الحركه الشعبيه ومآلات حق تقرير المصير ، (تكتيك) أم إستراتيجيه؟(2)

في المقال السابق تحدثنا عن حق تقرير المصير والذي يعني (الإراده العليا للشعوب في وضع أبجديات وأسس مسيرة حياتها السياسيه والإقتصاديه والإجتماعيه ) ، وأنه لا مفر في السودان من محاولات تغبيش الوعي والإستهبال السياسي ،و ممارسه حق تقرير المصير للشعوب السودانيه المضطهده  ليس منحه من أحد ، هو حق  محمي بإراده تلك الشعوب ، وإن دعي الأمر لن نستميح الآخرون لممارسته ، فبإراده شعوبنا نستطيع فرض سياسه الأمر الواقع،

التطوّر التاريخي لحق تقرير المصير:-

تقرير المصير السياسي قد تم توثيقه وتعزيزه من قبل الشعوب القديمه كبلاد ما بين النهرين MESOPOTMIA ANCIENT,  ودولة المدينه في اليونان  CREEK CITY STATES , ومع توسع الإمبراطوريات وتطور مفهوم السياده السياسيه الذي حدث بعد (معاهدة وستفاليا) TREATY OF WESTPHALIA, في ذات الوقت ظهر في أوربا مفهوم القوميه كأيدلوجيا توحيد أثناء الثوره الصناعيه وما بعدها ، ليس فقط بين القوي المتنافسه ولكن أيضا لدي الجماعات التي شعرت بالتبعيه والحرمان داخل دولها الكبري، ففي مثل هذه الحالات يمكن أن ينظر لتقرير المصير علي أنه رد فعل علي الإمبرياليه ، وعندما وقع حلفاء الحرب العالميه الثانيه في العام 1941م علي ميثاق الأطلسي، تطور الأمر في العام 1945م فأصبح حق تقرير المصير بنهايه الحرب ضمن ميثاق الأمم المتحده، وبالتالي جزء من القانون الدولي والدبلوماسيه العالميه ،لذا نجد في الفقره الثانيه من الماده الاولي للفصل الأول من ميثاق الأمم المتحده ، تنص علي أن الغرض من الميثاق هو ( تطوير العلاقات الوديه بين الأمم علي أساس إحترام مبدأ المساواة في الحقوق وتقرير المصير للشعوب وإتخاذ التدابير الأخري الملائمه لتعزيز السلام العالمي ) ،لذا يصبح حق تقرير المصير للشعوب المطالبه به حق قانوني وشرعي وأخلاقي يجب إحترامه والعمل به.
لهذا فإن تقرير المصير هو مبدأ في القانون الدولي ، الذي أقره ميثاق الأمم المتحده، وفي ذلك ان لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها أذا رأت أن ذلك سيقود الي حل مشاكلها، لذا في الفقه الدستوري يُفسر تقرير المصير بأنه الحق الأساسي لجميع الناس في أن تقرر بحريه تامه وضعها الخاص ، وأن تسعي بحريه لتحقيق التنميه الإقتصاديه والإجتماعيه والثقافيه الذاتيه، والجدير بالزكر أن مفهوم تقرير المصير قد تجسد أولا في إعلان الاستقلال الأمريكي عام 1776م ، ثم في الإعلان الفرنسي لحقوق الانسان في العام 1789م.

من هم الذين يقفون ضد المطالبه بحق تقرير المصير للشعوب السودانيه المضطهده ولماذا؟

(1) صفوة المركز أو ( الهمباتا) :-
هؤلاء هم مجموعه من الصفوة المعاد إنتاجها ثقافيا داخل حقل الثقافه الإسلاميه والعربيه عبر عمليات الأدلجه، هؤلاء يحتكرون السلطه والثروة ، وفي سبيل تأمين مصالحهم يسخرون الثقافه والعرق والدين والجغرافيا،  في هذه المجموعه لا يهم من أي مجموعه عرقيه أو ثقافيه يرجع أصول المرء ، فقط أن تكون مستعداً بالتضحيه بكل ما هو أخلاقي وإنساني تحت شعار الإسلام والعروبه لإحتكار السلطه والثروة وممارسه الإسترقاق السياسي للآخر المختلف.

(2) القوي الرجعيه :-
هي القوي الرجعيه من أقصي اليسار إلي أقصي اليمين.

