استيقظوا ايها السوريون إنهم يضحكون عليكم!

قبل أن يولغ السوريون في دماء بعضهم البعض انتظارا للرد على سؤال من أشعلها، عليهم أن يتحركوا سريعا لوقف الحرب التي تأكلهم وتحرق بلادهم.

بقلم: د. فاضل فضة

قال ابو العز وهو صديق دمشقي: ان العائلة توزعت في الأردن والسعودية، بينما ذكرت زوجته بلهجتها الشامية: ليك، انا قلت من البداية، انو صعبة المواجهة، لذلك كان من الأفضل الحوار والقبول بحل سياسي بالتدريج. ام العز كما احب ان اناديها، قد لا تكون سياسية بالمعنى الإحترافي، لكنها امرأة سورية، تملك الحس والحدس الشامي الأصيل، القادر على رؤية الأمور بوضوح لا علاقة للسلطة او المصالح به.

لكن توزع العائلات السورية الهاربة من جحيم المعارك في دول الجوار او دول مثل مصر واليونان او اوروبا في مخيمات اللجوء او شقق للأجرة، لم يحل الأزمة السورية ولم يوقف نزيف الدم الذي تجاوز كل ما شاهده الشعب السوري من مأسٍ ودمار وهجرة وقتل منذ اكثر من قرن كامل من الزمن.

قد لا يهم لماذا حدث كل هذا، لإنه حاصل ومستمر، وقد لا يهم من كان السبب في كل هذا لإن ذلك لا يغير الوضع على الأرض. المهم هو الخروج من هذا المستنقع الآسن الذي يعبث بكل ما هو سوري جميل، والمهم هو ايقاف كل هذا الدم، وهذه الفوضى والدمار وعودة الناس إلى اماكنها ولو كانت هذه الأماكن والأحياء مهدّمة.

المهم ان يكون هناك شيء من العقل، او ان يعود العقل السوري الهادئ المسالم، القادر على الحوار والقبول بالآخر، وليس التحول إلى الحقد والعنف والأقصاء للأخر. المهم هو اعادة النظر في المستقبل وماهية سوريا بعد كل هذا الدمار الكبير والقتل المطلق والدمار الهائل.

يعلم الجميع ويتجاهل البعض ان سوريا الموزاييك، لا يمكن حكمها لا بشرع الله والشريعة، ولا بحكم ديكتاتوري يفرض على المجتمع نمط معين من السياسة.

فسوريا الموزاييك، هي نمط العيش المشترك، اي نمط السياسة المتناسب مع طبيعة هذا المجتمع. اما ما عدا ذلك، فهو خارج عن معادلة التاريخ السوري في الوئام والسلام.

ولا يجب ان تبقى سوريا في دائرة الحكم الشمولي الشديد، كما هو النظام الحالي، او ان تقع في مستنقع دكاكين السياسة اللبنانية، وطوائفها، كما هو حاصل اليوم مع ما يسمّى الائتلاف والصراع على مناصب قد لا تتواجد على ارض الواقع، بينما يموت كل يوم ما لا يقل عن مائة سوري من اي طرف كان.

المسألة في الوعي السوري بحاجة إلى نقاش وتفتيت المركبات والعقد والحق المطلق للبعض، كونه ابن كذا، او ابن طائفة، او من مدينة ما. المسألة اعمق عند اداء الجماعة، وقد تكون بحاجة لتوجهات جديدة تولد من رحم الموت اليومي القاتل.

قد يكون لدى الثقافة السورية مخزون عميق ليخرج من كل هذا الألم والإنحدار، خاصة إذا تم التحرر من الإيديولوجيات التي استوردت لشعب بالأصل متناقض في طبيعة ثقافته معها كونه مشكّلا من هذا الموزاييك التاريخي، والذي كان فخراً وتمييزاً، لكنه وبسبب ما حصل، طويت صفحته لصالح المصالح الأقليمية ودولاراتها، وتوجهات لا علاقة للشعب السوري وثقافته بها.

سيتناطح السوريون اليوم على الإصرار على الصراع على السلطة، بشكل او بأخر. لكن هذا الصراع سيؤخر في وقف نزيف الدم، لا بل البعض مازال يطالب بالسلاح لتدمير ما تبقى من ما كان وطناً.

قلنا قبل ان تطلق رصاصة وفي اكثر من مقال: ان الحل السوري للموازييك الإجتماعي المميز، هو الحوار حول ماهية سوريا المستقبل وأنه لا يمكن حكم سوريا وبأي شكل عن طريق توجه ولون واحد.

فهذا ضد الشعب السوري وهذا ما أدّى وما اوصل الحالة والأزمة إلى ما هي عليه اليوم.

استيقظوا ايها السوريون، قبل ان تنتهي دولتكم، وتصبح دويلات، وبأيديكم، استيقظوا يا أيها الباحثون عن المناصب والمراكز وملايين الدولارات على حساب الدم السوري والشعب السوري.

استيقظوا فإنهم يضحكون عليكم، ويشرذمونكم بلا هوادة.

المشكلة ان ذلك يحصل بإيديكم!

د. فاضل فضة

ميدل ايست أونلاين

تعليق واحد

  1. من هم يا فضة لا فض فوك انهم اولاياء نعمة سادتنا المتحكمون بالذهب والفضة
    انها الفوضي الخلاقة(بالنسبة لهم) انه الاستعمار الحديث

  2. من هم يا فضة لا فض فوك انهم اولاياء نعمة سادتنا المتحكمون بالذهب والفضة
    انها الفوضي الخلاقة(بالنسبة لهم) انه الاستعمار الحديث

  3. ماذا أنتجت ثورات الربيع العربي غير الانظمة الاسلامية المتزمتة والفوضى الضاربة؟؟؟ أخشى أيها السوريون أن تندموا على الاسدإن إنتصرت ثورتكم المزعومة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..