أخوان مصر طلبوا من أخوان السودان تأجيل أي حديث حول الملفات الشائكة في العلاقات المصرية- السودانية،

عبدالله عبيد حسن

أخيراً تشرفت الخرطوم بزيارة الدكتور محمد مرسي رئيس مصر الشقيقة. وكانت الزيارة الرسمية في حساب الوقت أقصر زيارة لرئيس مصري منذ استقلال السودان.

ومع أن الاستقبال الرسمي للزائر الكبير كان على مستوى الود والمحبة التاريخي الذي يربط بين السودان ومصر، إلا أن الاستقبال الشعبي للرئيس المصري لم يعبر على ما يبدو عن حرارة المشاعر السودانية الشعبية المعهودة. فقد عاصرت عشرات الزيارات الرسمية المصرية للخرطوم منذ عهد الجنرال محمد نجيب وجمال عبدالناصر والسادات ومبارك، ورأيت كيف أن جموع الجماهير السودانية تستقبل «الأشقاء».

ولعل هذه هي أولى الملاحظات حول زيارة مرسي، ولا شك أن سيادته ومرافقيه قد أدركوا بالذكاء المصري المعهود أسباب هذا الفتور وعدم اهتمام الشعب السوداني بهذه الزيارة!

قبل الزيارة الميمونة كان الناس يعرفون أن الخرطوم كانت غير سعيدة لتأخر زيارة الرئيس المصري للسودان الذي كان رئيسه أول رئيس عربي شد الرحال إلى مصر للتهنئة.

وعلى الرغم من أن وزير الخارجية السودانية قد صرح لإحدى الصحف بعد وصول الرئيس المصري، بأن الحكومة تقدر وتتفهم ظروف مصر في هذه الأيام وتعذر الرئيس المصري، الذي سافر إلى عشر دول قبل زيارته للسودان، لم يتوقعوا أن تأتي الزيارة المباركة والاجتماعات الرسمية المعلنة والمغلقة بجديد، إلا أن الفضول البشري كان يجعلهم في حالة نفسية (وشوق) ليروا كيف ستجري الأمور بين الرئيسين أو الحكومتين الإخوانيتين.

فلأول مرة يصل إلى سدة الحكم في البلدين الشقيقين حكام تربطهم علاقات أيديولوجية ومشروع استراتيجي تحت راية «تنظيم الإخوان»، والذي كان القسم السوداني منه يدين إلى المرشد العام للإخوان، إلى أن جاء حسن الترابي وقطع الحبل المتين الذي كان يربط «إخوان السودان» بالتنظيم الذي مقره وقيادته العالمية في القاهرة، وفي شخص مرشد أعلى مصري.

وتحدث البيان المشترك حديثاً عاماً عن التعاون بين الحكومتين الشقيقتين في مشروعات التنمية الطموحة والاستثمار وفي مسائل المياه، ولكن الجديد هنا أن البيان استدرك الأمر، وأضاف إلى فقرة التعاون حول مياه النيل استعدادهم لمد يد التعاون لدول حوض النيل الأخرى، والمقصود هنا هي إثيوبيا، وأضيفت إليها الآن دولة جنوب السودان.

المفاجأة (وهي مستغربة من نظام الإنقاذ) أن البيان أخبر السودانيين بأن البشير قد منح مصر مساحة في حدود ولاية الخرطوم مقدارها مليوني متر وليس في الأمر ما يثير غضب السودانيين، فالسودان فعلا محتاج ويأمل في الاستثمار العربي والدولي خاصة في ثروات السودان المخزونة، وأراضيه الشاسعة (حتى بعد انفصال الجنوب). لكن المثير في الأمر، هو الطريقة التي أُعلن بها الخبر الذي يقول إن البشير قد قدم للرئيس المصري هذه المساحة الكبيرة لتقيم فيها مصر (يعني الرأسمالية الإخوانية في الواقع) مدينة صناعية.

وما لم ينشر ويذاع في حينه أن زيارة الرئيس المصري المتأخرة سبقتها زيارة غير معلن عنها، فقد جاء الكتاتني رئيس حزب «الحرية والعدالة» الواجهة الحزبية لـ«الإخوان» المسلمين في مصر، في زيارة خاطفة للخرطوم، وتحدث بصراحة مع «إخوان» السودان حول الملفات الشائكة في العلاقات المصرية- السودانية، سواء ما يتعلق بالحريات الأربع والحدود والمعابر وحلايب … وأن مصر تطلب تأجيل أي حديث عنها الآن وذلك حتى تستقر الأحوال في مصر، ومن دون ذلك، فإن رئيس الجمهورية لن يستطيع زيارة السودان، وتقول المعلومات المسربة أن رئيس حزب «الإخوان» قد تلقى تأكيداً من الحكومة بالموافقة.

وعندما قال مرسي في خطبة الجمعة بمسجد النور ضمن خطبة طويلة: إنه قد تكون هنالك اختلافات في الرأي والرؤية بين البلدين الشقيقين، فإن الواجب أن نقدر بعضنا البعض، وأن نتحاور، وأن نصل إلى الحلول التي ترضي الطرفين… فقد قال المصلون آمين.

