سيف الدولة حمدناالله
سوف يكون لموكب يوم باكر الخميس طعم خاص، فقد قرر القضاة الأحرار الانضمام إلى صفوف الجماهير في الشارع، وسوف يتحرك موكب القضاة من مختلف الدرجات من أمام مبنى المحكمة الدستورية في الساعة الرابعة عصراً ويتوجه الى مكان الاعتصام في ميدان القيادة العامة.
إنضمام القضاة لحراك الشارع له أكثر من معنى، ذلك أن في خروجهم ما يطلق رسالة للعالم بعدالة القضية التي خرجت من اجلها الجماهير، فخروجهم يعتبر بمثابة حكم قضائي على الهواء، كتبوا حيثياته من واقع مشاهدات بعقل محايد ليس فيه ميل ولا غرض حول ما يجري في الساحة الوطنية.
كما أن للقضاء في ثورات الوطن مكان محفوظ في قلوب الشعب، ولا تزال الأجيال تردد إسم بطل أكتوبر مولانا عبدالمجيد امام وتحفظ الدور الذي قام به قضاة السودان في إنجاح ثورة ابريل 1985.
برغم ما فعلته الإنقاذ بقضاء السودان، ها هم طليعة من القضاة الشرفاء والوطنيين قد قرروا الخروج مع الشعب، وهؤلاء وغيرهم من القضاة الذين لا تسمح لهم ظروف وجودهم بعيداً عن العاصمة من المشاركة ظلوا أوفياء للمهنة، أوصياء على العدل، برغم ما تعرضوا لهم هم أنفسهم من مظالم واقصاء. هؤلاء هم نواة القضاء الجديد للعهد الجديد الذي نتطلع اليه.
