مقالات سياسية

الى سلاطين العالم (2)

مزيد من الادلة
أعلم ان مصالح الجماعة فى الداخل والداعمين فى الخارج تجعلهم ينصتون ولكن لا يسمعون ، وينظرون ولكن لايبصرون . هذا ما يحدث وحدث فى كل الحالات السودانية وغير السودانية المماثلة . فى التاريخ الذى لايزال ماثلا فى الاذهان : بن على ومبارك والقذافى . ومع ذلك سأواصل التذكير ، فلعل الذكرى تنفع هؤلاء واولئك ، ولو لم يكونور مؤمنين !
أرى ان الظرف الحالى هو أفضل ظرف للعمل المعارض ، وذلك لعدة أسباب :
أولا : هذه الفترة شبيهة فى بعض جوانبها بفترة مابعد نيفاشا ، فربط الغاء العقوبات بدرجة أو أخرى بحقوق الانسان والديموقراطية ، وخصوصا بعد تصريحات ماكجفرن القوية الاخيرة ، يمكن ان تفيد المعارضة والعمل الشعبى بتوسيعه وتحريره من القيود التى تدعى القانونية ، مثل منع عمل الاحزاب الجماهيرى خارج الدور او منع المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ..الخ .
ثانيا : اقتناع أطراف المعارضة بالتوجه نحو الانتفاضة بدرجة أو أخرى ، خصوصا بعض وضوح اهداف النظام من حوار الوثبة . ويتبقى لملمة أطراف المعارضة فى كيان واحد ، او على الاقل الوصول الى درجة من درجات التنسيق . ويتبقى ايضا أتخاذ موقف واضح وموضح من محاولات مايسمى بالمجتمع الدولى والاقليمى لانفاذ هبوط ناعم للنظام .
ثالثا : فرزت الكيمان الى حد كبير ، فاللاعبون فى المنطقة الوسطى والراقصون على السلم ، لم يعد فى امكانهم الاستمرار فى هذه الممارسة . الادلة واضحة وضوح الشمس .

فمثلا لم يجد المؤتمر الشعبى بعد التصريحات القاطعة من الرئيس حول التعديلات الدستورية ، وكذلك تعيين نائب الرئيس رئيسا للوزراء، لم يجد بدا من الرضوخ ، بل وتأييد الخطوات التى قام بها الرئيس من طرف واحد . وكذلك ثصريحات السيد غازى التى لاتشبه مواقفه السابقة الاقرب الى مواقف المعارضة . من الواضح ان الذين لايزالون يتمسكون بمخرجات الحوار ، لايزالون يتمسكون بالامل فى جزء من الكيكة ، حتى ولو كان وزارة العدل فى زمن الظلم !
رابعا : وضح الخلاف داخل بيت النظام . تعيين السيد بكرى ، حسم الامر بشكل قاطع بين العسكر والحرامية . السبب ، بالاضافة الى تمسك الوطنى ( الذى هو الرئيس ) بكامل السلطة المدججة بسلاح الجيش والامن الذى لايريد ان يتنازل عن وضعه الدستورى الحالى الذى يخوله فعل مايشاء فى خلق الله ، هو ايضا الاشارة الى الحلفاء الجدد بان دور الاسلاميين فى السلطة قد انتهى الى غير رجعة ! وهذا ايضا جزء من فرز الكيمان فى الجهة المقابلة !
هذه كلها أمور تصب فى صالح نظرية نضج الظروف الموضوعية للضربة القاضية ، فهل يبصر الذين ينظرون وينصت الذين يسمعون قبل فوات الاوان ، أم ستظل على قلوبهم اكنة وفى اذانهم وقر ؟!
وعلى أى حال ، فعلوا أم لم يفعلوا فالثورة مستمرة . هذا ليس خيالا أو تمنى ، فالمراقب باستنارة للشأن السودانى يرى ان الثورة فعلا مستمرة وهى تكتسب ارضا وزخما فى كل يوم. المواقف التى يتحذها أهلنا فى كردفان ودارفور من مصانع الذهب ، والمواقف التى يتخذها أهلنا فى الشمال من قضايا السدود والنفايات وخطة أخلاء المنطقة للمستثمرين الجدد، ومواقف تحالف مزارعى الجزيرة من خطط بيع المشروع ، ومعارك الطلاب المستمرة مع الادارات الانقاذية ، معارك المعتقلات والمحاكم ، واعلان السيد الصادق انه لن يقبل اى منصب رسمى فى اطار الانقاذ بشكلها الحالى ” الله يستر ماتغير شكلها ! ” ، الى غير ذلك من التحركات التى لايفشل فى رؤيتها الا الاعمى بصرا وبصيرة !
وهكذا ترون ? أو لاترون ? ياسلاطين الداخل والخارج ان الانفجار قريب ، بأذن الله ، ويومها لاينفع الا الموقف الذى اتخذتموه قبل الانفجار ، وقد أعذر من أنذر !!

تعليق واحد

  1. انذار أخير للمترددين وذوي العمائم الرمادية!!!
    التغيير قادم قادم مهما حاول السماسرة

  2. انذار أخير للمترددين وذوي العمائم الرمادية!!!
    التغيير قادم قادم مهما حاول السماسرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..