الاتحاد

تعليق واحد

  1. الشعب يريد حلائب والحكومة تلف وتدور لانها عاجزة عن خوض حتى معركة دبلوماسية من اجل استرداد اراضينا وكل اللى يهمها ان تمكث بالحكم اطول فترة ممكنة ولو فى طريقة للابد

  2. إلا أن الاستقبال الشعبي للرئيس المصري لم يعبر على ما يبدو عن حرارة المشاعر السودانية الشعبية المعهودة. (وهل شاهت يوم استقبال شعبي لرئس سوداني انا لم اتزكر بل لم اشاهد اذا صار الموضوع فقط برتكول رسمي ومعروف والشاشات تنقل الحدث لايف والجميع يتابع ماااااااافي مشكلة

  3. مدينة صناعية بأى شروط ؟
    أهى شروط قانون الإستثمار المهين الجديد ؟أم أنها دون شروط إطلاقا..لأن رئيسنا لا يستطيع أن يضع الشروط إلا على مواطنيه..؟
    بأى ماء وجه نمنح 2مليون فدان لدولة تحتل أرضنا ؟
    ماذا تمنحنا مصر من الأشياء العينية ونحن لا نتوانى عن العطاء ؟
    الإستراتيجية الأخوانية الدولية ( الماسونية) الآن هى أوضح من أى وقت مضى

  4. للاسف النخبة الحاكمة في السودان تجهل معنى سيادة وكرامة وعزة الدولة السودانية جاء مرسي للسودان بعد ان زار الكثير من الدول البعيد منها والقريب لانه لايضع اعتبار للسودان فالمصريون للاسف ينظرون لنا وكاننا الحديقة الخلفية لهم فهم يبحثون عن مصالحهم لان مصالحنا ليست ضرورية لهم فهم لايهتمون بنا ويغضبون اذا ضالبنا بحقوقنا فهل يستقيم الامر وهل مثل هذه العلاقة تسمى شراكة واخوة لا نكذب على انفسنا فبين شعبي وادى النيل من العداء مايكفى لاحراق المنطقة ونحن نتميز عن الجانب الاخر بالطيبة وعفة اللسان ولا نسب ولا نلعن الاخوة في شمال الوادى ولكن هل تابعتم الاعلام المصرى بعد زيارة مرسي وجدل حول منطقة حلايب وشلاتين والاستفزاز والكلام عن الخطوط الحمر وان حلايب مصرية ولانسمح بالتفريض في شبر من ارض مصر والجيش يحزر ووووو وحقيقة تعجبت هل نحن في السودان حركنا الجيوش واحتلينا حلايب وشلاتين ام العكس حدث في عام 95 حينما استغل المخلوع مبارك محاولة اغتيالة من قبل الجهلاء في الخرطوم واحتل حلايب يبقي لماذا التهديد والوعيد لاهل السودان يانخبة مصر هل تريدون ان تعارضو مرسي من خلال الاساءة للسودان تبا لكم انتم مخطئيون فلا تعرفون اهل السودان وحتما الايام ستثبت ذلك من المفروض على النخبة ان لا تتعاطى في الامر بعصبية لحساسية العلاقة وحفاظا على ماتبقى منها ان كان قد بقى منها شي اقصد على مستوى الشعوب فالانظمة ذاهبة ومتحركة الشعوب باقية يتوجب بحث الموضوع عبر لجان من الدولتين ويحتكم لفض الامر وحسمه نهائيا عبر محكمة دولية وحين يصدر القرار يحترم من الشعبين ولكن ان يريد الاخوة في مصر استعمال نهج التخويف والتحزير والوعيد فهذا لن يجدى وليس في مصلحة مصر لان مصر في حاجة للسودان وشعب السودان اكثر من مما يحتاج اهل السودان هل نسي المصريون مياه النيل ومايمكن ان يفعله السودان في ملف مياه النيل وماذا سيحدث للمصر على المصرين ان يفهمو ان التعامل بين الدول تعامل مصالح مشتركة لا ان تاخذ فقط الحياة اخذ وعطاء فانتبهو لغضبت السودانين وتحويل المسارات ولا تنظرو للانظمة فهى متغيرة انظرو للشعوب فهى الحكم والفيصل الرسالة للنخبة من المصرين انتبهو في الفاظكم فليس السلاح من يخيف اهل السودان ولا الوعيد تعامل مع اهل السودان بالحكمة والاحترام ستجد منهم كل الود والعطاء فهل نسي اهل مصر حلفا واغراقها لاجل انشاء السد العالي فان هم نسو فنحن لاننسي وهل نسو دور السودان في النكسة الهزيمة في 67 وهل نسو دورنا في 73 اقرو التاريخ يانخبة مصر فهل السودان دوما كرماء فلا تجعلونا نكره يوم ان كنا كرماء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..