تقارب الاسلاميين فى السودان بقيادة البشير خطوة جديدة نحو تفتيت البلاد.

البشير يترنح بين الاعتراف بجرائمه, وخوفه مما قدمت يداه وبين رعبه الاعظم وهو سقوطه وهو على قيد الحياة فى يد من ظلمهم.

[COLOR=#FF003E]عثمان نواى[/COLOR]

رشحت فى الايام الماضية انباء متواترة عن التشاورات التى يجريها البشير مع مقربين له وبعض الاسلاميين والمعارضة , بما فيها المسلحة من اجل تشكيل حكومة جديدة. وذهبت بعض التسريبات او ربما هى مجرد تنبؤات, الى ان البشير قد يستبعد العديد من الوجوه الثابتة فى النظام منذ قيامه الى الان, وربما منهم النائب الاول ونافع. وحسب ما كتبت الصحف فان, الاحزاب الطائفية ستشكل نسبة مهمة من التشكيل القادم, هذا الى جانب ماقيل عن اجراء مفاوضات حثيثة مع الاسلاميين فى حزب الترابى وحتى فى حركة العدل والمساواة, فى خطوة ارتدادية الى الحركة الاسلامية بشكلها الواسع, الامر الذى يعود الى التاثر بالهزة الكبيرة لحركات الاسلام السياسى فى المنطقة بعد سقوط نظامهم فى اهم دول المنطقة بازاحة مرسى فى مصر.

وفى ظل جو التكهنات السائد, يبدو ان البشير يجرى نوع من التراجعات الشخصية الذاتية , ربما متاثرا بما حل به من امراض قادته للتفكير فى الاخرة, وفى ارثه الثقيل من الجرائم الذى سيقابل به ربه. ففى الاشهر الاخيرة بدا البشير شكلا فى حالة صحية سيئة, كما انه فى مناسبات عدة تحدث عن حقائق كان ينكرها طويلا, مثل عمق الازمة فى دارفور وحديثه عن ان ابناء جبال النوبة مظلومين, بل حتى حديثه الذى سخر منه الكثيرين حول قلة الامطار بسبب انتشار الظلم. يبدو ان الرجل يترنح بين الاعتراف بجرائمه, وخوفه مما قدمت يداه وبين رعبه الاعظم وهو سقوطه وهو على قيد الحياة فى يد من ظلمهم, والذين يعلم انهم لن يرحموه ان هو سقط. ولهذا فان ما قد نسميه جدلا باعترافات البشير الضمنية بجرائمه, سبقت ما حدث فى مصر, ولكن سقوط مرسى زاد من مخاوف البشير من السقوط وان تلتهمه نيران الغضب التى اشعلها بنفسه فى هذه البلاد, بل وحتى فى نفوس زملاء ومؤيدين الامس, مثل الدببابين والسائحين وماشاكلهم.

ولكن لهذا المشهد صورة اخرى ذات اهمية قصوى, وهى ان الكيانات الاسلامية المرجعية فى السودان, بما فيها الاحزاب الطائفية, تقف فى هذا المشهد متعاضدة وقابلة للحوار والتفاهم الى حد ادنى على الاقل, الامر الذى يثير التساؤل مرة اخرى حول ما اذا كانت ازمة السودان هى فى الاصل ازمة هوية. بمعنى هذا الاتحاد السهل نسبيا بين اصحاب المرجعيات السياسية الاسلامية, فى مواجهة كل ما ليس منهم ايا كان. وعلى الرغم من ان سؤال الهوية بدأ يتراجع مؤخرا فى النقاش حول الازمة السودانية ? ليس لانه قد تمت الاجابة عليه, لكن كما يبدو انه تم قمعه حتى لا يفجر الوضع بشكل اكبر وتجنبا لمزيد من التعقيد فى المشهد السياسى السودانى. ولكن معطيات الواقع الحالى تشير الى ان من يعتقدون بالهوية الاسلامية الدينية للدولة السودانية هم حاليا فى مركز الحكم والقوة, وليس فقط عبر النظام الحاكم , ولكن عبر قدرتهم على تسويق ان وجودهم هو الوسيلة لحماية البلاد من التفكك كما يكرر قادة هذا الاتجاه دوما, حيث قال الميرغنى ” ان الاتحادي يشارك بتمثيل رمزي في مؤسسات الدولة، ولا يتفق مع وزنه الجماهيري ولا تاريخه الوطني لكنه لا يعطي هذا الأمر اهتماماً حالياً، لأن الأولوية للأجندة الوطنية ومنع تمزيق البلاد”.الصحافة 22 اغسطس2013.

ان تسويق فكرة الحرص على البلاد من التمزق والصوملة والبلقنة, وبالتالى رفض المشاركة فى المساعى لاسقاط النظام, يجب الاعتراف انها تلقى صدى لدى الشارع السودانى, وخاصة لدى المواطن البسيط فى المركز, والذى لا يريد الدخول فى مواجهات مع المجهول, والدخول فى دوامة تشبه حالة مصر او ليبيا او تونس والسيناريو الاسوأ سوريا, حيث انه لا يحتمل اى ضغوط اضافية تقضى على ما تبقى لديه من قدرة على العيش فى ظل الظروف الحياتية المتردية وشظف العيش واللهث لقضاء ابسط الاحتياجات الانسانية من ماكل وملبس ومشرب. ومع النماذج المذكورة للربيع العربى, اصبح جليا ان احوال تلك الشعوب لم تصبح افضل على الاطلاق, ولذا فان الانهزام والخنوع للفكرة المبنية على قدرة هؤلاء ليس على انقاذهم, بل فقط على الحفاظ على الوضع كما هو, تصبح اقرب اليهم من اى وقت اخر.

وما يحاول البشير والقوى الاسلامية التوجه فى المركز القيام به فى السنوات الاخيرة هو استغلال حالة الياس وانغلاق الافق الذى يعانيه المشهد السياسى فى البلاد, وبالتالى فرض انفسهم باعادة انتاج لفكرهم الاحادى بشكل ما, كحل وحيد للازمة الحالية. ولكن هذا السيناريو يظل يرتكب الخطأ المزمن لهذه القوى الاسلامية,وهو الاقصاء المتعمد لبقية السودان والسودانيين, الذين لا يرون السودان دولة دينية اسلامية او عربية. وهذا الاقصاء تبين حتى فى خارطة المشاركة فى الحكومة المزعومة , والتى لم تشير الى اى دور فاعل لاحزاب موالية للنظام من مناطق مثل جبال النوبة. وهذا الاقصاء لا يتمثل فى المناصب فقط بالطبع, وهنا تاتى العودة لسؤال الهوية, بل هو اقصاء وتمييز على مستوى الاعلام والتعليم والثقافة العامة التى تتبناها الدولة. فغياب ثقافات المناطق المهمشة والتى هى مناطق حرب ايضا بطبيعة الحال, فى الاعلام والتعليم وسواه من منابر التعبير العامة المعبرة عن كيان الدولة الفكرى والثقافى, انما هو ناجم عن ان تلك الثقافات تحوى على ما لا يراه هؤلاء يتفق ورؤيتهم للدولة الدينية الاسلامية فى السودان التى يسعون اليها, ولذا وجب الاقصاء والابعاد.

ما اثبتته الحرب فى دارفور ان الحروب والنزاعات فى السودان ليست بين اسلام ومسيحية كما صور الامر فى الغرب فى فترة ما, ولكنه صراع هوية, والهوية هنا ليست هوية دينية, بل هوية ثقافية يشكل الدين جزءاً من مكوناتها وليس كل مكوناتها, بحيث تتشكل تعريفات وتفسيرات متنوعة للدين فى مجتمعات متنوعة التاريخ وطرق العيش. وهذا هو ما ترفضه قوى الاسلام السياسى فى المركز والتى تريد تعريفا واحدا لهذا الدين يضمن لها السيطرة والتحكم, وهنا ربما يعود سؤال الهوية ايضا بشكل اخر ليربط العرق بالدين, فتكون الغلبة للاسلام المقبول للاسلاميين والمرتبط بالعرقية العربية والتى هى اقرب الى تفسيراتهم الاحادية والقاصرة للاسلام نفسه. وفى هذا الاطار يشكل سؤال الهوية اطارا لحل الازمة السودانية اذا ما تمت مواجهته والاجابة عليه على حقيقته, واجابته يجب ان تكون فى سياق هوية الدولة وليس هوية الشعب والوطن. فهويات الشعوب ربما تكون فى حالة من التشكل لقرون متواصلة, وربما يكون لاوطان معينة هويات متنوعة فى داخل نفس الارض, لكن هوية الدولة يجب ان تحدد فى اطار قدرة الدولة على القيام بدورها فى خدمة الشعب وتقديم فرص الازدهار والتطور لافراده على اختلاف هوياتهم الفردية او الجماعية.

فالعالم اليوم يزداد قدرة على تقبل التنوع, فالشركات العالمية التى تقدم خدماتها على مستوى العالم, توائم نفسها مع كل مجتمع حسب ثقافته ولغته. ولذا فان الحكم الاحادى والاقصائى ليس له مستقبل فى مسار التاريخ الذى نراه الان. ووجود دولة سودانية فى الوقت الراهن مهدد بشدة, نسبة لخروج البشير ورهطه من القوى الاسلامية القديمة والحديثة وحتى الطائفية , لخروجهم عن مسار التاريخ. فرفض المصريين لمشروع الاسلاميين لم يكن متعلقا فقط بالصراع السياسى, بل كان مرتبطا بالقدر الاكبر بهوية الدولة المصرية وقدرتها على السير نحو المستقبل, ولهذا رفض المصريون التقدم الى الخلف بقيادة الاسلاميين وثاروا من اجل الحفاظ على هوية الدولة المصرية المسلمة وليست الاسلامية والمتنوعة فى ذات الوقت والمنفتحة على التعدد الدينى الداخلى والذى يشمل الاقباط, والذين خافوا على انفسهم بشدة فى ظل الحكم الاسلاموى الرجعى الاقصائى.

ولهذا فان مشروع حكومة البشير الاسلاموية المشاركة والتوجه, سواء ضمت الوجوه القديمة او الجديدة او ضمت المزيد من القوى الاسلامية المعارضة مثل الترابى او قوى الاسلام الطائفى مثل حزب الامة والاتحادى, فهى لن تكون باى حال من الاحوال حلا للازمة السودانية, لانها ستكون ايضا حكومة اقصائية تفرض هوية دينية واحادية للدولة, متجاهلة ان الصراعات والحروب التى قسمت السودان الى نصفين وفى طريقها لتقسيم بقية السودان الى اقسام جديدة اخرى, كان سببها الاساسى هو هذا الاقصاء وفرض هوية الدولة الاحادية فى تبنيها للاسلام نفسه, لتستبعد سودانيين مسلمين ? لكنهم ليسوا اسلاميين بطبيعة الحال- لهم رؤوية مختلفة للاسلام لا تشبه رؤيتهم لاسلامهم. ويبدو ان السودان الحالى ينقسم على عدة مستويات, فهو ينقسم على مستوى لكم دولتكم ولنا دولنا ,ولكم ثقافتكم ولنا ثقافاتنا ولكم اسلامكم ولنا اسلامنا, الامر الذى يجعل محاولات البشير لجمع صف الاسلاميين واحاطة نفسه باكبر عدد منهم على اختلاف مشاربهم, انما سيكون سببا اضافيا فى تفتت السودان وانهيار الدولة بشكل كامل.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كل ما ذكرت لا فائدة منه
    الطائفية فاشلة فى كل فترات حكمها
    العسكر ايضا اكثر فشلا
    الاسلامين بجميع مسمياتهم خائفين من العاصفة لا اكثر
    لذا اي تغير مشروط بشروط تحقق الدميقراطية
    وتعطى الاقاليم حقها المالى بفيدرالية واضحة
    وتغير هيكلة الجيش السودانى وتكون بعده محاسبة
    لمن ظلم وقصر
    اما التخويف فلن يجدى لا الموت اصلا لم يتوقف
    والتشريد مستمر ونهب المال العام مستمر
    فما الذى يخافه المواطن عبد الحكومة لتحرير نفسه

  2. مشروع حكومة البشير الاسلاموية في حالة ضم أحزاب الترابى والامة والاتحادى هل في ذلك حلا للازمة السودانية؟
    يجب جمع هذه الاحزاب ال3 الى برميل النفايات لانهم اوحهه لعملة واحدة و قد كان برنامجهم الانتخابى موحد هو الدولة الاسلامية او دولة الخلافة الاسلامية و لذلك يجب اتحادهم مع بعضهم البعض و الاستعداد لرميهم الى سلة المهملات لقد عانى الشعب السودانى من هولاء غير الوطنيين الذين مارسوا كل انواع الذل و الافقار بالشعب السودانى و نسوا البرنامج الوطنى و استغلوا الدين و الخرافات لادارة الدولة السودانية لعدة عقود من استغلال الفقراء و افقارهم و زيادة نسبة التجهيل و التغييب لهذا الشعب الذى اصبح لا يعرف صليحه من عدوه

  3. توحيد الاسلاميين هو ما تسعى اليه حكومة المؤتمر الوطني لكي تستقوي به ضد هجمات المعارضة و تكتيكاتها المتزايدة و أيضا ضد التحولات الخارجية بعد سقوط الأخوان في مصر , لكن الخلافات بين الاسلاميين وصلت نقطة اللاعودة و لذلك هذا المسعى لن يتم له النجاح . الحل واضح و بين و هو اشراك كل مكونات السودان المجتمعية و السياسية في حكومة تكنوقراط قومية انتقالية تعيد السودان الى سيرته الأولى ثم تشرف على انتخابات عامة. كل شي لازم يحدث بالتراضي و بكل شفافية بدون كذب و تضليل ولا يبقى مافي فايدة

