أخبار السودان

تفاقم أزمة رئيس الحكومة إيلا مع مساعد الرئيس والموضوع يصل إلى البشير والتهديد بفك الشراكة

تفاقمت الازمة بين رئيس الحكومة السودانية محمد طاهر ايلا ومساعد الرئيس البشير رئيس مؤتمر البجا موسى محمد أحمد على خلفية قرار حل صندوق تنمية اعمار الشرق ووصلت القضية الى الرئيس لايجاد حل للقرار.

ووفق جريدة السوداني فقد أعلن مساعد رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر البجا موسى محمد أحمد، رفضه قرار رئيس مجلس الوزراء الخاص بحل صندوق تنمية إعمار الشرق.

وكشف موسى أنه سيلتقي رئيس الجمهورية للاستفسار عن مبررات حل الصندوق ووصف موسى القرار بأنه آخر مسمار في نعش اتفاق سلام شرق السودان الذي أنشئ بموجبه صندوق التنمية، مشيراً إلى أن الحكومة لم تدفع للصندوق منذ إنشائه سوى ٢٢٠ مليون دولار من جملة ٦٠٠ مليون دولار تنص عليها الاتفاقية.
وهدد موسى إلى احتمال فض شراكة حزبه مع المؤتمر الوطني في حال الإصرار على قرار الحل، وتابع: “سكتنا كثيراً ولم يتبقَّ أمامنا خيار سوى المواجهة”.

ولاحقا أفادت مصادر مطلعة على ان الرئيس المشير عمر البشير ومساعده موسي محمد احمد عقدا اجتماع مغلق لساعات ظهر امس الثلاثاء بالقصر الجمهوري.
وأضافت المصادر ان الاجتماع تطرق لقرار حل صندوق الشرق الذي اصدره رئيس الوزراء محمد طاهر ايلا .

وتابع المصدر ان قراراً قد صدر بتجميد قرار رئيس الوزراء بحل صندوق الشرق لجهة ان الصندوق يتبع ادارياً للنائب الاول لرئيس الجمهورية وليس لرئيس الوزراء .
ومؤخرا أصدر رئيس مجلس الوزراء القومي د. محمد طاهر ايلا قراراً بإعفاء ابو عبيده محمد دج من وظيفة المدير التنفيذى لصندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان،
واعفاء نافع ابراهيم نافع من وظيفة نائب المدير التنفيذى لصندوق إعادة وتنمية شرق السودان.

وتبع القرار معارضة حزب مؤتمر البجا في السودان، الذي يرأسه مساعد البشير موسى محمد أحمد، قرار رئيس مجلس الوزراء محمد طاهر ايلا بحل صندوق إعادة وبناء الشرق ورأى في الخطوة خرقا لاتفاق السلام المبرم في العام 2006.لكن بيان عن مكتب ايلا أوضح أن هذه الاجراءات التي طالت مؤسسات عديدة جاءت لإعمال مبدأ المؤسسية والشفافية وإعادة السلطات والصلاحيات للوزارات وتوحيد الهياكل وإزالة الفروقات غير المبررة بين العاملين في تلك المؤسسات والوزارات.
ويرجح أن يثير القرار موجة خلافات كبيرة في قمة الهرم الحكومي باعتبار أن موسى يتولى منصبا في مؤسسة الرئاسة بدرجة مساعد الرئيس، بينما يقود ايلا دفة الحكومة من مجلس الوزراء.

وأكد بيان عن الحزب على أن الخطوة التي أقدم عليها رئيس الوزراء لا تقع في دائرة اختصاصه الدستوري ولا القانوني، وأنها من مهام رئاسة الجمهورية ممثلة في النائب الأول.

وانتقد مؤتمر البجا عدم اشراكهم في اتخاذ القرار، وعده دليلا على عدم الاهتمام بالشرق، ويعكس ” الاستخفاف بالآخرين والاقصاء والتهميش” وهو جوهر أزمة الإقليم طبقا للبيان.

وتابع ” نرفض وبشدة هذا القرار المعيب ونؤكد تمسكنا بحقوق جماهيرنا المكتسبة لموجب اتفاق سلام شرق السودان”.

وأشار الى أن اتفاق سلام الشرق تأسس على ثلاث محاور “سياسي، أمني، اقتصادي” تم بموجبها تأسيس الصندوق وفقا للمحور الاقتصادي.

وتابع البيان “في هذه الظروف ومع الوضع السياسي المحتقن الذي تمر به البلاد وظللنا في مؤتمر البجا نعمل بروح وطنية مع الآخرين لتجاوز الأزمة تفاجأنا بقرار رئيس الوزراء بحل الصندوق”.

قال مسؤول في “جبهة الشرق” السودانية إن اجتماعا بين الرئيس عمر البشير ومساعده موسى محمد أحمد رئيس الجبهة بشأن قرار رئيس مجلس الوزراء محمد طاهر إيلا حل صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق تسبب في أزمة مكتومة بين قيادات بالحكومة.

وأكد المتحدث باسم مؤتمر البجا جعفر محمد آدم للجزيرة نت أن البشير وموسى اتفقا على تفعيل البابين 5 و6 من اتفاقية سلام الشرق اللذين ينصان على بنود تتعلق بآلية معالجة أي خلافات بشأن إنفاذ الاتفاقية، واعتبر مخرجات الاجتماع تجاوزا لقرار رئيس مجلس الوزراء.

وعلمت الجزيرة نت أن محمد أحمد يجري منذ أمس الاثنين مشاورات مع قيادات رفيعة في الحكومة لاحتواء الموقف الذي تسبب في أزمة مكتومة بينه ورئيس مجلس الوزراء.

ووصف عضو مجلس إدارة صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق عبد القادر إبراهيم قرار حل الصندوق بـ”الانقلاب” على اتفاق سلام الشرق.

وقال إبراهيم في تصريح للجزيرة نت إن الخطوة تمثل نكوصا عن العهود والمواثيق المبرمة بين جبهة شرق السودان والحكومة، وحتما ستساهم في تأزيم الموقف.
واعتبر أن “اتخاذ هذا القرار وبهذه الصورة ودون الرجوع والتشاور مع جبهة الشرق كطرف في الاتفاقية فيه تجاوز للمعطيات الحقيقية وقرار تنقصه غياب الرؤية واندفاع غير مدروس”.

وأشاد بـ”الأدوار الكبيرة التي قام بها الصندوق والتي تمثلت في أكثر من 1400 مشروع”، واصفا الصندوق بأنه من أنجح الصناديق ليس على مستوى السودان فقط بل على مستوى الإقليم.

وانتقد مؤتمر البجا عدم إشراكهم في اتخاذ القرار وعده دليلا على عدم الاهتمام بالشرق، ويعكس الاستخفاف بالآخرين والإقصاء والتهميش وهو جوهر أزمة الإقليم، طبقا للبيان.

يذكر أن اتفاقية الشرق تشمل 3 برتوكولات رئيسية، هي السلطة والثروة والترتيبات الأمنية، ونصت على إنشاء صندوق تنمية وإعمار شرق السودان لمعالجة القضايا التنموية في الإقليم بأموال مانحين، على رأسهم دولة الكويت.

وتم تشكيل الصندوق بناء على اتفاق سلام الشرق الموقع بأسمرا في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2006 بين حكومة السودان وجبهة الشرق تحالف مؤتمر البجا والأسود الحرة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..