دعوهم يخرجون

محجوب عروة
كان من الخطأ الكبير الذى لا يتوافق مع عملية الحوار والانفراج والانفتاح السياسي الدائر حالياً هو منع بعض قيادات المعارضة من الخروج من البلاد، بالله عليكم هل يمنع ذلك أن يتصل هؤلاء بزملائهم فى الخارج والعالم أصبح قرية بل حجرة واحدة بفضل ثورة الاتصالات والمعلوماتية ووسائل التواصل الاجتماعي؟ ان المنع من السفر تقييد لحرية المواطن وخرق للدستور فبذلك التصرف يعنى أن الدستور لاقيمة له البتة ومجرد وثيقة لا تساوي الحبر الذى كتب به بل يكرس المنع المزيد من أزمة الثقة المفقودة أصلا ويجعل التزام الرئيس ووعوده مجرد عبارات فى الهواء لاقيمة لها.. بعد أيام يفترض أن يسافر بعض قادة المعارضة الى باريس لحضور لقاء يخص المشكل السوداني وطالما لم يتم انعقاد لقاء أو مؤتمر تحضيرى فى أديس أبابا حتى الآن فليس هناك ضير ان يسافر هؤلاء الى باريس مثلما سافر من قبلها الى برلين وانعقد مؤتمر واسفر عن بعض المقترحات التى لا بأس بها يمكن ان تساهم فى وضع حلول او تهيئة الأجواء لمستقبل أفضل للحوار قد يبدأ بتحضير أجندته وخارطة طريقه ويمد جسور الثقة المفقودة بين الحكومة والمعارضة لينتهى الى الحوار الحقيقى الموسع والنهائى داخل الوطن والذى قد يستغرق أسابيع أو بضعة أشهر حتى نهاية العام فاذا نجح فيكون العام المقبل 2016 هو عام التراضي والتوحد الوطنى وبداية السلام والاستقرار والتحول الديمقراطي وبذلك ينتهى نهج الحروبات الأهلية والصراعات والعنف ويبدأ عهد التطور السياسي والدستوري وعهد الحكمة والتعقل.
لذلك أرى من الأوفق ألا تمنع السلطات من يريد الذهاب لباريس أو اديس أبابا بل أتمنى أن يجتمعوا بهم ويعطوهم الضوء الأخضر يحدث حوار مبدئي حول امكانية أن يتحول لقاء باريس الى نقطة انطلاق نحو لقاء تحضيري فى أديس يعقبه الحوار فى داخل الوطن.. يجب أن نعترف أن هناك مشكلة والأوفق أن نواجهها بالحكمة والتعقل والموضوعية لا بالتعنت والمواقف المتطرفة والشك.. إننا في حاجة ماسة الى رجال دولة والى سياسيون من الطراز الأول ينظرون الى المستقبل الواعد لا الى ما تحت أرجلهم… لتكف الأجهزة الرسمية عن ملاحقة الآخرين فذلك أكفل لتكريس مناخ أفضل للحوار فالتوافق الوطني.
** الصحافة المقروءة والمشاهدة والمسموعة من جرائد والقنوات الفضائية والاذاعات أضعفت الحوار القائم فى قاعة الصداقة، فهى لاتعكس ما يدور داخل لجان الحوار من نقد عنيف لما حدث منذ قيام الانقاذ خاصة الحديث عن الفساد المستشري والانفاق الهائل على الحروب وعلى الجهاز الحكومى المترهل أو ما يتحدث به كثيرون من آراء ومقترحات جريئة، هل ياترى هو أمر مقصود وبتوجيه من جهات نافذة أم بسبب ضعف المهنية فى هذه الأجهزة الاعلامية التى تمارس التعتيم الضار؟ لو كنت مسئولاً عن اعلام مؤتمر الحوار لجعلت كل تلك الأجهزة تنقل على الهواء مباشرة او تسجيله والعرض مساءاً لكل ما يدور فى لجان الحوار من مناقشات حتى تلك المخاشنات التى تعبر عن الحرية الكاملة التى يمارسها المتحاورون لعلها تقنع الرافضين للحوار أن ينخرطوا فيه..
الجريدة
“دعوهم يخرجون” بغير رجعة هذه أماننى الأ خوان المسلمين السودانيين . كما خرج السوريين من سوريا
الحكاية تقسيم أدوار من كيزان الشيطان ..
ناس مع و ناس ضد , و فى النهاية كله ضحك على الدقون .
* يا اخى عروه, انت رجل متعلم و مثقف و مؤدب..و اربأ بك ان تكون فى سطحية هؤلاء فى “أجهزة أمن” القوم الظالمين:
*و حكاية “خروج افراد!” او “منعهم!”, موضوع شكلى او روتيني معزول, سمه!.. فلن “تنقلب الحكومه!” إذا سمح لهؤلاء بالخروج, و لن يعيق “سقوطها” إن تم منعهم من السفر, هم يعلمون!.. و بالنهايه هو إجراء روتينى تقوم به اجهزة “السلطه المستبده” فى العديد من البلدان!..و لا يستحق حتى كتابة موضوع حوله, من صحفى فى وزن عروه!