  4. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسولنا الامين
    كثر الحديث عن الاسلاميين والدولة الاسلامية في السودان. والسؤال الذي يطرح نفسه :
    أين هي الدولة الاسلامية التي تتكلمون عنها ؟ ومن ثم من هم الاسلاميين الذين تتحدثون عنهم ؟
    الدين الاسلامي دين عظيم دين رحمة وعدل ومساواة اعطى اليهودي حقه من المسلم ومنح الجميع حقوقهم ولم يفرق بين عربي او اعجمي يالا بالتقوى ولم يقل ان هؤلاء اتباعنا نمكنهم في الارض والمال والسلطة ومن دون ذلك له الحرمان وشظف العيش لم يفرق بين ابيض واسود – الاسلام انار لنا الطريق لكي نمشي فيها ونقتدي بسنة نبينا العظيم. اما اسلامي اليوم فلقد فرقوا بين الناس واكلوا مال الناس وافقروا الناس بدلا من أن يكونوا القدوة الحسنة ويحببوا الناس في الاسلام جعلوا غالبية الناس يكرهون اليوم الذي تمكنوا فيه من السلطة وقد كانت لهم فرصة ممتازة ليفشوا روح الاخوة والتراحم بين الناس بأسم الاسلام ولكنهم للأسف الشديد فور تمكنهم من السلطة ازاحوا غالبية اهل الخبرة والمعرفة والدراية من دوواين الحكومة ومن مراكزهم بحجة فقه التمكين وهذا مالم يأتي به الاسلام او يقره وكنا جميعنا او اغلبنا ندين بالاسلام ولم نكن نفرق بين الناس قبل مجي هذه الحكومة وكان التراحم والتوادد بيننا كشعب مسلم طيب ولكن كل هذه الصفات قد انتهت او على وشك الانتهاء واصبح الهم الاكبر لهذا الشعب هو المادة وبأي طريقة كانت يتم اكتسابها بدلا من أن نعمل معا بالتراحم والعطف فيما بيننا حتى التجار اصبحوا في جشع لم يكن قديما قد ظهر بهذه الصورة السافرة ودونكم الذين استغلوا فرصة كارثة الامطار ليزيدوا في اسعار السلع برغم ظروف الناس الصعبة.
    عليه، ارجو ان نتخلى عن كلمة الاسلاميين في السودان وما شابه ذلك فكلنا شعب مسلم ونحترم بعضنا بعض ويوقر صغيرنا كبيرنا وفقط اقول نسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح اللهم آمين.

  5. الكلام عن الأحزاب والجماعات الإسلاميه فى السودان أصبح كلام من الماضى السودان أصبح تقسيمه قبلى وإن إبتعد كثيرا فجغرافى لذالك مايسمى بالأحزاب الطائفيه تعلم أن ليس لها أتباع فى دارفور ولا كردفان ولا الأنقسنا إلا أصحاب المصالح الضيقه وهم قله من الجنجويدفى دارفور والمليشيات فى جبال النوبه المستجلبين (الطاعه من أجل المواطنه)فنحمد للإنقاذ علمتنا كثير من الحقائق التى كانت غائبه عن أجدادنا أو كانوا يستغفلون. حتى الإنقلاب عندما يكون الغالبيه فيه نوبامثلا يسمى عنصرى وتسمى إنقلاباتهم ثورات .وأنا اعتقد ان هذة الأحزاب كانت زكيه جدا أن تلتف حول الوليمه لان الحفله قربت تفر لذالك ندع كل الحادبين على الحقوق على الصبر والمصابره لان الله يمهل ولا يمهل ونساعدها بجكه +الفاتحه +شوية زنا
    (الرشيد عبيدالله برام خير0912376544)

  6. هذه تمثيلية سخيفة لا تنطلي علي المواطن ابعد البشير الترابي وحكم لفترة طويلة اظهر فيها الترابي بمظهر المعارض وسيحكم الترابي للفترة القادمة ويترك البشير في موقف المعارضة بعد ان تتم الإطاحة به طبعا وفي الحالتين يضمن اعضاء الحزبين الوطني والشعبي عدم التعرض لهم باي نوع من المحاسبة او العقاب
    مع اننا نعرف ان الاسلام واحد الا اننا غصبا عنا لابد ان نعترف بان هناك اسلام شعبي وآخر وطني وما تبقي من شعب السودان سيحكم بواحدة من هاتين الشريعتين الاسلاميتين

  7. المناطق المشتعلة كدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق لم تعد مناطق( مهمشة )فقط ..وإنما مناطق ( مهشمة) ، عاثت فيها أيادى الإنقاذ فتناً وحروباً وتشريدا وتخلى عنها الطائفيون أصحاب دوائرها الجغرافية سابقاً وتركوها مسرحا غير مسدل الستائر لأرجوزات الإنقاذ ، فباعد ذلك بين قاطنيها وبين الأحزاب الإسلامية الثلاثة والتى إن وحدت مجراها فستواجه سدودا منيعة من الحركات التى رفعت شعار فصل الدين من الدولة ( ربما يشذ عنها فى ذلك فصيل واحد) ..
    * الشعارات الدينية التى ترفعها الإنقاذ وتأتى بكل ماهو نقيض لها وبكل ما هو منفر، شكل هاجساً لقاطنى المثلث ( المعروف)ورعبا من ربط الإسلام بالسياسة.
    * الوهن والإنشطار ثلاثى ورباعى الأبعاد الذى أصاب الإتحادى والأمة وانفلات الخيوط من الزعيمين المسنين بسبب السيطرة المطلقة وعدم الفاعلية ومجاراة عصابة الإنقاذ مع غبن القواعد ، يجعل منهما أكذوبة حقيقية.
    * دعم دول مثل السعودية والأمارات والكويت والأردن والبحرين لما هو حادث فى مصر الجارة إضافة لموقف الحكومة المصرية الجديدة نفسها ، لا يشجع على قيام حلف إخوانى طائفى فى السودان وإلا بات معزولاً عالميا وعربياً مع دعم مشبوه من إيران وقطر ودعم هلامى من تونس وليبيا والموعودتان بإشتعال النيران ضد الإخوان .
    * الإرث الثقيل الذى تركته الإنقاذ والجرائم التى إرتكبتها فى حق الوطن ، يجعل من كل مشارك فيها مجرما مثله مثل نافع أو أحمد هارون أو حتى المتعافى.
    * * عليه فلا مستقبل لأى حلف من هذا القبيل

  8. لن ينسى السودان للرئيس البشير الصحوة الرمضانية الاستغفارية و التي أختلف في تفسيرها الكثيرين لأن الرجل لم يقصد بها نفسه أكثر مما كان يرسل فيهاالاشارات الى الذين يشاركونه مجلس الدكتور السيسي من قيادات دارفور و كأني به يقول يا جماعة العملتوه دا باسم المؤتمر الوطني و سكاتي عليكم كان هو السبب في حجب الرحمة من الله و الغريب في الامر نزلت الرحمة و بدات العورات تتكشف من غياب البنية التحتية وانعدام التخطيط الهندسي المستدام للمدن الحضرية بل للعاصمة نفسها كما غاب أسلوب الحكم المحلي الخدمي في المحليات و انكشفت عورة المحليات التي هي جماعات لتجمع الجباية تحت انعدام المحاسبة و المراجعة و بفقه السترة يأكل الفيل ما جمعه النمل و مما ظهر في هذه السيول انعدام المروءة من المسئولين و لم أرى أي منهم في داخل الوحل و الطين يحمل طفلا يتيماأو ينجد عائلا ( اما اليتيم فلا تقهر و أما السائل فلا تنهر ) فما عليه أي الرئيس أن يبدأ التغيير بمحاسبة كل من تاجر أو أضاع حق من مواد الاغاثة

  9. ان صعود الإسلاميين كان تجسيدا حيا ل فيلم (الصعود الى الهاوية)..؟؟.. فالصعود الصاروخي للحركات الاسلامية والظروف والملابسات التي صعدوا بها والميكافيلية التي انتهجوها كانت وبالا عليهم مع استصحاب التجربة السودانية الماثلة والتي تمثل فزاعة لكل الشعوب وكابح لكل من له طموح من الاسلاميين لأنتهاج ذلك المنهج.
    وهذا السقوط المدوي والذي بدأ ينداح في كل المنطقة حتم على كيزان السودان التفكير الف مرة قبل اتخاذ اي خطوة قادمة مما اطال امد التفييرات المحتملة والتي طال انتظارها .

  10. مشكل الحكم فى السودان لا يمكن أن يحل بين ليلة وضحاها والكاتب هنا جنح كثيرا للتشاؤم ما أود قوله لو إفترضنا سلامة قراءة الكاتب للواقع فإن حل هذا المشكل لا يمكن أن يأتى كله فى ماعون واحد ولو شئ إشراك حزبى الأمه والإتحادى فى حكومة قومية فمؤكد هذا سيفتح قنوات جديدة مع الحركات المسلحة فحزب الأمة ثقل قواعده فى دارفور والحزب الإتحادى هو حزب الوسطية وله قبول حتى مع أشقائنا الجنوبيين صحيح لو أشرك الترابى بمفرده فى الحكم فإن قراءة الكاتب للوضع سليمه لكن بوجود هذين الحزبين الوطنيين لا أظنه قد وفق فى مآلاته .. والمعروف أن الحركات المسلحة لا يمكن أن تجلس مع المؤتمر الوطنى مهما كان تنازله لها لأن تجاربهم مع هذا الحزب قد ذهبت بهم لمرحلة اليأس من صدقه…لنتفاءل إن تنازل المؤتمر الوطنى وأعطى الأحزاب الوطنيه ما يشركهم فى إصدار القرار ..

  11. هي الكارثة نفسها اذا استطاع البشير ان يجمع حوله الطائفية القديمة المتألهة المتجددة المتدثرة بثياب الجهل والتجهيل والمتجبرة احيانا من انصار وختمية والكارثة ذاتها لو تجمع حول هذا الرجل الجاهل مسدود البصيرة قصير النظر عنصري التوجه الذي لا يملك رؤيا الا تلك التي استقاها من افواة حبوباته وشكلت كيانه وضميره– اذا تجمع القوم وفقا لهذه الشاكلة فما علينا الا ان ننعى السودان الفضل — لان الفكرة والهوية التي يحملها مثل هذا التجمع هي ذات الفكرة التي جعلت اغني بلاد افريقيا والشرق الاوسط افقر الدول واكثرها بطشا بابنائها واقلها احتفاء واحتراما لانسانية الانسان وبشرية ابن ادم الذي كرمه الله – وهى ذات الفكرة التي اضاعت الاقتصاد وكبلت البلاد بالديون وهى ذات الفكرة التي مزقت النسج الاجتماعى وعنصرت دروب الحياة وادت الى تفتيت العلاقات الاجتماعية وقطعت الارحام التي ازدهرت وتالفت في عهد ما قبل الاستعمار في دويلات السودان ما قبل 1821 – والا فقل لي بربك كيف تسيل دماء السودانيين بلا انقطاع لاكثر من نصف قرن بلا توقف في عهدهم المشئوم منذ خروج الاستعمار وحتى الساعة ولا يسال او يتساءل عن ذلك اي منهم — مما ادى الى انشطار الوطن الى قسمين وادي ذلك بدوره الى توليد المزيد من المشاكل —- فيا اخي لا بد من رؤية جديدة تنبع من الواقع وتتعامل معه بما يستحق من العناية والتروى والجدية ونكران الذت والالتزام بالحق البحت للخروج بالسودان وكل مكوناته البشرية الى بر الامان حتى نستحق رضاء الخالق واحترام الخلق —

  12. اتلما المتعوس على خايب الرجا بجي من وراهم شنو غير الكوارث ودمار البلاد والتجويع والمحسوبية وظلم العباد بس الله يكون فى عون الشعب المغلوب على امره مجرمين + ابو كلام يصبح الحال هلما جرررراااااااا

  13. أنا بطبيعة الحال لا أتفق مع نظام البشير كنظام فيه الكثير من النفعيين واللصوصية وايثار أبناء الحزب وميل كل موازين المنفعة لصالحهم خصما على بقية أبناء الوطن، ولكنى لا أتفق مع كاتب المقال فى الكثير مما أورده وصاغه من عبارات مشروخة ظلت ملازمة لبنى علمان كالاسلامويين ، والقوى الاسلامية القديمة،والمرجعيات السياسية الاسلامية، والدولة الشاملة بأديانها المسيحية وغيرها. وأقول ان الاسلام دين شامل له القدرة على التعايش مع كل أديان الأرض يهودية ومسيحية بل بوذية وهندوسية، وقد كان العهد الأول فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة نموذجا يحتذى للتعايش مع الاديان الأخرى، فاذا أردنا أن ننتقد علينا ان نكون موضوعيين، فمن قال بأن حكومة البشير حكومة اسلامية ويا ليتها كانت كذلك؟؟حكومة البشير تدعى الاسلام وهو منها براء، فالاسلام لا يميز بين أبناء الوطن فى دنياهم الا بكفاءاتهم ومقدراتهم فالناس فى الاسلام سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربى على عجمى ولا أبيض على أسود، ولكن الاستدراك (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وهذه تخص الآخرة وليست الدنيا وهذه عند الله وليست للبشر، فما أعظم الاسلام.. نعم وما أعظم الاسلام حين كان الخليفة فى مصر عمر بن العاص رضى الله عنه وحين قام ابنه بضرب أحد المصريين الأقباط فقامت الدنيا ولم تقعد وأرسل عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى خليفته عمر بن العاص أن يأتى للمدينة المنورة على وجه السرعة ومعه ابنه والقبطى وكانت كلمة عمر بن الخطاب رضى الله عنه التى يسجلها لنا التاريخ بأحرف من نور( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) وطلب من القبطى أن يأخذ بثأره ويضرب عمر بن العاص وليس ابنه لأن ابن عمر بن العاص مافعل ذلك الا لأنه ابن الخليفة، أى عدل هذا..فلا تأذوننا بالكتابة الظالمة عن الاسلام والاسلاميون والمتأسلمون، أكتبوا عن الانقاذ وعن البشير وذمرته كما شئتم فان أفعالهم وسياساتهم لا تدل على أنهم اسلاميون الا بما تقوله ألسنتهم والا لماذا هذا الشباب السودانى متشرد ومشرد فى أصقاع العالم، وهم وجماعتهم يحظون كما يقولون بالكيكة كاملة ويعيشون فى أبراج عاجية وأبناؤهم يقودون الفاره من السيارات ويدرسون فى أرقى الجامعات بالداخل والخارج ويتميزون على بقية الشباب، هل هذا هو الاسلام، أرجوكم لا تظلموا الاسلام ، وياليته يعود خلافة أو غيرها فى ثوبه الطاهر النقى العفيف، ليزيل الظلم الذى لحق بنا وحينها ننتصر على كل شئ ، نعم ننتصر على أنفسنا الضعيفة وعلى أعدائنا وعلى جهلنا، فالاسلام الذى يربطنا بالخالق وليس بالمخلوق هو المحرر الحقيقى لارادة الشعوب..

