مقالات سياسية

المحاصصة والإقصاء .. شتائم الموسم

معمر حسن محمد نور

منذ بواكير نجاح الثورة ، أخذت كلمة الإقصاء تتسيد الموقف .خاصة من قبل الذين شاركوا النظام المدحور . وكان للمجلس العسكري نصيبه الوافر . ففي محاولاته للحفاظ على الدولة العميقة ، وتعطيل مسار الثورة ، بدأ حديثه مع كل من تمكن من كتابة مذكرة ، حتى ولو كانت من عرضحالجي أمام أي محكمة . كانت الكلمة في الواقع ، درعاً سياسياً يحمله كل من شارك في النظام السابق لحماية نفسه من جهة ، وتسجيل نقاط على الثورة وقياداتها من جهة أخرى. لكن في النهاية ، لم تتمكن هذه القوى من إيقاف عجلة الثورة ، بعد أن أجبر المجلس العسكري على الرضوخ للحقائق على الأرض خاصة بعد انفجار الثلاثين من يونيو.
أما المحاصصة ، فقد بدأ الحديث عنها من القوى المهزومة ، لوصف الحوار الشاق لتقسيم المسئوليات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير. لكن اللافت أن ذلك لم يتوقف لدى رموز النظام السابق ، لكن الجبهة الثورية وجهت نفس السلاح لحلفائها في قوى الحرية والتغيير عن الاختلاف معها حول إدراج تفاهمات أديس. وبدوره أشعل سحب محمد حسن التعايشي لصالح طه عثمان من ترشيحات مجلس السيادة ، اتهامات المحاصصة حتى بين كل مكونات قوى الحرية والتغيير ،خاصة تجمع المهنيين . ولم يغب عن ذلك حتى متحدثيه الرسميين.
لكن الملاحظة الأساسية والسالبة جداً ، هي استخدامها بطريقة حتى وكأنها شتيمة في مواجهة الآخر. ولئن عرفنا أهداف شركاء النظام السابق ، يصبح غريباً موقف المتحالفين. فهذه الكلمة ليست فقط في مقام الشتيمة ، ولكن قنبلة تفجر كلما تحقق من إنجاز في فترة العمل المشترك في الكفاح لإسقاط النظام. وكأنها نيران تحرق المراكب التي يستقلونها.
الآن وقد انتهت ترشيحات المجلس السيادي . نحتاج من الساسة ألى تهدئة اللعب. فلا يمكن نسف مسيرة بنقطة لم ترد في الوثيقة . أو بفعل لم نقترفه كحال تجمع المهنيين مع الترشيحات . نتفهم تماماً أهمية الالتزام أمام الجماهير بتعهدات عدم المشاركة ، لكن لا ينبغي إن اضطرت المواقف إلى تواجد شخص خارج تعهداتنا ..أن ننصبها حبل مشنقة لنا.
فلسنا المتنبي ، يقتلنا بيت شعر كتبناه. (ختوا الكورة في الواطة.).

 

معمر حسن محمد نور
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..