أخبار السودان

خروج القوات المسلحة عن السيطرة: خطر يفوق الحرب في السودان

الواقع السوداني يشير إلى وجود صراعات بين مجموعات مسلحة متعددة بسبب فقدان الجيش والدعم السريع السيطرة على قواتهما.

عزف الخطاب الذي استخدمته تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) في ختام مؤتمرها بأديس أبابا على وتر مخاطر تفكك السودان وتأثيراته على المحيطين الإقليمي والدولي بعد مرور نحو عام على اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وألقت “تقدم” الضوء على أزمة تراجع قدرة القيادات العسكرية لدى الجيش والدعم السريع في السيطرة على القوات المسلحة واعتبرته خطراً يهدد الدولة.

وعبرت التنسيقية عن قلقها البالغ إزاء تزايد مؤشرات فقدان الجيش والدعم السريع السيطرة على قواتهما، وما يُشكّله ذلك من مخاطر جسيمة، مؤكدة أن “السيناريو الأسوأ هو احتمال تفكك الجيش والدعم السريع وفقدان قيادتهما السيطرة على القوات”.

وتعد مسألة فقدان السيطرة على الجيوش والحركات والجماعات المسلحة خطرا كبيرا، ففي حال أعلن أيّ منها الانشقاق واتخاذ مواقف مغايرة لما ذهب إليه الجيش أو الدعم السريع، فالأطراف الوسطية ستكون أمام مأزق الدخول في تفريعات جديدة للصراع.

وتحدثت “تقدم” علنًا عن هذا المحدد لدفع قوى عدة للضغط لنجاح محادثات دعا إليها المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو في الثامن عشر من أبريل الجاري.

وبحث الجيش منذ اندلاع الحرب عن جماعات مسلحة تعوض تراجع عدد مقاتليه وانتهج ما يسمّى بـ”الاستنفار الشعبي”، وعزز تحالفاته مع تنظيمات وميليشيات محسوبة على الحركة الإسلامية في السودان، ودعم تدريب جماعات مسلحة في شرق السودان لتحصين مواقع الحكومة عقب انتقالها إلى بورتسودان.

واعتمدت قوات الدعم السريع على حواضن اجتماعية منذ تأسيسها، ودخلت مجموعات قتالية من خارجها تورطت في أعمال سلب ونهب شهدتها بعض الولايات، وهو ما يمثل إشارة إلى أن العناصر المسلحة لا تخضع لأهداف الدعم السريع.

وقال عضو اللجنة القيادية لتنسيقية “تقدم” شريف عثمان إن القوى المدنية لديها مؤشرات تؤكد عدم تمكن الجيش والدعم السريع من السيطرة تماما على عناصرهما، وإن العديد من الفيديوهات والتسجيلات التي بثتها كتائب مقاتلة مع الجيش أوضحت عدم الرضا عن توجهات قيادته العامة.

◄ اعتماد الجيش على مجموعات تابعة للحركة الإسلامية طفا أخيرا على السطح مثل “نسور الاحتياط” و “كتائب البراء”
◄ اعتماد الجيش على مجموعات تابعة للحركة الإسلامية طفا أخيرا على السطح مثل “نسور الاحتياط” و “كتائب البراء”
وأضاف لـ”العرب” أنه حال استمرار الحرب فالطموح السياسي لتلك المجموعات سوف يأخذ في التزايد ما يعيد إلى الأذهان تجارب دول أفريقية بدأ فيها الصراع بين جبهتين ثم سرعان ما تحوّل إلى حروب شاملة بين جماعات لها أجندات مختلفة، وما يدعم حدوث ذلك في السودان وجود خلايا محسوبة على جماعة الإخوان تتلقى دعمًا من خارج إطار منظومة القوات المسلحة.

وطالبت تنسيقية “تقدم” بتشكيل قوة مشتركة من دول الإقليم، لمراقبة وقف العدائيات ووقف إطلاق النار وفتح مسارات آمنة وضمان انسياب المساعدات الإنسانية.

وأكد عضو التيار الوطني السوداني نورالدين صلاح الدين أن قيادات حزب المؤتمر الوطني (المنحل) في السودان تتبنى رؤية، مفادها أن استمرار الحرب ودخول أطراف عدة على خطها يضع الجيش أمام قوات دعم سريع مختلفة، ولن تكون لديه القدرة على مفاوضة أيّ منها.

ولفت في تصريح لـ”العرب” إلى أن إقدام قوات الدعم السريع على زيادة مناطق نفوذها وتقوية عناصرها قامت على نظريات أشبه بالتحالف مع المجموعات الأهلية في الولايات المختلفة، وهو ما ظهر في لقاءات عقدها البعض من عناصرها مع قيادات المجتمعات الأهلية، ما يعني أن هناك أساسا تتداخل فيه مصالح القبائل يجعل أيّ قوة عرضة لانقسامات، إذا انتفت المصالح المشتركة بين مكوناتها.

وأشار صلاح الدين إلى أن الجيش يعاني انقساما في رأس قيادته، والتصريحات والمواقف المتضاربة تؤكد ذلك، وإذا كان التعارض مقصوداً لانتهاج سياسة تبادل الأدوار فاعتماد الجيش على مجموعات مسلحة تابعة للحركة الإسلامية طفا أخيراً على السطح مثل “نسور الاحتياط” و”كتائب البراء”.

ويبرهن عدم استكمال مهمة دمج جيوش الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام داخل الجيش على أن هناك حالة من الهشاشة القيادية، يمكن أن تجعل أيّا من تلك المجموعات والحركات تخرج عن طاعة قيادة الجيش في أيّ لحظة.

ويشير الواقع السوداني إلى وجود صراعات بين مجموعات مسلحة متعددة، وإقليم الشرق مثلا كان شاهداً مؤخرا على ظهور جماعات مسلحة جديدة، ولم يكن لها وجود على الأرض من قبل، بينها قوات تحرير شرق السودان، التي أعلنت عن نفسها في ديسمبر الماضي ولها قائد يدعى إبراهيم دنيا، زعم أن قواته تهدف للدفاع عن المدنيين في منطقة شرق السودان، حال تمددت الحرب إليها.

وشكلت الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة التي يرأسها الأمين داوود قوات عسكرية تلقت تدريبات في إريتريا، وبدأت باستقطاب جنود لمعسكرها، وتعمل لصالح الجيش، وشكّل مؤتمر البجا بقيادة موسى محمد أحمد مساعد الرئيس السابق عمر البشير قوة مسلحة جديدة، انضمت إلى معسكر يشرف عليه الجيش في شرق السودان.

العرب

‫6 تعليقات

  1. اوهام الاعلام العربي المضلل والماجورين وابواق القتلة من الصحفيين السودانيين ..

  2. القوات المسلحة لديها ضوابط و قوانين ولا يوجد بينهم متفلتين كما يزعم كاتب التقرير فهو يريد مساواة القوات المسلحة مع المرتزقة الذين ينهبون الممتلكات و تفكك الجيش السوداني أحلام زلوط من قحت المركزية و بقية الخونة و العملاء المأجورين.
    لا تحلموا بمفاوضات تعود بنا الي ما قبل 15 أبريل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..