مقالات سياسية

ما بين القصرين وشعب يبحث عن الخبز والحرية

دفع الله حماد حسين

لا اعني ثلاثية نجيب محفوظ ( بين القصرين وقصر الشوق والسكرية ) ما اود الحديث عنه هو ما بين القصر الجمهوري السوداني السابق والقصر الذي بناه الصينيون في عهد المخلوع البشير وذلك لارتباط جورج شارلس غردون بدولة الصين فقد عمل غردون بالصين قبل ان يستخدمه الحكم التركي في السودان ويلقى حتفه على ايدي الثوار السودانيون في القصر الأول الأمر الذي ادخل السرور والفرح في قلوب الصينيين في تلك الفترة لما لحقهم من عنت ومشقة على يديه وكان قبل مجيئه السودان يعرف بغردون الصينيGordon The Chinese .
كل دول العالم تعتز بعراقة مبانيها , قصر بكنجهام في انجلترا والبيت الأبيض في امريكا فلماذا نحن ا نعتز لا بالقصر الجمهوري الذي شهد رفع العلم السوداني وتسلم السلطة من الحاكم العام البريطاني ونبني قصرا جديدا ؟ اما كان اجدر بما تم صرفه على القصر الجديد ان يتم صرف ذلك على المشافي والمدارس ….الخ
يبدو ان المتهافتين على المحاصصة يرغبون في التوسع حتي يجد الجميع المكاتب الوثيرة والسيارة الفارهة والقصور الشاهقة ونحن الشعب الصابر نكون قد ابدلنا سيدا بسيد .
قصران لماذا ؟ كل الدول تحتفي وتكتفي بقصر واحد كرمز للسيادة وحتى الدول التي نمد ايدينا لها تكتفي بقصر واحد ووزراء لا يتعدون اصابع اليدين والقدمين ولاننا من ( نفر عمروا الارض حيثما قطنوا ) قصر واحد لا يكفي ووزراء دون الثمانين لا يكفون ةكما قال المخلوع الذي ساد فينا ثلاثة عقود ( الكيكة صغيرة والأيادي كثيرة ) .
ايها الساعون للإستوزار هل ترغبون في المشاركة تطوعا بدون اجر وتسكنون في منازلكم وتركبون سياراتكم او سيارات الأجرة وتسافرون للعلاج والفرجة والحج والعمرة من حر مالكم , ان كانت اجابتكم بنعم فمرحبا بكم في سودان الحرية والعدل والمساواة فشعبنا سئم من الذين يقتاتون من زاده ويتطاولون عليه .
اما سمعتم بفتي يقال له د. عبد الله حمدوك حينما دعاه السفاح المخلوع لتسنم وزراة المالية , الوزارة التي بسيل لها لعاب كثير من المتهافتين فرفض والآن اذا ما تمت دعوته في سودان الحرية فلا اظنه سيتقاعس عن خدمته شعبه الذي لم يبخل عليه وليرد الدين حين كان التعليم مجانا مع السكن والغذاء في الداخليات مجانا في كل المراحل الدراسية والعلاج مجانا لعامة الشعب ( فهل من عودة هل ؟ ).

نطمح في سودان الغد ان يكون القصر الجديد مشفى او جامعة او ملاذا للعوزة من كبار السن الذين فقدوا السند او …. كثيرة هي المشاريع كما يقولون ( على قفا مايشيل ) .ونستعير من الكاتب عثمان شبونة ( اعوذ بالله ) .

دفع الله حماد حسين
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..