الانظمة كالبشر ، تولد وتعانى ثم تموت

الانظمة كالبشر ، تولد وتعانى ثم تموت
عبدالرحيم محمد سليمان
[email][email protected][/email]
الانظمة ايا كان نوعها ،هى مثل الناس تمتلك روح الحياة ، تتنفس ، وتأكل ، وتشرب ، وتتقيئ ، وتفرح وتحزن ،تعانى ثم تموت ، تحاكى تفاصيل حياة البشر فى كل شى ، تولد احيانا على الفطرة فأبواها يهودانها او ينصرانها ، واخرى تولد على الصدفة ، فلا تمتلك شرعية الروابط المقدسه ، ولا تكتسب احترام المجتمع لانها نتاج نزوة عابرة واستفزاز عاطفى حرك طاقة البعض ففعل فعلته التى اثمرت عن جنين مشوه تصر كل الشرائع وتتفق الاديان والاعراف الانسانية على تسميته ( ابن حرام ) … وتتزاحم الرؤى وتنصهر مفاصل الحكاية ويختلط فى معظم الاحيان حابل المولود الشرعى بنابل الغير شرعى ، فلا يجد البعض الحرج فى النظر الى كلاهما بنظرة الانسانية المجردة ، وتسقط بذلك متاريس القوانين والاعراف ، وبقدرة قادر يستسلم الجميع ويتعايش مع حقيقة مرحلة الطفولة الصاخبة التى تمر بها الانظمة ، فهى تمر بأخطر المراحل التربوية ، وتحتاج الى العناية الفائقه والمراقبة المستمرة من القائمين على رعايتها ، وفى زحمة الافراح والمهرجانات التى تشغل زويها احتفالا واحتفاء بها ، تنقضى مرحلة الطفولة ، وتدخل الانظمة اخطر المراحل التى تشكل بالكيفية المتاحة مستقبل الشخصية ، ففى مرحلة المراهقة هذه تشب الانظمة مثل الانسان عن الطوق ، وتتمرد على اباءها وتجور على زويها ، وتغازل محيطها بكل تحدى يعكس مخزون الطاقه الشبابية بها ، فهى على استعداد لمنازلة اعتى الصعوبات السياسية التى قد تواجهها ، ولن تتوانى فى هضم واختزال كل عدو يحاول الصاق تهم الغرور بها ، فتتماده فى اصدار السلوكيات الشائنة وتستحدث الالفاظ الثورية النابية ، فتشتم الكل وتسب الجميع ، ثم يلحظ الناس عليها علامات البلوغ الكبرى ، فيرى الناظر من خلال الثياب المزركشه الخفيفه بعض( الحلمات للاثداء الصغيرة ) والعابثة التى تتوزع بفوضويه شديدة على المساحة المثيرة وسط الصدر ، ويستبين السامع حدة الرقة المزريه التى تجلل اوتار صوتها … لحظات ثم تقطع جهينه قول كل خطيب و تتكشف السلوكيات الغير اخلاقية ، وتتعرى تبعات مرحلة البلوغ ، فتكون السرقة ، والتعاطى المسرف للمنوعات ، والعبث بالاعراض ، والانتهاك الصريح لكل المكتسبات الوطنية ، … وتلك الايام نداولها بين الناس ، فتنقضى هى الاخرى فترة البلوغ بخيرها وشرها ، وتدخل الانظمة على اعتاب مرحلة يفترض ان تتسم بسيادة العقل ، ولكن من فرض التدليل والتدليس الذى مارسه المجتمع عليها ابان فترة الطفولة والمراهقة ، ها هى تخطو عتبة الشباب بكل غنج ودعة ، وباتت اكثر غرورا وصارت تعتقد فى انها اذا لم تولد لتسائل العالم لماذا ؟ … فتتبرج وتتزين لتخلب الألباب ، وتمشق قوامها اللطيف ليسعر لهيب الريدة داخل كل قلب فارغ من محبة الله ، فتمغز بالعين اليمنى وتارة باليسرة ، فتدعوا بجمالها ومنصبها الجميع ، فيعتليها الفاسدين ، ويمتص رحيقها ( المنفعجية ) الذين تربصوا بها منذ ان كانت طفلة تحبو ، ولايزال اولئك وهولا ينهبون من محاسن جسدها الفاتن حتى يتركونها على قارعة الطريق مجرد عظام نخرة ، تعانى من الامراض المزمنة ، وتشتكى اثار مرحلة اليأس وانقطاع الطمث ، فتدخل خجلى تجرجر اذيال الخيبة الى مرحلة خريف العمر ، فتصاب بصدمة رهيبه تفقدها شهية الاستمرارية فى الحياة عندما تنعى لها الايام وفاة والدها الاب المربى الغير فاضل الذى لم يستطيع ان يعلمها القيم الفاضله وينشئها على الصراط المستقيم ، فتكون فى حالة نفسية سيئة ، تعتزل الناس ، وترفض التفاعل مع مجريات الواقع ، ويسقط فى يدها ، بأن هناك حياة وموت ، لكن كيف الاوبة الى الله ؟ وعبثا تحاول التوبة فلا تجد العون والمؤازرة من الجماهير ، بل تجد فى حياة الرذيلة مدعاة تنسيها مرارة اللحظه ، وتحجب عنها نور الحقيقة ، فتدمن الحياة الداعرة وتتكشف امام الشدائد ، وتتعرى طواعيه امام نزوات المتسلقين ، فتلفظ ابناءها وتتستر على الذئاب التى تنهش جسدها ، فتثير نعرت الغضب لدى نفوس بعض ابناءها وتاخذه حمية الغيرة ، ويرفض فكرة اعتباره شخص ديوس يرى الفاحشة فى اهل بيته فيسكت ، فيغضب غضبة عظيمة .. … و برهة ، ينعيها الناعى فيذكر من محاسنها انها ( ولدت ، وعانت ، ثم ماتت ) ؟؟؟
ما هذا؟ ..
وتلك الايام نداولها بين الناس.
روعه يا استاذ