  14. نحن نامل بان يصيبنا التقسيم . حتي لانخضع لمهزلة الاسلاميين ولا المستعربين , نحن شعب وجد في السودان منذ الخليقة . فكيف لدخلاء ان يمارسوا اسواء انواع الظلم في شعب جعله الله برئ مسالم لم يقترف جريمة سوي المطالبة بحقوقه المشروعة . لماذا الخوف اذن علي وحدةالسودان . طالما الاقصاء قائم اذن ان التقسيم قائم لا محال .

  15. البشير يفعل مايشاء ومافي احد يقول ليهو تلت التلاتة كم وحايكون علي راس السودان الي ان يتوفاه الله. الشعب السوداني لايهمه وكل واحد فينا يفكر في الحل الفردي كأن يغترب او يبحث عن جنسية اخري ولايهمه مايدور بالسودان الا اخباره وقد يعتبرها للتسلية. المصريين لم يطيقو نظام مرسي لاكثر من عام وتمت ازالته اما نحن فكتبنا مليارات من التعليقات بالراكوبة والحال نفس الحال . اذا كتبنا عن الفساد رد الكيزان عليكم بفساد اكثر. واذا كتبتو عن القهر ردو عليكم بمثله . يستاهلو الكيزان نصف السودان الباقي. لن يتحسن حال السودان بهذا النظام التافه والمعارضة الجبانة.

  16. الصورة تعكس حالة أهل السودان الإجتماعية ,, ولا علاقة لها بالحكم ولا بتقسيم السلطة ,, الجالسين في مجلس عقد لزواج عادي ,, واستطيع أن أنشر أكثر من صورة وفي أي موقع في السودان بأن يجلس الجميع في عمل اجتماعي زواج أو مأتم يضم كل الفرقاء ,, تجد والي الولاية يقرأ الفاتحة في عقد زواج يجلس بالقرب منه ألأنصاري والختمي ,, وأبن عمه المعارض الذي كل صبح يسبه ويسب الأنقاذ ,, هذا لا يعني أن هنالك تحالف أو مشروع وفاق ,,, الذين يسعون لقطع العلاقات الاجتماعية لا يعرفون أهل السودان ,, البعض يتحدث حديث الواهم عن الأحزاب التي يسمونها عتييقة أوطائفية ,, لا يقرأ التاريخ ولا لديه مقدرة في التحليل ,, هذه الأحزاب ستظل ,, لأن لديها من العضوية سواء كانت منظمة أو أتباع بلغة آخرين,, يجب أن نحترمها ولآن شريحة كبيرة من الشعب السوداني تنتمي إليهم ,, لن تستطيع أن تشطبهم بحجة اتباع ووو,,, ,, تلك الأحزاب بوصلة السودان التي يرتكز عليها,, ولا يكون أي مشروع سوداني لا بستطيع أن يتخطاها شأنا أو أبينا ,,, الذين يتحدثون الآن عن عقم الأحزاب الآن ,, عندما تعود بعد زوال البشير وحكمه سوف يأتوا وكل يقول (( والله العظيم أنا كنت حزب أمة أو اتحادي وكان أبوي ختمي وكان أبوي أنصاري )) ,, وتجده في صفوف المتقدمين في مجالس السيد ,, أما بعض من القوى الرافضة سوف يكونون في دوامة فراغ ليس لهم إلا الصراخ في وجه الآخرين كما يفعلون الآن ,, يجدون منابر يعبرون فيها عن غضبهم سبا وسخطا على كل شيئ ,, ولاة من يستمع لهم ,, وهم الآن وغدا خارج الفعل السياسي ,,, صحيح الأن الأحزاب بها وهن وضعف منها عوامل التخريب التي مارستها الأنقاذ ,, ومنها عدم التننظيم ,,, ومنها حرمانها من مماسرة النشاط أثناء الحكومات الشمولية ,, ولو حسبنا مددت السنين التي مكثها قادتها في الحبس لوجدناها أكثر من جلوسهم في خارج السجون ,, ومنها عدم التغيير في القيادات ,, وإصلاحها وارد ولكن إقصاءها حلم بعيد المنال

  17. والله لوعندي القدره هؤلاء الجالسين لحرقتهم جميعا وهم احياء . يريدون تقدم السودان .. ليس بالفواتح والاجتماعيات. يابشر الامم تقدمت بالسياسات الاستراتيجية الدقيقة وتبعها التنفيذ المدروس للدوله اولا الامن وهو امن المواطن اولا واخيرا واقتصاد قوي لا يترنح وعدالة وتنوع في جميع مجالات الحياة لاجل الوطن والمواطن اولا واخيرا.

  18. تشخيص الطرح الموضوعى وصبغ مكوناته بمرجعيات متفق عليها وفى ذات الوقت تمثل هاجسا لبعض المناهضين ومحاولة الكاتب إستنتاج اللا شئ من هذا التلاحم فهو تناقض غير مقبول
    وإنكار ثقل لا يستطيع أحد الاقليات الفكرية تجاوزه وإن برع فى ملعب الاكثرية واصبح رمزا لحياتها الكريمة
    فشكل الهوية والافكار والمعتقدات وإن إتفقت اغلبها فى المبدأ إلا أنها كبيوت العنكبوت فى نسجها وتماسكها
    إذا الحل هو الفهم المتعمق لهذا المرجعيات وإستحداثها كما فعل بعض المفكرين أمثال الاستاذ محمود محمد طه
    العمل الجاد داخل النسيج المجتمعى لترسيخ مبدأ التعايش السلمى وإصلاح ما أفسده النظام من تفكك
    إظهار الأديان بسماحتها وقبولها للمعتقدات من مبدأ الحريه
    الانصهار الكامل فى كيان يتبنى المدنية فى قمة مرجعياتة
    وبهذا نكون قد أشعلنا شمعة فى ظلامنا الدامس

  19. أوافق الاخ عطية بادي الرأي وتعليقه اقرب الى الصواب والحق لان مشاركة الاتحادي الديمقراطي اتت اعلاء للمصلحة العامة وانقاذا لما يمكن انقاذه من براثن الاخطبوط القاتل !! وان تم تفسير ذلك على غير ما هو عليه من البعض لجهل او لحاجة في نفس يعقوب!! مع علم الاتحادي الديمقراطي ان المؤتر اللاوطني لا يعرف سوى الاحادية في التوجه والاستئثار بالقرار!! وهم اي جماعة اللاوطني بشقيها الظاهر والمستتر يريدون الاستئثار بالقرار لضمان الوصول الى مصالحهم الخاصة وباسم القانون!! وهذا يشير الى خلل جوهري في تكوين هذه الجماعة المأزومة بما يسمى النرجسية التي لا ترى ابعد من مواطئ قدم عصابة الجماعة وليتهم يبصرون اين يضعون اقدامهم!! وتقارب اللاوطني واللاشعبي صورة جديدة من صور العملة ذات الوجهين المختلفتين شكلا والمتفقتين توجها و(دينا) مستحدثا لا تربطه بالاسلام اي صلة!! وما فعله الشعب المصري هو عين الصواب فهذه فئة ضالة وكاذبة ومضلة وسارقة ومزورة وخائنة تاخذها العزة بالاثم في اصرارها غير المسبوق على الاثم والعدوان ومعصية الرسول وهذا نتاج غسيل المخ الذي تربوا عليه !! ولا يزالون سادرين في ضلالهم القديم الذي اوردهم موارد الهلاك في عقر دارهم في مصر ومن ثم وبعد قطع رأس الاخطبوط الماسوني العميل بدأ الموت يسري في اطرافه الممتدة في الدول التي اصيبت بهذا السرطان الخبيث ومنها السودان الذي يرزح تحت وطأة ممصات اذرع الاخطبوط السامة والتي لم تترك شيئا لامسته الا جعلته كالرميم!! والحل الحقيقي هو اجتثاث وجود هذه الفئة الباغية نهائيا فلا ايمان يرجى لمن يبيت شبعانا وجاره جائع وهو يعلم!! فما بالك بمن ينام شبعانا والشعب كله جائع وهو يعلم !!ا لتعامل معهم على انهم اسلاميين خطأ كبير فهم ليسوا كذلك وهم يعرفون ذلك !! واعمالهم تنفي وتنافي اقوالهم!! وحصيلة الامر هم عصابة دولية كعصابات المافيا في تكوينهم وافكارهم وتعاملاتهم وعصابات المافيا واضحة للعيان عملها القتل وتكديس الاموال وهؤلاء يقولون (في سبيل الله قمنا والله يشهد انهم لكاذبون فما قاموا الا في سبيل انفسهم وان قالوا هي لله!! ولكنها للسطلة والجاه!! او يقولون لا لدنيا قد عملنا وهم يعملون للدنيا ليلا ونهارا وسرا وجهارا وان مات دون حيازتهم لها كل الشعب او التضحية ببعض الشهداء منهم لاستمرار الجماعة وهي الاهم لديهم لانها دينهم الذي يتعبدون به الله سبحانه وتعالى!! وان قتلاهم في الجنة وقتلانا في النار!! واجتثاث راس الاخطبوط الماسوني العميل في مصر اصاب برشاش دم الابرياء من الجيش والشرطة وعامة الشعب اذرعة الممتدة في الوطن العربي برعشة الموت ومن الطبيعي ان تمسك الاذرع بعضها بعضا استقواء ببعض حتى ينبت لها رأس جديد يقودها في استمرار عملية التمكين!! والحقيقة هي (التكميم) وليس (التمكين) لان التمكين باتباع ما انزل الله من الحق ) الذين إن مكّناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) فهل فعلوا ذلك او شيئا من ذلك؟؟ والاجابة لم يفعلوا بل تعمدوا عدم فعل ذلك !! وهم لا يتبعون الا طباعهم اللئيمية وعقولهم السقيمة في فرض واقع لا يحقق الا مصالحهم الانية الذاتية الضيقة وهو انتصارهم المنشود لشعارهم نبتغي رفع اللواء وما رفعوا لواء للدين في وقع شغلوه باسم التمكين اتجارا بالدين الا لتنتكس راية الدين الحق وترتفع رايات الظلم والضلال التي اوصلت البلاد والعباد الى ما نحن فيه من تردي عير مسبوق واذا اراد الشعب السوداني الحياة فهي في قول الله سبحانه وتعالى “ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب” والله من وراء القصد.

  20. لك جزيل الشكر االاستاذ عثمان نواي على هذا المقال الرصين والرؤية الواضحة للأزمة السودانية. يكمن الحل كما اشرنا في مناسبات عدة الى ان ينظم اهل الهامش انفسهم في تنظيمات واحزاب سياسية بعيدة عن هيمنة المركز في بيئة ديموقراطية معافاة , شريطة ان تلتزم قوى المركز بمتطلبات الديموقراطية والتبادل السلمي للسلطة وان تكف عن وضع العراقيل امام اهل الهامش في تنظيم انفسهم وتكوين تنظيماتهم المستقلة , ولتكن ضربة البداية اعتراف المركز بالجبهة الثورية كحزب سياسي ممثلاً لأهل الهامش السوداني ومعبراً عن ارادتهم الحرة , وهذا من شأنه أن يوضح مدى صدق قوى المركز في التعاطي يموضوعية وتجرد مع القضية الوطنية وايجاد الحلول الناجعة لها . فهل يا ترى هم فاعلون وحريصون على الوطن ؟؟ ام أن كل الهرج والمرج هو لأجل تحقيق مكاسب ضيقة فردية كانت ام حزبية؟؟

  21. What is written above is a PARADOX
    قال تعالى : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرًا ) النساء : 145
    وقال تعالى : ( هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) المنافقون : 4
    تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من النفاق :
    خاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من النفاق والمنافقين , وحذر وأنذر من سلوك المنافقين وحذر من الوقوع في شعب النفاق في أحاديث كثيرة :
    فعن عمران بن حصين رضي الله عنهما : ( مرفوعًا : ( إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي : منافق عليم اللسان

  22. اه .. من رفع المصاحف
    بالرماح الاجنبية
    المعاطف اجنبية
    العواطف اجنبية
    الجلاليب اجنبية
    الدواليب اجنبية
    الدهاليز اجنبية
    السراير اجنبية
    المساير اجنبية
    صبة الكاس اجنبية
    ختت الراس اجنبية
    رشة الدلكة اجنبية
    رعشة الفركة اجنبية
    طفية النور اجنبية
    والخوازيق .. عربية
    عربية .. عربية
    فضى نارك يا محارب
    ولا هات البندقية
    (حميد)

