علم نفس الإرهاب. ترجمة

تسبب الجهادي جون كبريطاني أبيض و لندني عبر فعلته الشنعاء حيث أنه قد شوهد و هو يذبح صحفيين امريكيين، تسبب في إحداث صدمة لمعظم البريطانيين و تسبب أيضاً في حفز مشاعر حيّرة و أثار العديد من التساؤلات عند معظمهم. ربما يتفق الجميع حول أن وحشية هذه الجرائم تنتمي إلي عوالم متخلفة قبل بداية الحضارة الانسانية لكن ارتكابها في هذا الزمن عن طريق الجهادي البريطاني جون المتكلم باللهجة اللندنية لأمر مربك. فكيف لشخص نشأ و ترعرع في بريطانيا الديمقراطية و المتمدنة بمثل هذا السلوك الأجرامي المقيت.
بناء علي بعض التقديرات فإنه من المعتقد أن 500 بريطاني من أصول آسيوية قد إلتحقوا بالفعل بالتنظيمات الجهادية في سوريا و العراق. من المعروف أيضاً أن رئيس الوزراء البريطاني قد وصف الخطاب المتطرف- الجهادي- الارهابي عند المسلمين كسردية مسمومة يتم تغذية عقول اليافعين و الشباب بها. علي كل حال فهذا تفسير سطحي للمشكلة و بذلك تنطرح الأسئلة التالية و هي مالذي يجعل الشباب عرضة لمثل هذه السردية المسمومة؟ و مالذي يجعلهم ينجذبون له؟ و لماذا يسيطر عليهم هذا الخطاب و يجعلهم يفقدون إنسانيتهم و أخلاقهم بالكامل؟
إنّه من الخطأ بمكان وصف التطرف الديني كشرٍ أو وصفه كنوعٍ من الإختلال النفساني، خاصّة إذا تذكرنا أن علماء النفس الذين درسوا نفسيات المتطرفين وجدوا أن المتطرفين يمتازون بنوع من الاستقرار النفسي فهم ليسوا مصابون بجنون العظمة، لا يسيطر عليهم الشك و ليسو موهومين، بل هم أناس يستطيعون استبدال مشاعرهم الحسنة تجاه الآخرين بمشاعر و ممارسات شريرة بناءً علي ما يتعتقدونه من أفهام حول الناس و العالم و بناءً علي أهدافهم.
بعيداً عمّا يعتقده الدارونيون الجدد لقد بات من المعروف إن الإحساس بالآخرين و التفكير عنهم بإيجابية و بنوع من الشفقة من الأمور الطبيعية و العادية، بمعني إنه من الأمور الطبيعية و العادية أن نُحِسّ بمعاناة الآخرين و أن نتجاوب بحرص لتخفيف معاناتهم، لا بل قد صار من المعتقد عند علماء النفس إن إنعدام مشاعر الإحساس بمعاناة الآخرين و انعدام الرغبة في تخيف معاناة الآخرين لهو من العلامات الدالة علي الإختلال النفسي. بذلك يكون، حتي يصبح الفرد المحدد ارهابياً و متطرفاً يجب عليه أن يتخلص بالكامل من هذه المشاعر و هي فكرة الإحساس بمعاناة الآخرين و السعي لتخفيفها، بذلك يسهل علي الإرهابي تشيىء الآخرين و التعامل معهم كجمادات خاصّة أولئك الذين ينتمون لمجموعات يصنفها الإرهابي كمجموعات معادية. ما يؤهل الارهابي لذبح الآخرين هو حالة التخلص الكامل من مشاعر الإحساس بالآخرين بغير ندم أو محاسبة ضمير.
من الأمور المعروفة أيضاً أن الارهابيين في التنظيمات الجهادية خاصة أولئك الذين يرتكبون الفظائع هم في الحقيقة من الشباب و اليافعين. معروف في علم النفس أن فترة المراهقة و بداية الشباب هي من أصعب فترات حياة الفرد، لأنه في هذه المرحلة من العمر يتشكل عند الناشيء إحساس بالاستقلال عن الآخرين مترافق مع قابلية للهزّات العاطفية و الإحساس بالضعف و العجز. اختلاط هذه المشاعر و الحالات يولد عند المراهق و الشاب إحساساً بضرورة الإنتماء لمجموعة تمنحه نوع من الهوية المتعالية علي حقائق هذه المرحلة من العمر لذلك يجد اليافعون عزاءً في الانضمام للعصابات أو الإستجابة الجماعية لصيحات الموضة أو مجموعات المعجبين بفنان محدد أو نوع محدد من الغناء. الإنتماء لهذه المجموعات يخفف عنهم معاناة الإحساس بالغربة عن المجتمع و يعزز إحساسهم بهويتهم. و هنا ينطرح السؤال التالي و هو لماذا يكون اليافعين و الشباب عرضة للتطرف الديني؟ عموماً الانتماء لجماعة دينية يعطي اليافع إحساساً بالإنضمام لمجموعة من الناس يشبهونه في المشاعر و يتفقون معه في الافكار و في ذلك نوع من السند و التضامن يحسّه اليافع و هو نوع من المشاعر يشبه حالة الوجود في أسرة مستقرة متماسكة خاصّة عند أولئك الذين يفتقرون للإستقرار الأسري.
