حول أمريكا الترامبية

حول أمريكا الترامبية
الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب ظاهرة سياسية مكتملة الأركان ، جاء فوزه غير المتوقع بسدة الرئاسة فى هزيمة لمؤسسة الحزبين الجمهورى والديمقراطى ، لماذا ترامب ولماذا الآن؟
رجلالشارع العادى فى الولايات المتحدة يشعر بعدم الأمان فى المحافظة على مستوى حياته التى تعود عليها لعشرات السنين مضت ، ويشعر المواطن أن هناك تحول يشكل خطر على مكاسبه فى الرفاهية ، منهم من إعتقد أن السبب هو العولمة التى حملت التكنلوجيا خارج الحدود من أجل مضاعفة الربح ولذلك العلاج هو الإنغلاق على الذات والعودة إلى تربورا الأمريكية من خلال الحماية للصناعات الأمريكية من المنافسة الخارجية
و أعتقد أخرون فى الشارع الأمريكى أن التهديد لمستوى رفاهيتهم الراهنة هو تدفق سيول المهاجرين وخاصة من دول جوارهم الفقيرة ولذلك إعتقدوا أن الحل هو فى إغلاق الحدود
و أعتقد تيار معتبر فى الشارع الأمريكى أن الأزمة تكمن فى الخوف من الإرهاب الذى أصبحت معظم عملياته من الداخل الأمريكى نفسه ممن أستضافتهم القوانين السارية من أصول غير أوربية خاصة المسلمون منهم
ولذلك العلاج فى إيقافهم من الوصول لمطاراتهم مهما كانت الاسباب والدوافع
إلتقط رجل الأعمال الناجح الذى يجيد قراءة مشاعر المستهلك هذة المخاوف والمشاعر المختلطة وصنع منها منتج قابل للتسويق سماه برنامجة السياسي لإعادة بناء أمريكا العظيمة كما كانت فى الماضى ، هذه الشعارات الفطيرة والمشاعر العامة المختلطة لايمكن أن تأخذها الطبقة السياسية The elite كمسلمات ومقومات لبرنامج سياسي لذلك تم رفض برنامج ترامب من هذه الطبقة مجتمعة فى الحزبين .
وظف رجل الأعمال الذكى المخاوف والدعاية السوداء حتى يعزز أهدافة الملتقطة من قارعة الطريق وفاز بثقة الاغلبية الإنتخابية وفقاً للقانون والدستور الأمريكى وبدأ مسرح العبث السياسي فى إنتاج ملهاة يقودها أكبر إقتصاد و أكبر قوى عسكرية فى العالم جاءت لحظة مواجهة الحقيقة فأعلن الرئيس المنتخب أوامرة التنفيذية متجاهلاً الدستور والقانون ومؤسسات القرار الأمريكية فجاءت قرارته كالتالى :-
قرر دونالد ترامب إلغاء الإتفاقية التجارية مع دول الباسفيك وهى إثنتى عشر دولة بينها الصين و إستراليا والهند و أندونيسيا هذة الإتفاقية أخذت أكثر من ثلاثة عشر عام ليتم إكمال التفاض حولها
الدول الأعضاء فى الإتفاقية تستحوذ على حوالى 40% من التجارة العالمية ، أصدر القرار وسط دهشة كل الإقتصاديين فى العالم حول جدوى إلغاء هذه الأتفاقية الهامة ممما يفتح الباب لحرب تجارية عالمية
أعلن ترامب قراراته المتعلقة بقفل الحدود المكسكية ببناء حائط على طول الحدود وأن تقوم المكسيك بدفع تكلفة الحائط من خلال ضريبة تدفع على المنتجات المكسيكية المصدرة للولايات المتحدة ، ردت المكسيك أنها ستقوم بوضع ضريبة مساوية على المنتجات الأمريكية القادمة إليها مصدر الغرابة أن معظم الشركات على جانبى الحدود أميريكية
اصدر الرئيس ترامب قرار بمنع مواطنى سبعة دول إسلامية من الدخول للولايات المتحدة الأمريكية هذا القرار بالتاكيد قرار رمزى لأنه لم يشمل الدول ذات الكثافة الإسلامية فى العالم مثل أندونيسيا وباكستان ، ولكنة خلق موقف معادى للإسلام فى الولايات المتحدة
كما هناك قرارات خلافية فى الطريق حول حلف النيتو وإتفاقيات التجارية مع كندا و زيادة إنتاج النفط المنتج فى أمريكا من منطقة ألسكا واتفاقيات القواعد الأمريكية فى العديد من دول العالم
السؤال المركزى هل هذا فعلاً ما تحتاجة المصلحة الأمريكية أم أنة لعب هاواة بمصالح اكبر دولة فى العالم مما يعرض العالم لهزات أكبر مما هو قائم بالفعل؟
صلاح جلال