  23. يسمون الطوائف الدينية أحزاب

    في سوداننا الحبيب يسمون الطوائف الدينية أحزاب وذلك للأسف حتي من بعض المتعلمين ؟؟؟ والحزب كما يعرفه الكثيرين من الشباب المستنير والوطنيين لا يمكن أن يكون ملك لعائلة محددة تتوارثه الي الأبد ورئيس العائلة هو رئيس الطائفة الآمر الناهي ؟؟؟ يأمر أو يؤشر ليطاع دون أي مناقشة أو مناكفة لأي فرد من قطيعه والذي كل ما عليه أن ينحني ويركع ليقبل الأيادي وينفذ كل ما يؤمر به وإلا أتهم بالزندقة والكفر والخروج عن الملة وطاعة السيد المقدس وعليه يزجر ويفصل من الطائفة التي تتكون من الجهلاء المغيبين دينياً ؟؟؟ الحزب كما يعرفه المستنيرين له برنامج وطني موضوع بدراسة وحرفية من قبل متخصصين ليصب في مصلحة الوطن فأين هو برامج هذه الطوائف الدينية المتسبب الرئيسي في تخلف السودان وهذا التخلف يخدم مصالحها ويضمن بقائها ؟؟؟ الحزب له مواقف وطنية تاريخية فأين مواقف هذه الطوائف الدينية ؟؟؟ وحتي في الملمات و الكوارث التي تشرد الفقراء والمساكين لن تجدهم ؟؟؟ الحزب يكوون بطريقة ديمقراطية والديمقراطية بالنسبة له منهج ينتهجه ولا يحيد عنه ؟؟؟ فأين هي ديمقراطية هذه الطوائف الدينية ؟؟؟ والثورة في الطريق لكنس هذا العفن ومعهم حلفائهم الكيزان اللصوص القتلة مغتصبي الرجال والإناث والأطفال قاتلهم الله ؟؟؟ مع مواساتي الحارة لأهلنا الطيبين المنكوبين بفعل السيول والأمطار وحكومة الكيزان المجرمة والظالمة قاتلها الله؟؟؟

  24. هو دا البرامج الاساسي لغالبية الاحزاب السياسيه التي حكمت السودان الاسلام والعروبه وتراكمت مشكلة الجنوب الي ان وصلت الي دولة ونفس السجم قاعدين وقاصدين ان يعاد سناريو الجنوب علي دارفور وجنوب السودان الحالي حتي لو يحكمو فقط مثلث حمدي

  25. صورة تبين مدى الاستهبال السياسي، و استغلال الدين في السياسية
    السيدين و الاسلاميين ما اجتمعوا في امر فيه خير للسودان

    لو لم يستعيد السودانيين الدولة المدنية التي ورثوها من الاستعمار
    و التي يرتقي فيها الانسان حسب مواهبه و قدراته و ليس الواسطات لن يستقيم
    السودان ابدا

    من يعتقد ان السودان سينعدل حاله لو تقسم الى ولايات قبلية كل دولة
    يحكمها شيخ قبيلة او شيء من هذا القبيل فليراجع نفسه الف مرة
    لانه لم ينصلح حال السودان بعد الاستقلال و السودنة، بل ان السودانيين
    الذين حكموا السودان ظلموا شعوبه كلها اكثر من الاستعماريين

    و لماذا نذهب بعيدا انظروا إلى دولة الامس و هي الجنوب و لنتعظ
    حتى بعد ان كون الجنوبيين دولتهم لا زالت فاسدة و ليس فيها ريحة تنمية

    حل السودان في دولة مدنية ديمقراطية يسود فيها حكم القانون و الناس
    يكونوا فيها سواسية امام القضاء

    و الله يكون في عون الناس

  26. ان الذي يحدث في العالم العربي ليس ربيعا عربيا لكنه ربيع اسلامي، فيجب تسمية الاشياء بأسمائها دون خوف او وجل او مجاملة او تطمين لجهات تخشى من كلمة اسلام لان كل الدول التي حدث فيها التغيير كانت ذات طابع اسلامي، اتى بإسلاميين ولم تكن هناك اية ثورة اطلق عليها الثورة العربية او الفلانية وهذه مسميات عفى عليها الدهر وهي السبب في كل ما حدث للعرب من تخلف وعدم مواكبة ومعاصرة لانهم اعتمدوا على الاعتزاز بعروبتهم اكثر من ارثهم الحضاري وتاريخهم وحتى هذا الذي يعتزون به مرجعه والسبب فيه الاسلام وقد قال سيدنا عمر كنا اذلاء فأعزنا الله بالاسلام واذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، وهذا ما حدث للعرب عندما صاروا يتحدثون عن قومية عربية وعن بعثية وكتاب اخضر وغيره صاروا في مؤخرة الشعوب وفي ذيل الدول بعد ان كانوا بالاسلام سادة وقادة لكن الاسلام يظل مصدر العزة وفيه تكمن الوحدة ووسائل التحضر والمعاصرة والقوة والاسلام منذ ظهوره مر بمراحل وفترات زمنية مختلفة وكانت فترة الدعوة الى التوحيد وللتخلي عن كل معبود سوى الله وهذا كان في مكة المكرمة ثم فترة التشريع والتربية لتأهيل الصحابة لتأسيس الدولة، وكان ذلك في المدينة وبعد فتح مكة، فظل الصحابة حول الرسول صلى الله عليه وسلم يستمعون اليه ويأخذون منه وخاضوا معه المعارك والغزوات فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا، هكذا تركهم رسول الله ولم يكن في جزيرة العرب دينان ثم بعد وفاة الرسول بدأ الصحابة في الفتوحات الاسلامية حتى وصل الاسلام مشارق الارض ومغاربها واستمر هكذا الى بعد وفاة الخلفاء الراشدين فوصل الاسلام اوربا وآسيا وافريقيا ولكن هذه الفترة كانت فترة تبليغ للحديث الشريف (بلغوا عني ولو آية) (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس)، ثم تلت ذلك فترة التابعين ومن بعدهم فكانت فترة تأليف وتصنيف فجمعت الاحاديث وظهرت المذاهب الفقهية وعلم النحو والتجويد وغيرها من العلوم والتي لم تكن معروفة من قبل، ثم تلى هذه الفترة وعلى الاحرى بعد الخلفاء لم يكن هنالك دولة بالمعنى الشمولي للاسلام قائمة على الشورى وتطبيق الشريعة في كل مناحي الحياة بل كان التدين تدينا فرديا موروثا حصر الاسلام على مستوى الفرد والجماعة، وقد ظهر هذا جليا بعد ظهور التصوف والمتصوفة الذين اهتموا بتجويد السلوك لدى المسلمين اصلا ونجحوا في ذلك ولم يعطوا الدعوة او اقامة الدولة الاسلامية او دعوة غير المسلمين الاهتمام الكافي وقد فهموا الآية على غير مقصدها (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )، ثم جاء من بعدهم جماعة شغلهم الشاغل الطعن في تدين الآخرين وتناولوا اشياء انصرافية فرعية لا تبدي ولا تعيد ولا تدفع بالدعوة ولا تزيد فافتعلوا المعارك مع الصوفية ومع غيرهم ووصفوهم بالشرك ونسوا ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا اخشى عليكم الشرك وانما اخشى عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتهم ) والله سبحانه وتعالى قد حفظ هذا الدين من التغيير والتبديل والبدع حتى يصل لكل حي على البسيطة غير مبدل ولا مغير، وذلك في قوله تعالى:(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فليتركوا ما تعهد به الله الى الله وليفعلوا ما طلب منهم وهو الدعوة الى الله فكان الواجب عليهم ان يحذروا الناس من الدنيا كما حذر رسول الله لانه ضمن لامته عدم الشرك والاولى من ذلك كله الدعوة الى الله وتوسيع ابواب لا اله الا الله محمد رسول الله للناس كافة بدلا من الانشغال بالتحدث عن السبحة والقبة واطلاق اللحية وتقصير الجلباب فالاولى ايصال الدعوة الى ادغال افريقيا وآسيا و امريكا وصرف تلك الاموال والجهد هناك ودعوتهم الى الاسلام بالفهم السني الذي يروجون له فهذه هي المراحل التي مر بها الاسلام فكان فيها التدين تقليديا موروثا منطلقا من مفهوم كذلك وجدنا آباءنا يفعلون حتى صار التدين وكانه عادة وليس بعبادة دون تدبر او تفكر او استشعار لوظيفة المؤمن في الدنيا، وهي ان يطبق ويبلغ فبعد ان استعرضنا هذه المراحل مرحلة التوحيد ثم التأسيس ثم التصنيف ثم التدين المجتمعي والفردي الخاص فإننا نعتبر ان كل هذه المراحل تمهد لما هو آت من زمان ورجال لان الاسلام بصفاته العلمية العقلية وسماته المواكبة والمعاصرة والصالحة لكل زمان ومكان ولما فيه كل ما يحتاج اليه الانسان المعاصر وفي كل مناحي الحياة وان له لكل مشكل حل. الاسلام بصفاته تلك لم يجد من يطبقه طيلة القرون الماضية التي تلت المراحل الثلاث التي ذكرناها لكنه ظل يتلفت باحثا ومقاوما اعداءه والصادين عنه والمشوشين عليه ومنتظرا اهله ممن هم في مستوى فهمه وتطبيقه واهله وهم اهل التدين المبحوث وليس الموروث الذي يعتمد على الفهم التقليدي في الممارسة والسلوك لكنه اسلام العقل والمختبر والمعمل وهو موعود بذلك واظن ان اهل هذا الزمان هم اهله ان لم يكونوا هم اهله فأهله قادمون وقد بدت طلائعهم بالثورات الاسلامية وتدين الشباب ودخول مشاهير الغربيين كل يوم في الاسلام زرافات ووحدانا فإذا كان السابقون وارثين فإن الذين اعنيهم باحثين مجادلين يدخلون الاسلام بالقناعة والمقارنة والمقاربة، والاسلام مؤهل لذلك وفيه لكل سؤال جواب وفيه من العلميات ما يؤيده العلم الحديث وفيه ما فيه فنذكر البعض ان يقرأوا الاحداث قراءة صحيحة ولا يعتبرون ما يحدث ظاهرة طارئة دفع اليها ظرف مخصوص في زمن مخصوص وتنتهي بانتهاء ذلك الظرف، لكنها ظاهرة لها ما بعدها ولم يكن ما اقول تمنيات واحلاما لكنها حتمية لا بد لها من الحدوث ان لم يكن ذلك كذلك فكيف بإنسان بعد ان وصل اليه من تقنية وتفوق حضاري بلغ فيه القمة ان يرجع ويتحدث عن ان الاسلام هو الحل وان الاسلام موجود منذ اربعة عشر قرنا، وهذا القول لم يكن قول المسلمين وحدهم بل قالها متظاهرو وول استريت بامريكا نريد اقتصادا اسلاميا وقد قالها قبلهم فلاسفة ومفكرون غربيون منهم برناردشو الفيلسوف الانجليزي الذي قال لو كان محمد موجودا لحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجانا من القهوة.
    خارج النص:–
    الى متى يستمر تدمير البيئة وازالة ما تبقى من شجيرات في رمال كردفان التي فقدت بذلك الخير برة وجوة ولا بواكي على ذلك، ومن عجب يحدث هذا على مرأى ومسمع من الاجهزة الرسمية وخاصة مصلحة الغابات وقد سمحوا للمواطنين الحرث بالتراكتورات التي صممت اصلا للاراضي الطينية وليس (القوز) وقننوا لذلك بفرض الرسوم الآنية والتي لا يهمهم ما يحدث بعدها من جفاف وتصحر ونزوح للمدن بعد ان يفقد المواطن زرعه وضرعه نتيجة لذلك، فنرجو من الجهات الرسمية ايقاف هذا الذي يحدث قبل فوات الآوان، ويكون ديوان الزكاة قد ساهم مساهمة فاعلة في محاربة الجفاف والتصحر اذا سعى لتبني مشروع لتمليك كل مواطن بوتجاز وانبوبة غاز بدلا من بعض المشاريع التى ينفذها.

  27. عن أى دولة يتحدث الكاتب وإلى أى دولة يشير في في جملته الأخيرة ؟إن تمّ جمع كل هؤلاء في حكومة واحدة أو جديدة ففي ذلك بشارة وفي ذلك كل الخير لمستقبل السودان .ليس بهم وباجتماعهم وحكمهم بالطبع،ولكن لأن إسقاطهم دفعة واحدة سيجعل للتغيير طعما ومذاقاً حلواً،لأنه لن يسمح الناس بعودتهم مرة أخرى للحياة السياسية والمناورات والخداع وذلك هو المطلوب،ديل كلهم أصلاً هم أس البلاء والأزمات والمآزق في البلد ، علشان كدة خلوهم يجتمعوا ويحرقوا كلهم مع بعض،مافي أحسن من كدة خالص.

  28. الامر الذى يجعل محاولات البشير لجمع صف الاسلاميين واحاطة نفسه باكبر عدد منهم على اختلاف مشاربهم, انما سيكون سببا اضافيا فى تفتت السودان وانهيار الدولة بشكل كامل.

    %100 صحيح و 100% خطير

  29. البشير يترنح بين الاعتراف بجرائمه, وخوفه مما قدمت يداه وبين رعبه الاعظم وهو سقوطه وهو على قيد الحياة فى يد من ظلمهم.
    هو الجابرو شنو على العمايل الشينة

  30. الترجمة بالاسفل

    حلقة (5)… أهوال كتائب قوش في دارفور ، موت وفحش وفجور”طالع التقرير الكامل للجنة دارفور”
    03-23-2013 02:28 AM

    عبدالرحمن الأمين
    [email protected]

    معارك السروايل المتدلية والفجور الفاحش ….