* فإن لم تهمم كثيرا, او تهمك, هجرة عقول “ملايين” السودانيين الأكفاء و المهنيين و العمال من الوطن لذات الاسباب, فلا تتوقف كثيرا عند منع هؤلاء “النفر”!..و اعتقد انهم يتوقعون “حدوثه” و يتحسبون له!
* لكن المأساة الحقيقيه يا اخى عروه, تتمثل فى ضياع و تدمير “وطن!” بكامله.. بأراضيه و موارده و قيمه و أخلاقه و تقاليده و ثقافاته..مع “قتل و تقتيل مواطنيه”, و “ظلمهم و إفقارهم” حد العدم!
* و المأساة الأكبر و الفجيعة العظمى, ان كل هذا الدمار و الخراب “المنظم”, قد تم بإسم “ديننا” الحنيف, و تحت شعار “شريعة الله” السمحاء, و “سنة نبيه الكريم”..و على ايدى شيوخ الدين انفسهم, و بمباركه علماء الإسلام فى الداخل و الخارج!!
* وانا و انت “و الخيريين أن شاء الله”, من امثالنا فى هذا العمر المتقدم, قد “تخارجنا” و الحمد و الشكر الله, لن نتغير, و سنموت على دين الإسلام إن شاء الله!..لكن ما يؤسف له حقا هو “الضبابيه الشديده” التى تتكون و تلتف, يوما بعد يوم, بصوره متسارعه و عفويه!, حول عنق “العقيدة” نفسها!!..و مستقبل “الدين” فى ما قد يتبقى من سودان “الامس و اليوم”!
* و لعلك تعلم يا دفعه, انه (فى سابق الازمان!), كان المجتمع السودانى المسلم(و المسيحى, على السواء), كان متماسكا و متكافلا و متسامحا و مسالما ..و هذا المجتمع المسلم المتماسك , كان متواجدا بإستمرار “للرقابه”, و “التوجيه”, و “النصح”, و “الإرشاد”, و طبعا “التقويم!”, فى المنزل و الشارع و المدرسه و مكان العمل و المؤسسه و الاسواق..إلخ. ذاك “المجتمع” هو من رعى “قيم الدين” و حافظ على “تعاليمه و اهدافه و مراميه”, عقودا طويله من الزمان!..و ليس ب”الشعارات السياسيه!”, و لا ب”ادوات السلطه السياسيه القابضه!”, و لا مؤسساتها “القمعيه”, أو “الإقتصاديه الإجتماعيه”(مثل الشئون الإجتماعيه, و الجمعيات الخيريه و الزكاة..إلخ).
* “الإسلام” فى السودان يا اخى, “حافظت” عليه اجيال آبائنا و اجدادنا و اسلافنا!, برغم محدودية تعليمها!..و من أسف, لم تحافظ عليه “إجيالنا” المتعلمه و “المتفقهة” فى امور الدين و الحياه معا, إفتراضا!..و هذه هى المأساه الحقيقيه و المسئوليه امام الله..
و تقديرى لك.
بحسب قاعدة يحسبون أنهم يحسنون صنعا باظهار عكس ما يبطنون فان المقصود هو لا تدعوهم يخرجوا ثانية دي فرصتكم للتخلص منهم…
لأول مرة أعرف أنك تستجدي هذا المتأسلم المتشدق وأعوانه قبيلة الفساد في الأرض قاتلهم الله ….. ليس كتاباتك كانت هكذا يا د. عروة
الاخ العزيز عروة لك التحية والتقدير ، ان ما أشرت اليه في مقالك هذا عن منع بعض قيادات المعارضه من السفر انما هو نعمه من الله لأهل السودان وذلك لأن هذا الحدث
يعتبر احدى( الدلائل الكثيره جدا ) التي توضح بما لايدع مجال للشك ان موضوع الحوار الوطني ماهو إلا مناوره من مناورات الكيزان يراد بها تخدير الشعب السوداني
وتضليل المجتمع الدولي وكسب الوقت حتى تنجلي الفتره الضبابية الحالية التي تجتاح المنطقه والعالم ،
مختصر الكلام ان هذا الحوار في افضل الأحوال لن يؤدي الى اي اصلاح ملموس للمواطن السوداني ، قد يؤدي هذا الحوار تحت الظغط الى استيعاب المعارضه
المسلحه ومقاسمتها الثروة و اغراقها في الفساد كما هو ديدن الحكومه الدائم ،،، او حتى الى تنحي بعض الأسماء النافذه وتحويلهم للعمل من خلف الستار ،، ولكن
المحصله النهائية ان نظام الفساد والاستبداد والفشل باقي لامحاله ،، لأن تحالف العسكر والإخوان الفاسدين تحت الرعاية الاميريكية ( رغم التمثيلية التي تطاولت فصولها)
لن ينفض إلا بالقوة ،، هذا النظام القاتل يجب ان يقتلع إقتلاعا فقط لا غير ، هذا رأيي المتواضع ولكم حرية التقييم ،، شكرا