متى وكيف تفكك “الشفرات” ..؟!

نبض المجالس

كثيرون يعتقدون انه لا يجب ان نحتفي او نطلق عبارات الشكر والثناء لاؤليك الذين استرجعوا جزءا يسيرا من الحق العام المنهوب ذهبا او مالا عاما بقدر ما اننا يجب نتاسى ونحزن ونتوجع على كل ما ضاع وتبدد تحت اقدام الافيال والتماسيح حينما تتصارع على (جيفة السلطة) وان كان هذا الشكر والثناء وهو امر محمود كتحفيز لرفع مستوى الهمة والارادة ولكن يستحسن ان يفهم في اطار الواجب والمسوؤلية ..ولكننا بالامس احتفينا كثيرا وفي غمرة ذلك تناسينا ان (الوجع القديم) لازال يفتك بالاحشاء داخل مكونات الدولة السودانية وان الجناة لازالوا ينهشون في قدرات الاقتصاد السوداني ..
صحيح ان ما انتزعته سلطات الدولة وامنها من فك المهربين كان كبيرا ومقدرا ..فكان ذلك بمثابة مهرجانا بمناسبة عظمة الانجاز ..لكن بالتاكيد فان مشهد الاحتفاء هذا سيظل غير مكتمل الصورة ان لم يكتمل المشهد الكلي بسناريو اخر يظهر فيه الجناة مقيدين في الاصفاد وهم خلف القضبان حتى ينالوا جريرة ما اقترفته ايديهم من جرائم نهب وتهريب لموارد السودان ..
ولان ذاكرة الدولة (خربة) او عصية على استرجاع اي من المشاهد او السيناريوهات القديمة التي تجلت فيها عظمة الانجاز او احتفت فيها الحكومة كونها احبطت محاولة تخريبية او ضبطت مجرما متلبسا يمارس هوايته باحترافقية كبيرة , ولذا فان ذات المشاهد القديمة والحالية وحتى اللاحقة منها ستتلاشي رويدا .. رويدا من ذاكرة الدولة والشعب معا ان لم تكن هناك ارادة غالبة تحرس تحرس الحق العام وتعيد انتاج القانون والعدالة من جديد .
فكل الذي بين يدينا الان من مشاهد وحكاوي هو مدعاة للحزن والاسى ..كنا نظن ان الحكومة حينما تدعونا الى مؤتمراتها الصحفية خصوصا اذا كانت القضية تتعلق باحدى ملفات الفساد ..كنا نعتقد ان الحكومة اعدت لنا (وجبة دسمة) من الحقائق والمعلومات والاسماء ..ولكن سرعان ما يخيب الظن وتتحول الحكومة الى (بكماء) لا تتحدث الا بلغة الاشارة والتعتيم ..فكل القضية تلقى داخل (جب) وتقبر ملفاتها وتتحول القضية الى مجرد (الغاز واساطير) ..اما (اعيان) قبيلة الاعلاميين الذين تحلقوا حول منصات المسوؤلين ومنابرهم في الحكومة سقطت كل رهاناتهم حينما (امتنعت) اجهزة الدولة عن تفكيك كل (الشفرات) فباتوا واجمين محدقين في لا شي .. فمن الاجدى اذن والانفع للحكومة في مثل هذه القضايا ان تتحلى بقدر عالي من الشفافية والوضوح وتعلن للراي للعام كل من تورط في فساد فالحرب على الفساد لابد لها من ضحايا ..
الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..