    سنبدأ الرواية من هنا ، من عند السراويل ، ونعود للبداية، فالبشاعة قصة لا تعترف بالتسلسل بل هي حيثيات وحقائق .لسنا بحاجة ، ولن نذكرك ، بأن الوقائع التي ستقرأ وقعت في أقليم من أمصار دولة الخلافة الاسلامية الاستوائية ، لن نناقش أكذوبة اسلاميتها أو نتندر علي اسلامها المضروب فتغشانا النكات وتصرفنا عن جدية الوقوف بسرداق عزاء مهيب .

    ان بلغت عنوانا يقرأ ( الاغتصاب وأشكال العنف الجنسي الأخرى ) فأنت في صفحة 87 من التقرير الدولي “الوثيقة التي سنفصّل”.يسرد التقرير بضعة حالات للاغتصاب بوصف يؤهله لتصنيف شاكلة (اكس اكس) المخصص للأفلام الزرقاء Blue Movies ، وهي فيديوهات جنسية تخرج طازجة من المضجع والي نقاط البيع رأسا في الحارات الحمراء ، اسفيريا أو أرضيا – بلا رقابة وبلا مقص !
    انه اذن الحديث من قلب حوش الفحش ، فلتحذر !
    ستشهد كيف أن لوثة الأورجي” Orgy” ، ذات النسب الأصيل بزرائب الانعام ، قد بعثتها كتائب قوش حية تسعي في دارفور الحافظة للقرآن ! حفلات الأورجي هدفها الوحيد هو التلذذ بممارسة الجنس الجماعي فعلا ومشاهدة للآخرين ، دون ساتر أو خصوصية ولاتشترط حميمية أو سابق معرفة بين أطرافها! . هذه اللوثة اليهيمية ماتت في أمريكا نفسها بنهاية “وودستوك” وحرب فيتنام ! بل وحتي في مواخير بلدان الاستكبار ، فان بعض ممارسيها من الداعرين “السابقين” انقلبوا وعاظا يطوفون علي التجمعات الشبابية لتفقيه الناس من مخاطر الايدز وغيره من فاتك الامراض ، أما كتائب قوش فلا تزال علي ظنها الجهول بأن مدفعية السراويل تصيب ولا تُصاب !

    ان لم يبلغك نبأ وادي تينا بشمال دارفور وصباحا في عز الشتاء ، فلتقرأ البند 345 وهو قصة ضحية وشقيقاتها الستة تروي اللجنة الدولية ما حاق بهن ( في حوالي الساعة السادسة صباحا من يوم 7 يناير 2003، كانت داخل منزلها في قرية تارنا. هاجم القرية حوالي 000 3 من الجنجويد على ظهور الجياد. .. كان هناك زهاء 50 مركبة لاند كروزر وبيك آب. وكان جميع المركبات مثبتا على ظهرها المدافع. وكان الرجال على ظهر المركبات يرتدون أزياء الجيش، وكانوا يرتدون نفس الأزياء الرسمية التي كان يرتديها الجنجويد. وكانوا من جنود الجيش السوداني.. حضر عشرة من الجنجويد إلى منزلي. واقتادوني وأخواتي الستة وكانت أعمارهن 15 و 16 و 17 و 19 و 20 و 24 سنة….. عندما دخلوا منزلنا، أطلقوا النيران على أخوي الاثنين. واقتادونا إلى الخارج وضربونا لفترة 20 دقيقة.وبعد ضربنا، اقتادونا إلى وادي تينا. وتركونا نمشي بينما كانوا يركبون على ظهور جمالهم. واستغرقنا ثلاث ساعات ….وصلنا وادي تينا، رأيت 95 امرأة على الأقل هناك. وتركونا في الوادي مع مجموعة كبيرة من النساء وكان يحرسنا ما لا يقل عن 100 من الجنجويد المسلحين. وكانت جميع النساء عرايا. وبعد وصولنا بقليل أرغمنا تحت تهديد السلاح على خلع ملابسنا…حوالي الساعة الثامنة صباحا من اليوم التالي بالوادي، اغتصبت للمرة الأولى. ووصل عدد كبير جدا من الجنجويد إلى الوادي. واختار كل منهم امرأة واغتصبها. وعلى مدار فترة أسبوع، اغتصبت أنا 14 مرة من جانب أفراد مختلفين من الجنجويد.. وقد أُهنا أمام نساء أخريات وأُرغمن على الجماع أمامهن. ووقف عدد آخر من الجنجويد يشاهدون ما يجري.) ..بعدأسبوع، أُطلق سراحها مع أربع فتيات أخريات عدن إلى قرية تارنا، ومنذئذ لم تر أخواتها…وقالت ان 3 من النساء المغتصبات توفين !

    ثم هذه القصة الموثقة لما جري بداخلية مدرسة البنات في الطويلة، شمال دارفور، يورد البند 339 القصة ..

    ( أبلغت واحدة من الضحايا اللاتي اغتصبن خلال الهجوم على مدرسة داخلية في فبراير 2004، وهي فتاة صغيرة، اللجنة بأنه حوالي الساعة السادسة صباحا، هاجم عدد كبير من الجنجويد المدرسة…. احاطوا بالمدرسة قبل الهجوم بيوم ..عندما هاجموا مبنى الإقامة الداخلية صوبوا بنادقهم على الفتيات وأرغموهن على خلع ملابسهن تماما. وسلبوا ما لديهن من نقود وأشياء ثمينة وكذلك جميع مفروشات نومهن. وكان عدد الفتيات حوالي 110 فتيات بالمدرسة الداخلية… أُخذت الضحية من بين المجموعة، معصوبة العينين، ثم دفعت على الأرض على ظهرها واغتصبت. وتم الإمساك بذراعيها ورجليها.. واغتصبت مرتين. وأكدت حدوث إيلاج. واستمرت عملية الاغتصاب نحو الساعة. ولم يقل المغتصبان شيئا أثناء الاغتصاب. وقد سمعت أصوات استغاثة من فتيات أخريات وتعتقد أنهن أيضا كن يغتصبن. وبعد عملية الاغتصاب، بدأ الجنجويد أعمال الحرق والسلب.)حدث هذا رغم ( وجود القوات العسكرية بالمنطقة، حيث شاهدت في ذات اليوم طائرات هليكوبتر من التي يستعملها الجيش…حملت الضحية نتيجة لهذا الاغتصاب ووضعت طفلا فيما بعد.)!! أما ودراسة تفصل الهجوم على ترغا، غرب دارفور كما أوردها البند 340 نصا ، (فرت النساء إلى الوادي، حيث أحاط بهن رجال الجيش. صرحت الضحية بأنها تعرف 19 من النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب ولكن كان هناك أخريات كثيرات. وهي تعتقد أن مجموعهن كان 50 ضحية. واغتُصبت أولا الفتيات الصغيرات، واغتصب الضحية تسعة رجال… وجرى التحفظ على النساء لمدة ستة أيام في الوادي)!
    أي اسبوعا اضافيا في ضيافة الفحول المغتصبين!!
    ماتقرأه هو رصد “لحالات افرادية” يقول التقرير انها بينات مفصلة من أفواه الضحايا والشهود الأحياء ، والأدلة الجنائية التي جمعها الفريق الدولي المتخصص في الطب الشرعي الذي ذهب لحد نبش القبور وتشريح الجثث لاستخراج ماطمر من الادلة !
    البند 343 يوثق من منطقة كايلك بجنوب دارفور فظاعة أخري اذ يقول ( احتجز زهاء 30 ألف شخص في كايلك، جنوب دارفور، لفترة حوالي 50 يوما. وعزلت النساء والفتيات الصغار عن الرجال، واحتجزن في منطقة حول المسجد، وبعدئذ اقتادهن المحتجزون لاغتصابهن. وقد تعرضن للاغتصاب الجماعي الذي استمر لفترات طويلة من الزمن. وتعرضت فتيات لا يتجاوز عمرهن 10 سنوات للاغتصاب)..
    هل لاحظت اختيار منطقة الاغتصاب ، نعم حول المسجد!
    اذا لم يكفك هذا الفجور في الاختيار فلتقرأ ما قالته احدي الضحايا في البند 344 (مكثنا في مكان واحد، ولم يسمح لنا بالانتقال من مكان لآخر. وسمح للعجائز من النساء بالذهاب لإحضار المياه، والذهاب لإحضار الطعام. وأرغمنا على التبول أمام الجميع. …وبعد تعرض النساء للاغتصاب، لم يجر إعادة ملابس بعض النساء إليهن وأرغمن على البقاء عرايا)!!
    أما ملاحقة الفارات من سلاح الاغتصاب والعنف الجنسي ، وشعار ألا نجاة لبكارة تمنعت شرفا وعفة ، فمثالها الشاخص في البند 346 .رب اسرة من قرية ماجارسا، غرب دارفور ، هرب ببناته من دارهم في فبراير 2004 فالتقاه وحوش الجنجويد في الطريق ، قال عنه التقرير (اغتصبوا ابنته البالغة من العمر 25 سنة، أمام عينيه وأعين زوجته وأطفاله الصغار. ولم يتسن له الدفاع عن ابنته لأن الرجال كانوا يهددونه بالسلاح)! وفي بند 348 قالت فتاتان ، 12 و14 عاما ، مقيمات بمعسكر أبي شوك انهما في نوفمبر 2004 (ذهبتا لجمع الحطب مع خمسة أطفال آخرين …. اغتصب الجنود الفتاتين) …وتشهد اللجنة ان الامر تكرر ( بين المشردين داخليا في كابكابية، شمال دارفور. وبوجه خاص، كانت النساء والفتيات اللاتي يجمعن الحطب يخشين ترك كابكابية حيث كن يتعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي من جانب الجنجويد. وحتى في حالة إبلاغ الوقائع إلى الشرطة، كان الجناة يتمتعون فيما يبدو بالإفلات من العقاب ….. وأجرت اللجنة أيضا مقابلة مع أربع شابات سردن واقعتين وقعتا في يونيه 2004 احتُجزن خلالهما بالطريق لدى عودتهن من سوق كتم، شمال دارفور، متجهات إلى قراهن. وفي كل من الواقعتين، أرغمت الشابات على خلع ملابسهن تحت التهديد بالسلاح، واغتصبن من جانب الجنجويد وتركن بعدئذ عاريات بالطريق. وتبين من ملابسات الجريمة أن تلك الجرائم ارتكبها نفس الجناة.)!!
    ومأسأة 3 بنات فررن من الهجوم علي قريتهن (كالوكيتنغ، جنوب دارفور) عندما هاجمها الجنجويد في مارس 2004. يقول البند 349 (قالت احدي الضحايا كانت الساعة نحو الرابعة صباحا عندما سمعت دوي إطلاق النار. وهرب ثلاث منا معا. وكنا جارات. ثم أدركنا أننا لم نحمل معنا ما لدينا من ذهب. فلما عدنا رأينا الجنود. فقالوا لنا: قفن! قفن! وأعطى أولهم سلاحه إلى صاحبه وأمرني أن استلقي على الأرض. وجذبني وألقاني على الأرض. ثم خلع سرواله. وشق ثيابي وكان هناك شخص يمسك يداي. وأولج [كناية عن الجماع]. ثم أولج الثاني، ثم أولج الثالث. وعجزت بعد ذلك عن الوقوف. وكانت هناك فتاة أخرى. فلما قال لها: استلقي على الأرض، قالت: لا. اقتلني. كانت شابة. كانت بكرا. كانت مخطوبة. فقتلها?. وذكرت المرأة الثالثة، التي كانت هناك أيضا أنها اغتصبت بنفس الطريقة.)
    بالنسبة لوحوش قوش فان اللاجئات لا يكتمل تدمير حيواتهن الا باغتصابهن !
    البند 350 يعرض مشاهدات 3 نسوة خارج معسكر زمزم بشمال دارفور في أكتوبر 2004. (وأُمرت النساء بأن يترجلن عن حميرهن ويستلقين على الأرض. وكانت الشاهدة تحمل طفلا هو ابن أخت زوجها عمره سنة واحدة، وقد بدأ يبكي. أمسك أحد الجنود بالطفل ورمى به بعيدا في جانب الطريق. فلما سألت امرأة مسنة في المجموعة الجندي لم فعل ذلك ركلها في رأسها. وأخذ جنود آخرون يضربون النساء الأربع الأخريات، بمن فيهن الشاهدة. وأمسك بعض الجنود امرأة من النساء الأخريات فألقوها أرضا وبدأوا يغتصبونها. وأثناء ذلك، ألقى الجنود الشاهدة على الأرض ونزعوا ثيابها …… ثم جامعها أربعة جنود في فرجها، الواحد تلو الآخر. وبينما كانت تجري هذه الأحداث، قال أحد الجنود: ?أنتن سبايا الحرب?. وخلال هذا الحادث، اغتصبت النساء الثلاث الأخريات أيضا، بمن فيهن المسنة. )
    وتتكرر الفواجع في معسكر آخر هو مخيم قرندنق بغرب دارفور حيث يسوق البند 351 تفاصيل أختين اغتصبتا بينما كانتا تقطعان الحطب خارج المخيم في سبتمبر 2004 فهاجمهم 4 من فحول الزنا القسري ، قالت الضحية (كان أكبر الرجال سنا يرتدي ملابس كاكية اللون بينما ارتدى الشبان الثلاثة جلابيات. وضرب الرجل الأكبر سنا الشاهدة، البالغة من العمر 17 سنة، ست مرات على ظهرها وثماني مرات على ساقيها. . ثم عزل الرجل الأكبر سنا الشاهدة عن الفتيات الأخريات واغتصبها. ثم قام الشبان الثلاثة باغتصاب الفتيات الأخريات. … خلع ثيابي الداخلية فقط. وأخرج قضيبه من سرواله. ولم يقل شيئا، وإنما ظل يضربني وهو يغتصبني. وبعد ذلك بلغ مني الأذى والتعب حدا لم أستطع معه التحرك،…كانت معي أيضا في ذلك اليوم أختي البالغة من العمر 8 سنوات وقد اُغتصبت هي الأخرى ولكنها لم تتعرض للضرب).

