( محلات ابن البادية).. لفك وتركيب الوجدان الشعبي..!ا

إليكم

الطاهر ساتي
[email protected]

( محلات ابن البادية).. لفك وتركيب الوجدان الشعبي..!!

** قبل عقد من الزمان، خلال برنامج منوعات كانت تقدمه الإذاعة السودانية قبيل الإفطار الرمضاني بدقائق، سأل المذيع ضيفه، وكان عضوا بمجلس قيادة المسماة بثورة الإنقاذ الوطني، سأله : لو بيدك حمامة، لمن تهديها ؟.. فرد الضيف سريعا : لزوجتي..فذهب بي الظن بأن زوجة هذا المسؤول ربما من محبي السلام، أوعانت من ويلات الحرب في مرحلة ما من مراحل عمل زوجها، ولذلك خصها بالحمام كرمز للسلام..ولكن عمي الذي كنت ضيفا عنده يومئذ، خيب ظني – و تحليلي – حين علق على إجابة المسؤول قائلا : (بالله شوف الزول البطيني ده، عاوز يهدي الحمامة لي زوجتو عشان تعمل ليهو شوربة حمام)..فأنفجر البرش بالضحك، ولكن لم نتبين أيهما يحمل تفكيرا بطينيا؟، ذاك المسؤول أم عمي ..؟؟
** تذكرت ذاك الأنس الجميل مطلع الأسبوع الفائت، وصحيفتنا تستطلع بعض الشعراء والمطربين والملحنين حول إنفصال الجنوب وأثر هذا الإنفصال على مسيرتهم الفنية وما بها من أعمال وطنية .. أنس العاقب، مدني النخلي وغيرهما، إجاباتهم كانت مسؤولة وموضوعية ومفعمة بالوطنية ، وعبروا عن أحزانهم وعن فقدهم للجنوب بمشاعر صادقة ونبيلة، وأجمعوا على حديث فحواه : سنبقي الوجدان الشعبي في الشمال والجنوب موحدا من خلال الفن، وسنواصل الغناء للوحدة إلى أن تتحقق مرة أخرى، أوهكذا تحدثوا حديثا يبعث الأمل في النفوس..ولكن، تأملوا حديث صلاح بن البادية، حيث يقول نصا : ( سوف تزدهر الأغنية بعد الإنفصال، ولن تتأثر بإنفصال الجنوب، لأنه ليس لدينا عازفين من الجنوب )..هكذا إختزل قضية وطن، في عازفين، أي كإختزال عمي رمز السلام في (صحن شوربة)..!!
** ولأن إجابته غير منطقية، بل ساذجة للغاية ، سألته الزميلة نهاد أحمد : ولكن ماذا عن رائعة مبارك المغربي (حب الأديم)، التي تغنيها، حيث يقول فيها : بسواعدنا ونضالنا، في جنوبا وفي شمالنا، غيرنا مين يحرث أرضنا، يبني ويعمر بلدنا ، غيرنا مين يفني الاعادي ؟..فأجاب بن البادية قائلا بذات اللامبالاة : أجريت تعديلا على كلمة (جنوبنا)، وإستبدلتها ب (غربنا )..وخلاص، أي هكذا السمكرة – والفك والتركيب – بمنتهى البساطة، وكأن قلوب الناس وعقولهم ووجدانهم مجرد (مواسير وبراميل).. ولصلاح بن البادية تجربة وسابق وخبرة في الفك والتركيب، حيث نزع من قبل رائعة هاشم صديق ( الشوق والوطن) من ألحانها، واستبدلها باحدى المدائح النبوية، ليس حبا في النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لأن هاشم طالب بحقوق الملكية الفكرية لنصوص تلك الأغنية ..زميلنا صلاح الدين مصطفى، أدهشته إفادات ابن البادية، وكتب زاوية إستنكر فيها هذه ( السطحية ).. نعم، لقد صدق مصطفى في الوصف، كنت أحسب ابن البادية عميقا في التفكير وكذلك صادقا في مشاعره – ويعي ما يقول – حين تغنى بأعمال وطنية رائعة منها (حب الأديم)، ولكن – للأسف – كشف الرجل بأنه محض صوت ليس إلا، أي لا يفهم حتى معاني (أغانيه)..!!
** وما صلاح إلا نموذج..كثيرون هم الذين إختزلوا الجنوب في بعض ساسته أو في بتروله ، كما إختزله ابن البادية في عازفين..ولذلك، تبدوا مشاعرهم وأحاسيسهم كالحجارة أو أشدة قسوة، منذ إعلان الإنفصال والى يومنا هذا ، بحيث تراهم إما فرحين أو (لايبالون بما حدث)..أي يقول لسان حالهم غير المسؤول بمنتهى اللامبالاة : شنو يعنى الجنوب ؟ما ينفصل، نحن برضو عندنا البترول.. أو كما يقول ابن البادية : شنو يعني (بجنوبنا)، ممكن نستبدلو (بغربنا)، وخلاص..هكذا تعرف قيمة وطنك في أفكارهم وقلوبهم حين يتحدثون يا صديق.. بل منهم من لايزال يذبح الذبائح، منتشيا بالإنفصال، ولو تأنوا قليلا ثم فكروا لعرفوا بأن الجهة الوحيدة التي شاركتهم نشوة الإنفصال هي ما يسمونها – هم ذاتهم – بال(عدو الصهيوني)..لماذا وكيف (تطابقت الأجندة والأهداف و..الأفراح؟)، الإجابة تعكس بأنهم أشد عداء لوطننا وشعبنا من العدو الصهيوني..على كل حال، هي ليست بأزمة سياسية، أزمة السودان، بل (أكبر من كدة)، هي أزمة وطنية..ولذلك، ليس بمدهش أن يستحي بعض مطربينا من (أغانيهم الوطنية)..!!
……………….
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. ان شاء الله يا استاذ ما يضطر يغيرها تاني من غربنا لي شرقنا ………. والله يكضب الشينه ……………… و يعيننا نحن ……..

