مقالات وآراء

اعتقالهم لا يكفي بل محاكمتهم

طالما نصحنا المجلس العسكري وبح صوتنا ونحن ننادي باعتقال رموز النظام السابق ومحاكمتهم، وقلنا إن تركهم يسرحون ويمرحون هو قمة التهاون في مكتسبات الثورة ، وإنه أكبر خطر يتهدد النظام القادم.

ولكن كانت للمجلس العسكري نية هو مبيتها ، كانت أمنيته وحلمه أن ينام ويستيقظ ليجد الثوار وقحط قد اختفوا من الساحة ليتحقق له الانفراد بحكم البلد لا طمعا في الحكم فقط ولكن ليوفر الأمان له من أي مساءلة ومحاسبة.

لذلك لم يخف أعضاؤه فرحتهم العلنية والمكتومة بفض الاعتصام وسارع البرهان برعونة ليكشف ويعري نفسه ومجلسه بإعلان نفض يدهم عن كل اتفاق مع قحط فقد ظن أن الحلم تحقق وأن البلد قد خلت لهم.

وفي مغازلة صريحة لا لبس فيها لأركان النظام المنهار أعادوا النقابات الإخوانية ومن خلفها تنظيماتهم المشبوهة وغضوا الطرف عن كتائب الظل لترهب الناس وتنتهك الحرمات دون أن يتحرك لهم ساكن.

تناسى المجلس العسكري بغباء وباندفاع غير محسوب ثلاث عوامل مهة أفسدت عليه كل مخططاته.

أولها: الشعب الذي لم يكن في حساباتهم أبدا، وكانت مليونية الثلاثين من يونيو أكبر ضربة موجعة للمجلس أعادته من نشوة النصر الكاذب ، للواقع واربكت كل مخططاتهم .
ثانيها: العامل الخارجي الذي ما كان يمكنه الاعتراف بانقلابهم على ما اتفقوا عليه مع قحط فكان الضغط الخارجي على أشده ، حتى مصر والإمارات والسعودية لم يكن في امكانها الاعتراف بهم.

ثالثها: هو العامل الذي تحرك الآن ، وهم أركان النظام السابق ، فهؤلاء لا يرون في المجلس العسكري إلا وكيلا لتصريف أعمالهم ، لحين العودة المنظرة ، فلما انكسر المجلس العسكري أمام الضغط الخارجي والداخلى وتم الجزء الاول من الاتفاق مع قحط، ايقنوا أن المجلس باعهم وأنهم سيكونون الضحية القادمة بلا شك لكافة جرائمهم المعروفة وسيضاف إليها جريمة فض الاعتصام بكتائبهم المندسة وسط القوات النظامية.

فكان الانقلاب الاخير مهما فسرناه فهو في النهاية صراع بين المجلس العسكري والنظام البائد . سواء أراد المتأسلمون أن يتغدوا بالمجلس قبل أن يتعشى بهم أم بادر المجلس فأفط بهم قبل أن يتغدوا به.

أيا كان الأمر فالمطلوب ليس مجرد القبض عليهم وفضحهم وإنما المطلب هو الحسم والمحاكمة الفورية والعمل بأسرع ما يمكن لحظرهم واعتبارهم جماعة إرهابية .
ليس من باب الانتقام نقول هذا ولكن كل الشرائع الدينية والانسانية بقيمها السامية لا تتقبل هذه الفئة من الناس ، فهم أعظم بلوى وأخطر جرثومة تصيب المجتمعات . مجرد القبض عليهم لا يعني السلامة من شرورهم ولن تتوقف محاولاتهم الخبيثة لتقويض الثورة ولو يهدمون الوطن بما فيه ومن فيه .

كسرة ستكون ثابتة: إعلان الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وحظرها ضرورة دينية ووطنية وأخلاقية.

د. زاهد زايد
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..