(3) وكلاء صفوة المركز في قوي المعارضه والتغيير والكفاح الثوري:-

في حين يكافح الشعب السوداني لإنهاء الإستغلال والإسترقاق السياسي ، تجد هذه المجموعه تسعي فقط لتحسين شروط العبوديه والإسترقاق السياسي ، هذه الفئه هي الأكثر خطورة لأنها متخفيه في ثياب المعارضه وقوي التغيير بعقليه صفوة المركز ومهمتهم هي التخزيل وتغييب الوعي وإداره الإنشقاقات داخل المعارضه وقوي الكفاح الثوري  وممارسه الإستهبال السياسي.

                                      علي النور داؤد
                                         15مايو 2017م  
                                       كمبالا..يوغندا. 

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. سلمت يداك يااستاذنا علي النور ومزيد من الكتابه حول هذه المسأله ونتمنى أن يري تقرير المصير النور اجلا ام عاجلا لأن لافائده يأتي من دولة الهمباته والجلابه كما سبق زكرك
    اسباب كثيره لجعل تطلعاتهم وامنياتنا واقعا معاشا من ضمنها 1_ عدم اعترافهم لهويتنا الافريقيه لغويا وثقافيا وتراثيا 2_ وجودنا في دولتنا ومهد حضارة اجدادنا المملكه الكوشيه مواطنين درجه تانيه لاحول ولا قوة لنا 3- النظره الاستعلائيه والدونيه التي ينظرونا به علينا 4- عدم وجود عداله ومساواه 5_ عدم وجود خدمات متكافئه في المناطق الطرفيه التي نسكن فيه وماخفي أعظم

    الكثيرون يرون في مطلبنا عنصريه ومااحترامي للفئه الواعيه والمثقفه الذين يعلمون اس المشكله والتمس لنا العزر في مطلبنا أن لم يكن الوحده خيارا جازبا فتقرير المصير هو أدنى هدف يلبي طموحاتنا
    ارجع للفئه قليلو الفهم والبصيره الذين كل ماتنادينا بحقوقنا وبالمظالم ومايعترينا في الدوله السودانيه من معاناة يقولون لنا عنصريين دعني اخاطب هذه الفئه الذين لايعرفون تاريخ السودان الحقيقي او يتجاهلونه عن عمد ودعني لااذهب بعيدا فقط اكتفي بسؤال من الذي وجد الآخر في هذه الدوله السودانيه؟ العرب والقبائل الاخره الوافده علينا ام نحن الذين وجدناهم الاجابه الصحيحه والبديهيه انتم الذي وجدتونه فإن لم تكن ملما بالتاريخ فأسأل عن الفتوحات الإسلامية عندما دخل عبدالله بن سرح وقواته الغازيه من وجد اجيبك وجده مملكة النوبه بمعني نحن اصحاب هذه الأرض الحقيقيين ومعنا بقية القبائل السودانيه الاصيله بمعني نحن الذين استقبلناكم واحتضناكم وزوجناكم وجاورناكم فكيف نكونو عنصريين بالمختصر المفيد نحن لا نكره عروبتكم ولا الدين الإسلامي فمنا من هو مسلم ومن هو مسيحي ومن هو دون ذلك ولكننا نحن النوبه بالأخص مجتمع ديمقراطي وليس لدينا مشكله في المعتنق الديني فالدين لله والوطن للجميع ولكن مشكلتنا مع تلك العقليه الإسلاموعروبي الذين لايروننا إلا أقزاما..ولايريدون الحل الشامل من أجل التعايش السلمي في ظل العداله والمساواه ومادام لايوجد صدأ لحلحلة المشاكل جزريا فالأفضل لنا أن نذهب بما ذهبنا إليه ولاتقولو لنا الجنوب وتجربته السيئه فلكل منا عقله ويعرف خلاصه
    العفو ع الاطاله

  2. التحية للقائد ياسر عرمان ولكل من يهمه هموم المهمشين
    بالنسبة لتقرير المصير حق مكفول لكل الشعوب

    لكن من وجهة نظري البسيط قوتنا في وحدتنا ليس الوحدة الجاذبة بتاع ناس مؤتمر الوطني وحزب الامة والاتحادي
    الوحدة بالعدالة والمساواة وحكم ذاتي لكل اقليم بأستقلالية تام لو 4 اقليم او 3 اقليم في سودان واحد هذا المخرج الوحيد للوحدة والنماء والقوة

    الحكم الذاتي مطلب شعبي دارفور كردفان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..