الكارثة إنسانية وليست طبيعية !

رغم معاناة الشعب، فإن الحكومة مشغولة بالكامل في ?تولاها? بقضايا حوار الطرشان والإنتخابات وإعداد العدة لتزوير إرادة الشعب. وتعتقد الحكومة أن هذا يعطيها متنفساً ومخرجاً لفك الإحتقان السياسي الشديد جراء الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد؛ ثم تواصل إنتاج الأزمة من جديد بذات نهج الإستبداد والفساد وتوطيد أركان الشمولية ودولة الحزب الواحد، وبهذا تدير الحكومة ظهرها تماماً لقضايا الناس ومعاناتهم.
من البديهيات التي لا تحتاج لذكاءٍ مفرط، إن لفصل الخريف في السودان مواعيد معلومة سنوياً ـ لا يتجاوزها بالتبكير أو التأخير إلا في حدود أسبوع واحد ـ كذلك معروف أن كثافة الأمطار تتفاوت من عام لآخر، فمن غير الصحيح التنصل من مسؤولية الكارثة وتحميل أوزارها لأمطار الخير والبركة.
إن واجب الحكومة هو الإستعداد المبكر لمواجهة الخريف والفيضانات والسيول، بتوفير كل الإحتياجات التي تدرأ آثارها بمخزون احتياطي استراتيجي من المواد الغذائية والخيام والأدوية، فناطيز شفط المياه، التأكد من فعالية المجاري والمصارف، تصحيح الأخطاء الهندسية في مواقع توزيع الأراضي السكنية، وما إلى ذلك، لكن بديلاً لكل هذا لا تتحرك الحكومة إلاّ بعد وقوع الفأس على الرأس تماماً، فتلجأ لمداراة وستر عورتها، بالأكاذيب والطرائف المضحكة والمبكية في آن واحد، وذلك على شاكلة:?الخريف فاجأنا لأنه أتى مبكراً? أو ?البيوت التي انهارت مشيِّدة في مجاري الوديان والخيران? و?حجم الخسائرلا يرقى لإعلان السودان منطقة كوارث الخ.. ? ذلك رغم أن الأرقام الرسمية تشير إلى سقوط (5480) منزل وإلى(39)حالة وفاة بالبلاد.
إن تنصل الحكومة من تبعات وآثار هذه الكارثة لن يعفيها من المسؤولية، فقد أدرك الشعب أن الكارثة إنسانية سببها إهمال وتقصير الحكومة، وعندما يستقر هذا الإدراك بصورة عميقة وراسخة في وجدان الشعب، سيثور الشعب لوضع الحكومة في مكانها اللائق بها وهو مزبلة التاريخ.
الميدان
والله ياخي نحن في المدرسة زمان قالوا لينا المطر من الكوارث الطبيعية ، بكرة تقولوا لينا الحر و الكتاحة من الانقاذ،، ما عارف انتو عايزننا نصدق انو لو عقار و عرمان ماسكين البلد ما كان واحد بيتو وقع ؟ نحن ما بننغش لانو شايفين الرخاء العملوهو اصحابهم في دولة الجنوب..بس الحقيقة يمكن كان ما حتكون في فيضانات لان المطر ما كان حيجي اصلا