تقرير: جنود “تيغراي” التابعون للأمم المتحدة يرفضون العودة لإثيوبيا

اتهم جنود في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، المنظمة الدولية بالامتناع عن دعم مئات من أعضاء تلك القوات من عرقية تيجراي، إذ يخشون العودة إلى إثيوبيا ومواجهة احتمال اعتقالهم، في ظلّ النزاع بين الحكومة وإقليم تيجراي شمال البلاد.
وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن روايات هؤلاء تبرز مخاوف المنتمين لإقليم تيجراي، بعد اعتقال آلاف منهم، عسكريين ومدنيين، في كل أنحاء إثيوبيا إثر اندلاع الحرب في نوفمبر 2020 بين القوات الحكومية ومسلحين من الإقليم.
وأفرجت إثيوبيا عن عدد غير معروف منهم في الأسابيع الأخيرة، بعد تراجع حدة القتال، ورفعت هذا الأسبوع حالة الطوارئ.
وذكرت الوكالة أن الحكومة الإثيوبية فرضت حصاراً واسعاً على إقليم تيجراي، الذي يقطنه نحو 6 ملايين شخص، منذ يونيو 2021، إذ تزعم السلطات أن المساعدات الإنسانية أو الإمدادات الأخرى قد تُستخدم لدعم قوات تيجراي.
وأشارت منظمة إنسانية تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إلى أن “الوقود والنقود والإمدادات المتاحة للشركاء الإنسانيين في تيجراي، في مستوى شبه نفاد”.
وذكرت “أسوشييتد برس” أن الحكومة الإثيوبية سعت إلى الترويج لاستعادة الوضع الطبيعي في البلاد، بعد انسحاب مسلحي تيجراي إلى إقليمهم في ديسمبر الماضي، في ظلّ هجوم عسكري للقوات الحكومية.
ونقلت الوكالة عن جنديَّين من تيجراي في قوات حفظ السلام، قولهما إنهما ومئات آخرين من زملائهما أنهوا مهمتهم مع القوة التابعة للأمم المتحدة في أبيي، وهي منطقة متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، ومن المتوقع الآن أن يعودوا إلى إثيوبيا. وأكدوا أن معسكرهم يخضع للسيطرة الإثيوبية، ولا يُسمح لأفراد الأمم المتحدة بدخوله.
وقال الرقيب أنجيسوم جيبرو، الذي فرّ من المعسكر مع عشرات آخرين، إن جنود حفظ السلام المتبقين من تيجراي، لا يمكنهم الخروج بأمان سوى بعد نقلهم إلى مطار محلي كي يستقلّوا طائرة تعيدهم إلى إثيوبيا، في رحلات بدأت هذا الأسبوع.
واستدرك أن ثمة مخاوف من انتقام قد يواجهه أولئك الذين ما زالوا في معسكر قوات حفظ السلام، إذ أن أفراد عرقية تيجراي يرفضون العودة إلى بلدهم.
ونظم عشرات من جنود تيجراي في قوات حفظ السلام، احتجاجاً على الحرب في إثيوبيا هذا الأسبوع. وتُظهر صورة التقطتها أنجيسوم، رجالاً ونساءً يعلّقون حول أعناقهم بطاقات المرور الزرقاء الخاصة بالأمم المتحدة، واقفين مع لافتة كُتب عليها بخط اليد “أوقفوا الإبادة الجماعية في تيجراي”، بحسب “أسوشيتد برس”.
ونقلت الوكالة عن الجنديَّين من تيجراي في قوات حفظ السلام، قولهما إن السلطات الإثيوبية في المعسكر أبلغت أفراد تيجراي بأنهم لن يتعرّضوا لأذى إذا عادوا إلى ديارهم.
واستدرك الرجلان أنهما لم يطمئنا إلى ذلك، وأشارا إلى أنهما وزملاء آخرين غادروا المعسكر، يحتمون لدى قوات حفظ السلام الآتية حديثاً من غانا.
ووصف الجنديان نفسيهما بأنهما عالقان في منطقة نائية على الحدود بين السودان وجنوب السودان، علماً أنه لم يتضح عدد جنود تيجراي في حفظ السلام الذين رفضوا العودة إلى إثيوبيا.
وأشارت “أسوشيتد برس” إلى أن إثيوبيا هي واحدة من أكبر خمس دول مساهمة بقوات في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مضيفة أن الحرب جعلت عودة جنودها إلى بلادهم، أمراً خطراً.
في فبراير 2021، رفض أكثر من 12 جندياً من تيجراي في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بجنوب السودان، ركوب طائرة للعودة إلى بلادهم، لدى انتهاء مهمتهم.
وفي أبريل، قال الناطق باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن إثيوبيين في بعثة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في إقليم دارفور بالسودان، طلبوا “حماية دولية”، لدى إعادة مئات من الجنود إلى بلادهم.
الشرق