ولاية النيل الأزرق … سقوط وفشل التأمين الصحي ؟

*اجري التلفزيون القومي عبر برنامج { نوافذ} اواخر فبراير الماضي 28/2/2018م حوارا مفتوحا مع الاستاذ طلال الفاضل المدير العام للصندوق القومي للتأمين الصحي القي من خلاله الضوء علي عدة جوانب مشيرا إلي البدايات الأولي لفكرة التأمين الصحي في العام 1995م وأهدافه , والتطور والتوسع الرأسي والأفقي الذي جاء بالتدرج , وأشار إلي الورشة التي أقيمت مؤخرا لتحديث قائمة الأدوية والتي خرجت بإضافة عدد {75} صنفا جديدا ليصبح مجمل الأصناف المدرجة في قائمة التأمين الصحي {960} صنفا , وبدا واضحا عدم اهتمام الورشة بالقيمة النقدية للأدوية , وأضاف سيادته بان المستهدفين هم العاملين في القطاعين العام و الخاص والأسر الفقيرة وشريحة الرعاة والمزارعين .
*و في نفس السياق أعلنت وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي رفع قيمة الاشتراك الشهري في التأمين الصحي من 40 جنيهاً إلى 91 جنيهاً مؤكدة الارتفاع في قيمة الدواء المخصص للتأمين، ولفتت إلى أن ارتفاع قيمة الدواء يقع تحت مسؤولية وزارتي الصحة والمالية.
وقالت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي مشاعر الدولب في تصريحات بالبرلمان 28/12/2017م، { إن تعريفة الاشتراك الشهري مجازة منذ العام الماضي بيد أنها لم تُطبق موضحة أن قيمة الاشتراك يجب أن تكون 216 جنيهاً، لكن الوزارة رأت أن تقف عند 91 جنيهاً مبينة أن الزيادات ستنعكس إيجاباً على تجويد خدمة التأمين الصحي وسرعة انسياب الدواء، مبينة أن وزارة الصحة تتحرك في اتجاه تقليل سعر الدواء مع جهات أخرى}.
إلي ذلك ومن خلال ا لاستضافة والحوار و التقارير المصورة من ولايات شمال وغرب دارفور والقضارف التي جاءت لإلقاء الأضواء إلي التطور النوعي والتوسع الرأسي والأفقي التي شهدتها تلك الولايات بفضل كفاءة إدارتها وتمييز كوادرها حيث أبرزت التقارير ومن خلال إفادات مداراء الإدارات التنفيذية ووزراء الصحة المدعومة بالصور الحية لتلك الصروح الشامخة والبنايات العالية والفخمة والمراكز الصحية والمعدات التشخيصية والكوادر التي تقف ورائها ,
وبالأرقام نسبة التغطية في شمال دارفور 47% لعدد, {1,250,000} من العدد الكلي للسكان البالغ عددهم {2,500,000} وعدد المراكز {162} مركزا في {18} محلية . هناك مشروع مركز صحي لكل {7000} مشترك
*أما غرب دار فور فنسبة التغطية بلغت {73%} وعدد المراكز {30} مركز والعمل جاري لبناء عدد{102} مؤسسة حسب خطة العام الحالي 2018م حسب إفادات المسئولين هذا بالإضافة إلي مشروع لتغطية الأطفال حتى عمر 5 سنوات .
*أما ولاية القضارف فيكفي تربعها في المرتبة الأولي بنسبة تغطية فاقت {90%} ومجمع الخدمات الطبية المتكامل الذي يضاهي ارقي المجمعات الطبية حيث تتم فيها كافة الإجراءات والمعاملات آليا , حيث اجري احد المواطنين عملية للقلب في هذا المجمع , والتوسع الأفقي والرأسي للمنافذ حيث بلغ عدد المراكز في العام 2017م {145} مركز والآن تضاعف العدد الي {290} مركزا , هذا بالإضافة إلي إدخال كل الأطفال دون الخمسة أعوام في مظلة التأمين الصحي
* ما شاهدناه بأم أعيننا من مؤسسات ومجمعات ومرافق ومعدات تشخيصية وكوادر في تلك الولايات المشار إليها أعلاه وولايات اخري ككسلا وشمال كردفان يضع جملة من التساؤلات والاستفهامات ؟؟ ويؤكد في نفس الوقت نجاح الإدارات التنفيذية في تلك الولايات ومعرفتها لمهمامها , واعتمادها علي التخطيط العلمي والمتابعة والرقابة الإدارية والشفافية , وتوظيفها للأموال والاشتراكات في خدمة المشتركين وتقديم أفضل الخدمات الطبية .