  2. رغم بحثي اليوم عن مقالاتك، ولكني أراك قد قسوت على الرجل… لا أعتقد أن بن البادية يحمل هذه الأفكار… ولكن لا ينفي ذلك كون الفنانيين – وأكثرهم حتى أكون دقيقا – لا تتعدى أغانيهم حلاقيمهم وأوداجهم المنتفخة..

  3. وصلاح الله يسامحه وبعد اربعين سنة من المعايشة الوجدانية والرومانسية الشفيفة لأغنية ( ليلة السبت ) جاء وقال في أحدى السهرات ان شاعرها الفلسطيني ( القاضي ) كتيها حزنا علي تأجيل عملية فدائية الغيت في اللحظات الأخيرة لسبب ما..الشيء الذي افسد متعة الخيال عند الكثيرين ..طبعا ليس استنكارا لارتباط الأغنية بالعمل الفدائي .. لكّن الشعر باب واسع في معانيه ..تدلف منه تصورات من يستمعون اليه خاصة حينما يغني ..مختلفة في تفسيراتها بانطباع اللحظة الظرفية الأولي.. فتخلد تلك الصورة..ولا ينبغي للشاعر أو المغني افسادها بالشرح المباشر..مثلما قال حمد الريح مرة أن عازة هي أغنية أكثر من عادية ربما وجدت الفرصة أكثر من غيرها .. وأرجو صادقة أن أكون فهمت كلامه غلط..

  4. كثير من الاغاني تمجد الوطن وتدخل دولا اخري شقيقة في النص مثل
    مصر يا اخت بلادي وغيرها . فيا ابن البادية الغناء للدولة الابنة (الجنوب) اولى من الغناء للدول الشقيقة . ولا داعي للسمكرة والتلاعب بالوجدان السوداني ، ولو لم تكن هذه الاغنية موجودة اصلا لتمنينا ايجاد اغنية بهذا النص .

  5. ان ما ذهب اليه الفنان , هو شي ليس بالجديد فيما يمس تعريف الاغنية السودانية التي في عمومها تختزل السودان في شماله و في هوية العربية الافتراضية. و لا ننسي عندما تغني رمز الاغنية الوطنية حسن خليف العطبراوي في اغنية انا سوداني ( دوحة العرب اصلها كرما و الي العرب تنسب الفطن).
    فما جاء به الفنان ان ليس بالجديد..

  6. ولماذا يغير جنوبا بي غربنا ، أليس للسودان الحالي جنوباً يعني بعد الإنفصال السودان حا يبقى شمال شرق وغرب فقط ، إجابة الأستاذ صلاح بن البادية واضحة فعلاً لن يتأثر الفن في الشمال بعد إنفصال الجنوب بل سيزدهر وهذا كلام صحيح بعد الإنفصال سيعم السلام في الشمال بإذنه تعالى وسوف يتفرغ الناس للأدب والفن لأن الجنوبيين شغلونا بالحروب والدمار وإدخلوا الحزن في بيت كل شمالي ولم يتركوا لنا وقتاً للإبداع وسوف تصفو الليالي بعد كدرتها ، وثانياً أنت لا تعلمنا الوطنية نعم فرحانين بالإنفصال لأن الجنوب لم يكن في يوماً من الأيام تجزء من الشمال وهذه حقيقة أثبتتها نتيجة الإنفصال (98%) من حق أي شخص أن يفرح إذا كان يرى أن الإنفصال فيه مكاسب للشمال ومن حقك أن تحزن إذا كان حسب رأيك أن الإنفصال خسارة ولكني أراه غير ذلك .

