تأديب (أدب المدائح)!!

أناشيد الصوفية التي تبلغ ذروتها في ?ليلة المولد?.. تفيضُ بأقصى ما يعبر به المحب لمن يحبه.. واشتهر الشعر السوداني في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتعبير الحر المباشر عن الشوق والوله، بأجمل ما تصوره الكلمات والألحان.

لكنِّي لمحتُ في الأدب الصوفي تجريداً شخصانياً قد يتوه عن الأنموذج الذي قدمه الرسول المعلم للإنسانية جمعاء.

النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاء في عهود مظلمة بلغ فيها الجور الاجتماعي والتمييز الطبقي درجة أحطت الإنسان في درجة أدنى من الحيوان، فالرجل الذي يدفن ابنته في التراب لأنها (عار) لا يجد مثيلاً لفعلته حتى عند أشرس الحيوانات وأحطها قدراً.

وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم قوام دعوته في (كرامة الإنسان)، من حيث هو إنسان، وجوهر الدين في التعامل مع الآخر، أياً كان الآخر بشراً أو حيواناً أو نباتاً أو حتى جماداً. وشرَّع العبادات لتكون تربية للنفس لممارسة فضيلة إعمار الدنيا بالتعامل الحسن مع كل مفردات الحياة، فالعبادة التي لا ترتقي بسلوك صاحبها إلى قيم التعامل الرفيع مع الآخر، هي مجرد طقوس خاوية من المعاني.

في منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يتحرر العقل البشري من كل الكوابح والأغلال التي تكبل التفكير الحر والضمير الحي، فالحرية أساس الكرامة الإنسانية. وعندما يتحرر العقل يبدع وينجب أسمى حضارة، كما هو الحال في عالمنا اليوم. البلاد والشعوب التي لا يكبل حريتها قيد، تبدع وتفكر وتخترع وتعمل وتهدي الإنسانية أفضل النجائب. فالدواء الذي ينقذ البشر من الأمراض، والآليات التي نستخدمها في أعمالنا (بما فيها هذا الكمبيوتر الذي أعمل عليه الآن)، كلها من صنائع عالم تحرر فكره وعقله.

بينما نحيا في عالمنا المحلي المتخم بالحواجز ومكبلات العقل، عالة على العالم الحر المبدع المنطلق.
ليتَ مواسم (المولد النبوي) الشريف تتحول إلى مراجعة للنفس السودانية، بدلاً من التغني بالوجدانيات المفرغة من موجبات (التغيير).. تغيير الحال الماثل أمامنا إلى آخر نتطلع إليه وفقاً لقوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). فالتغيير المنشود هنا يبدأ من داخل الإنسان، تحرير العقل من قيود العبودية للآخر، وما أكثر هذه القيود.
ارتجاء الخير أو دفع الضرر من الآخر هو عبودية تكبح العقل، الخشية على (الرزق) وتوسله باسترضاء الغير هو أيضاً عبودية.
ولأنَّ شعب السودان محب لـ(أدب المدائح) فليت هذا الأدب يتمثل بما دعا له المصطفى، ليتحرر العقل والتفكير، من أجل إنسانية خالية من العبودية للآخر.

التيار

تعليق واحد

  1. معظم السودانيين وخاصة أغرارهم يرون في المديح كتابا مقدسا وهم يتشبثون بقائله تشبثهم بالممدوح نفسه وكثيرا ما يخدعهم السجع المصطنع أو القوافي المصطنعة فيهيم كل منهم بليلاه في ليالي المولد أو ليالي المناسبات ويحسبون أن هذا الكلام الذي يصحبه الرقص أو العرضة هو مبتدأ الكلام ومنتهاه. كم بدري عليك يا شعب السودان.

  2. صحيح أن أدب المدائح وقصائد الصوفية تفيض بالروحانيات ومحاولة التعبير عن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والشوق إليه ، إلا أن صياغتها في معظم الأحيان ركيكة وركيكة جداً وبعضها لا يمت للشعر بصلة … والأمثلة لا تحصى ..
    رسولنا الذي كرمه الله تعالى أرفع درجة من يمدح بمثل هذه القصائد الركيكة .. ومؤلفوها أصلاً ليسوا شعراء ، ولكن مكانتهم الدينية بين أتباعهم تفرض عليهم تأليف شيء ما … فبالله أرحمونا من مدحكم الذي يشبه الذم واتركوا لنا فقط القصائد الرصينة التي تليق بمقام المصطفى صلى الله عليه وسلم …

  3. تماااااام أستاذ عثمان.تحرر العقل يعنى انفتاح المستقبل الزاهر أمامنا للتفكير والانجاز.

  4. خلاص كملت السياسه واهل المال ؟ عايز تقبل علي اهل الله ؟ اترك الصوفيه في حالهم ، بفضل الله ثم بفضل ذكرهم الله ودعاءهم بمدح الرسول الكريم يحفظ الله وطننا من امثالك الكيزان تجار الدين ، ندعوك وحزبك الماجن الكافر للتوبه لله سبحانه وتعالي وان تردوا الحقوق لاصحابها اول هذه الحقوق السلطه تردوها لمن سرقتموها منهم ليلا والناس نيام

  5. معظم السودانيين وخاصة أغرارهم يرون في المديح كتابا مقدسا وهم يتشبثون بقائله تشبثهم بالممدوح نفسه وكثيرا ما يخدعهم السجع المصطنع أو القوافي المصطنعة فيهيم كل منهم بليلاه في ليالي المولد أو ليالي المناسبات ويحسبون أن هذا الكلام الذي يصحبه الرقص أو العرضة هو مبتدأ الكلام ومنتهاه. كم بدري عليك يا شعب السودان.

  6. صحيح أن أدب المدائح وقصائد الصوفية تفيض بالروحانيات ومحاولة التعبير عن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والشوق إليه ، إلا أن صياغتها في معظم الأحيان ركيكة وركيكة جداً وبعضها لا يمت للشعر بصلة … والأمثلة لا تحصى ..
    رسولنا الذي كرمه الله تعالى أرفع درجة من يمدح بمثل هذه القصائد الركيكة .. ومؤلفوها أصلاً ليسوا شعراء ، ولكن مكانتهم الدينية بين أتباعهم تفرض عليهم تأليف شيء ما … فبالله أرحمونا من مدحكم الذي يشبه الذم واتركوا لنا فقط القصائد الرصينة التي تليق بمقام المصطفى صلى الله عليه وسلم …

  7. تماااااام أستاذ عثمان.تحرر العقل يعنى انفتاح المستقبل الزاهر أمامنا للتفكير والانجاز.

  8. خلاص كملت السياسه واهل المال ؟ عايز تقبل علي اهل الله ؟ اترك الصوفيه في حالهم ، بفضل الله ثم بفضل ذكرهم الله ودعاءهم بمدح الرسول الكريم يحفظ الله وطننا من امثالك الكيزان تجار الدين ، ندعوك وحزبك الماجن الكافر للتوبه لله سبحانه وتعالي وان تردوا الحقوق لاصحابها اول هذه الحقوق السلطه تردوها لمن سرقتموها منهم ليلا والناس نيام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..