تمرد الشيخ موس هلال تكتيك سياسي ام صحوة ضمير

نورالدين علي
(1)
المتابع للمشهد السياسي بولاية شمال دارفور يدرك بأن الخلاف السياسي بين الشيخ موس هلال و الاخ الوالي عثمان كبر ذات دوافع سياسية حيث قام الشيخ موس هلال بلعب دور البطل في طرد معتمد سرف عمرة الاستاذ كمال يحى و قام بجولات لكل من محلية السريف بني حسين و كبكابية والواحة بحجة اجراء مصالحات قبلية بين مكونات المجتمع المحلي دون ان يخضع للمسالة من قبل المركز ولكننا في هذه المساحة سوف نحلل الوضع السياسي و تحركات الشيخ هلال حرا طليقا” لا احد يقوم بإعتراضه من قبل المركز او الولاية و الاسباب تكمن في الاتي حسب تحليلنا للوضع السياسي:
1. إستغل الشيخ هلال الوضع المرزئي للمؤتمر الوطني بولايات دارفور و المتمثلة في عدم قدرة الاجهزة الامنية و العسكرية فرض الامن ولان الاجهزة الامنية كلها مخترقة من قبل التجمع العربي الذي يقوده الشيخ موس هلال بدعاوي التهميش و استغلال الحكومة للعرب في حربها ضد الحركات المسلحة ولكن المراقب للاحداث بولايات دارفور يدرك تماما بان العربان الذين اتوا بهم من النيجر و تشاد و مالي لقتال التمرد جاءوا بتوجيه من الشيخ موس هلال و أمروا بحرق القرى و طرد سكانها و قد قبض الشيخ موس هلال الثمن من حكومة المؤتمر الوطني بتعيينه مستشارا بديوان الحكم اللامركزي و قام بتجنيد حوالي 10000 عشرة الف من العربان في قوات حرس الحدود و الاحتياطي المركزي حيث اصبحت هذه القوات ذات طابع اثني بحت تخدم اجندة التجمع العربي لحكم السودان بحلول العام 2020م.
2. حكومة المؤتمر الوطني كلفت الشيخ موس هلال بتجنيد القبائل العربية و اطلاق يدها لقتل وترويع الامنيين في القرى بحجة انهم يوفرون الدعم اللوجستي للحركات فكيف اليوم ينقلب الشيخ موس هلال راسا” عن عقب و يندد بان المؤتمر الوطني هو المسئول عن حرب القبائل في دارفور الشيخ هلال لعب دورا” قذرا” في تقتيل اهل دارفور واذا الحكومة استغلت العرب فكان ذلك عن طريقك انت و الاخ حسبو محمد عبدالرحمن النائب الثاني للرئيس و الفريق ادم حامد موس و اللواء صافي النور, و السميح الصديق واخرين بأفكاركم السامة تسببتم في حريق دارفور و تشريد اهله بدعوى فرض الهوية العربية بالقوة رغم علمكم التام بالتنوع الاثني ولكن عنصريتكم الساقطة جعلتكم تفعلون باهلكم في دارفور ما لم يفعله شارون بالفلسطينين و تكررون اليوم بنفس المذابح في جنوب كردوفان.
3. الشيخ موس هلال قاد معارضة سياسية ضد الوالي عثمان كبر بعلم الاجهزة الامنية بالخرطوم و هي كانت تساعد الشيخ هلال في تحركاته سؤال يطرح نفسه هل تستطيع الحكومة ان تعامل الشيخ موس هلال كمتمرد مثل عبدالواحد و مني اركوري و دكتور جبريل ابراهيم الجواب بالطبع لا لان الحكومة تريد ان تكون هناك معارضة من القبائل العربية حتى تضمن التوازن في القوى حتى لا يستطيع اي فصيل مسلح معارض للحكومة ان يعلن استقلال اي بقعة من دارفور حال انفصلت جبال النوبة او الانقسنا فالشيخ هلال يعارض الحكومة من منطلق استراتيجي و تكتيكي و ليست صحوة ضمير و ليس حبا” في المعارضة و لكن تنفيذا لاجندة التجمع العربي بحكم كل السودان بحلول عام 2020م كما ورد في وثيقة قريش2 رغم انكارهم لها ليلا و نهارا.
4. مجلس الصحوة الثوري السوداني الذي اسسه الشيخ هلال مجلس عنصري لا يخدم قضية التحول الديمقراطي في دارفور و السودان بصفة عامة.
