سقوط

احتفلت الأسر ومازالت تحتفل بنجابة ابنائها وبناتها، وتستقبل المهنئين وتتسابق التهانئ الى الصحف، فتعلو صفحاتها الصور الجميلة.. وفرحنا كثيراً للنتائج الباهرة، وما التوفيق إلا من عند الله، فقد انداحت شلالات الفرح في الولايات، وكان لولاية النيل الأبيض نصيب أيضاً ولكن!!
وجرت تحت الجسور مياه كثيرة لم يحالفها الصفاء، إذ سلكت بعض المدارس في كوستي وحدها طريقاً لم يتوخ الاستقامة ولم يحفل بها رمزاً تربوياً، إذ عمدت إلى اكتساب مهارات أخريات لتطعيم فصولها النهائية، فنالت هذه المدارس السقوط بجدارة في مستنقع الفشل التعليمي، وكتبت بيدها شهادات خلا منها الالتزام بأخلاقيات المهنة، فتقهقرت الى الخلف تربوياً وتعليمياً وسلوكياً وأخلاقياً، والأخيرة أهم مكونات العملية التربوية التي شيعتها هذه المدارس الى مثواها الأخير، فتعمدت صعود درجات السلم بوجه فرح على أنقاض حزن جسد كامل!!
التفاصيل كاملة بدون مواربة حملتها المستندات التي رفعتها المدارس التي لحقها فأس الضرر، ففي هذه الحالة ليست سوطاً فقط، فالجلد نفسه أصبح عقوبة باستعمال اليد في المدارس، لكن الفأس لم يجرب بعد ولن يحدث، فالسوط بأمر الوزارة لا يرفع أبداً لطالب داخل وخارج الفصل، رغم انه لم يزل سيد العقاب في مدارس اخرى، والفأس هنا رمز نهاية الأشياء، وفعلاً حاولت المدارس التي أجادت اللعبة وأتقنت فنونها في تصويب هدفها على مقدمة الفأس الذي ترك جرحاً عميقاً دفع الشكوى إلى طاولة وزيرة التربية الرضية محمد علي التي مازال العمل معلقاً على كلمات تنطلق من لسانها تضع القضايا في نصابها وتدفع حلولاً لا تعرف الهروب عبر البوابات الخلفية والجميع ينتظر، فالأمر يتعلق بالنشء والأجيال القادمة بناة الوطن في عهد تتمدد فيه العولمة وتنداح الاختراعات والابتكارات.
جاءت بعض المدارس في كوستي بترتيب مشكوك في صناعته، فدفع ذلك الى خلاف واختلاف طويل في مدارس أخرى متعددة اختلط فيها «العام» بـ «الخاص» وماجت الساحة بجديد قديم شغل «غرف التصحيح»، ومازالت الدوائر مشغولة بالحدث الذي جعل من فكرة «السند» المتداولة في الأوساط التعليمية هناك وبوضوح حيثية لوحدها!!
جاء الخبر طازجاً بقلم الزميل القدير راشد أوشي على صفحات الزميلة «الرأي العام» ملفوفاً بعناية بمستندات «ساخنة» كشفت للجميع ما يدور في كواليس «السقطة التعليمية» في ولاية النيل الأبيض التي تنتظر انتشال ما تبقى من القيمة الحقيقية للعلم والتعليم الذي دهسه قطار الإنقاذ منذ زمن طويل، وتركه أشلاءً يتوزع بين المدارس التي ليس لها الحق في إعلان نفسها وريثاً شرعياً يحمل راية التصحيح.
همسة:
وانتمي إليك
أتلفح العشق ثوباً بهياً
أغني مع العصافير المرقشة الجوانح

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..