مستشفى سوبا.. إشعاع من ألق قديم

بسم الله الرحمن الرحيم

بقدر ما كان رفض المرأة التي قرر الطبيب أنها لم تعد في حاجة إلى البقاء في المستشفى بعد تعافيها مثيراً للطرافة ..حيث استغرق إقناعها من مرافقتها وجاراتها في العنبر وطاقم التمريض نصف نهار كامل لإخلاء السرير..بعد تمسكها برد واحد ( هنا أحسن لي)..بقدر ما كان شهادة للمستشفى بجودة الخدمة المقدمة للمرضى..والحق يقال ..فبعد زيارتي للوالدة العزيزة التي دهمتها عوارض صحية وخيمة..ألزمتها عنبر الباطنية مع سبع رفيقات أخريات من غمار الناس البسطاء بمختلف اللغات واللهجات والسحنات في وحدة الدكتور حمد الترابي..ودخلت الوالدة العزيزة ببطاقة التامين الصحي..أدركت الفرق بين الخدمة الطبية المتميزة..وبيع الخدمات الفندقية من ذوات الخمسة نجوم..عِوض العلاج المتاح في المستشفيات الخاصة. ومن حسن تدبير الله في شأن المستشفى أن أتبعت لجامعة الخرطوم ليكون أساتذة الطب في أعرق كلياتها مشرفين عليها..وأنها اتخذت مكاناً قصياً حتى لا يسيل لعاب ذوي الهوى الرأسمالي الطفيلي.. بالطبع لم اتشرف بمصادفة أحد كبار مشرفيها من الأساتذة..ولكن ما يقدم من أداء هو عنوان لجهابذة الطب في بلادنا العزيزة..
فقد كانت أقصى درجات النظافة المتاحة مع سلوك المرافقين والزوار السلبي بائنة ليس في توفيرها فحسب..بل في المساعدة على الحفاظ عليها..فلئن كان المرحوم القاص علي المك..وكان من منسوبي دار النشر في نفس الجامعة قد كتب ( للمستشفى عندي رائحتان..رائحة الموت ..ورائحة المجاري) فرائحة الموت الحق لا تختفي..ولكن لا رائحة للمجاري .. أما الفحوصات والمتابعة ..فاكتب من الشعر فيها ما شئت..ولولا انحسار مظلة التأمين الصحي عن بعض الأدوية المهمة ..لما كُلفنا رهقاً في العلاج.ووحدة التغذية العلاجية غاية في النظافة جعلتني اقنع الوالدة على تناول طعامها التي تعاف تناوله بالمستشفى.
عند بداية افتتاح المستشفى.. كان أحد أعمامنا نزيلاً بها..وكان قد قضى جل شبابه في مصر كعادة أهلي النوبيين..وعند زيارتنا له ..لخص الأمر بأنه يلاقي خدمة أسكندرانية في استعارة لتفاخر أهل الأسكندرية على أهل القاهرة.. نعم حصل انفلات في دخول الطعام والمرافقين والزوار مقارنة بما كان عند الافتتاح..لكن (عضم ولحم) الخدمة الطبية يبشر بأن في الإمكان ..أفضل مما يقدم حالياً في المستشفيات العامة ..بتغيير السياسات..فالتحية
لكل فرد له يد ..ونحمد الله على نعمة شفاء الوالدة.ونتمناها للجميع.

معمر حسن محمد نور
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..