* وبالنظر لواقع التامين الصحي ومؤسساته وخدماته في ولاية النيل الأزرق , ومقارنة بهذه الولايات الثلاثة فقط , وان لا مجال للمقارنة , يكاد ان يصاب المرء بالصدمة والغثيان , ويرتفع حواجبه دهشة للمفارقات الغريبة ولمدي التردي في الخدمات الطبية والعلاجية وكيف لا وأمر إدارتها توكل لطبيبة صغيرة لا خبرة ولا كفاءة ؟؟ وبؤس حال المؤسسات والمراكز وفقرها لأبسط المقومات الصحية و المعدات الطبية , انظروا لمركزي الشافعي وبكري يس {النموذجين } وتفحصوا المعدات التشخيصية فيهما ؟ وحالات التكدس والاكتظاظ ..؟؟ هل تتم هنا عمليات القلب المفتوح كما في القضارف ؟ انظروا اين يقبع مجمع العيادات المحولة بالدمازين ؟ وكيف هي مناظر مكاتب الأطباء والمعمل وصالة الانتظار والأرضية والسقوف والجداران وكوخ ضباط التأمين ودورات المياه ,؟ هل تتم هنا عمليات القلب المفتوح كما في القضارف ؟ وشاهدوا فضيحة المبني الجديد الذي افتتحه رئيس الجمهورية مؤخرا لتروا معاناة الأرضية والجدران ..
* وبينما تجتهد الإدارات ذات الأفاق الواسعة والطموح اللامحدود لوضع الخطط والبرامج للتوسع الأفقي والرأسي , وتطوير المنشاءات واستقطاب الأكفاء , نجد هنا في النيل الأزرق العكس تجفيف وإغلاق للمراكز ــ مجمع محمود شريف , ومركز قنيص شرق مثالين ــ وربما القسم قريبا , وتقليص ساعات العمل للمراكز الكبيرة كالشافعي يوم الجمعة وإلغاء وردية المساء في بكري يس بالرغم من ان التردد في هذه الفترة يفوق ال {100} مريضا .. وتمكين لأنصاف الكوادر والإداريين ـــ وتدليس وغش وتزييف {مبني الإدارة الجديد } الذي يجري فيه الآن تغيرات شاملة لشبكة الصرف الصحي وصيانة الأرضية ـ وظهور اثأر الرطبة علي جدارن بعض المكاتب والسلم ….الخ من التصدعات والعيوب التي يحاولون حجبها ما أعين الناس , وهل تستطيعون حجب أشعة الشمس بأياديكم المرتجفة والملطخة ؟؟ هيهات .. هيهات
وإذا كان نجاح التأمين الصحي في أي مكان يقاس بمؤشرات او يعتمد علي ثلاثة ركائز, تتمثل في :ــــ
1/ كفاءة الكوادر الادارية و الطبية والمعدات التشخيصية 2/ توفر الدواء 3/ توفر المؤسسات والمراكز و المجمعات .
فلا ندري اين يضع السيد المدير العام للصندوق القومي للتأمين الصحي فرع النيل الأزرق ؟ من الناجحين أم الراسبين الساقطين ؟
لقد شاهدتم إبان زيارتكم الأخيرة للولاية المؤسسات الزائفة والفشل الإداري , وتشاهدون بحكم إدارتكم لكل فروع الولايات ما تشهدها من تطور وتقدم , فقارنوا واحكموا بالعدل ,, والمولي عز وجل يقول {ولا تلبسوا الحق بالباطل , وتكتموا الحق وانتم تعلمون } الآية {42} سورة البقرة
ونتساءل علي ماذا كرم ألئك السذج مدير الإدارة ؟ الذي صدق الأكذوبة وانطلي عليه {بوماستك} الرياء والنفاق وأجهش بالبكاء إمام المدير العام , بينما يتواري {البوماستك } الآن خجلا ويستعد لمغادرة جدران المكاتب البائسة في مبني الإعجاز والانجاز ,,, وسبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله , هل هذه هي الانجازات غير المسبوقة لسيادته ؟ وهل كرمتموه لإخفاقاته وقدراته الخارقة في تبديد وإهدار أموال المشتركين ؟ وبراعته في المحسوبية والمحاباة والنرجسية ؟
ولقد سبق أن أعلنا بان معركة تفكيك هذه الشبكة التي حولت هذه المؤسسة الإنسانية العملاقة إلي مستعمرة للغطرسة والعنجهية والهيمنة و الاستعلاء , ووكر لإهدار أموال المشتركين لاستمالة المسئولين والمتسولين والسفهاء ,, وبؤرة للفساد الإداري والمالي , سوف تستمر ولن تتوقف إلا بعد تحريرها من هؤلاء الجهلة الغوغائيون , ولن تثنينا تخر صات الموتورين وزعيق ونعيق المرتابين , وتهديدات السذج , ولا سلبية الأجهزة الرسمية التنفيذية و التشريعية والرقابية المنوط بها حماية المصالح العامة , فهل يتصدي المدير العام لإنقاذ هذا الصرح من السقوط الداوي قبل فوات الأوان ؟
و الله الموفق والمستعان
5/2/2018م
[email][email protected][/email]