مقالات سياسية

إقالات.. إيلا..!!

الفاضل الجبوري صاحب التسجيلات الشهيرة ذات الشعبية الكبيرة.. أرسل رسالة في أحد التسجيلات الأخيرة إلى (إيلا) معلقاً على ظاهرة الإقالات التي ابتدر بها رئيس الوزراء عهده.. شبه الجبوري الاعفاءات التي قام بها غيلا بعملية الصيد بواسطة الشرك.. لكنه أضاف حسب خبرته في مجال الصيد قائلاً أن (الشرك) الذي يستخدمه رئيس الوزراء.. شرك صغير.. يقبض صغار الطير.. عصافير وكدا.. ونصحه قائلاً بأن إيلا يحتاج إلى نوع من أنواع الشرك يدعى (دقي دقي).. وهو شرك كبير متخصص في الإيقاع بدجاج الوادي.. يمسك في المرة الواحدة على الأقل بخمسين دجاجة.. بعد أن تتم محاصرة القطيع من جميع الجهات ويساقوا إلى الشرك مكرهين.

الحقيقة أن التسجيل يضحكك ويبكيك في آن واحد.. إذ أنه أصاب كبد الحقيقة بسخريته اللاذعة.. (شغل الفرادي ما بينفع) ويستهلك زمناً طويلاً.. والناس في ضنك.. وقد بلغ السيل الزبى.. لذلك أردت أن أدلي بدلوي.. إذ أنني تمعنت أيضاً في فكرة الإقالة من المناصب وتساءلت.. هل التمكين كان في الأشخاص فقط؟ يعني هل حدث إحلال وإبدال لأسماء أفراد؟.. أم أن هناك أفكار أخمدت.. وأيدولوجيات صعدت؟ والأفكار لا نستطيع القبض عليها بالشرك.. الأفكار تستبدل بغيرها وتعقبها حملة توعية بالحقوق الأصيلة للإنسان.

شرك (الدقي دقي) لا بد أن يطال فكرة المؤسسات والشركات الحكومية التي خرجت إلى الدنيا دون سند شرعي وتكاثرت بخاصية التبرعم.. فصارت تكبر على حساب الجهة الأصلية وتسلبها المخصصات.. وبدلاً عن تقليص الظل الإداري.. ترهلت المؤسسات الحكومية.. وتفرق دم المواطن بين المكاتب.. أذكر أننا عندما أردنا إدخال الكهرباء لبيتنا.. أكملنا الإجراءات ودفعنا الرسوم.. وعند التنفيذ.. قيل لنا أن الجهة المسؤولة عن الأعمدة شركة مختلفة.. لها قائمة انتظار مغايرة.. صار علينا تغيير الجهة التي نتابعها.. حتى تم إنزال الأعمدة.. طيب ما تدخلوا الكهرباء.. قيل لنا.. لا.. تلك مهمة أناس آخرين.. وشركات أخرى.. وهلم جرّا.. فإن أصابك ظلم لا تعرف إلى أين المشتكى ولا كيف يمكنك أخذ حقك.

أغلب المصالح الحكومية انقسمت على طريقة نظرية الانقسام الثنائي البسيط.. وكل وزارة بقت اتنين.. وكل مؤسسة بقت أربعة.. وكل مدير صار عنده مكتب وسكرتارية ومخصصات.. هذا غير فكرة المسميات الهلامية التي تظهر ذات فجأة وتصير لديها سلطات ومقار تمنح لها بموجب قرارات.. فتصبح مالكة للثروة لكن نشاطها غير معروف وأحياناً غير محدود.. والسودان هو الدولة الوحيدة على مر العصور والأيام.. التي تتغير فيها أسماء الوزارات واختصاصاتها.. وتختلف فيها مسميات المؤسسات واهتماماتها.. والسودان هو الدولة الوحيدة التي يتم فيها (تقريش) المحظيين في وظائف لا يمتون لها بصلة.. أو يخلقون لهم كيانات ما أنزل الله بها من سلطان.. فيظل الشخص نفسه (كابس) على نفسنا.. وإن تغير موقعه.. وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.

عودا على بدء.. أرفع يدي مثنية اقتراح الجبوري باستخدام شرك (الدقي دقي).. لكن مع تعديلات بسيطة تتمثل في إضافة خاصية جديدة وهي إلقاء القبض على أي جهة منبتة لا أصل لها ولا أصول.. تتسلق على أكتاف المؤسسات الحكومية وتتغذى من شرايينها.. وأن يطلق على هذا النوع (دقي دقي شركات).. وحقوق الطبع محفوظة للجبوري مع خالص الاحترام والتقدير..

الجريدة

تعليق واحد

  1. بطلوا جبورية في عيال بيموتوا في محاولتهم

    الكارثة الكبيرة في قول الجبوري و امثاله .. عادة ما يعيدون أسطوانة الغباء و اللبس و هو أمر الاصلاح و نشده من بناءة الافساد و موجديه من الاصل …!!
    فصار لسان حالهم كقوم تواجدوا في خرابة و اذ بلصوص لاذوا بالمكان نفسه و هموا بقسمة ما سرقوه دون ان يلاحظوا او يشعروا بوجود القوم فاختلف الصوص و تعالت صيحاتهم و طالب بعضهم اعادة القسمة و عرف القوم بان هناك من نشط من اللصوص في التخطيط و اخر ابلى بلاء حسن في صرف الحراس و التنفيذ و ثالث تفنن في فتح الخزنة ورابع اجاد الهروب برفاقه ..الخ . فاختلف القوم اصحاب الخرابة في امر الصوص بان صاروا يصنفون من هو احق بالقسمة من اخوته في العصابة.
    و اخر القول احترامنا للجبوري و ليس للجبورية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..