    وماذا عن “الاغتصاب المضاد” ذلك الذي يمارسه المتمردون ضد الموالين للدولة؟
    عن ذلك يتحدث البند 354 اذ يقول ” كانت حالات الاغتصاب والعنف الجنسي التي ذكرت التقارير أن المتمردين قد ارتكبوها أقل عددا… في نوفمبر 2004، اختطف جيش تحرير السودان واحتجز لمدة ثلاثة أيام، خمس فتيات من قبيلة غِمير قرب كلبس في غرب دارفور. وتفيد الادعاءات بأنه خلال هذه الأيام الثلاثة اغتصبت أربع فتيات منهن واعتدي على الخامسة اعتداء جنسيا. وعلاوة على ذلك، كانت هناك ادعاءات تفيد أن ما يناهز 60 امرأة وفتاة من قبيلة بني منصور قد تعرضن للاغتصاب أو للاعتداء الجنسي من جانب متمردين في منطقة ملام في ما بين شهري فبرايرويوليو2004.
    تبرئ اللجنة ساحتها في البند 355 فتقول انها لم تتمكن ( من التحقيق في تلك الإفادات ..و لم تكتشف خلال تحقيقاتها في الأحداث التي شارك فيها المتمردون أي حالات اغتصاب ارتكبها المتمردون).

    قصة التقرير من خلف الستر ، المحققون القطط وفئران الانقاذ !

    ما نعرضه اليوم هواجتزاءات نصية من تقرير اللجنة الدولية لتقصي احداث دارفور التي عينها الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان في أكتوبر 2004 ، بتوجيه من مجلس الأمن اعتمادا علي قراره 1564 الصادر يوم 18 سبتمبر 2004. زار أعضاء اللجنة السودان مرتين . في المرة الاولي ( 8 -20 نوفمبر 2004.) رافقهم فريق ضخم من اختصاصيي التحقيق الجنائي وبقوا بالسودان ليكملوا المهمة المشروطة بثلاثة أشهر ? وبالفعل سلموا تقريرهم في 25 يناير2005. اللغة الرسمية للتقرير المتكون من 176 صفحة هي الانجليزية وحوي بنودا متسلسلة من 1 والي 653 وفق تبويب سهل . التقت اللجنة بكل مسؤوليى الدولة ذوي العلاقة ، من النائب الأول لرئيس الجمهورية والي مادونه بكثير. لو بحثت احصائيا عن مرات تكرار بعض الكلمات ، لفهمت سر بشاعة ما تطالع ! فكلمات بعينها فاق تكرارها صفحات التقرير نفسه! فمثلا ، كلمة القتل واشتقاقاتها وردت 282 مرة ، اغتصاب 213مرة ، الحرق199مرة ، انتهاك 121 مرة ، التعذيب80 مرة ، أما كلمة جنس فوردت في 63 استخدام .لو أجملت وبحثت عن كلمة ( الانسانية ) فستري انها ذكرت 511 مرة ، وفي هذا ما يشئ بكثير !

    في بند 25 ينورنا التقرير عن حصيلة 90 يوما من العمل فيقول (ما يزيد على 20000 صفحة من المواد التي تلقتها، أعدت اللجنة قاعدة بيانات سجلت فيها تفاصيل سير ذاتية ومواد استدلالية. وسُجلت تحليلات الأحداث التي أجراها فريق الباحثين في قاعدة البيانات لتسريع وصول أعضاء اللجنة والموظفين إلى المواد المرجعية ومصادر المعلومات.) وقالت عن التعاون (وعينت السلطات مسؤول اتصال يتميز بالكفاءة في الخرطوم، هو عبد المنعم عثمان طه، الذي تولى تنظيم جميع الاجتماعات التي طلبت اللجنة عقدها مع كبار المسؤولين في الحكومة. ..عين وزير الداخلية، بوصفه ممثل رئيس الجمهورية المعني بدارفور، لجنة يتولى رئاستها اللواء مجذوب، تتكون من ستة من كبار المسؤولين من وزارتي الدفاع والداخلية، فضلا عن جهاز الأمن الوطني والمخابرات. والتقت لجنة التحقيق مع هذه اللجنة ) .منح وزير العدل اللجنة 4 تأكيدات هي(أ) ستقبل الحكومة تقرير اللجنة مهما كانت النتائج التي ستتوصل إليها؛ (ب) لن يتعرض الشهود على الوقائع لإساءة المعاملة (ج) بناء على تعليمات مشددة من الرئيس، لن يعرقل أي من المسؤولين السودانيين تحقيقات اللجنة.
    لكن …
    بالرغم من تلك الوعود المبذولة ، أورد البند 32 نصا (في نوفمبر 2004، رفض ضابط برتبة متوسطة من ضباط جهاز الأمن الوطني والمخابرات السماح للجنة بالوصول إلى عدد من الأشخاص المعتقلين في نيالا (جنوب دارفور)…. ومرت اللجنة بتجربة مماثلة في الخرطوم، في يناير 2005، أثناء زيارتها الثانية للسودان، حينما رفض بعض ذوي الرتب المتوسطة في السلطة السماح للجنة بالوصول إلى معتقل جهاز الأمن الوطني في الخرطوم)!
    ثم ، أنظر لفن التملص كما عرض واقعتها البند 33 (طلبت اللجنة، في اجتماع عقدته مع النائب الأول لرئيس الجمهورية، علي عثمان محمد طه، في الخرطوم، في 10 نوفمبر 2004، أن تستعرض سجلات الوكالات الحكومية في دارفور، فيما يتعلق بالقرارات ذات الصلة باستخدام القوات المسلحة ضد المتمردين، وبالتدابير المتعلقة بالسكان المدنيين. ووعدت اللجنة بأن تُبقي مسألة فحص هذه السجلات طي الكتمان الكامل. وفي الاجتماع نفسه، أكد النائب الأول للرئيس لللجنة أنها ستتمكن من الحصول على محاضر اجتماعات اللجان الأمنية وفحصها في ولايات دارفور الثلاث ومناطقها المحلية المختلفة. لكن عند طلب إبراز تلك المحاضر، أكد كل واحد من ولاة الولايات الثلاث عدم وجود محاضر كهذه، وقدموا بدلا عن ذلك قائمة انتقائية بقرارات نهائية متعلقة بمسائل عامة)!
    وبالنتيجة ، ظلت اللجنة تلح وتلح ، والحكومة تدس وتدس الي ان غادرت اللجنة بلادنا ولم تر أي نسخ من هذه الوثائق !
    استمرت الدولة في لعب لعبة القط والفأرة مع اللجنة ، يكشف البند 34 ، لعبة الفأر بكري (… ففي اجتماع عقد، في 9 نوفمبر 2004، مع بكري حسن صالح، وزير الدفاع، وبعض كبار المسؤولين الآخرين في وزارة الدفاع، طلبت اللجنة الاطلاع على سجلات تتعلق بنشر طائرات ومروحيات عسكرية قاصفة في دارفور، منذ فبراير 2003. ومرة ثانية، تعهدت اللجنة بأن تعامل هذه السجلات بالسرية المطلوبة. ووافقت وزارة الدفاع على الطلب، ووعدت بأن تحصل اللجنة على السجلات من السلطات ذات الصلة في دارفور. وحينما لم تحصل اللجنة على نسخ من هذه السجلات في دارفور أعادت عرض طلبها في اجتماع مع اللجنة المعنية بدارفور، في 20 نوفمبر 2004. ووعد رئيس اللجنة المعنية بدارفور بتقديم تلك السجلات، ثم قدم إلى لجنة التحقيق ملفاً غير مكتمل، ووعد بمدها بمعلومات إضافية أخرى. وبعد أن تقدمت اللجنة بالمزيد من الطلبات، قُدِّم لها عدد من السجلات ذات الصلة باستخدام الطائرات في دارفور، خلال الفترة من فبراير 2003 إلى يناير 2005. بيد أنها لم تتلق مطلقا المجموعة الكاملة من السجلات المطلوبة.)!
    أوعز قوش لرجاله باستخدام المال لتزييت التروس المتلكأة عن الدوران في الخط ! ورد في بند 35(في الأسبوع الأول من نوفمبر 2004، في مدينة الفاشر ، قدم مسؤول حكومي، يقال إنه رئيس المكتب المحلي لجهاز الأمن الوطني والمخابرات نقودا لبعض الأشخاص المشردين داخليا وحثهم على عدم التحدث إلى اللجنة. وبلغ اللجنة أيضا أن السلطات السودانية سربت أفرادا متخفين في هيئة أشخاص مشردين إلى بعض المخيمات، كمخيم أبو شوك مثلا)
    جند الوطن أم جند قوش أم فحول مهوسين ؟ قصة 3000 جنجويدي !
    يفصل التقرير ميدانيا وتأريخيا ماهية ونشاطات (مخابرات الحدود) التي كانت تجند لمواجهة النزاع في جنوب السودان، الا ان الحكومة بدأت تجنيدهم عند بدايات الاحداث بدارفور ( 2002 -2003) في البند 86 يقول التقرير ( وحسب ما أورده أحد كبار قادة القوات المسلحة، يجند جنود مخابرات الحدود في الجيش مباشرة بنفس طريقة تجنيد الجنود النظاميين. ….. وقد تم تجنيد زهاء 000 3 جندي لمخابرات الحدود بهذه الطريقة، تم نشرهم في دارفور.) وبرغم هذه اللعبة المكشوفة استمرت الحكومة في تكذيب هوية الجنجويد ، لكن البند 118 يقبض علي بكري متلبسا (ففي مؤتمر صحفي عقد في 28 يناير 2004، دعا وزير الدفاع وسائط الإعلام إلى التفريق بين المتمردين، والجنجويد، وقوات الدفاع الشعبي، ومليشيات القبائل …. وقال إن قوات الدفاع الشعبي هم متطوعون يعاونون القوات المسلحة ولكن الجنجويد ?عصابات قطّاع طرق مسلحون? لا علاقة لهم مطلقا بالحكومة)!
    وبرغم النفي الكذوب ، الا ان شمس الحقيقة تكفلت بالمستور . ففي حديث البشير لمواطني قرية كلبس التي فشل المتمردون في دخولها في ديسمبر 2003، قال البشير ?نضع في قمة أولوياتنا من الآن القضاء على التمرد، وسوف نتعقب كل خارج على القانون… وسنستخدم الجيش والشرطة والمجاهدين والفرسان للقضاء على التمرد?! وسقط ذات الاعتراف من فم وزير العدل عند لقائه بالوفد الخاص للجنة التنمية والتعاون التابعة للبرلمان الأوروبي أثناء الزيارة التي قام بها الوفد في فبراير 2004 لدارفور .اعترف الوزير قائلا ?كانت للحكومة علاقة ما بالجنجويد. والآن فقد أساء الجنجويد إلى هذه العلاقة. وإني واثق من أن الحكومة تأسف كثيرا لوجود أي نوع كان من الالتزامات بين الجنجويد والحكومة. فنحن نعاملهم الآن باعتبارهم خارجين على القانون. فلا سبيل مطلقا إلى السماح بما ينزلونه من التخريب?…وسقطت الحقيقة مرة أخري من فم طبيب الرحي الثالثة ، وزير الخارجية مصطفي عثمان اسماعيل يوم 24 أبريل 2004 اذ قال ?الحكومة ربما غضت الطرف عن المليشيات…وهذا صحيح لأن المليشيات تواجه التمرد?. بعد هذا التصريح الفضيحة ، أوردت اللجنة لعبتها مع الفأر اسماعيل بعد ان قال ما قال (طلبت اللجنة من الوزير رسميا في ثلاث مناسبات موافاتها بالبيان المذكور أو بأي بيان يتعلق بالمليشيات، ولكن لم يصلها شيء)!!. البند 230 تحدث عن اجتماع للجنة يوم 12 يناير 2005 مع المفوض العام للمفوضية الإنسانية الحكومية، حسبو محمد عبد الرحمن .جاء فيه (أكدت حكومة السودان للجنة أن العدد الكلي للمشردين داخليا يبلغ 1.651 مليون نسمة، والعدد الكلي للمتأثرين بالصراع يبلغ 627 الف نسمة… وذكر أن 1.65 مليون مشرد يقيمون في 81 مخيما ومنطقة آمنة، بينما يقيم في المخيمات الفعلية 300 الف مشرد.) أما حديثه عن عودة 400 ألف لاجئ لديارهم ، فقد علقت عليه اللجنة قائلة (وهو رقم لم تتمكن الأمم المتحدة من تأكيده. )! وتقطع اللجنة البند 636 بالعدد فتقول (ويقدر أن أكثر من 1.8 مليون شخص أخرجوا عنوة من ديارهم)!
    في البند 241 ترسم اللجنة صورة قلمية نادرة للدمار فتقول ( وكانت الهجمات تبدأ في أغلب الأحيان في الصباح الباكر، أي قبيل شروق الشمس، بين الساعة 30/4 و 00/8، عندما يكون القرويون إما نائمين أو يؤدون الصلاة. .. وكانت بعض القرى تتعرض للهجمات بشكل متكرر خلال عدة أيام وشهور) وتواصل الوصف في البند 242 فتذكر ( وفي حالات كثيرة كان الهجوم الأرضي يبدأ بجنود يستقلون عربات لاند كروزر ومركبات أخرى، تعقبهم مجموعة كبيرة من الجنجويد على ظهور الخيل والجمال، ويحمل جميعهم أسلحة من قبيل البنادق الآلية طراز AK47 و G3 وقاذفات الآر. بي. جي. وكان كثير من الهجمات يشتمل على قتل المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، وحرق المنازل، والمدارس وغيرها من المنشآت المدنية، فضلا عن تدمير الآبار والمستشفيات والمحال التجارية. وكان يعقب الهجمات بشكل ثابت عمليات نهب وسرقة الممتلكات المدنية، لا سيما الماشية ).
    رجعت اللجنة بمرئياتها وجلست لوزير الدفاع تستنطقه ، سجلوا قوله في البند 249 (ذكر وزير الدفاع بوضوح أنه يعتبر وجود ولو متمرد واحد كافيا لجعل قرية بأكملها هدفا عسكريا مشروعا. وقال الوزير أنه متى تلقت الحكومة معلومات تفيد بوجود متمردين داخل قرية بعينها، فإنها ?لا تصبح بعد محلية مدنية، بل تصبح هدفا عسكريا?. وأضاف قائلا إنه في رأيه?القرية منطقة صغيرة، يصعب تقسيمها إلى أجزاء، ومن ثم تصبح القرية بأكملها هدفا عسكريا?.)
    نظرية مهداة من بكري للاكاديميات العسكرية والمجتمعات المدنية معا : ان لسعتك نملة فأحرق مخزون السكر حيث يختبئ النمل !
    القتل الكبير ….وداعا للقطاعي ، مرحبا بالجملة !
    حوي التقرير مشاهدا حية لهذا القتل الكبير الذي أتي علي الناس والحجر، والدواب والشجر!
    البند 272 يوثق لكيفية قتل المدنيين بأعداد مهولة ، وساق مثالا (الهجوم في يناير عام 2004 على قرية سُرة التي يربو عدد سكانها على 1700 شخص، والواقعة إلى الشرق من زالنجي بجنوب دارفور.. قُتل خلاله أكثر من 250 شخصا، من بينهم نساء وعدد كبير من الأطفال و30مفقودا . هاجم الجنجويد والقوات الحكومية معا القرية في ساعات الصباح الأولى. وأطلق الجيش قذائف الهاون على المدنيين العزل. وكان الجنجويد يرتدون أزياء عسكرية مموهة ..دخلوا المنازل وقتلوا الرجال..جمعوا النساء في المسجد. وكان هناك نحو 10 رجال مختبئين مع النساء. وقد وجد الجنجويد هؤلاء الرجال وقتلوهم داخل المسجد. ثم أرغموا النساء على خلع المكسي (هو ثوب سابغ يغطي أجسادهن بأكملها) فإذا وجدوهن يخفين أولادهن الصغار تحت تلك الثياب قاموا بقتل الصبية. وفرت الناجيات بجلودهن من القرية، ولم يدفن قتلاهن.)
    هولاكو ؟ …هتلر ؟ ….من ياتري يقتل ضحاياه بهذا الترخص الدموي ، وفي بيت الله !!

