أخبار السودان

الفرق واضح

قرأت عن اغتصاب بعض النساء في معسكرات دارفور ، فركبت ( الصعب) ، ودخلت إلي المعسكرات البائسة وسمعت القصص التي لا تخطر علي بال أحد . ثم دونت الملاحظات ودرستها وعرفت أن معظم عمليات الاغتصاب تتم أثناء رحلة الفتيات لجمع الحطب للطبخ أو للتدفئة . رجعت إلي بلدها واخترعت موقداً للطبخ لا يستخدم الحطب وإنما مواد محلية موجودة بالمعسكرات ، وتكفلت بتصنيعه بكميات كبيرة ثم وجدت طريقة لتوزيعه باﻟﻤﺠان علي نساء المعسكرات . فألقت حجراً مهماً في بركة المعاتاة الساكنة والصامتة التي ( بهدلت) النساء والرجال في دارفور .

وسمعت ( سادنة ) عن معاناة النساء في نفس المعسكرات ، فركبت ( طيارة ) بصحبة التنابلة ، واقتصرت رحلتها السياحية علي عواصم الإقليم ، حيث نزلت في الإستراحات الفارهة ، وخاطبت وفود مجلوبة لا علاقة لها بالمعسكرات ، ووقفت أمام الكاميرات تتبسم وتعلن عن نهاية معاناة نساء المعسكرات ، وعن خطط قادمة لتحفيظ القرآن والزواج الجماعي داخل المعسكرات .

وواحدة ثالثة قرأت ( ولم تسمع ) عن اغتصاب فتيات دارفور ، فعملت منظمة تكونت جمعيتها العمومية من أخواتها وبنات عمها وخالاتها وبنات جيرانها ، وسجلتها ( باللفة ) ، ثم كتبت (مقترحاً ) لجهة مانحة ، وهندست ميزانية معتبرة ، وانتهت الأموال في ورشات عمل في فنادق خمسة نجوم ، تحدث فيها خبراء الإغتصاب وعلماء النفس وآخرون تخصص ورش ، ثم انتهي المولد بالجملة المعهودة ولا زال الإغتصاب مستمراً ، بينما لم تستفد أي مغتصبة من أي مليم أحمر أو بنفسجي .

وسمعت ( وزيرة ) عن معاناة النساء بالإقليم المنكوب ، وحدثها العالمون ببواطن الأمور عن طابور خامس يسعي لزعزعة الأمن والإستقرار فأوصت بحصار المعسكرات والتضييق علي من فيه ، إما رحلوا أو ماتوا .

وفهم الجنجويد ، ما يحيط بالمعسكرات ، فتوالت هجماتهم ، إن وجدوا ما يسرق سرقوه ، وإلا خطفوا البنات وزعزعوا الحبوبات ، ثم رجعوا إلي قواعدهم بالعربات .

وقبضت السلطات ذات مرة علي نسوة ، كن يتحدثن بالصوت العالي عن العطش والجوع والحرب المستمرة بلا نهاية ، وجرجرتهن إلي سجون كادوقلي والأبيض بتهمة التجسس . لا قدموهن للمحكمة ولا أطلقوا سراحهن والمعني واضح .

وأعلنت نفس السلطات عن قدرتها علي تقديم العون الإنساني للبؤساء في دارفور دون الحاجة لعون خارجي ، ثم رأي أحدهم لافتة تفيد بأن العون الإنساني يتبع لوزارة الداخلية ، ففهم أن العون الحكومي يعني بندقية وطلقة وربما خازوق في ظل التحرير الاقتصادي واقتصاد السوق وسارق ومسروق

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..