ورطة الأخوان..بين مطرقة الشارع..وسندان الأمريكان..!

ورطة الأخوان..
بين مطرقة الشارع ..وسندان الأمريكان ..

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email] [CENTER][/CENTER]

بعد طول العوم في بر التنظر والتجديف على رمال الشط ، باذرع الشعارات ..!
هاهم الأخوان يدلفون الى محك المخاضة الحقيقية عند دوران دوامة الحكم الجارفة في أكثر من بلد على مستوى المنطقة العربية !
ربما يقول البعض انهم ما وصلوا الى الجرف الفاصل بين رومانسية أحلام الماضى وضباب المستقبل الأعمق ، الا ركوبا على راحلة تسيس الاسلام وبافتراش لبدة الديمقراطية عليها كوسيلة تلطيف لاحتمال متن الظرف الحاد تيسيرا لقطع المشوار نحو غاية السلطة ليس الا ، سالكين الطريق التي عبدتها انتفاضات الشعوب العربية هنا وهناك على حين غرة واستغلوا غفلة بقية الفعاليات التي لم تكن قد أعدت ركابها للرحلة وقد ظنتها مؤجلة الى توقيت غير مسمى لا ربيعا ولا صيفا ولاشتاء في ظل خريفها الذاتي وضعف الرياح التي توجه سحابات حلمها لتسقط قطرا يغير ملامح الواقع المجدب ويحيله خضرة على أرض المشهد السياسي العربي !
الآن تلوح في الافق بوادر الاختبار الحقيقي في مسرى العلاقة ما بين الولايات المتحدة ، ونظامي مصر وليبيا مثلما تحّلق طائراتها بلا طيار قريبا من أجواء الجماهيرية الأفلة !
هذا اذا ما استثنيناء أساس العلاقة الواهنة الخيط بين واشنطن واخوان تونس الذين خرجوا من الصف قبل أكمال الصلاة على قبلة الجماعة منذ أن شككوا مبكرا في صحة وضوء كيزان السودان وقد أذنّوا لاقامة حكمهم من فوق ظهور الدبابات ، لا منابر الدعوة !
وربما تشد هيلاري كلينتون الان على شعرها وتلطم خدودها نواحا بالتلاوم مع أوباما الذي لاشك أنه قد أكل هو الآخر أظافره قضما وأدمى أصابعه ندما ، اذ هما وفرا للجمهوريين ورقة اتهامهما والحزب الديمقراطي أو ذريعة ذمهم مجتمعين على الأقل بحسن الظن في حكم الاسلاميين عبر ديمقراطية لم يستطيعوا ضبط شارعها الناقم اصلا على أمريكا والداعي لترسيخ مبدأ كراهيتها لله في الله لاسيما في عقلية الجمع الاسلامي المتشدد حتى قبل حروبها الأخيرة على الارهاب الذي يعني المحارب المتنطع تجاهها بغض النظر عن دينه في ظواهر الأمورالتي تبديها في تبرير تلك الحروب وليس المسلمين، هذا ان لم يكن في باطن ذلك الجمع الاسلامي وذهنيته يقينا لا شكا ، حيال عدائها للاسلام في مطلقه الذي يعكس تباعدا في الرؤى من وجهة نظر المعادين لها بالقدر الذي بات حريا بتأجيج صراع الحضارات خاصة منذ تصاعد موجة التجاذبات التي طفت الى السطح ابان حقبة حكم جورج بوش الابن التي مثلت ذروة سنام العداء بين اليمين المسيحي المحافظ هناك والحركات الاسلامية التي حملت السلاح في وجه امريكا وفي عدة جبهات من المنطقة الاسلامية !
الان و على خلفية الفيلم الذي فجّر فوران الشارع الاسلامي المتدثر بحق حرية التعبير في الأجواء الديمقراطية التي باركتها أمريكا وان أتت رياحها على غير ما تشتهى سفنها ، يدخل حكام الأخوان في ورطة الوقوع بين مطرقة الشارع الغاضب وسندان عدم الرضا الأمريكي عن سوء دوزنتهم لوتر الاحتجاجات التي وصل بعضها الى حرق العلم الامريكي بعد انزاله ورفع علم الجهاديين في سارية سفارة أمريكا بالقاهرة وتجاوز الامر في بنغازي ذلك الحد الى قتل السفير وعدد من افراد الحراسة بعد تدميروحرق مقتنيات القنصلية الأمريكية هناك !
فهل ستغّير تداعيات هذه الصرعة في الشارع الاسلامي ككل والعربي خصوصا من مجرى العلاقة بين أخوان البنّية وحكومة ولدنا اوباما وسيدة دبلوماسيته هيلاري الذان تظاهرا برباطة الجأش من خلف غصص الشعور بالمهانة !
وتتبدّل بالتالي قناعات الناخب الأمريكي وتدفعه للترجل عن حمار الديمقراطيين ليركب فيل الجمهوريين من قبيل الاستعداد لغزوة تهشيم أنف التهريج التي زرعته الادارة الامريكية الحالية على وجه المسرح السياسي المضطرب في أكبر بلاد المنطقة وزنا سياسيا وديمغرافيا، وشقّت له صف مجلس الأمن بخيول الناتو لازاحة غطاء العقيد الراحل عن برميل الزيت الليبي الوفير !
وهاهي أمريكا تحصد ما ظنته سيكون حسنات تعود عليها بخالص وصادق الدعوات الأبدية كالصدقات الجارية..جحودا من تلك الشعوب كما وصفته كلينتون بالأمس وان برأت في نبرة عتاب مستتر حكومات تلك البلدان من المشاركة المباشرة فيما جرى !
هذا ما لن يطول كشف النقاب عنه في مقبل الأيام التي هي دول!
وهاهما الفيل والحمار يركضان بانفاس مغازلة الناخب الأمريكي على مضمار السباق التي اقتربت ساعة حسمه !
بينما سيظل السجال قائما بين الشارع العربي الباحث عن أية فضاءات لتفريغ حر الصدور وتسليك مخارج الحناجر وبين حكام الأخوان الذين اكتشفوا الآن فقط الفرق مابين العرضة خارج الساحة وداخلها ، بل وقد لا يطول الترقب وهو رهين المراوحة في دائرة اكتشاف صدق و ايمان الاخوان بالديمقراطية كمبدا وحق وليس وسيلة للوصول الى السلطة عبر ارضاء أمريكا والغرب من عدمهما!
فيما يظل فهم العقلية الجماهيرية المرتبكة في عالمنا العربي لكيفية التعبير عن الذات هو المعيار لاستمرار الديمقراطية في حد ذاتها بغض النظر ان كان الحكام اسلاميين أم علمانيين !
وكما يقول المثل ..
فالماء .. يكذب الغطاس !

تعليق واحد

  1. حكومة الكيزان فى مصر الآن مثل صاحب الفلوكة التى بها مكانين فقط و يود أن ينقل خروفا و ربطة قش وذئبا للشاطئ الآخر فى مشوارين ولا يدرى أى إثنين يحمل فى المشوار الواحد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..