  7. حقيقة لا استغرب هذا من ابن البادية لانو منذ ان عرفناه لم يكن له مواقف وطنية ففي زمن نميري كان (حوار) له وفي زمن الانحطاط هذا ايضا مازال في حواريته …. نعم (غناي) وصوته جميل جدا جدا ولكن لا تنتظروا منه موقفا سياسيا (رغم ان الفنان ضمير ولسان الامة ) ..

  8. ابن الباديه راسو فاصي ومتملق زيو وزي كتير من الفنانين كل من يفرح بالانفصال زول راسو فاضي وما بفهم زي وارغو الغبي الجاهل

  9. اتركوا الرجل ولاتتحاملوا عليه اكثر من اللازم فهذا مايعتقد ويفهم
    بعدين انتو عندكم الفاهمين وتعلموا على حساب الشعب السودانى ويكيلون االيه السباب والشتائم
    امثال شيخ على بطل نيفاشا فهو اولى بالسلخ وصلاح ابن البادية ساهم بصوته للوحدة وسافر مرات عديدة للجنوب لاحياء حفلات فهذا مايستطيع وليس له دور فى التشطير
    المستشار المعتوه الذى وصفنا بالشحادين واننا لانذهب للمساجد وصلاح بن البادية لم يهاجم الشعب السودانى ولم ينعته باى صفة ولكنه رجل يصنع الفرح بما حباه ربه من صوت
    ولانرضى بتصيد اخطاء فنانينا وكبرائنا وترك الساسة والانصراف عن اخطائهم

  10. بعض المطربين الاكرم لهم ان يتغنوا فقط كذلك بعض اللاعبين الكرويين حتى لا تهتز صورهم لدى معجبيهم واوافق المعلق الكريم ان التفسير لبعض النصوص يفسدها لذا قيل يغنى المغنى وكل حد على هواه يا ود البادية عشاقك كثر غنى وبس

  11. أبن البادية ده من فترة من خلال لقاء تلفزيوني اتضح لي انو زول راسو فاضي كلام دراب وكلام شوراع ما عندو اي معنى والله استغربتوا زمانا كلو ابن البادية ابن البادية في النهاية طلع كيسو فاضي وراسو فاضي.

  12. ود ابوقرون ده مركب عقلية بفال وانا اذكر حفل اقامته السفاره بالرياض بمناسبة عيد الاستقلال شارك عدة فنانين الفرق الشعبيه من نوبه لبقاره بعدادت رمزيه الا هذا الفرن سمعت بانه طالب السفاره بمبلغ (0000) خلوها مستوره
    نرجع لحب الاديم اكيد الخال الذري دفع حق السمكره وهو الفنان المتصابي خسران حاجة

  13. الراجل مخه فاااااضي
    قبل فترة من الزمن كدا
    جابوه في برنامج أسماء في حياتنا
    شبكنا ليك: دي صورتي مع سمية الألفي ودي صورتي مع هناية الممثلة
    إحدى هذه الصور للغرابة كانت بالمايوه

    لا أعير مثله إنتباهاً فهو أصلاً لم يكن يوماً من الفنانيين الكبار
    بل متاجر بسمعة أهله مشايخ الصوفية للبقاء في الساحة الفنية
    ألحانه وااااحدة لصُخرتومية غنية
    copy paste
    وحتى أغانيه الجميلة تراث وحقيبة
    بصراحة كدا
    ما عندو شيء ملفت غير الخاتم اللابسو

  14. واحدة من الأغنيات المزعوم أنها وطنية كانت تكفي لوحدها لفصل الجنوب دون أي أسباب أخرى هي (أنا سوداني أنا) كما قال أحد المعلقين هنا. كلما عزفت هذه الأغنية كنت اتوارى خجلاً فهذه الأغنية قمة في العنصرية لبلد يفترض به أن يكون متنوع الأثنيات وكان من المتوقع أن يقوم المسئلون عن الثقافة على مر العصور بايقافها بتهمة أنها عنصرية أو على الأقل يتم تبديل بعض كلماتها. فهذا الوطن للجميع ليس للعرب وحدهم وإلا فانتظروا انشاقاقت أخرى منه وغنوا بعد داك على كيفكم في ما يتبقى للعرب منه والذي لن يزيد على ولايتين

  15. بما انه الجاي من الأنفصالات ما معروف فأقترح أن ندخل الاتجاهات الفرعية يعني مثلا يا الفي الجنوب الشرقي حي الفي الشمال الشرقي ونكون قفلنا باب السمكرة وصارت أفكارنا تقدمية وليست رزق اليوم باليوم كما ( الكرتية).