(2)
حكومة المؤتمر الوطني لا تستطيع مقاتلة الشيخ هلال لانها سلحته وليس هناك الان جيش قومي في السودان بل بالمقابل يوجد عصابات الجنجويد في جهاز الامن و الجيش و الاحتياطي لان السياسة العنصرية للحكومة ابعدت القبائل غير العربية من الجيش و الامن و الاحتياطي ظنا” منها بانها قبائل متمردة و لا تستحق الا التنكيل بها و سحقها. استمرار المؤتمر الوطني في هذه السياسة سوف تولد مزيدا” من الكراهية و التشتت و ضياع البلد الذي لم يتبقى منه الا شهور و يصبح السودان في خبر كان.
على الجبهة الثورية اذا ارادت ان تضم الشيخ هلال الى صفوفها فعليها باختباره باحتلال مدينة في دارفور مثلا زالنجي او الفاشر او كتم أو ضرب معسكرات الحكومة و ان لم يفعل ذلك فهو عميل للمؤتمر الوطني فاحذروا من اوهام الشيخ موس هلال انه مأجور من قبل الرئيس البشير لاخذ ثمرة الكفاح المسلح في دارفور من القبائل غير العربية خاصة الحكومة في المركز توصلت لقناعة بان القبائل غير العربية لا تريد الدخول معها في سلام و تريد ازالتها من الوجود ذلك لابد من زرع شخص يقوم بمهمة إختراق هذه الحركات استخباراتيا حتى يسهل للحكومة سحقها من الوجود.
(3)
هل يستطيع الرئيس دبي ان يدعو القبائل العربية التي يقودها الشيخ موس هلال الى مؤتمر ام جرس الثانية لاحلال السلام في دارفور الحقيقة ليس بمقدور الرئيس دبي فعل ذلك لعلمه بان نسيبه الشيخ هلال ربما ينقلب عليه اذا قام بتوجيه مليشياته في تشاد من قبائل المحاميد ضده و ان الرئيس دبي يتعامل مع نسيبه مثل تعامل القط مع الفأر.
لماذا توقف سيل الشتائم ضد الشيخ موسي هلال – فكلما جاء ذكر هذا الرجل و الذي لا يزال مساعدا لرئيس الجمهورية بادر بعض ذوي الاسماء و الردود المعهودة التي تتكرر في الصحافة الالكترونية لتشهد علي نفسها اولا بسوء الاخلاق هي ومن خلفها ومن تعلمت علي يديه – بذاءة لا تشبه السودان و لا تشبه اخلاق الرجال -فالرجل عرض وجهة نظر ومطالب محددة من ضمنها التحقيق في مجزرة جبل عامر ومعرفة المسئولين عنها خاصة وان المئات من المواطنين والذين كانوا يقاتلون في صف الحكومة قد قتلوا فيها ثم اسباب الصراعات القبلية و رتق النسيج الاجتماعي و هذه المطالب هي من اوجب واجبات الدولة ثم تحدث عن التهميش – هذه المواقف ليت المركز ينظر اليها بعين الاعتبار و ان يصل مع الرجل الي حل بدلا من العمل علي استفزاز الرجل وكيل السباب له بالفاظ تطعن في اخلاق وتربية مطلقيها – و الشيخ موسي هلال رجل ود عرب ود فبايل ولد شيوخ و ليس مجرد نكرة كما يحلو للبعض ان يصفه – ثم وانه فارس و محارب شجاع لذلك استعانت به الدولة ضد التمرد و لم تستعن بهؤلاء المغردين في الشبكة العنكبوتية – فمن الخطا ان نخاطبه بلغة التهديد و الوعيد – ثم هو لربما اخطا يوما ثم اعترف بخطئه و عزم علي الرجوع عنه و يا ليت المركز الذي وظفه يوما يعترف بخطئه ايضا و يتراجع عن الخطا فيعطي كل ذي حق حقه ليجنب البلاد المزيد من انهار الدماء
وبينما المركز قد فاوض و يفاوض العديد ممن حملوا السلاح و كلهم يجمعون علي ان التهميش و الاقصاء و التمكين لبعض القبائل هو سبب التمرد ليت المركز يتحري ان كان هناك تهميش فعلا فيعالجه لكي لا يكون هناك مبرر للتمرد و ليعم السلام و المحبة ربوع بلادنا و نتفرغ للبناء و التنمية
هو فعلا فارس ابن فرسان لم يلجأ الي دوله اجنبيه او يعارض من الفنادق يعيش في خيمه اتباعه كلهم من العرب الرحل . لم تستطع كل الجيوش عبر التاريخ ان يروضوا شعب يعيش علي الترحال .