علي العموم تشير الرغبة في الإنضمام لجماعة إسلامية متشددة لمشكلة أخري أكثر عمقاً و هي أزمة إنعدام المعني و الهدف في الحياة المعاصرة في المجتمعات المتحررة كبريطانيا. يحثنا النظام الاجتماعي عبر الموسسات التعليمية علي المثابرة و الإنجاز لانهما الطريق الوحيد لتحقيق الهدف من الحياة الذي هو النجاح و حيازة الثروة . بمعني أن النظام الاجتماعي يحثنا بصورة ممهنجة علي نمط استهلاكي للحياة و مغرق في المادية و هذا سيعني في المحصلة النهائية أنه إذا كان للحياة معني هو ان تكون أنانياً لا يعنيك إلا نجاحك الشخصي و توفرك علي المال، هذا بالضرورة سيعني وقوعنا في دوامة العمل المكرور و الممل. بذلك يتم إهمال أمور مهمة مثل بناء المقدرات الذاتية، الإبداع، الروحانيات، التطوع و خدمة المجتمع، الإهتمام بالطبيعة و الارتباط بها، الأهتمام بالفنون، هذه الأمور يتم إهمالها مع إزدهار و نمو النمط الاستهلاكي للحياة المعاصرة.
يمكننا القول إن الديانات و الفكر الأصولي و التطرف جميعا هي نوع من الرفض و الجحود لنمط الحياة الاستهلاكي لكنه رفض و جحود مضلل و ضار لأنه لا يفضي في النهاية لإعطاء الحياة المعني و الهدف الذين تفتقر إليهما.
أن الإحساس بالهوية و المعني و الهدف من الحياة التي توفرها فكرة الانضمام للجماعات الدينية المتطرفة و الجهادية يمكن أن تكون مفسدة وسامّة لأنها ستعمل في اللاوعي و تجعل اليافع في النهاية فاقداً للإحساس بمعاناة الآخرين و مهتماً بتخفيفها و لإنجاز هذا الهدف ينتهج قادة التنظيمات الإرهابية أساليب متعددة منها:
اولاً :نفي انساسية المجموعات المعادية لهم و النظر إلي أفرادها كحالات فردية منفصلة عن العالم و المجتمع لكنها مرتبطة بجوهر المجموعة المعادية الافتراضي “فكرة قتل جميع الشيعة او فكرة قتل جميع الغربيين عند داعش و القاعدة”. توضيح من المترجم.
ثانياً: يتم وصف الآخر بأنه بلا اخلاق أو قيّم “الشيوعيون و العلمانيون إباحيون”. توضيح من المترجم .
الترتيبان أعلاه مهمان جداً عند الجهاديين لأنهما ستجعلا الوحشية في التعامل مع الآخر أمر ضروري و غير ذي أهمية ، بإختصار لأن الضحية “كافر” توضيح من المترجم
المباديء الفكرية للجماعات الجهادية تدعم هذه الاتجاهات في التفكير عن الآخرين و ذلك بتجريد العالم و تحويله لمجرد فكرة في ذهن العنصر جهادي المتطرف، و ليس عالماً حقيقياً قابل للإدراك و التعامل معه. بذلك يكون العالم في مخيلة الجهادي المتطرف هو مجموعة مفاهيم و تجريدات ذات دلالات معادية له و ليس حقيقة عيانية محسوسة. و في المحصلة يكون الآخرون عند الجهادي المتطرف ليسو افراد عاديين لهم حياتهم الواجب احترامها إنما وحدات حيّة في تجريدات فكرية خلال لعبة موت محتوم.

[url]https://www.psychologytoday.com/blog/out-the-darkness/201409/the-psychology-terrorism[/url]

الرابط أعلاه للمقال بموقع علم النفس اليوم
Post published by Steve Taylor Ph.D. on Sep 09, 2014 in Out of the Darkne
المنشور للدكتور إستيف تايلور في سبتمبر 2014م

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تشكر على الترجمة للمقال القيم
    لكن بصراحة ما قمت به هو ليس ترجمة بل نقل للفكر باللغة العربية مع تصرف كبير، ورغم هذا تشكر عليه وتشكر على أمانتك في إرفاق الرابط للمقال الأصل

  2. الترجمة موهبة وفن وتمكن من قواعد اللغتين , وانت تفتقر الى كل ذلك. انصحك الابتعاد عن هذا المجال.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..