  16. المدهش ليس في هذا أو ذاك الفنان الذي عبر عن رأيه بمنتهي الصراحة و إن كان هذا الرأي سطحي ، المدهش أن بعض مثقفينا ما زالوا يعتقدون أن أن الشمال و سكانه ، ساسته و سياساته ، حكوماته العسكرية و الديمقراطية المتعاقبة السبب الرئيس في إنفصال الجنوب عن الدولة الأم ، قد يكون هذا صحيحاً في بعض جوانبه و لكن الأصح أن الجنوب شعبه ، ساسته و حركته الشعبية لا يرغبون أن يكونوا جزء من دولة واحدة و وطن كبير و الدليل علي ذلك المجذرة التي أستهدفت الشماليين في الجنوب قبل أن ينال أستقلاله في العام 1955م ، حركات التمرد الجنوبية بعد الأستقلال مباشرة حتي يوم الأستفتاء و الذي عبرت نتيجته عن مدي الكراهية و الحقد الدفين لأبناء الجنوب تجاه أخوانهم في الشمال الذي آووهم في كل مناطق السودان و لم ينظروا للحرب الدائرة في الجنوب و التي قتلت من الطرفين الأقارب و الأهل و الأصدقاء و أخيراً السياسات التي يتبعها قادة الحركة الشعبية للكيد للسودان داخلياً فيما يسمي بالمنطقتين ، آبيي و دارفور و حتي داخل الخرطوم و خارجياً تحريضهم المتواصل للغرب أن يضيقوا علي السودان إقتصادياً و سياسياً و إعلامياً . الحقيقة المرة التي يجب أن يتيقن منها الجميع أن الجنوبيين عملوا للإنفصال منذ زمن بعيد و لكننا كنا و ما زلنا نكابر أننا شعب واحد و وطن واحد . الوطنية الحقة هي أن ندافع عن ما تبقي من وطننا و نحافظ علي وحدته ، نتصارع سياسياً في سبيل رفعته نهضته و نقف صفاً واحداً ضد أعدائه القريبين منا و البعيدين و لا نوالي أعدائنا مهما أختلفت توجهاتنا ، أحزابنا ، و طموحاتنا الشخصية .

  17. حملنى ابن البادية ( ملح – فضل ظهر ) عام 1986 من كبرى شمبات الى اتحاد الفنانين بسيارة جيب هاتش باك وعندما لاحظ أننى فقط اريد أن اصل ولم اهتم كثيرا به بعد السلام صار يصيح بين الفينة والأخرى بتكبيرة أو تهليلة مدويّة . تبسمت من فعله وهو الذى يمط الموسيقى فى الحفلات حتى تسخن حلبة الرقص وينتشى من ضرب كأسا أو شم ( فلة ) بضم الفاء . أغضبته ابتسامتى فالتفت الى وقال خلاص أنا وصلت ( اتحاد الفنانين ) فقلت له الليلة الذكر هنا ولا شنو …….
    يا أخوانا صالح عبدالقادر أم صلاح بن البادية ؟! كدى اليبقى لينا على اسم وبعد داك تقييمو ولا تنظيمو ما صعب
    وطبعا النوع ده من الناس الحكومات الديكتاتورية بتعتبرهم ادوات الهاء وتأثير فى البسطاء ولازم تستخدمه وتخلق له اسم عشان التأثير يكون قوى والاّ ما كان نوع صحفيكم العمل الاستطلاع معاه ففيه ايضا بعض سذاجة
    ولا رايكم شنو؟

  18. والله يا الطاهر ساتي انتو غلطانين والغلط راكبكم من من راسكم لي رجليكم !!!!
    يعني الاساتذة الكبار ودالامين وردي الكابلي موجودين تجيبوا ده عشان تسألوه عن انفصال الجنوب الزي ده وكمان واحد اسمو مين كدا حسب الدائم ديل معروفين مسترزقين ساي ما عندهم لا حس وطني ولا حتى بيفهموا في الحاجة الاسمها ثقافة دي فماذا تتوقع منهم غير يهرو مصارينك ….. ………

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..