لعاب “غولدمان”.. ونصيحة الجزائري

مثلما توقعنا في مقال (محركة الخارطة) أول أمس أن محك التوقيع سيضرب وحدة نداء السودان لأن النداء هو كيان غير متماسك ومليئ بالشكوك الداخلية والاختلاف في مستويات المواقف ولن يتقدم خطوة بهذا الحجم وهو موحد.. وبالفعل بدأت الخلافات تضرب جسم نداء السودان، بمجرد ظهور نوايا جادة من بعض القوى داخله للبحث عن دفتر التوقيع، واختصاراً وكسباً للوقت فعلى الراغبين في الحل السياسي والتوقيع على خارطة الطريق من الأحزاب الحقيقية داخل قوى النداء أن يتوكلوا على الله ويختاروا موقفهم.. فهذا القطار الطويل والمزدحم لن يدخل محطة الحل كاملاً بأي حال من الأحوال .
هذه المقدمة مهمة الآن لمن يطالعون توصية السيد إدريس الجزائري المقرر الخاص من مجلس حقوق الإنسان، المعني بالتأثير السلبي للتدابير القسرية الانفرادية على التمتع بحقوق الإنسان في الدول التي تخضع لهذه التدابير أو العقوبات ومن بينها السودان الذي انتقد الجزائري استمرار تلك العقوبات المفروضة عليه ووصفها بأنها عقوبات غبية لا تتأقلم مع التطور الإيجابي للأوضاع في السودان إضافة إلى أنها تؤثر سلباً على أكثر الناس فقراً وعلى الأطفال والنساء وأوصى بحلول بديلة غير العقوبات ودعا لإعادة تقييم الأوضاع بالسودان.
والجامع بين موضوع خارطة الطريق وتصريحات الجزائري هو حال مواطن سوداني ظل يعاني من العقوبات ومن آثار الحرب وتعثر الحل على حد سواء في مقابل أطراف دولية مغفلة تكدس وتقدس تقاريراً سياسية صادرة عن قوى معارضة ظلت لسنوات طويلة عاجزة عن إتخاذ أي فعل إيجابي يرحم حال البلد ويسهم في تطوير هذه الحالة المتعثرة وتجاوز طريقها المسدود .
شهادة مقرر العقوبات القسرية الدولي بغباء العقوبات المفروضة على السودان، جاءت هذه الشهادة بعد عام كامل من تعيينه تمكن خلال هذا العام من دراسة أوضاع السودان السياسية والحقوقية ثم لم يتحرج من استخدام كلمة (غباء)، في وصف العقوبات فالكلمة هي الأنسب والأدق وصفاً لحال أطراف دولية تنصت لأطراف سياسية ليس تجمع في موقفها المتعنت والرافض لكل الحلول على حساب الشعب السوداني كل مخزون الغباء السياسي في العالم.
الغباء السياسي الذي سيحرم جميع المتعنتين لاحقاً من أصوات التأييد لموقفهم من جماهير تكتوي وتتلوى من نار العقوبات.. جماهير تضررت طويلاً من غباء المواقف السياسية ولن تمنح غبياً صوتها فيما بعد .
والغباء السياسي الذي بدأت تضيق به وبنتائجه حتى رؤوس الأموال العالمية التي بدأ يسيل لعابها في ثروة السودان المجمدة وأرضه الزراعية غير المستثمرة في وقت تبحث فيه كل اقتصاديات الريع النفطية عن بدائل وتنويع في مصادر الدخل وبجوارها دولة مثل السودان تحذرهم أمريكا حتى من زيارتها دعك من التعاون الاستثماري معها وهي دولة تمتلك 80 مليون فدان زراعي غير مستغلة بسبب هذا الغباء وهذا الحصار والحرب والصراعات السياسية والعقوبات الخارجية .
80 مليون فدان أسالت لعاب أكبر المؤسسات المالية الأمريكية والدولية المتعددة الجنسيات في العالم (غولدمان ساك) التي صنفت السودان في المرتبة الأولى في قائمة دول العالم التي تمتلك أراضي زراعية غير مستغلة، وهذه ليست مفخرة بقدر ما هي الآن شهادة فشل للجميع بسبب (الغباء) السياسي والاقتصادي والغباء الدولي أيضاً.. هو الغباء ولا شيء سواه .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين

اخر لحظة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..