المهدي والحركات على الانتفاضة.؟
الواقع وكما تناولت قي مقالات سابقة ..فإن تأثير قوى نداء السودان مجتمعة على تفجير انتفاضة ضعيف جداً ..وكذا الأحزاب الأخرى حالياً..بدليل أن كل نداءات القوى السياسية إبان مظاهرات طلاب جامعة الخرطوم حيث تفجرت أكتوبر..لم تزد من أوارها..علاوة على ذلك.. فإن هبة سبتمبر المجيدة قد كشفت موقف المهدي من الانتفاضة..وخوفه من انتصار حملة السلاح الذي تلاقى مع تلفيقات النظام في وصمها بالعنف والحرق والنهب حينها لتشويه صورتها وتبرير استخدام القوة وقتل المتظاهرين..لكن الأهم ما رشح عن موقف الحركات نفسها من هبة سبتمبر ..فقد كان عكس ما هو معلن كما أفادت تسريبات بقولهم..( لن نهز الشجرة ليلتقط غيرنا الثمار !!) عليه يسقط خيار الانتفاضة من أهداف الطرفين على الأقل ضمن هذه العملية الجارية ..
أذهب إلى أكثر من ذلك فأقول..أن تناقض المهدي مع النظام تناقض ثانوي..فكلاهما يقود حركة دينية … تنادي بتطبيق الشريعة الاسلامية..لذلك فكل ما يرد في حوار الوثبة..يتفق المهدي معه ..وقد عبر عن اندهاشه لتطابق رؤاه مع توصياتها!!
أما الحركات المسلحة ..فقد وصلت إلى نقطة توازن الضعف مع النظام..فلا قدرة لها على الخروج من مواقعها..ويكون انجازها في الصمود فيها.
من هنا نتوصل إلى حقيقة مفادها ضمن هذه العلاقة ..أن كل منهما في الواقع يبكي على ليلاه وإن بدت سرادق العزاء واحدة!!
لذلك فعودة المهدي ستضيف للنظام ..وتقيه شخصياً شره ويكون أكثر المرشحين للاستفادة من التوقيع على مخرجات حوار الوثبة ..بوجوده هو وبنيه ضمن الحل النهائي.ما يجعل عودته مرحب بها لدى النظام وحزبه.
أما الحركات فتستثمر في علاقاته وتأمل أن تحقق خطوط اتصاله التي لم تغلق يوماً مع النظام ..حلاً يحفظ ماء وجهها بعد خسارتها لظهيرها في جنوب السودان من جهة..والمجتمع الدولي من جهة أخري..حيث صارت مصالحه مع النظام أكثر . وهذا في تقديري سر تمسكها ببقائه حتى لا تجد نفسها وحيدة أمام هذه الرياح العاتية. خاصة مع الضغوط في النزيف الدموي من المدنيين والحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية .
[email][email protected][/email]
كلام الطير في الباقير ….
كلام الطير في الباقير ….
وكأن شعب السودان يعول عليه ..
الصادق المهدي حضر أو لم يحضر لا يهمنا في شيء
وحضر الحسن .. وذهب الحسن .. الشعب
السوداني .. خرج من تلك العباءات الي غير رجعة
اريحونا .. يرحمكم الله ..