أخبار السودان

شعب مدهش.. قيم.. ووعي خلاق، صحيفتنا الجنائية أيّام الثورات بيضاء غير سوء

منتصر عبد الماجد

تتجلى عظمة الشعوب عند المواعيد الخطيرة تلك اللحظات التاريخية التي تولد من رحم الظروف الحاسمه ، وهنا يمكن قراءة الشعب المعين ومعرفة سمات ثورتة ومدي النبل الذي يمتاز به وتلك والقيم والمثل التي يتحلي بها ، وقد مر الشعب السوداني بهذه التجارب الثرة في العصر الحديث تلاث مرات، سطعت كالثريا في سماء الثورات في اكتوبر ٦٤ وأبريل ٨٥ وما يجري الان من حراك ثوري خلاق..

كانت سمات هذه الثورات شعبيتها وسلميتها ومطالبها التي تبحث عن الديمقراطية وقيم حقوق الانسان، ودوما كانت اَي ثورة هي تحالف بين مهنيين ومثقفي البلاد والحركه السياسيه والقوات النظامية هذا هو ثالوث التغيير في بلادنا ، وهو يعبر تاما عن الطبقة الوسطي التي معروف عنها في المجتمعات تحفظ التوازن المجتمعي وتحافظ علي القيم والاخلاق وبالمقارنة للثورات السودانية مع ثورات دول الجوار التي توازي السودان ثقافيا واجتماعياً واقتصاديا يميل ميزان المقارنه في الوعي والقيم والسلمية والحضارة الي كفة السودانيين دون عناء وبشكل واضح لا يقبل الجدل، مثال ( الثورة المصرية) رغم عظمتها الا انها سجلت فيها انتهاكات من الثوار في قضايا تحرشات واغتصاب داخل حرم الاعتصام ، وكانت مصدر ازعاج للنشطاء والناشطات كما سجلت الشرطة حوادث بلطجة في كل احياء مصر عندما شكلت الشرطة غياب عن المسرح مما حعل المواطنيين يشكلون لجان احياء للأمن.

اما في البرازيل فمن المعروف ان موسم الانتخابات حيث تكثر التظاهرات هو موسم اللصوص والبلطجة ولالتفلت ، اما تجربة الولايات المتحدة فهي مريرة ارتبطت بانقطاع التيار الكهربي الذي يعطل انظمه الحماية واتصالات الشرطة وكانت النتيجة مأساوية لسيادة قانون الغاب داخل ولاية جورجيا واصبح النهب مستباح وعلنيا ، ولا ننسي في تجربة هيوستن نيواولارند حينما داهمتهما إعصار البحر وانفلت الامن وساد قانون الغاب لعدم تمكن الشرطة مت اداء وظائفها ممكن جعل السلطات تستعين بالجيش لبسط الامن. اما الدول الأفريقية فحدث ولا حرج ويكفي ما حدث في رواندا وما حدث في مالي وبقية الدول التي عانت من تحول في السلطة بصورة او اخري.

اما عن الثورات وتحولات السلطة في السودان فطابعها السلمية والوعي ،يتوحد المجتمع السوداني حول أهدافه بطرق حضارية مدهشة .. تتحاور المكونات السياسيه والمهنية والاجتماعية علي أهداف محددة ويلتزم المواطنين بتلك السلمية والأهداف ، وتكون صحف الجريمة وإحصائياتها في ادني معدل ان لم تكن معدومة.

اذكر في عام ٨٦ لفت انتباهي استاذي الراحل عبد الواحد كمبال ان معدل الجرائم اثناء ثورتي اكتوبر وأبريل قد انحسرت وعليك كصحفي التحقيق في هذه الظاهرة لمعرفه اسبابها ، وقد بدأت تحقيقي الصحفي بالتقرير الجنائي المحفوظ في أضابير سجلات الشرطة حيث كانت الارقام المدونة مذهلة اذ لم تسجل جريمة ولَم يتم تقديم بلاغا واحداً ايّام الثورات ، تفسير رجال الشرطة ان الجميع كان مشغولا بالثورة والحراك.. اما علماء الاجتماع ارجعوا ذلك ان الثورات دوما تشحذ العزم نحو التمسك بالقيم والسلام الاجتماعي وبعضهم عزا الجريمه الي رفض اجتماعي لما يحدث ، اما ( شيخ الحزامية ) وآخر من معتادي الاجرام واستلام المال المسروق فاعلنوا انهم يتضامنون مع الشعب في ثوراته ، وويعطون الجماهير الفرصة للتركيز في أهداف الثورة ولا يريدون من الأنظمة الفاسدة ان تشير الي انعدام الامن سببه الثورة.. واليوم نجد ان الشرطة مضربة والسلام المجتمعي مستتب . وما زال معتادي الاجرام واللصوص في عهدهم بعدم تعكير اجواء الحراك.

أليس هذا الشعب شعب مدهش ، خلاق له عبقرية وقيم لا تجد لها مثيل في العالم . حرام ان يكون قدرنا ان يتحكم فينا لصوص وقتلة ، ونحن بمثل هذه المواصفات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..