    ولنمضي للبند 252 (هناك تقارير تفيد بأن أناسا قد ألقي بهم في النار ليموتوا حرقا. وهناك تقارير تفيد بأن أناسا قد سُلخت جلودهم سلخا جزئيا، أو أُحدثت بهم إصابات بطرق أخرى وتركوا ليموتوا) !
    رغم ان القتل يظل منكرا ، غض النظر عن المسوغات التبريرية ، الا ان البند 278 يحكي عن طينة هؤلاء الأوباش ( وتلاحظ اللجنة أيضا أن الجنجويد استهدفوا وقتلوا بوجه خاص، في عدد من المناسبات، أطفالا، بما في ذلك الأطفال الذين قُتلوا في كايلك وسره المشار إليهم أعلاه. وتلقت اللجنة تقارير عديدة عن قتل الأطفال بصورة عشوائية أو مقصودة أو بهما معا، وحدث ذلك أحيانا في ظروف فظيعة بوسائل شملت الحرق أو بتر الأطراف. )!!
    .
    التعذيب : فنون الألم وفنون الاذلال…
    وماذا عن اللابشرية والتعذيب ؟
    البند 376 يصف أسري المتمردين لدي الحكومة (تُربط أنشوطة حول أعناقهم فيُجرون على الأرض بالجياد والجمال. ووصف شهود كيف أن شابا اُقتلعت عينه. فلما فقد بصره، أرغم على أن يركض ثم قُتل رميا بالرصاص).هذا عن المدنيين فماذا عن العسكريين؟ عن هذا يتحدث البند 373(لم يتلق أي من المحتجزين الذين قوبلوا في مركز الاحتجاز التابع للمخابرات العسكرية أي علاج طبي مطلوب. ولا تعلم أسرهم مكانهم.) ويسرد البند 378 مزيدا( وإضافة إلى التعذيب الذي يمارس… في شكل ضرب المحتجزين وإساءة معاملتهم إساءة شديدة ولا إنسانية، ترى اللجنة أن الظروف التي شوهدت في مركز الاحتجاز التابع للمخابرات العسكرية في الخرطوم.. تعد بمثابة تعذيب. فإرغام الأشخاص الموجودين في الحجز العسكري على العيش لمدة 24 ساعة في اليوم في زنزانات صغيرة للغاية شبيهة بالأقفاص وفي ظلام دامس … من ثم فهو يشكل انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان الدولية وللقانون الإنساني الدولي) ونقرأ في البند379(مورس التعذيب على نطاق واسع وبصورة واسعة الانتشار ومنهجية ليس فقط خلال الهجمات على السكان المدنيين.. بل مورس أيضا في مراكز الاحتجاز الخاضعة لسلطة جهاز الأمن الوطني والمخابرات، والمخابرات العسكرية…)
    ثم ينتقل البند 401 للقول (الاعتقال والاحتجاز غير الشرعيين للأشخاص ممارسة شائعة في عمليات جهاز أمن الدولة ..التقت اللجنة بأشخاص كانوا قيد الاحتجاز السري. وكان من بين أولئك المحتجزين طلبة ومحامون وتجار. وفي العديد من هذه الحالات، كانت أسرهم على غير علم باعتقالهم أو بأماكن وجودهم. وكان من بينهم صبي عمره 15 عاما اعتُقل في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في نيالا شمالَ دارفور.. وكان الصبي مريضا بداء الصرع، ولم يتلق أي مساعدة طبية منذ احتجازه.)
    وتقرر اللجنة في البند 422(بعض أعضاء الجنجويد قد أدمجوا في الشرطة. وأكد الرئيس البشير في لقاء مع وسائط الإعلام الدولية أنه لكبح جماح الجنجويد، فقد تم إدماجهم في ?مجالات أخرى?، مثل القوات المسلحة والشرطة)!!
    أما أكذوبة الغاء وزارة العدل للبدعة الاجرائية المسماة أورنيك 8 اذ لايسمح لضحايا الاغتصاب بفتح بلاغات ضد المغتصبين الا بعد الحصول عليه ، فان البند 427 يعريها ويفضحها تماما .الغت وزارة العدل هذا الشرط الغريب المعيب بمرسوم أصدرته يوم 21 أغسطس 2004 ، يقول التقرير (من اللقاءات التي أجرتها اللجنة مع ضحايا الاغتصاب، بمن فيهن الضحايا في مخيم زمزم .. بأن الشرطة كانت لا تزال تطبق قاعدة النموذج رقم 8. وكان التردد ينتاب مكتب المدعي العام والشرطة عند سؤالاهما عن معرفتهما بالمرسوم، واتضح للجنة أنهما لم يكونا على علم بوجود هذا المرسوم. كما أن المسؤولين القضائيين في الخرطوم لم يكونوا على علم بمرسوم أغسطس 2004 وبالمرسوم اللاحق حول المسألة ذاتها، الذي أصبح ساري المفعول اعتبارا من 11 كانون الأول/ديسمبر 2004.)…
    ويالها من فضيحة !
    قضاء السلطان الظالم في دولة المظالم ….!
    وتتوالي فضائح سلق العدالة ، فالبند 440 يقرر نصا (وفي 12 يناير 2005، راقبت اللجنة جلسة محاكمة مجموعة مؤلفة من 28 شخصا من دارفور، كان منهم عدد من الطيارين في القوات الجوية رفضوا المشاركة في قصف مناطق في دارفور. … أُخبرت اللجنة أنها المرة الأولى التي تجري فيها محاكمة وفق الإجراءات النظامية… في إحدى المراحل طردت المحكمة فريق الدفاع. وخلال تلك الفترة، كان الشهود يُستجوَبون ويتم الحصول على اعترافات ضد المتهمين. وعندما غيّر شاهد إفادته أثناء جلسة المحاكمة بعد تدخل محامي الدفاع، بدأت المحكمة إجراءات شهادة الزور ضده فانهار في المحكمة.)!
    ولطمة أخري في البند 444 (أُنشئت المحاكم الجنائية المتخصصة خاصة في دارفور وكردفان … استنادا إلى التقارير، فإن جلسة من أجل تهمة يُعاقب عليها بالإعدام قد لا تستغرق أكثر من ساعة واحدة.)!!وهذه المحاكم ، كما ورد في البند 448 (لا تميز بين المجرمين البالغين وبين القصّر. لذلك، يتعرض القصّر لخطر الحكم بالإعدام…)

    رخصة القتل …..!
    زود قوش كتائبه بالسلاح ، وأيضا بالمسوغ القانوني الذي يضمن لهم الحصانة من الحساب وهي تحديدا المادة 33 من قانون الجهاز التي يقول عنها البند 454 انها توفر (حصانات واسعة لأعضاء الأمن الوطني وأجهزة المخابرات والمتعاونين معهم. .. وباستثناء موافقة المدير، لا يمكن إقامة دعوى مدنية أو جنائية ضد أي منهم عن أية أعمال ارتكبوها ولها صلة بعملهم، والمدير وحده هو الذي يملك الموافقة على ذلك .. ..وعندما يوافق المدير على رفع دعوى قضائية ضد أحد أعضاء القوة والمتعاونين .. يقدم إلى المحاكمة في محكمة عادية لكنها سرية. ) ! ذهبت المحققون الدوليون يسألون صلاح قوش عن هذا الخلل العظيم ، قالوا في تقريرهم (وعند مواجهة السيد صلاح عبد الله، المعروف كذلك بالسيد صلاح قوش عن مسألة المحاكمات ?السرية? فإنه وصف الترجمة الانكليزية بأنها غير دقيقة!.. ومن الواضح إن المحاكمة ?السرية? جزء من القانون. ويستدل من المادة 33 بوضوح على أنه يمكن لأحد أفراد خدمات الأمن، تحت مظلة القانون، أن يعذب مشتبها فيه، بل وحتى أن يقتله إذا كانت تصرفاته تتم في سياق تأدية مهامه. وتوصي اللجنة بقوة بإلغاء هذا القانون.)!! وحتي الاجانب هرعوا الي هذا المولد فاستباحوا حرمات الآمنين .يقول البند 546 ( تم تحديد هوية ثلاثة ضباط ينتمون إلى جيش أجنبي رآهم شهود عيان وهم يشاركون في هجوم على قرية وقعت خلاله أعمال نهب وتدمير وقتل. )!
    بعد مشاهداتها المروعة لأفعال منسوبي جهاز قوش أوصت اللجنة في البند 625 بضرورة إلغاء المادة 33 من قانون قوات الأمن الوطني لسنة 1999 المتعلقة بتحصين القتلة والزناة من المساءلة .وبرغم تأكيدات الدولة للجنة قيامها بمقاضاة المجرمين الا ان التقرير يؤكد ( انعدام أية محاكمة حقيقية للمسؤولين عن الجرائم العديدة التي ارتكبت في دارفور)! وتضيف في البند 635 (الأوضاع في معتقل المخابرات الوطنية بالخرطوم يعتبر بوضوح تعذيبا ومن ثم يشكل انتهاكا خطيرا لقانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني)!

    من الذي شق الطريق الي لاهاي ……؟
    الطريق الي محكمة الجنايات الدولية لم يشقه لوريس مورينو أوكامبو ، أو دول الاستكبار ، كما يدعي النظام. فقد حفرته الدولة الباطشة بيدها من شاكلة ماشهدنا من جرائم صادمة . فأوكامبو الذي حشدت المسيرات للتنديد به ، وعطلت الأعمال ومنحت دواوين الدولة والمدارس الاذن والترحيل المجاني للخروج في مسيرات للبصق علي بوستراته المكلفة الطباعة ، ومن ثم الاحتفاء بحرقها ، هذا “الاوكامبو” جاءته أهوال دارفور في درج مكتبه . وبالتالي ، بعد اطلاعه علي هذا التقرير الدموي البشع ، ما تصرف الا وفق صلاحياته كمدع عام ! فالتقرير الذي نستعرض بنوده ، هو الذي أوصل البشير وصحبه لاهاي ! صاغته لجنة من 5 أفراد ، منهما مسلمان عابدان هما وزير الثقافة المصري السابق محمد فائق ، والباكستانية هينا جيلاني ، وأفريقيان هما دوميسا نتسيبيزا (جنوب أفريقيا) والسيدة تيريزا سترنغر سكوت (غانا). وباستثناء رئيس اللجنة ،القاضي الايطالي أنطونيو كاسيسيه، فان الفريق تشكل كله من المقربين ، جيرانا بأفريقيا أو في قبلة الكعبة ! وحتي المديرة التنفيذية للفريق لم تكن سوي الخبيرة القانونية الأستاذة منى عبدالله الرشماوي، ، الفلسطينية العربية المسلمة ! ولعل ما يصيب المرء بالخجل والمرارة معا ، أن يكون ابن النيل هو الأكثر من بين أعضاء اللجنة استنطاقا لضميره الحي ، فأغلظ أينما تكلم ! أبلغ محمد فائق صحيفة البيان الاماراتية في 20 فبراير2005 مانصه (وقد اقتحمنا اماكن اعتقال وأماكن تعذيب، وقمنا بزيارة الطيارين السودانيين الذين رفضوا أن يضربوا دارفور في سجونهم ..وقمنا بزيارة مباني المخابرات، وأماكن التعذيب، وكشفنا جرائم لم أكن اتخيلها)! أما حكومة “السجم ” فقد فغرت فمها بتصريح ياليته بقي حبيسا بمرحاضه ولم يطلقوه لوكالات الأنباء فيفعل مافعل بأنوف في عالم اليوم الذي لا تتعرف أنفه الا علي مسك رائحة الانسانية العطر ، فتعظم شأنه! ففي نفس يوم حديث جارنا المصري المكلوم ، نسبت وكالات الانباء لحسن عابدين ، سفير الانقاذ في لندن قوله (الخرطوم تشعر بالامتنان لهذه النتيجة غير أنها ترفض ما انتهى إليه التقرير من أن ممارسات القوات الحكومية والميليشيا الموالية لها ارتكبت جرائم حرب في حق المدنيين تتضمن القتل والتعذيب والاغتصاب)..أما طبيب الرحي الثالثة ، وزير الخارجية فأضاف متذاكيا “حصلنا على نسخة من التقرير ولم يكن فيه ما يشير إلى وقوع إبادة جماعية”..!

