فخّار يكسّر بعضهُ ..

هو دائما حال المركب المتجه نحو الغرق بعد أن تأكلت جنباته وعلاها صدأ الزمن وأعياه التخبط بلا بوصلة في متاهات البحار دون خبرة ولا تبصر للإتجاهات.. فيتدافع ركابها هلعا وتميل بهم يمينا ويسارا تترنح بأحمالها.. ويتقافزعنها البعض طلبا للنجاة ولو في جوف وحوش المحيطات .. ويتنازع ويتشاحن رباناها وطاقمها ويتلاومون ويتباكون على سوء المصير !
وهكذا هم جماعة الإسلام السياسي الذي أورد البلاد موارد الدمار و الخراب بما عاثوا من فساد و تعنتروا على أهلها بعضلات سلطتهم لا بجسارة أشخاصهم .. الان هم في حالة إنقسام ينبي عن مدلولات كثيرة أولها الخوف من النهاية الأليمة إذا ما أصر قادتهم على تحدي إرادة الشعب الذي أفاق من جرعة التخدير الديني بالشعارات الكاذبة التي إنتهت صلاحيتها الساعية الى تغييب العقول و انعتق من براثن تخويفهم التي قلمها الزمن ..فترى الآن قيادات الحزب الحاكم بلا برنامج ولا يقوم على مؤسسية شورية حقيقية منقسمون الى فرق متناحرة على مستوى المركز وفروع العاصمة و الجزيرة مثلما تفرقت بهم السبل من قبل في البحر الأحمر و نهر النيل ..وتجد الشباب في المركز العام المتعطشون للتوزير والديمومة يزيحون في الحرس القديم الذي أكل من لحم الوطن وشرب من عرقه .. بينما أمانة ولاية الخرطوم يتجاذب أسمال عورتها فريقان .. تساقط أحدهما خارج الساحة صبيحة اليوم .. واستقال قيادي في محلية جبل أولياء كاشفا كذبة الديمقراطية داخل حزبه .
أما حزبهم بالجزيرة فقد بلغ به صراع المصالح الخاصة لا العامة حداً أن تكالب نواب التشريعي من أعضاء الحزب على اسقاط خطاب الوالي ايلا مسببا حرجا للرئيس البشير شخصيا وهو الذي زكاه واليا ابديا مما قد ينتج عنه إما حل هذا المجلس الذي لا يمثل المواطنين ولا يعنيهم في شي وإما أن ينتقل الصراع الى الشارع بين فرقاء الحزب المتصارعين تصفية لحساباتهم خارج القاعات وفي قارعة الهواء الطلق تعميقا لجرح الفضائح الذي تقيح و تعفن في جسد كيانهم الواهن !
وفي كل الحالات فذلك كله يمثل إشارات في صالح الجماهير التي تتربص بهم الدوائر جميعا لافرق عندها بين إصلاحي أو شعبي أو منبر عنصري لإشعال جذوة ثورتها التي بردت طويلا ولكنها لن تموت .. وساعتها سيغني ناعيهم .. وأحنا مالنا .. فخّار يكسّر بعضهُ..واللهم إجعل كيدهم في نحرهم بقدرما كادوا لنا بخبث التمكين و علقوا في رقابنا كل هذه السنين واليك بهم مجتمعين يارب العالمين .
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..