    لابد أن نذكر بأن السودان وقع (فعلا)علي نظام روما الأساسي ، المفضي لتشكيل محكمة الجنايات الدولية في 8 سبتمبر 2000 ، أي قبل اندلاع احداث دارفور . لكن في عام 2003 ، بعد تورط حكومة الانقاذ دمويا وأخلاقيا في دارفور ، نكصت فلم تصدِّق علي انشاء المحكمة . توهموا أن عدم المصادقة سيوفر لهم طابية حصينة للافلات من المساءلة ، فتمترسوا خلف ذلك المنطق الصدئ يقذفون الدنيا بحججهم ، قائلين ببطلان انعقاد الاختصاص لمحكمة الجنايات عليهم ! فأمام قرار احالة أصدره مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع ، وهو الجهة التنفيذية الأعلي في مصفوفة النظام العالمي، فان الطابية الحصينة ليست سوي عجينة شمع ذائب!

    في ربيع عام 2006 ارتفع العدد المطلوب في لاهاي الي 51 مسؤولا ، وبدأت المحكمة الدولية تحقيقاتها رسميا في 6 يونيو 2006 . المتهم الأول ، بروفسور الرشاشات الجهادي ، الزبير بشير طه ، وزير الداخلية . جرمته اللجنة بسبب ( الفشل في اتخاذ خطوات ملائمة لاستخدام قوة شرطية ) لنزع السلاح من مليشيات الجنجويد . أما لائحة الاتهام للمتهم الثاني ، صلاح قوش فتقول ( يتحمل المسؤولية عن أعمال كالاعتقال التعسفي ، الملاحقة المزعجة ، التعذيب والحرمان من الحق في محاكمة عادلة ) أما تهمة وزير الدفاع عن الفشل والفساد ،عبدالرحيم محمد حسين فهي” العجز ..من التعرف علي ، وتحييد ونزع سلاح مجموعات المليشيات ”

    ومن قلة حيلتنا ألا يجد المرء سوي الملح يفركه في جرح دارفور وقد ماتت مئات مؤلفة من البشر ، وتشرد واغتصب وزني بألوف أخر ..أما ولي أمرنا فلم يبصر في ذلك كله مثقالا من جرم !
    في لقائه مع مجلة دير شبيجل الألمانية ، الاثنين 22 مارس 2011 ، سألوه عن بعض مما يسؤه ، وللرجل جرائم تفوق زبد البحر . قال (هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، فمن البداية كان هناك مؤامرة من الخارج تسعى لدعم انقلاب سياسي وعسكري واقتصادي في دارفور. في البداية ساند المخربين الأجانب الجنوب السوداني ومتمرديه مستغلين الصراعات التقليدية الدائرة بين ملاك الأراضي والفلاحين التي كانت تحدث فقط أيام الجفاف) ! ردوا عليه (لكن الأجانب لم يرتكبوا المذابح في حق سكان دارفور) فهرع للتبرير (بالطبع كانت هناك جرائم، بل وجرائم من أبشع ما يكون، هذا ما يحدث في كل مكان في العالم.. الادعاءات الخارجية، بخصوص ميليشيات الجنجويد وهجماتهم، ظهرت فقط لحجب الحقيقة).
    وماخيب ظننا عند التقاطه قفاز المكابرة (إنني أشعر بالأمان في بلدي ولا أخشى شيئاً، على العكس، لقد أفادتني مذكرة الاعتقال تلك كثيرا لأنها رفعت شعبيتي بشكل لا يصدق هنا). يوم الخميس 21 ابريل 2011 نشرت الغارديان أهم اعتراف يسقط من فم البشير منذ بداية حريق دارفور في 2002 : تحمل المسؤولية ! حاوره الصحفي البريطاني سايمون تيسدال فقال (إنني أتحمل المسؤولية الكاملة عن الصراع في دارفور.. بالتأكيد أنا الرئيس، وبالتالي أنا مسؤول عن كل شيء يحدث في البلاد) ثم عاد الي حليمته وعادتها القديمة (الذي حدث في دارفور، قبل كل شيء، كان صراعا تقليديا يحدث منذ أيام الاستعمار ……. كانت لدينا خسائر بشرية، لكنها ليست قريبة من الأرقام التي ذكرت في الإعلام الغربي. لقد ضخمت هذه الأرقام لسبب ما)
    محطة شخصية :
    علم التحريات الجنائي يرجح دوما وجود علاقة (ما) بين القاتل والمقتول . هذه الصلة هي البينة المشينة بين ضحايا حرب دارفور والعصابة الحاكمة ، فالقاتل هو الدولة والقتيل هو المواطن! “لو” كانت الدولة محترمة ، فان دولابها التنفيذي كان سيتحرك فورا لرفع المظالم ورد الاعتبار لمواطنيها بملاحقة من جردوا كرامته وظلموه .لكن ، “لو” ، تعرّف كحرف امتناع لوجود !
    قضي هذا الكاتب 3 سنوات من صباه الباكر في مدينة نيالا متتلمذا في مدرستها الأميرية الوسطي يوم كان موظفو الدولة يجوبون البلاد بنشاط الكشافة .في نيالا تعرف الفتي علي مجهول كامل رقد الي الغرب من عالمه الامدرماني المطرز بمباهج الفتيان وليالي النيل ، الهلال والمريخ ، حقيبة الفن وسمك السبكي ! كثير مما حسبه في عداد “المسلمات” ، كالكهرباء وماء المواسير والتلفاز، لم تغشي نعمائه نيالا.أما الاصدارات الجديدة لمعينات المراهقة لفتية العاصمة ، كدواوين نزار قباني ومجلات “ميكي” و”الشبكة” و”قصص أرسين لوبين” ، فكانت لأقرانه الجدد ككماليات الاسكريم ! كان للشقاء حضورا مستديما في سبل الحياة ، بيد انه لم يكدر نقاء الأنفس وماحملته من درر الفضيلة . مباني المدرسة كانت مستطيلا هندسيا ترامي بلا أسوار تصد السابلة ، فتكاثر الزوار مابين متطفل وسائل وتائه . للكثير من أقراني ، كانت المدرسة فردوسا بنعيم باسط . فالعهدة المدرسية شملت متاعا ما تمتعت به بيوتهم في الأرياف البعيدة .من هذه المتع ، بطانيات في خشونة الخيش وفانوس لايغادرضؤه عظمة الكعب ووجبات غبشاء من العدس والفول تكررت برتابة . احتوت المدرسة علي 3 داخليات لسكن الطلاب وهي تسمي تتاليا (الصّياح /مادبو /علي دينار).هناك شهدت لأول مرة في حياتي الناموسيات الكاكية اللون منصوبة علي طول العنبر ، رغم عدم جدواها مع ناموس بجرأة الأسود والحاح الشحاذين . تعرفت علي حشرة من فصيلة الداركولا الماصة للدماء ، فان تمعنت حشرة “المرقوت ” تغادر الاجساد الهزيلة صباحا ، بعد كد ليلي مثابر، لرأيت صهاريج بنك دم مثقلة بحمولتها ! بسبب من هذا الشح التمويني ، وقلة حيلة طباخ المدرسة “عم عمر” ، قنعنا بغذائياتنا البائسة من كسرة الدخن وكوب الماء الساخن بنكهة الشاي والسكر . مايهم قوله هو أن هذا الضنك ، بكل معطياته وأسبابها ، فشل في صد طموحات النوابغ ، فظلوا يحلقون عاليا وعاليا ! من بين الدفعات تميز شاب هو البرنجي باستحقاق ، واستمرار -اسمه داؤد يحي محمد . لم أعرف قبيلته الا بعد عقود لاحقة عندما أصبح شهيدا ذي شأن وقضية . كان من قبيلة الفور واشتهر خلال سني الجامعة بالخرطوم باسم “بولاد” . أسماء غالبية الطلاب كانت استنساخا من الرسل والأنبياء ، أبرزها محمد -يعقوب-آدم ، وغض النظر عن قبائلهم ومناطقهم – فالكل مسلم بالميلاد وتسكنه عقيدة التوحيد .في المدرسة وغيرها من ارجاء دارفور التي زارها الفتي اليافع تجلت صفات مشتركة رغم تعدد القبائل : التدين والشجاعة والكرم . سنوات ثلاثة ، كبر خلالها فى داخلي ، سرا ، احساسي بضرورة الاعتذار نيابة عن حكومات وأجهزة المركز جراء ماعانيته وزملائي من تهميش ، وان علمت ألاسبيل لهذا “الشافع” مع مسائل الكبار ! أقول “تهميش” والكلمة لم تستحدث يومذاك رغم وفرتها كواقع ، وحتي ان وجدت لم يمكن بامكان عقل فتي المتوسطة استيعاب تعقيداتها المتشعبة ! أول دروسي السرية مع النفس تمحورت حول محاولات فهم كلمة “جلابي ” ومدلولاتها ، فقد كانت حمّالة أوجه ! كانت هي الاضافة الجديدة الأهم لقاموسي البرئ . عصت علىّ المفردة وأنا أمدرمان الموردة والعباسية ، حيث شيع اجدادنا القبيلة ودفنوها في قاع النيل منذ زمان تالد ! استغربتها وأنكرتها وقاومتها – وحلمي لم يزل علي عنفوانه! أسررت يوما لصديقي “هنوه حماد حسين ” تضجري من الكلمة وله من قسمات اللون والشعر ماجعلتي أنكر عليه افلاته من هذا التنميط القسري! لماذا أنا “جلابي ” وهو لا ؟ رد عليّ ببساطة ( لكني من دارفور) ! فهمت المنطق الجهنمي اذن : لأنني من أهل المركز فأنا بالضرورة جلابي ، لكن “الشافع” بداخلي مافهم لماذا لم يبصروا فىّ أزقة العباسية أوحارة الهاشماب أو دافوري الادريسي بالموردة، أو تنوع الألوان في خور أبي عنجة الرابعة عصرا ، وكلها تصرخ بأننا واحد !؟ تمنيت ، وأنا يافع ، ان تطير هذه الزفة اللونية المفردة وتحط بوادي ( ود برلي ) المتاخم للمدرسة ! تمنيت أمدرمانا في نيالا ! تمنيت معافاة من قبائح التنميط والجهوية واللون والقبيلة ، ولا زلت علي المني بعد اربعين سنة ، فمجئ تلك الاحياء وأخلاط أقوامها فيه نصرة للكل !
    استطرادا أقول ، حتي ولو غابت العشرات من الأسباب الوجيهة ، رغم توافرها الأكيد ، فان عنصرية هذا النظام وتزويره السئ لقيمنا نحن أهل السودان الواحد ، سيكون (وحده) كافيا لاصطفافنا لاسقاطه ..فالعار المتواري خجلا بدارفور ، هو عارنا ..وقرحها هو قرحنا . أما آن لحلم النصرة ان يتحقق في التوحد للثأر ؟

    اعتراف :
    من أشق الامور علي النفس الكتابة بقلم مداده احساسك الذاتي ، أو اختزال تفاصيل واختصار روايات أبرياء مضوا لربهم ، مظلومين ومنزوعي الكرامة !

    الحلقة القادمة ( 6 ) والاخيرة من مسلسل قوش :
    اضاءات في سيرة الشّبيح ، بعض من خفايا رجل اسمه صلاح عبد الله محمد صالح

    المقالات السابقة للكاتب علي مكتبته بأرشيف الراكوبة علي هذا الرابط
    http://www.alrakoba.net/articles-act…cles-id-88.htm

  31. لا الله الاالله …الناس الفي الصورة ديل لا ولن يجتمعوا الاعلي باطل تمعن وجوهم جيداتجدانهم يحملون لنا وللوطن مذيدا من الهم والمشاكل …….الهم نسالك العافية والمعافاة وان ترحمنا ولاتسلط علينا من لايرحمنا اللهم امين

  32. no no لا ثم لا لا انهم الكارثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثثه كارثه …سبب البلية لا يستقيم الحال ولا يستقر السودان ولا تكون هناك طمانينه وامن واستقرار ، الا باسقاط هذه البلية ..يا رب اننا نتضرع اليك صباح ومساء نرجو رحمتك وارزقنا رجل مثل السيسى بالضبط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..